أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - لِيُعْقَد في -بيت لحم- ولكن ليس في -بيت العنكبوت-!














المزيد.....

لِيُعْقَد في -بيت لحم- ولكن ليس في -بيت العنكبوت-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2713 - 2009 / 7 / 20 - 10:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


في الرابع من آب المقبل، وفي بيت لحم، بأهميتها الرمزية الدينية المسيحية، يُعْقَد، أخيراً، إذا لم تتعقَّد فجأة بعض الأمور، المؤتمر العام السادس لحركة "فتح"، التي هي "المُخْتَصَر اللغوي"، وليس "السياسي"، على ما يأمل الفلسطينيون، لـ "حركة التحرُّر الوطني الفلسطيني".

ليس من شيء أسهل وأيسر على حركة "فتح" من أن تعيش بلا مؤتمر عام؛ وليس من شيء أصعب وأشق عليها من أن تَنْتَظِم في عقد مؤتمرها العام، الذي، في وجه من الأوجه السلبية لتطوُّرها، تحوَّل، لجهة عقده، من "قاعدة" إلى "استثناء"، فستَّة مؤتمرات عامة فحسب عرفتها الحركة مُذْ تأسست، وشرعت تقود الشعب الفلسطيني، وقضيته القومية.

حركة "فتح"، لجهة قوَّتها ونفوذها ووزنها الشعبي والسياسي، كانت للفلسطينيين، وقواهم السياسية، كـ "النظام الشمسي"، فهي الشمس التي تدور حولها، في مدارات قريبة أو بعيدة، كل الكواكب (والأقمار) الفلسطينية، أي سائر المنظمات الفلسطينية. أكبر منها، أي من "فتح"، لم يكن إلاَّ الشعب الفلسطيني.. و"رَجُلٌ واحد"، هو ياسر عرفات، فهو، وحده، الذي كان يملك من قوَّة الجذب الهائلة ما يسمح له بأن يقول، ولو لم يَقُلْها، "أنا فتح، وفتح أنا".

ومع وجوده على رأس الحركة (والمنظمة، وقيادة الشعب الفلسطيني) كادت أن تنتفي الحاجة إلى العقد المنتظَم للمؤتمر العام لحركة "فتح"، فـ "نظام القيادة العرفاتي الأبوي" كان في مقدوره أن يلبِّي، في استمرار، كل حاجة من تلك الحاجات التي إذا ما لبِّيت يتضاءل شعور أبناء "فتح" بأهمية وضرورة أن ينتظموا في عقد المؤتمر العام للحركة.

ومع موته (وهو على بُعْد أشبار مِمَّا صار الآن يبعد عن الفلسطينيين سنوات ضوئية) مات هذا "النظام القيادي العرفاتي الأبوي"، وأصبحت حركة "فتح" كـ "الذرَّة"، بحرٌ من "الفراغ"، يتحدَّى كل من يهتف "أنا ابن فتح ما هتفتُ لغيرها" أن يملأ، أو أن يفعل شيئاً لملء، هذا "الفراغ العرفاتي العظيم". يتحدَّاهم؛ مع أنَّ "جهاز قياس درجة الموت" يُظْهِر لنا أنَّ الموت في "فتح" أكثر كثيراً من الموت في عرفات نفسه؛ وليس أدل على ذلك من أنَّ "فتح" لا تستطيع حلَّ لغز موت عرفات من غير أن تَفْتَح كل أبوابها على مصاريعها أمام عزرائيل.

انْسوا الآن (أقول "الآن"، ولا أقول "إلى الأبد") موت عرفات، و"لغز موته"، فلن يقدر على حلِّ هذا اللغز إلاَّ "الأحياء"، ومَنْ أصبح في مقدوره أن يقي نفسه، و"فتح"، شرور فتح "صندوق باندورا"؛ ولتتذكَّروا أنَّ "إحياء عظام فتح وهي رميم" هو المهمة التي تتحدَّاكم أن تنجزوها؛ ولكنَّ هذه الدعوة إلى "النسيان" و"التذكُّر" يجب ألاَّ تترجمونها بشيء يشبه إنكار بديهية أنَّ باريس هي عاصمة فرنسا، فشارون هو وحده، وعلى عظمته إسرائيلياً، لن يدخل التاريخ باسمه، وإنَّما بصفته.. بصفته "قاتل عرفات"!

أمَّا المؤتمر السادس لحركة "فتح" فلن يدخل التاريخ إلاَّ إذا أتى بتلك المعجزة (معجزة إحياء عظام الحركة وهي رميم) واستطاع أن يُثْبِت للقاصي والداني أنَّ "الفراغ العرفاتي" قد مُلأ، أو أصبح قَيْد الملء، وأنَّ حركة "فتح" قد بُعِثَت بعد موات سياسي وتنظيمي، وبما يجعلها قادرة على تلبية حاجة الشعب الفلسطيني إلى قيادة جديدة، وليس إلى قيادة تلبس لبوس جديداً لتحارِب كل ما هو جديد حقَّاً.

