أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - وقوع العقوبة والإفلات منها














المزيد.....

وقوع العقوبة والإفلات منها


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2714 - 2009 / 7 / 21 - 07:12
المحور: حقوق الانسان
    


مسكين المواطن المصرى يتعرض للإهانة من الغرباء داخل أرض الوطن وكذلك يتعرض للإهانة كمغترب خارج أرض الوطن. ما يثير الأسى هو أنه لا يجد من يسعفه فى الداخل ولا يجد من يقف بجانبه خارج أرض الوطن. قلما تجد مصريا يعمل فى دولة عربية لا يشكو من سوء المعاملة التى يلقاها على يد سلطات الدولة التى يعمل بها أو على يد الكفيل الذى يستغله أسوأ استغلال وإذا تجرأ واشتكى فقد تحفى قدماه قبل أن يجد من ينصفه بل ربما يزج به فى السجن ولا يخرج منه إلا بعد أن يقضى عدة شهور أو سنوات.

من المعروف أن المرء حين تحط قدماه فى بلد ما فلابد أن يحترم قوانين وأعراف هذا البلد وإذا تبين أنه غير قادر على التكيف فعليه أن يحزم حقيبته ويرحل دون تسويف أو تأجيل. وعندما يخطئ المرء أو يرتكب جنحة أو جناية فإنه يعلم كل العلم أنه سوف يلقى الجزاء ولن تلتفت السلطات إلى كونه أجنبيا أو مغتربا جاء من أجل لقمة العيش. كلنا يعرف أن أشقائنا فى السعودية لم يخشوا من تدهور علاقاتهم مع مصر عندما قامت محكمة جدة الجزئية بمعاقبة طبيبين مصريين 1500 جلدة وسجن أحدهما 15 عاما والآخر 20 عاما. ونتذكر أيضا الطبيب المصرى الذى تعرض للجلد فى السعودية عقابا له على اتهام مدير المدرسة باغتصاب نجله، كما تم جلد طبيب آخر بحجة الاختلاء بإحدى المريضات. وفى عام 2008م تعرض مدرس مصرى فى المملكة السعودية لحكم قاسى عبارة عن 70 جلدة و20 يوما فى الحبس بتهمة التشهير بكفيله.

قد نتفهم ما يحدث للمواطن المصرى خارج أرض الوطن وقد لا نقف كثيرا أمام قسوة العقوبة طالما كانت هناك مخالفة للقوانين المعمول بها. ما يزعجنا هو أن ضيوفنا العرب دأبوا على مخالفة قوانيننا ثم الإفلات من العقوبات، فالضيف أو الزائر قد يأتى بنفس المخالفة أو قد يرتكب نفس الجريمة التى يعاقب المصرى من أجلها سواء داخل أو خارج وطنه غير أنه يفلت من العقاب لسبب سوف نكشفه فى نهاية المقال. لا شك أن المصرى يشعر بالغربة داخل الوطن عندما يقف ضيف عربى ليهدده بالثبور وعظائم الأمور تماما كما يحدث فى الخارج، فمنذ عدة سنوات كنت وأحد الأصدقاء نشاهد مسرحية "ماما أمريكا" التى كانت تعرض على مسرح قصر النيل فى وسط القاهرة وهذه المسرحية الكوميدية التى قام ببطولتها محمد صبحى تتعرض لعلاقة العرب فيما بينهم وعلاقتهم مع أمريكا وإسرائيل. ولسخرية القدر شاهدنا نموذجا للعلاقات العربية العربية قبل أن تبدأ أحداث المسرحية: كان هناك مواطن عربى يرتدى الجلباب الأبيض والعقال يجلس فى الصفوف الخلفية ويضع ساقا فوق ساق وأخذ الرجل "يقزقز" اللب ويلقى بالقشر على أرضية القاعة فتقدم نحوه أحد العاملين وطلب منه ألا يفعل ما يفعله فاستشاط الرجل غضبا وعنف العامل المصرى طالبا منه عدم الاقتراب حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه وبالفعل لم يقترب منه أحد حيث استمر فى ممارسة هوايته حتى انتهاء المسرحية. التفت لصديقى الذى يجلس بجانبى وقلت له تخيل لو كان هذا السلوك بدر من أحد المصريين، فأردف قائلا: أظن أن العمال المصريين سيحملونه ويلقون به خارج القاعة.

