أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - هاشم صالح - اليمين المتطرّف والأقلّيات















المزيد.....



اليمين المتطرّف والأقلّيات


هاشم صالح

الحوار المتمدن-العدد: 2712 - 2009 / 7 / 19 - 11:24
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    



الجمعة 17 تموز (يوليو) 2009

--------------------
في كل أمّة من الأمم يوجد شيء اسمه اليمين المتطرّف. وهذا اليمين قد يكون طائفيا أو عنصريا أو الاثنين معا. انظر مثلا إلى التنظيمات الفاشية في ألمانيا وايطاليا وسواهما أو إلى جان ماري لوبن زعيم الجبهة القومية في فرنسا. فاليمين الكاثوليكيّ المتزمّت يحبّه عموما وقلْ الأمر ذاته عن القوميين الشوفينيين الفرنسيين، فهم يصوّتون له لأنّه يضرب على وتر الغرائز التحتية والعصبيات القديمة والعنجهية الفرنسية وكره الآخرين؛ خاصة العرب والسود والمغتربين عموما. نفس الشيء ينطبق على اليمين العربيّ المتطرّف. فهو عندما يتحدّث عن الأقلّيات في مجتمعاتنا بكلّ احتقار يخيّل إليك أنّه "لوبن" يتحدّث عن المغاربة أو السود أو بقية الجاليات العربية والأجنبية في فرنسا. بل إن "لوبن" لا يتجرّأ على استخدام بعض الألفاظ الاحتقارية ضدّ الأقلّيات العرقية أو الدينية الموجودة في المجتمع الفرنسي، خوفا من أن يقع تحت طائلة القانون. فهناك قانون في فرنسا مضادّ للعنصرية والطائفية ويحاسب عليهما محاسبة صارمة. أمّا في العالم العربي فلا يوجد أيّ قانون من هذا النوع. ولذلك فإنّ الأحكام المسبقة، من عنصرية وطائفية، شائعة على كلّ شفة ولسان وتمتلئ بها الجرائد والمجلات والإذاعات، ناهيك عن الفضائيات الكبرى. ويكفي أن تختلف مع أحدهم لسبب ما ويحتدم الخلاف قليلا لكي يقذفك بتهم العنصرية أو الطائفية ويفحمك فورا أو يتغلّب عليك بالضربة القاضية إذا لم يحالفك الحظ وتولد في مناطق الأغلبيات..الأمثلة على ذلك لا تعدّ ولا تحصى.

وبعض تيارات اليمينية ذات الطابع الأصولي أو القومجي أو الاثنين معا، تعتقد أنّ الأقلّيات هي سبب كلّ المشاكل في العالم العربي. والسؤال المطروح هنا هو التالي: لو صُفّيت هذه الأقلّيات عن بكرة أبيها؛ هل ستنحلّ كلّ المشاكل دفعة واحدة يا ترى؟ لو صفينا الأكراد في المشرق والأمازيغ في المغرب كأقلّيات عرقية لغوية، هل ستنتصر القومية العربية أو هل ستتحقّق الوحدة العربية المنشودة فورا؟ ولو صفّينا المسيحيين العرب وكلّ الطوائف الشيعية والإباضية الخارجية دون استثناء، هل ستنحلّ مشاكل الإسلام مع ذاته ومع الحداثة الكونية بطرفة عين؟ من هو السبب الأساسي للجمود في الإسلام: الأقلّية أم الأكثرية؟ من هو المتشبث بالمحظورات الدينية والطقوس الشكلانية السطحية الظاهرية المرهقة؟ من هو المتشبّث بشكل حرفيّ بقشور الدين لا بجوهره الروحانيّ العميق؟ إلى من ينتمي الإخوان المسلمون أو السلفيون المتحجّرون أو بن لادن أو أيمن الظواهري أو أبو مصعب الزرقاوي أو عشرات غيرهم؟ من هو سبب صدامنا مع الشرق والغرب والعالم كله حاليا؟ من الذي شوّه صورة العربي والمسلم في شتّى أنحاء العالم؟ من الذي يعرقل حركة التاريخ العربي ويؤخّر الانطلاقة المنشودة؟

