أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - هل تكمن العلّة حقاً في الشعب ؟! 2 من 2















المزيد.....

هل تكمن العلّة حقاً في الشعب ؟! 2 من 2


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 2714 - 2009 / 7 / 21 - 10:23
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


و يجري تغيير الواقع الديموغرافي بالقوة المشفوعة بالإعتذار، و كان الأمر ( يحدث سهواً عن قانون و اصول و ان هناك بعض الخروقات من بعض الجهلة الذين لاتخلو منهم اية عملية اعادة بناء ! ) ، لأن اضطهاد و مطاردة المسيحيين و الصابئة و اليزيديين بمختلف الأساليب، من التهديد و حرق المحلات الى الأغتيال، و بالتالي ارغامهم على ترك البلاد (اضافة الى التهجير الداخلي الديني و الطائفي المتنوع)، لا يزال يجري مستمراً لاينقطع منذ اكثر من خمس سنوات ، و يجري بحالات شبه فردية و لكن متواصلة و تغطيّ مناطق واسعة، حيث تجري في اماكن الأزمات المتحركة التي تتنقل ، و ان هدأت فإنها تعاود الألتهاب .
و قد لايُخفى على القائمين و غاضيّ النظر و المشغولين بمشغوليات قد لا تنتهي ، تاثيرات ذلك على دول الجوار ، وكونه ادخل و يدخل العراق في الصراع الإقليمي الديموغرافي البشري الجاري في المنطقة بشكل خاص، و اخذ يلعب دوراً كبيراً في دور و مواقف دول الجوار من العراق شعباً و دولة باشكال متنوعة . . بسبب الأعداد الهائلة للاجئين العراقيين . . وفق تقارير مكاتب الهجرة العائدة للأمم المتحدة ، و وفق تقارير وكالات الأنباء الدولية و الأقليمية و العراقية .
و يحذّر كثيرون من ان اوساطاً اقليمية ـ دولية تسعى لـ ( إعادة تكوين العراق ) وفق تشكيلة اثنية قومية دينية مذهبية جديدة (قديمة حديثة مناسبة ) تناسب خططها و امن مصالحها المتنوعة في المنطقة ، و تعلن ( اعذاراً !) تحقق عمولات لذلك . . الأمر الذي قد يهدد بتكوين هوية عراقية جديدة (1) وفق الفسيفساء الجديدة المنوي بنائها و اعادة صياغة تناسباتها . . و يهدد بتضييع التراث العراقي و بُعْده المتنوع الذي قامت عليه الهوية العراقية الغنية التي شكّلت دوره الهام في المنطقة ( رغم ما عاناه من انكفاء في سنين الدكتاتورية و الحصار ) .
ان السعي لتغيير ماهية الهوية الوطنية ، في ظروف تطرح فيها اوساط متنوعة متنفذة ، بأن تفكيرها يدور حول تكوين ديموغرافي اثني ديني مذهبي عراقي جديد يتأثّر و يؤثّر في المنطقة، بما يشبه في حركته اعادة تكوين لما جرى في زمان الحرب العالمية الأولى و بعد انهيار الدولة العثمانية، بل و ثأراً لما جرى آنذاك !! كما يطرح البعض . اضافة الى اعمال العنف المتنوعة المناشئ و الغايات كردود افعال لها ، و تنتهج نهجها عينه باسم الدين و المذهب و العرق ، و المواقف المتنوعة للوجود الأجنبي المتعدد المشارك بما يجري، كلٌّ من زاوية مصالحه و غاياته ، غير مبالٍ لما يقاسيه اهل البلاد بالوان طيفهم كلّه . .
اضافة الى معاناة الناس وبالذات اوسع الأوساط الكادحة التي يصعب حصرها ، و هي تسعى لتفادي مخاطر العنف الذي استمر و عاد ينفلت مجدداً ( بعد تحسّنه النسبي )، و معاناتها من الفقر و الفساد و الرشوة و الأنانية و السرقات التي تملأ اخبارها و تفاصيلها و سائل الإعلام الداخلية و الخارجية بعد ان لم يعد من الممكن اخفاؤها . . و تسعى للعيش في ظروف البطالة و الغلاء و تزايد العمالة الأجنبية، و تواصل انقطاع الماء و الكهرباء و تفشي الأمراض و تدهور الخدمات الصحية، اضافة الى تزايد القوارض و الحشرات الضارة الناجم من استمرار خراب البنية التحتية و وسائل الصرف الصحي للمياه القذرة ، تزايد الجفاف و ظهور نتائج مدمّرة لخراب البيئة كالغبار الذي يصيب البلاد بكثافة لم تشهدها منذ اكثر من قرن من الزمان، الذي يجمع فريق كبير من علماء البيئة بانه اضافة الى عوامل الجفاف، فإنه نتيجة حتمية لعوامل دمار الماء و الشجر و الأهوار، ونتيجة حتمية لأنواع الأسلحة المحرّمة التي استخدمت في الحروب . . اضافة الى الخسائر الكبيرة في معاهد و رجال العلم و الطب و المعرفة و الثقافة لأسباب لا يمكن حصرها . . و غيرها و غيرها .
هي التي تشكّل اسباباً هامة لنشوء و تفاقم حالات اللاأبالية التي يصل قسم في وصفه ايّاها ( بأن العلّة في شعبنا )، و يدعوها قسم بـ ( الشعب المدجّن ) الذي لايعترض !! و لا يطالب !! و هي و غيرها التي تؤدي الى انكفاء اوساط واسعة من النساء و الرجال و الشباب، و اعتصامها بالصمت لعجزها عن لعب دور ما ، و هي تتابع ما يجري في ( برلمانها المنتخب ) و ما يقدّمه نظام المحاصصة الطائفية العرقية .
ان حرف النضال السياسي و المطلبي و الإجتماعي عن اهدافة التقدمية، الى حالة لاتنتهي من العنف و الفوضى و اثارة الفتن و الخوف الذي صار لا يذكّر الأقليات بشكل خاص الاّ بمذابح الأرمن و الآثوريين و ماهية الأوراق و التلويحات و الأدوات التي لُعب بها حينها والتي أُسدل و يُسدل الستار عنها . . في ظروف تعاني فيها البلاد فيها من اختفاء دور الأحزاب الوطنية ـ القائمة على اسس و غايات وطنية ـ او ضعفه و اضعافه المتنوّع، مقارنة بالأحزاب التي تأخذ الطائفة و الدين والقومية (بالمفهوم الضيّق) ، دستوراً و مرشد عمل اصمّ لها ، (رغم تساقط اوراقها المستمر و تراكضها مؤخراً الى ترميم نفسها ترميماً و طنياً على حد وصفها) . . هو الذي يشكّل سبباً هاماً آخر لحالة الضياع المؤلم التي تعيشها اوسع الأوساط و يشلّها عن لعب دور ما ( رغم التحسّن الطفيف للأسف ).
و رغم مايجري من انجاز هنا و هناك . . الاّ ان المخاطر المدمّرة باعلاء هوية المذهب او القومية على الهوية الوطنية العراقية الجامعة والمؤلفة لكل الحقوق و المصالح ، تهدد حتى القليل الذي تحقق (2)، في وقت لم يعد خافياً فيه مايمر به من حملوا و يحملون الهوية المذهبية او القومية بمعانيها الضيّقة في الحكم، من تصدّع و صعوبات لاتهدأ امام تصاعد المطالبة بالسير تحت الهوية الوطنية و الإستجابة لحاجاتها، فمهما واجه عديدون وانحنى كثيرون للعواصف او اضطروا للهروب منها ، فهي لاتشكّل الاّ مظهراً خادعاً كاذباً للحقيقة الصامتة، حيث لايمكن تغيير المعدن الحقيقي للأنسان و قناعاته، لابالأرهاب و العنف، ولا بالمال . . و لنا في التأريخ عبر كثيرة لاحد لتنوعها . .
لتبقى هوية العراق الوطنية خفّاقة، بعربه و كرده و تركمانه، باسلامه و مسيحييه، بسنّته و شيعته و سائر هوياته المكوّنة الأخرى من اجل السير بسفينة البلاد الى مرافئ تحقق الطمأنينة و الأستقرار و درجة من السعادة في اعادة اعمار و بناء البلاد . . كلّ البلاد، يشارك الجميع بها من كل الهويات العراقية رجالاً و نساءً و على اساس التساوي بالحقوق الإنسانية ، لتعطّش الجميع الى الأستقرار و السلم و الحياة الطبيعية بعد عقود الحرب و الحصار و الأقتتال و الإحتلال . . و لنا في دروس و عبر ثورة 14 تموز 1958 التي مرّت ذكراها هذه الأيام عبَر. (انتهى)

