أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - من -أزمة الحل المرفوض- إلى حل -الحل المفروض-!















المزيد.....

من -أزمة الحل المرفوض- إلى حل -الحل المفروض-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2712 - 2009 / 7 / 19 - 10:08
المحور: القضية الفلسطينية
    


مع أنَّ الرئيس أوباما نفسه لم يتحدَّث عن عزمه التقدُّم بمبادرة أو بخطة سياسية جديدة للسلام بين إسرائيل والدول العربية، وبينها وبين الفلسطينيين على وجه الخصوص، في الأسابيع القليلة المقبلة، فإنَّ كثيراً من المعنيين بالأمر، من قادة ومسؤولين سياسيين رسميين، ومن جهات إعلامية وصحافية، يتحدَّثون عن هذه المبادرة أو الخطة وكأنَّها تطوُّر في حُكْم المؤكَّد، وسيقع نهاية تموز الجاري، أو مطلع آب المقبل، على أبعد تقدير.

إذا أعلنها الرئيس أوباما، ولا مفرُّ له من إعلانها، على ما نتوقَّع مع كثير من المتوقِّعين، فإنَّه لن يعلنها إلاَّ بعد أن يطمئن إلى أنَّ مبادرته ستأتي بإنجاز عملي ملموس في زمن قصير، يُحْسَب بالأسابيع والأشهر، وليس بالسنوات. وهذا إنَّما يرتِّب على الرئيس أوباما مسؤولية أن يحشد لمبادرته المرتقبة من القوى الدولية والإقليمية والعربية والفلسطينية والإسرائيلية ما يكفي لجعلها دينامية فاعلة، تعطي بعضاً من الثمار على أرض الواقع في زمن قصير، فاستعادة الأطراف جميعاً للثقة بأنَّ السلام ما زال في متناولهم، وبأنَّه ما زال هدفاً قابلاً للتحقيق، هي الهدف الأوِّلي الكامن في المبادرة المنتظَرة.

ويبدو أنَّ إدارة الرئيس أوباما، وبعد، وبفضل، بعض الاستنتاجات التي توصَّل إليه المبعوث الرئاسي ميتشل، عبر محادثاته مع كثير من الأطراف، ومع وزير الدفاع الإسرائيلي باراك على وجه الخصوص، باتت مقتنعة بأنَّ التداخل في المشكلات والمطالب يَفْرِض عليها التفكير في حلول متداخلة، اختارت لها تسمية "الرزمة"، فحكومة نتنياهو، على ما قدَّرت إدارة أوباما، ووزيرة الخارجية كلينتون على وجه الخصوص، يمكن أن تصبح أكثر مرونة واعتدالا في موقفها من مطلب الوقف التام للنشاط الاستيطاني إذا ما لقي هذا الموقف الإسرائيلي (المحتمل) تشجيعاً له بإجراءات وتدابير عربية معيَّنة لتطبيع العلاقة مع إسرائيل.

وهذا "الحل المتداخل المتبادل المتزامن" هو الجانب أو الوجه المُعْلَن من الحل؛ أمَّا الجانب أو الوجه غير المُعْلَن، على ما نرى، فهو تَرْك مسافة زمنية "معقولة" بين إعلانه وبين إعلان حكومة نتنياهو قبولها شرط أو مطلب وقف النشاط الاستيطاني. وفي خلال هذا الفاصل الزمني، الذي لا يزيد عن أشهر قليلة، تَسْتَكْمِل حكومة نتنياهو مشاريع البناء الاستيطاني التي هي الآن، على ما تزعم، قَيْد التنفيذ، فإذا استكملتها سريعا، وبما يلبي الحاجة إلى ما تسميه "النمو الطبيعي" للاستيطان، يصبح ممكناً، عندئذٍ، من الوجهتين السياسية والعملية، أن تُعْلِن قبولها وقفاً مؤقَّتا للنشاط الاستيطاني، فتبدأ مفاوضات السلام الجديدة في مناخ التجميد لهذا النشاط.

ونحن نلاحظ الآن أنَّ المحادثات والمفاوضات "التمهيدية"، والتي يقودها المبعوث ميتشل، تستمر في مناخ الاستعجال الإسرائيلي لاستكمال تنفيذ المشاريع والخطط الاستيطانية.

وإذا أثمرت جهود إدارة الرئيس أوباما في "إقناع" الدول العربية، أو بعضها، باتِّخاذ خطوات معيَّنة لتطبيع العلاقة مع إسرائيل فإننا لن نرى تلك الثمار، أو بعضها، إلاَّ بعد أن تصبح حكومة نتنياهو قادرة على إعلان قبولها الوقف التام للنشاط الاستيطاني، أي بعد أن تكون قد استكملت تنفيذ مشاريع البناء الاستيطاني التي تزعم أنها قد بدأت منذ بعض الوقت، ولا تستطيع إيقافها.

حكومة نتنياهو، ولو تغيَّرت تركيبتها بما يجعل رئيسها أكثر قدرة على مواجهة ضغوط أنصار الاستمرار في النشاط الاستيطاني، لن تستطيع الاستمرار طويلاً في موقفها الجديد، أي في التزامها التوقُّف عن كل نشاط استيطاني.

وهذا إنَّما يعني أن يكون في مقدور المبادرة المرتقبة للرئيس أوباما أن تُطْلِق مفاوضات، يُتَّفَق فيها سريعاً على "رزمة من الحلول"، فيصبح في مقدور حكومة نتنياهو أن تستأنف البناء في الكُتَل الاستيطانية الكبرى، بوصفها جزءاً مُعْتَرَفاً به الآن من إقليم دولة إسرائيل، فتعيين الحدود النهائية بين "الدولتين"، عملاً بمبدأي "تعديل الحدود" و"تبادل الأراضي"، سيكون هو الهدف الأساسي والعاجل لمفاوضات السلام الجديدة.

