أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حسن الناصر - استقراء في الفضية الكردية 3















المزيد.....

استقراء في الفضية الكردية 3


حسن الناصر

الحوار المتمدن-العدد: 2713 - 2009 / 7 / 20 - 07:45
المحور: القضية الكردية
    


استقراء في القضية الكردية 3 / الحركة الكردية بعد انهيار اتفاقية آذار

بعد انهيار الحركة الكردية وهروب البارزاني وأولاده واغلب قيادات التنظيم الى إيران قامت حكومة البعث بإفراغ الشريط الحدودي الإيراني والتركي من ساكنيه الكرد وإسكانهم في مجمعات سكنية خاصة أعدت لهذا الغرض , كما تم تصفية اغلب قواعد الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي ترشق بدوره بسبب الانشقاقات التي أصابته وكان أهمها انشقاق إبراهيم احمد وجلال الطالباني عام 1964 ليؤسسا على أثره تنظيماً أُطلق عليه اسم المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني .
ان أهم أسباب الخلاف مع البارزاني هو النفوذ الأسري لنهج الملا في قيادة التنظيم إضافة الى فردية القرار المتخذ الذي قنن القضية الكردية وأوهنها وجعلها رهن التجاذبات الدولية والإقليمية . بعد ذلك وفي عام 1966 أسس الطالباني حركة باسم ثوار كردستان وتعاون مع الحكومة المركزية في بغداد أيام الأخوين عارف ومع حكومة البعث أيضاً في ضرب الحزب الديمقراطي الكردستاني . وبعد انهيار الحركة الكردية اثر اتفاقية الجزائر التي وقعها صدام مع شاه إيران أسس الطالباني عام 1975 من دمشق تنظيم جديد أطلق عليه اسم الأتحاد الوطني الكردستاني وضم اغلب القيادات المنشقة عن الحزب الديمقراطي عام 1964 وأبرزهم نوشيروان مصطفى رئيس عصبة كادحي كردستان وصالح اليوسفي زعيم الحركة الاشتراكية وكوسرت رسول عن حركة ثوار كردستان , وأُنتخب جلال الطالباني رئيساً للتنظيم و نوشيروان مصطفى نائباً له , واستمرت هذه التشكيلة القيادية منذ التأسيس وحتى وقت قريب حين أعلن نوشيروان مصطفى عن استقالته عن التنظيم . كما انشق أيضاً عن الحزب الديمقراطي محمود عثمان وأسس الحزب الاشتراكي عام 1976 .
ومن الجدير بالذكر ان الحزب الشيوعي العراقي الذي تبنى القضية الكردية في أغلب أطروحاته قد التزم الصمت لدى انهيار الحركة الكردية بسبب دخوله في جبهة سياسية مع حزب البعث الحاكم مما أثار حفيظة الكرد ضده وأدى بالتالي الى تصفية وضرب اغلب مقراته في المنطقة الشمالية , الا ان هذا الاستعداء الكردي توقف بعد انهيار الجبهة وتصفية قواعد الحزب الشيوعي في الداخل وهروب اغلب قياديه الى خارج العراق .
وبعد مجئ الخميني الى السلطة في إيران أرسلت قيادة الحزب الديمقراطي برقية تهنئة للحكومة الإيرانية الجديدة نشرت في جريدة اطلاعات يوم 17/2/1979.
ولدى وفاة البارزاني الأب انتقلت زعامة الحزب الديمقراطي الى ابنه مسعود بالرغم من وجود النجل الأكبر إدريس البارزاني , ولا تتوفر مصادر موثوقة بالإمكان الركون اليها لمعرفة أسباب ابتعاد إدريس عن قيادة التنظيم الموسوم بالطابع العشائري المحض , لكن المتابع يتلمس الشراكة في الزعامة السياسية داخل العائلة البارزانية بعد ظهور المحمية الكردية في التسعينات حين تولى مسعود رئاسة الإقليم ومنح رئاسة الوزراء الى نيجرفان ابن شقيقه إدريس . وبعد ان تولى منصبه خلفاً لأبيه سافر مسعود البارزاني إلى إسرائيل و تركيا تمهيداً لإعلان التمرد من جديد .
وأثناء الحرب العراقية الإيرانية تعاونت القوات الكردية مع الجيش الإيراني والحرس الثوري وكانت علاقة الحزب الديمقراطي مع إيران إستراتيجية ، وقد كان يدور في خلد القيادة الكردية فكرة إسقاط النظام البعثي وإقامة حكم إسلامي بدلاً عنه كونه سيطرح الحل النهائي للمشكلة الكردية حسب اعتقادهم .
أما جلال الطالباني الوجه الآخر للزعامة الكردية فقد كان يتجول بين العواصم الثلاث بغداد , دمشق, طهران , ليستقر في نهاية المطاف في واشنطن رضوخاً لرغبة بعض القيادات الكردية . وبعد اجتياح العراق للكويت ، سافر الطالباني يوم 17/ 8/ 1990 إلى واشنطن وعاد بمشروع إسقاط نظام البعث عن طريق الحرب على ان تتولى المعارضة العراقية ثلاث مهام رئيسية هي : قيام الحركة الكردية بإشعال التمرد المسلح في شمال العراق مع تحرك فيلق بدر في الجنوب بالتزامن مع انقلاب عسكري في بغداد , الا ان هذا المشروع لم يتسنى له النجاح , وقد كشف الطالباني جميع حيثياته أمام صدام حسين في محادثات آذار عام 1991.