20 / 7 / 2009 ، مهند البراك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. او اكثر .
2. القليل بالقياس الى الأرواح التي هُدرت، الملايين التي اجبرت على الهجرة و التي هُجّرت ومنذ زمان الدكتاتورية و الى الآن، المليارات التي انفقت و ضاعت و سرقت، و الى مصير البلد الذي وضع بكف عفريت ، و الى المليارديرية الجدد المتنوعين من الوان الطيف العراقي .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تكمن العلّة حقاً في الشعب ؟! 1 من 2
- عيدك للشعب . . افراح وآمال ! 5
- عيدك للشعب . . افراح وآمال ! 4
- عيدك للشعب . . افراح وآمال ! 3
- عيدك للشعب . . افراح وآمال ! 2
- عيدك . . للشعب ، افراح وآمال ! 1
- التصويت ل - مدنيون - . . تصويتاً للتقدم ! 2 من 2
- التصويت ل - مدنيون - . . تصويتاً للتقدم ! 1 من 2
- - الحوار المتمدن - في عامه الجديد !
- الإتفاقية . . واحتمالات التلاقي الأميركي الإيراني ! 2 من 2
- الإتفاقية واحتمالات التلاقي الأميركي الإيراني ! 1 من 2
- الإعصار المالي وقضيتنا الوطنية ! 2 من 2
- الإعصار المالي وقضيتنا الوطنية ! 1 من 2
- في اربعينية المفكّر المعروف كامل شياع
- المجد للمفكر الشجاع كامل شياع !
- هل هناك تغيّر في الستراتيجية الأميركية في العراق والمنطقة ؟ ...
- هل هناك تغيّر في الستراتيجية الأميركية في المنطقة ؟ 2
- هل هناك تغيّر في الستراتيجية الأميركية في المنطقة ؟ 1
- 14 تموز . . الثورة التي انحازت للفقراء !
- الاحتكارات الدولية و بعض قضايا المعاهدات ! 2 من 2


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - هل تكمن العلّة حقاً في الشعب ؟! 2 من 2