أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كامل السعدون - المحظوظون الذين لسعتهم السياط الأمريكية















المزيد.....

المحظوظون الذين لسعتهم السياط الأمريكية


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 827 - 2004 / 5 / 7 - 06:04
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


نعم هم محظوظون أولئك الذين تعرضوا لانتهاكات وتعذيبٍ لا أشك في أنه…. رحيمٌ لطيف …!
بلا… هم محظوظون إذ قيض لهم أن يخرج رئيس أكبر دولةٍ في العالم ليبدي اشمئزازه وتأثره واستياءه …!
هم محظوظون إذ تسارع جامعة قبائل العربان وهيئات حقوق الإنسان في سوريا ولبنان ومصر و…السودان وجزر الواق واق لتبكيهم بأحر الدموع وتدين الإرهاب الأمريكي …!
هم محظوظون إذ يستقيل من أجلهم وزيرٌ عراقيٌ وتتنادى قنوات التلفاز السلفية التي يديرها شيوخ النفط الوهابيون ، لمقابلة هذا وذاك من رجالات الحرس الجمهوري المنحل وإرهابيو الوسط الذين خرجوا من هذا المعتقل بعد أيام قليلة لطيفة لم تخلو من ركلةٍ هنا وسوطٍ هناك حسب ادعائهم وها هم يتجولون بكامل الحرية في الموصل والحويجة والرمادي والفلّوجة …!
محظوظون هم إذ تتنادى أحزاب الفاشية العربية والإسلامية في الأردن ومصر وغيرها لنجدتهم ، وتضج صحف القبائل العربية بالتحليلات المسمومة ويسارع حكام العربان إلى الإدانة والاستنكار والشجب …!
ومحظوظون هم إذ تنتبه الجمهورية الإسلامية الإيرانية لمأساتهم فتدلي بدلو الإدانة والشجب ودعوة المحرر الأمريكي للمسارعة بالخروج من العراق وكلّنا يعلم أن الجمهورية الإيرانية حالها حال بلدان العروبة خاليةٌ حتى من السجون وتنعم بديموقراطيةٍ أين منها ديموقراطية الأمريكان ، باستثناء طبعاً سجن أيفين الرهيب وحالات تصفية المفكرين والعلمانيين وأهل اليسار ( وهؤلاء مارقون عن الدين ودمهم مهدور بأذن الله وأمره لأنهم مفسدون في الأرض ولا تنطبق عليهم قوانين وأعراف حقوق الإنسان ) …!
ومحظوظون هم أخيراً إذ تسارع أقلام بعض الكتّاب العراقيين الذين لا نشك بطيبتهم وعراقيتهم ، تسارع لذرف الدموع الحارّة على صفحات الجرائد الإلكترونية …!!

*****

ما لا يعرفه الكثيرون … بل ما يأبى أن يعرفه الكثيرون أن قاطنو ( أبو غريب ) الآن … هم جلادو الماضي القريب … بل القريب جداً ( عامٌ وبضع شهورٍ لا أكثر ) …!
ما تتجاهله الأقلام العراقية الثائرة الدائرة في فلك أقلام القبائل العربية في عمان ودمشق والقاهرة بل … الكويت والسعودية ، أن قاطنو أبو غريب هم ذاتهم من شردونا لعقود عديدة من السنين وحرمونا من رؤية من تبقى من الأهل والأحباب وملاعب الصبا …!
قاطنو أبو غريب الآن هم من دفن أبنائنا وبناتنا وأخواتنا أحياءٍ في المقابر الجماعية ، وهم ذواتهم من يأبى إلى أن يدفن مكن تبقى من هؤلاء الأحباب ، وهم ذواتهم من ثار على المحرر الأمريكي ولا زال وقتل بهجتنا بحلم التحرير ولا زال …!
هم ذواتهم جنود الحرس الفاشي الطائفي الجمهوري الذين اغتصبوا الأعراض في إيران والكويت وانتهكوا أعراض بنات كردستان ونساء المعارضين وبناتهم …!
هم ذواتهم من استباح النجف وكربلاء والبصرة إبان انتفاضة آذار المجيدة ، وذواتهم من قصف بالصواريخ مراقد الأئمة ودمروا المستشفيات ونهبوا المدن ليس إبان الانتفاضة حسب بل ويوم التحرير ذاته …!
هم ذاتهم ومن لفّ لفهم من كانوا يدمرون بيوت العراقيين على أهليها لمجرد أن في البيت هاربٌ من الخدمة العسكرية ويشكُ في أن لديه مسدساً أو بندقية …!
هم ذواتهم من كانوا ينسفون بيوت الناس في الكويت إبان الاحتلال ، لمجرد أن رصاصة بندقية صيدٍ تنطلق من يدِ صبيٍ كويتيٍ قهره الاحتلال العروبي الفاشي …!
هم ذواتهم من قصف حلبجة بالأسلحة الكيماوية وذاتهم من سار خلف الدموي المقبور علي كيماوي في تدمير آلاف القرى الكردية وقتل مئات الآلاف من أهلنا الكرد الشرفاء في حملات الأنفال الجبانة القذرة …!
قاطنو أبو غريب الآن ، ليس بعثيوا البصرة والديوانية والسماوة أيها الأحبة ، لأن هؤلاء عادوا إلى عشائرهم وضمائرهم وبالكثير التحقوا بجيش المعتوه مقتدى ، وكلنا يعلم كم هو هزيلٌ هذا الجيش بقياداته المراهقة الطائشة وقاعدته البعثية ( من سقط متاع البعث والهزيل من كوادره التي لم تكن مؤثرةْ ) …!
قاطنو أبو غريب الآن هم مرتزقة الزرقاوي وبن لادن وغلاة الشوفينيين البعثيين من المطلوبين للعدالة العراقية ، والذين هم بالأساس ممن كانوا أهل سطوة ونفوذ وقوة وهيمنة ، وكلّهم من أبناء القبائل الصحراوية الحليفة لصدام حسين والمنضوية الآن تحت لواء هيئة علماء الاختطاف والداعين لتدخل العربان في الشأن العراقي للمحافظة على الإرث الصدامي بينهم … وحدهم …!
قاطنو ابو غريب الآن يا أحبة هم قتلة المئات من رجال الشرطة والآلاف من العراقيين الأبرياء ممن فاتهم قتلهم في السنوات الخمس وثلاثون التي مضت …!
قاطنو أبو غريب الآن ، هم من وجد الأمريكان والشرطة العراقية في بيوتهم ومساجدهم وأقبيتهم آلاف الأطنان من الثقيل من السلاح والعتاد …!
هاونات وصواريخ مضادة للجو وقواعد إطلاق صواريخ مضادة للمباني والدروع …!
هم من وُجدَ لديهم معاملٌ كاملةٌ لصنع العبوات الناسفة وتفخيخ السيارات لقتل آلاف العراقيين بالجملة …!
لو تقارنوا شحيح سلاح ما يسمى جيش المهدي قياساً لتسليح هؤلاء ، لعرفتم من يقطن الآن في أبو غريب ، ولماذا هم وليسوا جند الصدر أو بعثيوا الجنوب …!
هؤلاء أيها الأحبة ، ليسوا حمائم بريئة وقعت بالصدفة في شباك الأمريكان ، فتعرض البعض منها لنتف الريش أو بعض الريش …!
ألا ليتكم تتأملون وتفكرون وتخففون قليلاً من هذا النحيب الذي علا حتى على نحيب إسلاميو الأردن وإخوانيو مصر المحروسة …!
ألا ليتكم تكفون عن هرق الدموع في جردل أعداء بلدكم ليتحول بالتالي إلى سقيا لبذرة الإرهاب الشوفيني الطائفي العروبي الذي لا يكفّ عن التدخل للي عنق الريح العراقية المباركة أملاً بحرفها عن الطريق الذي حلم به آبائنا وضحايانا من سكنة القبور الجماعية …!