ومنتصف عام 1992 سافر الطالباني الى واشنطن وطرح أمام الساسة الاميركان ضرورة تقديم الدعم المادي والفني الى المجلس الأعلى بزعامة محمد باقر الحكيم لتوسيع قاعدة المعارضة العراقية بجميع اتجاهاتها , ويتأتى هذا الطرح من قبل الطالباني لوجود تحالف موثوق العرى بين المجلس الأعلى والاتحاد مازالت آثاره حتى الآن . كما صرح الطالباني بعد لقاءه مع رئيس وزراء تركيا في حينها تورغوت أوزال في نفس العام بمقترح ضم كردستان العراق الى تركيا لكي تتوحد كخطوة أولى لتقرير المصير حسب وصفه . وفي نفس العام أيضاً اقترحت الولايات المتحدة تجميع المعارضة العراقية في كيان واحد بزعامة احمد الجلبي الشخصية الأثيرة ومحل ثقة الكثير من الساسة الاميركان في ذلك الوقت , حيث أُعلن حينها في فينا عن انبثاق المؤتمر الوطني في شهر تموز عام 1992 . عندئذ حزمت قيادة الحركة الكردية أمرها بقطع العلاقات مع بغداد وتأسيس محمية كردية في شمال العراق بإشراف دولي. وقد أُبلغ مسعود البارزاني بذلك بعد زيارته واشنطن التي وعدته بإقامة الفيدرالية ضمن الوحدة العراقية , كما وعد القادة الكرد تركيا بتصفية مقرات حزب العمال الكردستاني مقابل عدم التدخل عسكرياً لوأد مشروع الإقليم الفيدرالي .
في عام 1993 بدأ الاقتتال الداخلي بين الاتحاد الوطني الكردستاني والحركة الإسلامية في كردستان العراق بزعامة عثمان عبد العزيز , وقد أدت هذه المصادمات إلى تدخل إيران كوسيط بين الطرفين المتقاتلين اللذين رضخا لإرادة القرار الإيراني في وقف القتال , الا ان الحركة الإسلامية استأنفته من جديد بالتآزر مع الحزب الديمقراطي عام 1995 ,ومن ثم تجدد بشكل مباشر بينها وبين الاتحاد عام 1997 , مما قلص من نفوذها الذي اقتصر بعدئذ على مدينة حلبجة .
في عام 1994حدثت مصادمات مسلحة بين تنظيمي الديمقراطي والاتحاد بسبب الاختلاف على عائدات المنافذ الحدودية إضافة الى الإحن الشخصية القديمة التي أطرت العلاقة بين الطالباني وأسرة البارزاني وانشطرت المحمية الكردية على أثر ذلك الى إدارتين منفصلتين.
في عام 1995 بدأ القتال بين الحزب الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني التركي الذي كان له نشاط في شمال العراق وبالأخص ضمن الأراضي التي هي تحت نفوذ الحزب الديمقراطي الذي تربطه بتركيا تحالفات أمنية واقتصادية يزعزعها نشاط حزب العمال الكردستاني ضد أمن تركيا القومي .
وبعد تطور النزاع المسلح بين الحزب الديمقراطي والاتحاد عام 1996واكتساح قوات الاتحاد لمقرات الديمقراطي في اربيل استدعى مسعود البارزاني قوات الحرس الجمهوري لنجدته , وقد كانت ملامح التعاون الأمني والاستخباري واضحة بينه وبين بغداد قبل هذه الفترة , وأدى دخول الحرس الذي ارتدى بعض قادة تشكيلاته الزي الكردي الى فرار الطالباني وأنصاره باتجاه الحدود الإيرانية واستعادة البارزاني لمقراته السابقة مع استباحة جميع معاقل الاتحاد في السليمانية مما حفز عناصر الاتحاد على العودة بصحبة قوات إيرانية وتمكنوا من استعادة الأراضي التي خسروها ثم خف أوار المعارك واقتصر بعد ذلك على مناوشات محدودة .
في يوم 7-10-1997عقد اجتماع بين الطرفين المتنازعين في لندن للوصول إلى تسوية بينهما ، الا انها لم تتمخض عن شئ ، وبعد اسبوع واحد عاد الاقتتال من جديد ، وقد تدخلت القوات التركية هذه المرة ضد قوات الاتحاد وأرجعتها إلى خطوط التماس قبل اندلاع هذه المعارك .
في 31-12-1997 تبادل الرسائل كل من الطالباني والبارزاني , ومن ثم أُعلن عن وقف القتال بينهما ، وفي عام 1998 اجتمعت قيادتا الحزبين في واشنطن بحضور مساعد وزير خارجية الولايات المتحدة ومن ثم وقّع الطرفان على اتفاقية لوقف القتال بشكل نهائي بحضور وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت .
ولدى استبيان القرار الاميركي بأزاحة نظام البعث من العراق باستخدام القوة العسكرية ، ُدعيت رموز المعارضة العراقية ومن ضمنها الأطراف الكردية للاجتماع في واشنطن عام 2002 ، حيث حضره من جانب الاتحاد جلال طالباني , ومن جانب الديمقراطي هوشيار زيباري. وفي طريق عودته الى إلى كردستان التقى الطالباني بالبارزاني في مقر إقامة الأخير في مصيف صلاح الدين واتفقا على حسم الأمور العالقة بينهما تماشياً مع ضرورة المرحلة المقبلة .
وبعد الإطاحة بنظام صدام دخل كل من جلال الطالباني ومسعود البارزاني مجلس الحكم كممثلين عن الكرد , وعندما أُقر الدستور وانبثقت حكومة وبرلمان منتخب ترشح للكرد دور ملموس جعلهم يمتلكون حصان السبق في الشأن العراقي , كما كان تأثيرهم في صنع القرار السياسي العراقي يفوق تأثير الكثير من أطراف المعادلة السياسية الراهنة ,وحصلوا ايضاً على ثلث التركة من المناصب الحكومية بدءاً من رئاسة الجمهورية مروراً بالعديد من الحقائب الوزارية السيادية والخدمية إضافة الى مناصب وكلاء الوزارات وقيادات المؤسستين العسكرية والاستخبارية .

