أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - تامر المصرى - الآن . . صار عرفات شهيدا















المزيد.....

الآن . . صار عرفات شهيدا


تامر المصرى

الحوار المتمدن-العدد: 2714 - 2009 / 7 / 21 - 09:45
المحور: القضية الفلسطينية
    



مثله؛ كالذي شهد أكثر من مائة زحف أو نحوها، دون أن تعرف له بطولة، وما في بدنه موضع لأثر ضربة سيف أو طعنة رمح أو رمية سهم ... وها هو يمضي وقد أعيا زمانه التثبيط والتلبيد والتخريف، إلى موته بعد حين، على فراشه حتف أنفه، كما تموت العير، لا يؤانسه إلا كأس يلاغي أباريق خمره، في حضرة شيوخ لا يحضرون إلا في جوقة طرق شيوخ "الديناري والبستوني" على طاولة، قد تتبدل في صباح ليلتها، إلى طاولة يجلس هو خلفها، ليدلي فيما سماه مؤتمرا ونراه مؤامرة، بشيء عن الشهيد الخالد ياسر عرفات، معتمدا تهويمات المخادعين الكذوبين، الذين يلجئون إلى اختلاقات حكاياهم، كما يلجأ قليل الصدق لليمين، وقليل العلم للتكبر، وقليل المال لثمين اللباس، وقليل حظ النسب للأسماء المركبة ... وهذا قبس من هشيم نار فتات فاروق قدومي.

لم يكن فاروق قدومي في مؤتمره، الذي يؤسفنا فيه ما استحث فينا مهماز التعليق والإدلاء، كما يؤسفنا فيه أيضا شبهات ارتباطاته بالتوقيت والشللية الإقليمية التي لا تنشط إلا في الخفاء، خرابا وتدميرا لبيتنا، ويؤسفنا أكثر مكانية الرواية المبثوث منها فضيحة فبركات الرجل، الذي بلغ من السفور حدا قصيا .. لم يكن القدومي أكثر من عاشق للسلطة مولعا، أو كان فاجرا عن غير دليل مقتحما، ولكنه كان زاعما للحق وربما مبطلا، على وقع الحراك التنظيمي المشهود، لحركة فتح وهي على عتبات ميلادها الجديد، في المؤتمر السادس، والذي نأمل أن يكون فيه المولود غلاما من فئة الذكران، لتنبعث الروح في الجسد من جديد. وليس ياسر عرفات، العنوان والهوية والميراث، أكثر من عصا موسى التي توهم قدومي الزج بها عن غير حق في معركة المؤتمر، سيأتي على إبطال سحر فتح في نهوضها عن قعودها، المتأبد بمأساة بقاء القدومي وغيره من حملة الموازين بشكلها المقلوب، في جوقة القيادة التي لم تألف عنه سوى الترضيات لا المواقف والقرارات، فخاب ظنه وفأل النافخين في كيره المسموم.

فأبو اللطف الذي يعرف عنه الجميع، أنه لا يستفيق من سكرته، يخطئ كالعادة، في ظنه أن حسم معركة فلسطين قد يكون في لبنان أو طهران أو دمشق، وبالتالي فإنه يفترض بالمؤتمر العام السادس أن يكون خارج الوطن، ولو أمعن ضميرا، لأدرك أن المعركة الفلسطينية التي يأتي في سياقاتها مؤتمر فتح السادس، تقوم بالدرجة الأساس في الوطن، لا سواه. فيما يصير الآن عرفات شهيدا، بنظر القدومي، الذي كان أول من اغتال ياسر عرفات سياسيا، قبل أن يفكر شارون بتصفيته جسديا، حينما كان يجتمع كما تثبت محاضر أرشيف دبلوماسية منظمة التحرير والسلطة الوطنية، مع قيادات عربية وغير عربية عند اتفاقية أوسلو، ليتهم عرفات بأقذع تهم الخيانة والتفريط والاستحواذ، دون خجل، فكانت تلك طعنة قدومية لعرفات في الحياة، وهنا هو يطعنه مرة أخرى في الممات، بما طلع علينا به من فبركات، طالت رجلين منتخبين ممثلين من قبل الشعب، وبإرادة حرة.