ولو كنتُ واثقاً بأنَّ المؤتمر السادس لـ "فتح" سينزل، لجهة نتائجه، برداً وسلاماً على "روح عرفات"، لدعوتُ إلى عقده ليس في بيت لحم، على أهميتها الرمزية تلك، وإنما في المكان ذاته التي حوصِر فيه عرفات، قبل أن يُهرَّب سُمُّ شارون إلى جسده، فـ "طائر الفنيق" هنا، وهنا فحسب، ابتنى له عُشَّاً. وفي خيار رمزي آخر، كان يمكن، لو كان الأمر ممكناً، عقده في جوار كنيسة القيامة في القدس، حيث قام المسيح من الموت بعد ثلاثة أيام.

ولا أعرف السبب الذي حال بين "المُعدِّين" لعقده وبين أن يُظْهِروا ويؤكِّدوا للعالم أنَّ لدى الفلسطينيين من نقص؛ بل من انعدام، السيادة ما يَحْملهم على عقده في طريقة مختلفة، فبعضٌ من المؤتمر السادس يُعْقَد في بيت لحم، وبعضٌ منه في غزة، وبعضٌ منه في خارج "الأراضي الفلسطينية"، فهل هذا "المد الثوري في وسائل الاتِّصال" تحوَّل إلى "جَزْرٍ" أمام هذا المؤتمر؟!

لقد تحدَّثنا عن "البعث"؛ ولكن ليس بمعنى أن تتحوَّل "فتح"، بعد، وبفضل، مؤتمرها السادس إلى ما يشبه "حزب البعث"، فـ "البعث" الذي نعني، والذي أحسب أنَّ الشعب الفلسطيني يحتاج إليه، هو أن يُعاد بناء "فتح" بما يسمح لها بأن تكون "حزب الأحزاب"، علمانية الهوى والهوية، تتَّسِع لكل من (وما) تضيق به سائر المنظمات الفلسطينية، سياسياً وفكرياً، فألوان "قوس قزح" الفلسطيني يجب أن ترى جميعاً في داخل حركة "فتح" الجديدة، فإنَّ "العلمانية" و"الديمقراطية" و"الانفتاح (الفكري والسياسي)" هي الأضلاع الثلاثة لمثلَّث "فتح" الجديدة، إذا ما أريد للشعب الفلسطيني، وقضيته القومية، أن يتحرَّرا من قيود العدو (الذي أهمه، وليس كله، إسرائيل) التي يصنعها الفلسطينيون بأنفسهم، ضدَّ أنفسهم!

"نظام القيادة الأبوي" هو وحده الذي مات من عرفات، و"العرفاتية"؛ والبديل منه (إذا ما أريد لـ "الضرورة" أن تحكم وتقود) هو "فتح" التي أعيد بناؤها بما يسمح لها بأن تعيد بناء ما هُدِم من بنيان القضية القومية للشعب الفلسطيني.. "فتح" العلمانية، الديمقراطية، التي تتَّسِع لكل "الأعراق" الفكرية والسياسية الفلسطينية، وتُشْحَن، بالتالي، بكل طاقات الشعب الفلسطيني، التي نزرٌ منها فحسب تتقاسمه كل المنظمات الفلسطينية؛ لأنَّها منظمات بُنِيَت بما يجعلها تضيق بهذا الشعب، الذي في أكثريته الصامتة يعتصم الآن بـ "حبل الكفر".. الكفر بكل من يدَّعي بأنَّه "خير ممثِّل" للشعب الفلسطيني، الذي هو الآن، وعلى كثرة وتكاثر قياداته وقادته، بلا قيادة، فما أسهل أن تكون "حاكماً"، وما أصعب أن تكون "قائداً"؛ أمَّا الأصعب من أن تكون "قائداً" فهو أن تكون "قائداً للشعب الفلسطيني"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من -أزمة الحل المرفوض- إلى حل -الحل المفروض-!
- الأهمية الحكومية ل -المعارَضة- عندنا!
- ما وراء أكمة -صُلْح- أوباما مع المسلمين!
- اقْضوا على اللاجئين.. تَقْضون على -حق العودة-!
- شتاينماير الذي هزَّ رأسه!
- ما بين -رجل الإعلام- و-رجل الأمن-!
- المخاطر الإسرائيلية.. كيف يمكن أنْ تُواجَه أردنياً؟
- المستوطنات في أسواقنا وبيوتنا!
- تخطِّي الرأسمالية.. أما زال ممكناً؟
- الزمن في حياتنا اليومية!!
- يوم اسْتُعيدت -السيادة العراقية-!
- رِفْقاً بالنواب!
- -المبادرة العربية- عندما تُهْدَم بأيدي العرب!
- في ثقافة -التطبيع الثقافي-!
- هل من متجرِّعٍ ثانٍ ل -السُمِّ- في إيران؟!
- -خطاب- يُزيل حتى البُقَع العنيدة من الأوهام!
- العالم يحبل بأزمة غذاء جديدة!
- تداول السلطة.. إيرانياً!
- -الدولة اليهودية- و-دولة أندورا الفلسطينية-!
- أعراسنا الانتخابية!


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - لِيُعْقَد في -بيت لحم- ولكن ليس في -بيت العنكبوت-!