قد نتحمل هذا السلوك الأهوج المتعالى فى مسرح كوميدى أو على أحد المقاهى غير أننا لا يمكن أن نقبل مثل هذا السلوك فى صرح تعليمى يحمل اسم أحد أبطال مصر وهو أكاديمية السادات للعلوم الإدارية. لقد أصابتنا الدهشة وألجمت ألسنتنا حين طالعتنا إحدى الصحف الخاصة بخبر مفاده أن ثلاثة طلاب عربا تعدوا بالضرب والسب على معاونى أعضاء هيئة التدريس بالأكاديمية عقابا على منع أحدهم من الغش. ويا ليتهم توقفوا عند هذا الحد إذ تمادوا فى غيهم واعتدوا على مراقبى اللجنة وقاموا بتحطيم المقاعد الخشبية. والغريب أن أحد الطلاب هدد مراقب اللجنة قائلا بأنه سيقتله وسيحبسه فى مصر بلده وسيجعل سفارة بلاده أن تفعل كذا وكذا. لم أصدق ما قرأت وتخيلت بأننى مازلت فى قاعة مسرح قصر النيل أشاهد الفنان محمد صبحى وهو يؤدى دوره ببراعة. وقبل أن أفيق من هذه الصدمة تلقيت صدمة أخرى حين واصلت قراءة الخبر وسقطت عيناي على تصريحات السيد الأستاذ الدكتور المهندس عميد الكلية الذى قال—لا فض فوه—أن الواقعة "عادية" وبرر ذلك بأنها نتيجة التوتر الناتج عن الامتحانات ولا داعى لتضخيم الأمور حرصا على "العلاقات المصرية العربية". لعله من الصواب ألا نعلق على مثل هذه التصريحات.
قد يتفق معى القارئ أن الفرق بين المواطن المصرى وغير المصرى خاصة فيما يتعلق بتطبيق العقوبات هو أن المواطن المصرى يذهب إلى البلاد الأخرى للحصول على الأموال بينما المواطن العربى يأتى إلى مصر لإنفاق ما معه من أموال. هذا فى رأى هو مكمن الاختلاف بين وقوع العقوبة والإفلات منها. روز اليوسف، عدد 1231، 20 يوليو 2009م، ص9.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين مشاعر المودة بين أفراد الشعب الواحد؟
- جنوب أفريقيا: من العنصرية إلى العالمية
- المنتخب المصرى وتجربة كأس القارات
- الإعلام ورجال السياسة فى بلاد العم سام
- شعار أوباما: نعم نستطيع ... أن نتحاور
- انتبهوا أيها السادة...
- من هم العبيد ومن هم الأسياد فى مصر؟
- حزب الله أم حزب إيران؟
- هل يمكن التخلص من السرقات الفكرية؟
- الصحافة وروز اليوسف وملف النوبة
- أزمة القيادة فى النوبة
- هل من سبيل للقضاء على الشكاوى الكيدية؟
- أهالى النوبة ومنطقة كركر
- فرحة أهل النوبة... هل ستكتمل؟
- الفساد فى ولاية أوباما
- قضية الفرص الضائعة
- حرب غزة ومعايير النصر والهزيمة
- هل ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة؟
- متى تتحد حركات المقاومة فى الأراضى المحتلة؟
- سقوط أقنعة وعمامات التحريض


المزيد.....




- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - وقوع العقوبة والإفلات منها