*****

الجميلُ أن غالبية شعبنا مرّت على الحدث بغير اهتمام ، لأن تلك الأغلبية سلف أن مرّت أو البعض من أبنائنا ليس في هذا السجن الذي هو فوق الأرض بل بالمئات من سجون ما تحت الأرض ، وليس في من مرّ من لم يخرج بعاهةٍ مستديمة ، هذا إذا كان قد خرج بعد عشرٍ أو عشرون من السنين في الذلّ والظلمة المطبقة والتعذيب اليومي الرهيب …!
شعبنا في أغلبيته التي كانت تمثل طائفة المنبوذين في زمن العهر القومي الطائفي الصدامي ، أستسخفت هراء التعذيب الاستعراضي الأمريكي ومرّت عليه مرور الكرام …!
لأنها تعرف أن هذا ليس بالكثير على هؤلاء القتلة القابعون في هذا السجن والذين لو خرجوا اليوم لعادوا لتفخيخ المدارس والجسور وحرق المعامل وقتل الأبرياء …!
أخشى ما أخشاه أن يكون وراء هذا الاستعراض الأمريكي نيةٌ لإطلاق سراح هؤلاء القتلة قبل تسليم السلطة للعراقيين ، ويعلم الله ماذا سيفعلون لو خرجوا اليوم ، وأي مناصب سينالون غداً ومن يضمن أن لا تعود أيام المقابر الجماعية من جديد …!



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا أحلم … شيوخنا وروحانيو الآخرون …!
- خيارات صدام التي لما تزل نافذةْ..! أما البعث أو الإسلام أو … ...
- فزّاعة خظرة ْ- بزيٍ زيتونيْ….!
- كبعيرنا العربي نحن إذ نجترّ الفاسد الرطب من العشب الثقافي …!
- تلاميذ حوزة فارس يعلنون الإضراب … ويغلقوا الكرّاس والكتاب …!
- يقول الأحبة أما تخاف…!
- الإصلاح المستبعد… إلا… بمعولٍ أمريكي …!
- يهودنا ومسلمو الجيران …قاتلينا …!
- اجتهاداتٌ في النظرْ إلى حفرةٍ ليست كبقية الحفرْ …!
- أمي التي ماتت من الفرح…! - قصة قصيرة
- آية الله منتظري … إنك والله لآية صدقٍ شجاعة…!
- رحل الرنتيسي فلمن تسلّم الراية يا فتى …!
- خطوط المرجعية الحمراء … والخضراء …!
- هنيئاً لأم المآذن ثمن ما لعبة السحل والحرق التي أجترحها الغل ...
- معركة الإيرانيين الأخيرة في العراق…!
- تعقيب على نحيب ….!
- النحيب عند بقايا الكرسي المتحرك للحبيب …!!
- الحفريين
- مرحى للدبابات السورية التي هبت على عجلٍ لقمع الأكراد …!
- ويوشك العام الأول من التحرير أن يأفل…!


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كامل السعدون - المحظوظون الذين لسعتهم السياط الأمريكية