يتبع ...



#حسن_الناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استقراء في القضية الكردية 2
- استقراء في الفضية الكردية
- تقوى ... ورع ... لصوصية
- محنة المثقف المعترب
- مملكة الشر وجارة السوء 3
- مملكة الشر وجارة السوء 2
- مملكة الشر وجارة السوء1
- مملكة الشر وجارة السوء
- رسالة عزة الدوري
- وقفة مع وطبان ابراهيم الحسن
- التكريتي والموسوي
- خارطة الطريق للأمن في العراق
- الرق يعيش بين ظهرانينا
- من هو الافضل السيستاني والقرضاوي و بابا الفاتيكان ام بيل غيت ...
- اسلمة السرقة
- رد على مقالة الامن الوطني بين الوزارة والمستشارية
- يهود العراق والحقوق المهضومة


المزيد.....




- بعد قانون ترحيل لاجئين إلى رواندا.. وزير داخلية بريطانيا يوج ...
- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة
- كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا ...
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: العمل جار لضمان حص ...
- الأمم المتحدة: نزوح أكثر من 50 ألف شخص بسبب المعارك شمال إثي ...
- بعد تقرير -اللجنة المستقلة-.. الأونروا توجه رسالة للمانحين
- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حسن الناصر - استقراء في الفضية الكردية 3