أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد نبيل الشيمي - خبر يستحق التأمل














المزيد.....

خبر يستحق التأمل


محمد نبيل الشيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2721 - 2009 / 7 / 28 - 07:57
المحور: الصحافة والاعلام
    


خبر تناقلته وسائل الإعلام الغربية من باريس فحواه قيام مدققين فرنسيين (أجهزة الرقابة المالية) بالإعلان عن أن نيكولا ساركوزي في حاجة إلى ضبط انفاقه على الطعام والسفر والتي تتم من خلال موازنة الدولة المخصصة لرئاسة الجمهورية كما طالب المدققون أن يقوم الرئيس بإعادة 20 ألف دولار صرفت له عن طريق الخطأ .
... شد هذا الخبر انتباهي وأصابني بشيء من الإعجاب والحسرة في آن واحد ... الإعجاب بالرئيس الذي لم يعترض ولم يمتعض ... ولم يقم بمعاقبة المدققين ولم يقل أن ذات الدولة ممثلة في رئيسها قد أهينت ... ولم تقم أجهزة الأمن الفرنسية بإلقاء القبض على الذين وجهوا الانتقادات للرئيس .. ولم ينقلوا إلى أماكن أخرى كعقاب لهم ... وهذا سر نجاحهم وتقدمهم وانطلاق قدراتهم وابداعاتهم فالكل متساوون أمام القانون ... والكل خاضع وملتزم بالتشريعات والقواعد المنظمة للشأن العام أما الحسرة فقد كانت على أوضاعنا كعرب فلا مساءلة لحاكم ولا فرق بين المال العام والمال الخاص فكما يملك الحاكم الرعية يملك أيضاً أن ينفق ما يشاء من أموال الدولة بغض النظر عن الظروف التي يعيشها مواطنوه والتي يغلب عليها الفقر واتساع الفجوة الدخلية بين الأغنياء والفقراء الملوك والرؤساء يبددون من الأموال الكثير في ظل فساد مستشرى لم يعد بالإمكان في المدى القصير السيطرة عليه نظراً لكونه مكون رئيس لنخب ارتبطت عضوياًً بالسلطة فأصبح المال مرتبطاً بالسياسة وسيطرت هذه القلة واستحوذت على كل شيء وفعلت كل شيء يصب في صالحها دون أدنى اهتمام بحقوق المواطنين ومن الغرائب أن مع ازدياد حالات الفساد زادت معاناه الشعوب وانهارت تماماً البنية الأساسية في المجتمع من صحة وتعليم وإسكان ونقل ... إلخ نعم ساركوزي يحاسب ويراجع ... وعليه أن يرد ما حصل عليه من موازنة الدولة بدون وجه حق ... أما نحن فما من سامع ولا من مجيب فهناك إساءة لاستخدام السلطة مع شخصنة النظم الحاكمة وفساد على كافة المستويات في استخدام المال العام لتحقيق مصالح وأغراض شخصية . فقد توجه هذه الأموال لحساب الأحزاب الحاكمة لخدمة لجانها و مؤتمراتها فضلاً عن تسخير موارد الدولة أو جزء منها لصالح القبيلة أو العشيرة أو العائلة.
هل يستطيع أحد أن يحاسب الحكام على تبذيرهم ؟ الواقع يقول لا فهم يعتبرون أن موارد بلادهم كلها هبات الهية يفعلون بها ما يشاءون حتى ولو بقيت شعوبهم جائعة محرومة وهناك رؤساء استولوا على إيرادات مشروعات قومية للانفاق على مطالبهم ... دون رقيب أو محاسب ... وهكذا تجري الأحوال في البلدان العربية لا مساءلة ولا شفافية
ولكن ماهى أوجه الاختلاف فى ادارة المال العام بين العرب والغرب؟
نختلف كثيراً مع الغرب وممارساته الاستعمارية ... وقد يرى البعض أن ماتعانيه الشعوب العربية حالياً من مشكلات بنيوية سببها الاحتلال الأجنبي والذي عمل على مساندة الطغاه والمستبدين من الحكام الذين يحافظون على مصالحهم من خلال تركيبة طائفية وعشائرية تضمن الولاء له .. ولكن هناك أسباباً أخرى أدت إلى إطلاق يد الحكام العرب في إهدار المال العام .
- غياب الحريات وإدارة الحكم بشكل ديكتاتوري قوامه القمع المادي والمعنوي ومن ثم ضعف الدور الشعبي في الرقابة على أداء الحكام .
- ضعف الدور الرقابي للبرلمانات وأجهزة الإعلام حيث من الملاحظ أن كل البلدان العربية يكون الوصول إلى عضوية المجالس النيابية من خلال انتخابات مزورة على حساب القوى الوطنية الممانعة والرافضة للاستبداد ... فضلاً عن وصول بعض رجال الأعمال المرتبطين بالسلطة وانحيازهم التام لها ومن ثم احباط أى محاولات من قبل القوة المعارضة بالبرلمان لمساءلة الحكومة بل وتمرير القوانين التي تخدم مصالحهم والتي تتعارض مع الدور الرقابي للبرلمان.
- وجود إعلام موجه غير قادر على محاربة الفساد ومن يحاول من الإعلاميين التصدي للفساد ويتناول أي من رموز الحكم بالنقد فإنه سيتعرض للعقاب بل والسجن أحياناً .
- عدم تنفيذ القوانين والتشريعات على كبار المسئولين إلا بالقدر الذي يوافق الحكام عليه ووفقاً لاعتبارات شخصية أو حزبية ضيقة
- غياب الشفافية ( تعرف بأنها ظاهرة تشير إلى تقاسم المعلومات والتصرف بطريقة معلنة ومكشوفة تمكن من الكشف عن المساوىء .. وعادة ما تمتلك الأنظمة ذات الشفافية إجراءات واضحة وتضع سلسلة واسعة من المعلومات في متناول الشعب تساعد على فهم ومراقبة كل ما يتعلق بإدارة الدولة .. وهي عنصر رئيسي من عناصر المساءلة يترتب عليها جعل كافة ما يتعلق بإدارة المال العام متاحاً للفحص الدقيق .
- غياب المساءلة بمعنى أن المسئولين من حكام ووزراء لا يقبلون تقديم التوضيحات اللازمة عن كيفية استخدام صلاحياتهم وتصريف واجباتهم .. وغياب المساءلة بمعنى إطلاق اليد وإساءة استخدام الموارد .
- طغيان دور السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية وهوالأمر الذي يؤدي إلى الإخلال بمبدأ الرقابة المتبادلة بين السلطتين .
- الالتزام الحزبي الضيق من قبل النواب وذلك ضماناً لمساندة الحزب الذي رشحهم على قوائمه الانتخابية وهذه صورة من صور الممارسة السياسية غير النزيهة في كثير من البلدان العربية حيث يكون الولاء للحزب الحاكم على مصلحة البلاد العليا وذلك ضماناً لترشيحهم في دورات انتخابية لاحقة ومن ثم فإن هؤلاء النواب لا يمارسون مطلقاً أي دور رقابي على المال العام وكيف ينفق .
- ضعف دور منظمات المجتمع المدني في مواجهة الفساد الحكومي نتيجة القمع أو نتيجة لارتباط بعضها بأجهزة السلطة .
... أعود فأقول .. إنني على قدر إعجابي بالأسلوب الغربي في إدارة الحكم والمال العام فإني أتحسر وبشدة على ما يحدث في وطننا العربي الغائب بفعل الحكم التسلطي المستبد الديكتاتوري .. الأسري العشائري ... والذي مكن حكامنا من الإسراف والتبذير والإفراط دون حساب .