لن نسأل فيما استعصم به جمهور الكتاب والمنطقيين، وتمتموا به لسانا وقلما وشفتين، عن جدوى البوح بعد خمس سنين من سرية الكتمان، في أمر قال القدومي أنه بحوزته الزكية. ولن نستزيد في إضفاء شروحات عن كارثية ما قاله أبو اللطف، بحق تاريخه الذي لم يشهد تجربة عشر دقائق اعتقال. ولن نتصنع الحكمة في توجيه اللوم والنصح على قاعدة أنه من القيادات التاريخية ـ أهلا وسهلا ـ كونه ينتمي إلى فئة غلب فساد رأيها على أن يجعلها قابلة للنصح والخطاب. بيد أننا نسأل عن حال فتح التي ارتضت لرجل يقوده الكبرياء والهوى، أن يبقى في علياء قيادتها، رغم ما سُمع عنه في السنوات الأخيرة، من انتظامه على قبض المال السياسي المشبوه، من جهات إقليمية، يفصل بيننا وبينها، تدخلها في شأننا الفلسطيني، عبر قنوات الدم والآلام، التي دفعت بحماس إلى ما تسميه حسما، ونسميه انقلابا، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

علمنا ما لامس أسماعنا عن هذا الرجل، الذي رده الله إلى أرذل سنين عمره دون مهابة، مع الأسف، أنه لا يحفل بفتح أو بمنظمة التحرير، إلا إذا ما وافقت عطايا فتح والمنظمة أغراضه، لهوا ورياءً. وعلمنا الدهر الحافل بالروايات، أن بعض الناس عبيد لمنافعهم وعبيد للزمان، وأن العقل لا يفيد العزم عندهم، وإنما العزم يتولد من ضرورة الانتفاعية. تماما؛ كما تولد عزم فاروق قدومي على الإفادة والتصريح والإدلاء بما أدلى، من ضرورة أن يكون كما شاء له الهوى، قياديا أبديا استحواذيا أو تملكيا بالشكل المريض، دون أن يدفع مقابلا لذلك، سوى امتطاء صهوة جواد الفارس، كما يمتطي جيادا أخرى بالحرام، على شاشات الفضائيات، شاتما وقادحا، أو متمتما وناصحا بأنصاف جمل، لو أمعنا فيها لوجدناها لا تصادف الفكرة فيها المضمون، كما لا يصادف فيها المعنى دلالة المنطوق بالكلمات.

لا يغيظني القدومي بما فعل، بقدر ما يغيظني استعداد بعض الدهماء، لتلقي أحاديث المتباكين على عرفات اليوم، ونحن أحق الناس بالبكاء والندب عليه لا غيرنا، وقد كانوا ـ الباكون اليوم على الشاشات ـ ألد أعداء عرفات في أمسه قبل أن يموت، وأكثرهم فُجرا، وأوقحهم على وصف أبي عمار بما لم يصف مالكٌ فيه كؤوس خمره. لينبري المماحكون ـ والمماحكون من ذات اشتقاق اسم الفاعل للممانعين ـ للتأويل والتقويل، رفعا لكوفية عرفات فلسطين، وقد كان أحدهم قد كتب في سنوات عرفات الأخيرة، مقالة يقول فيها زاجرا: اقتلوه أو اعزلوه قبل فوات الأوان، لنراه اليوم مزمجرا يدافع عن عرفات. فيما آخر يتذكر اليوم في مقالاته التي تأتينا عبر بريده الراكد في الزوايا المعتمة على الشبكة العنكبوتية، عاطر الذكر ياسر عرفات ويصفه بالشهيد، فيما كان قبل شهرين يصف الفتحاويين في مقالات سابقة بأنهم عبدة الأموات، وذلك لأننا نخلد عرفات. بينما طحالب القليل من الفصائل التي سفكت دمنا في أكثر من مؤامرة مع جيوش نظامية لدول أرادت قهر فلسطينيتنا لنكون عبيدا لها، تنمو على ضجيج مخازي القدومي لتطالب بكشف الحقيقة، والحقيقة أنهم قتلوا عرفات معنويا منذ أن كان حيا. ثم تعلو أصوات من حماس لتستذكر الشهيد عرفات، وقد كان في نظرهم يهوديا مغربيا، أو بائعا مفرطا، أو خائنا متنازلا، قبل سنوات لا زلنا نذكرها، وأرقوا دماء عشرات محبيه في معركتهم على الشعب عند الذكرى الثالثة لاستشهاد ياسر عرفات... فالآن؛ صار عرفات شهيدا، برسم النكاية لا القناعة، وتلك فقاعات اجترارات بالونية لتصريحات رجل أقل ما يمكن القول فيه، أنه أجبن من أن يتحلى بالجراءة والشجاعة كي يعود إلى الوطن، ويحضر المؤتمر العام السادس، ليقف وجها لوجه أمام من اتهمهم بالإفك المفترى، وهم على مسافة منه في المقدمة، طهراً ورجولةً وانتماءً.



#تامر_المصرى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأستاذ باسل ديوب والواقعون فى اللامنطق


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - تامر المصرى - الآن . . صار عرفات شهيدا