المفاوضات هذه المرَّة يمكن ويجب أن تكون مختلفة، على ما نرى من بعض التصريحات والتلميحات، التي في مقدَّمها ما يمكن تسميته "اقتراح سولانا"، الذي سيترك منصبه عمَّا قريب.

منذ زمن طويل والطرفان الإسرائيلي والفلسطيني يتفاوضان تفاوضاً "عبثياً"، غير مُنْتِح لحلول نهائية، أو قابلة للتنفيذ والحياة والبقاء؛ أمَّا السبب فهو اتِّساع وتعمُّق الفجوة بين "الحقوق" و"حقائق الواقع"، فاكتسبت المفاوضات صفة "مفاوضات الحل المرفوض"، ذلك لأنَّ كلا الطرفين يُظْهِر من قوَّة الاستمساك بـ "الحقوق"، التي يتعارض كثير منها مع "حقائق الواقع"، ما يَحْكُم على المفاوضات بالدوران في حلقة مفرغة، وبإنتاج، وإعادة إنتاج، "أزمة الحل (النهائي)".

إنَّ شيئاً من "الحل المفروض" دولياً، أي من الحل المعيَّنة والمفصَّلة بعض جوانبه وأبعاده دولياً، هو الآن ما يراد إدخاله في المفاوضات الجديدة، لعلَّها تتخطى وتتجاوز أزمة "الحل (النهائي) المرفوض"، من كلا الطرفين.

نقول " إنَّ شيئاً من الحل وليس كله" حان له أن يصبح مفروضاً دولياً؛ ثمَّ تَرْك الطرفين يتفاوضان في أمر "التنفيذ" في المقام الأول، فـ "خريطة الطريق"، التي توصف بأنها "دولية"، كانت مفتقرة إلى هذا التعيين الدولي (الذي قد يقره مجلس الأمن) للحلول النهائية للمشكلات الكبرى، والتي في مقدَّمها "الحدود"، و"واللاجئون"، و"القدس (الشرقية)"، و"المستوطنات".

وأحسب أنَّ "التعيين الدولي (المحتمل)" لحل مشكلة "الحدود" سيحل تلك المشكلة بما يسمح بتحقيق أمرين في المقام الأول: ضم الكُتل الاستيطانية الكبرى لإقليم دولة إسرائيل، وجَعْل المعابر البرية بين الضفة الغربية والأردن في وضعٍ تتأكَّد فيه، ولا تنتفي، "السيادة الفلسطينية".

إنَّ إعادة تعيين وتحديد "الحقوق"، دولياً، بما يضيِّق الفجوة الواسعة بينها وبين "حقائق الواقع"، هي الشيء الجديد الجوهري الذي ستأتي به مبادرة أوباما المرتقبة، وإنْ في وقت لاحق، فمفاوضات "الحل المرفوض" حان لها أن تخلي المكان لمفاوضات فيها شيء من "الحل المفروض" دولياً.

ولا شكَّ في أنَّ التلويح بهذا الحل المفروض دولياً يمكن أن يُشْعِر حكومة نتنياهو بأهمية وضرورة أن تعتدل تفاوضياً وسياسياً بما يمكِّنها من أن تدرأ عنها، وعن إسرائيل، هذا "الخطر"، الذي لو نظرنا إليه من وجهة مختلفة لرأينا فيه خطراً أكبر وأعظم على الحقوق القومية للشعب الفلسطيني، فـ "الحل النهائي"، الذي سيتولَّى مجلس الأمن تعيين وتحديد بعض جوانبه وأبعاده المهمة، سيكون، بمقياسه الفلسطيني، أقرب كثيراً إلى "حقائق الواقع" المرَّة فلسطينياً، وأبعد كثيراً عن "الحقوق القومية" للشعب الفلسطيني، كما فهمها واستمسك بها الفلسطينيون زمناً طويلاً.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأهمية الحكومية ل -المعارَضة- عندنا!
- ما وراء أكمة -صُلْح- أوباما مع المسلمين!
- اقْضوا على اللاجئين.. تَقْضون على -حق العودة-!
- شتاينماير الذي هزَّ رأسه!
- ما بين -رجل الإعلام- و-رجل الأمن-!
- المخاطر الإسرائيلية.. كيف يمكن أنْ تُواجَه أردنياً؟
- المستوطنات في أسواقنا وبيوتنا!
- تخطِّي الرأسمالية.. أما زال ممكناً؟
- الزمن في حياتنا اليومية!!
- يوم اسْتُعيدت -السيادة العراقية-!
- رِفْقاً بالنواب!
- -المبادرة العربية- عندما تُهْدَم بأيدي العرب!
- في ثقافة -التطبيع الثقافي-!
- هل من متجرِّعٍ ثانٍ ل -السُمِّ- في إيران؟!
- -خطاب- يُزيل حتى البُقَع العنيدة من الأوهام!
- العالم يحبل بأزمة غذاء جديدة!
- تداول السلطة.. إيرانياً!
- -الدولة اليهودية- و-دولة أندورا الفلسطينية-!
- أعراسنا الانتخابية!
- -حلُّ الدولتين- أم -حلُّ الدولة الثالثة النافلة-؟!


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - من -أزمة الحل المرفوض- إلى حل -الحل المفروض-!