#محمد_نبيل_الشيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءات في الديمقراطية / الترابط العضوي بين الديمقراطية والعد ...
- رؤية للمشكلة السودانية تحديات الابقاء علي الوحدة في مواجهة ق ...
- النفاق ظاهرة انتهازية تدميرية
- دعاة ... ولكن !
- ثقافة العوام و رياح التغيير
- ابن المقفع شهيد الرأي
- فيلسوف العقل ابن رشد المفتري عليه
- ثقافة العوام تحليل وتعقيب
- التجارة الالكترونية مفاهيمها وآلياتها
- دراسة حول أهم الاتفاقيات التجارية بين مصر والعالم الخارجى
- جون لوك العاشق للحرية
- الفكر الاقتصادي لدى القرامطة
- الماسونية والصهيونية علاقة متجذرة
- الاتصالات التسويقية .. المفهوم والاهمية
- النقل بين الدول العربية ودوره في تنمية التجارة العربية البين ...
- طبيعي أن نختلف .. ولكن !!!ً
- تصميم برنامج لتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة
- تخفيض قيمة العملة الوطنية متي يكون مطلوباً ؟
- انماط المشاركة السياسية وأهميتها
- الإطار التاريخي للمشاركة السياسية


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد نبيل الشيمي - خبر يستحق التأمل