ينبغي أن نتفق على البدهيات ونطرح الأسئلة دون مراوغة ولا مواربة: من الذي يقود حركة التاريخ العربي؟ الأقلّية أم الأغلبيّة؟ فيما يخصّ العالم العربي يمكن القول بأنّ الأغلبيّة العربية الإسلامية السنية هي التي تقود الأمور. وفيما يخص العالم الإيراني يمكن القول بأنّ الأغلبيّة الفارسية الإسلامية الشيعية هي التي تقود الأمور. وإذن فالفشل التاريخي يقع على كاهل الأغلبيّة بالدرجة الأولى. المجتمع مقاد من قبل مذهب الأغلبيّة وايديولوجيتها الراسخة لا من قبل الأقلّيات، التي لا تجرؤ أحيانا على أن تفتح فمها لأنها مدانة سلفا بتهمة الهرطقة أو الزندقة او الشعوبية أو ما شئت من أسماء ومسمّيات. ولكن الشيء الذي يلاحظه علماء الاجتماع والانتربولوجيا هو أنه عندما يحصل فشل تاريخيّ لأيّ مجتمع فإنّه سرعان ما يتّهم الأقلّيات، بل يتخذها كبش فداء لكي ينتقم منها ويفش خلقه كما يقال. انه يريد أن ينتقم من الفشل والعجز عن طريق التضحية بهذه الأقلّية أو تلك. هذه ظاهرة موجودة في كل المجتمعات البشرية وليس فقط عندنا. إنها ظاهرة انتربولوجية: أي إنسانية بشرية كونية.

ولذلك فإنّي أقول للمحافظين الجدد وكلّ مثقفي اليمين العربي ما يلي: كفّوا عن اتّهام الأقلّيات للتغطية على عجزكم وقصوركم وفشلكم التاريخي أمام أروبا والغرب ككلّ. المسؤول الأوّل عن هذا الفشل هو أنتم، هو ايديولوجيتكم الخاطئة التي عفى عليها الزمن. المسؤول عن الفشل التاريخي هو ذلك الانغلاق المذهبي الذي قضى على المعتزلة والفلاسفة قضاء مبرما ونصّب نفسه على أساس أنه الإسلام الصحيح والفرقة الناجية، وقضى على التعددية الفكرية التي ميّزت الحضارة العربية الإسلامية إبان مجدها وعصرها الذهبيّ. من كفّر ابن سينا لأنّه يشرب الخمرة ويفهم الدين بشكل فلسفي عقلاني حرّ هو المسؤول عن الفشل التاريخي للعرب. من كفّر الفارابي وابن رشد وإخوان الصفاء وابن باجة والتوحيدي والمعري وأبا بكر الرازي وكلّ المفكرين الأحرار في الإسلام، هو المسؤول عن الفشل التاريخي. المسؤول عن الفشل التاريخي هو ذلك المذهب الذي انتصر واضطهد بالحديد والنار كلّ المذاهب الأخرى دون استثناء، ونصّب نفسه على أساس أنه الحقيقة المطلقة ونام على هذا الاعتقاد المطمئن والمخدر نومة أهل الكهف. فكان أن سبقنا الآخرون وتخلّفنا، ولا نزال نتخبّط ولا نعرف كيف ننطلق من جديد. وبالتالي فالتفكيك التاريخي والفلسفي أصبح يفرض نفسه علينا الآن بشكل إجباري لا مفرّ منه. نحن دخلنا في مرحلة تفكيكية لها أوّل وليس لها آخر، على الأقلّ في المدى المنظور. والتحرير الكبير لا يمكن أن يجيء إلا بعد التفكيك الكبير.

العلمانية أساس المواطنية

ينبغي العلم بأنّ أوّل مبدأ من مبادئ العلمانية وحقوق الإنسان والتشريعات الحديثة هو المساواة الكاملة بين المواطنين، بغضّ النظر عن أعراقهم وأديانهم أو حتى عدم اعتناقهم لأيّ دين أو مذهب. حتى الملحد، من حيث الحقوق المدنية، يتساوى مع من يذهب إلى الكنيسة كل يوم، شرط أن يقوم بواجباته تجاه المجتمع بشكل صحيح ويكون مستقيم السلوك.. كل متديّن مواطن حتما، ولكن ليس كلّ مواطن متدينا بالضرورة أو يؤدي الشعائر والطقوس. هذا هو المفهوم الحديث للمواطنية. ومعظم المواطنين في الدول المتقدمة هم من النوع الثاني لا الأوّل. هذه أشياء بينك وبين ربك يحاسبك عليها يوم القيامة، إذا كان هناك يوم قيامة، ولا يحقّ لأيّ مخلوق على وجه الأرض أن يتدخل فيها. ولكننا نتحدث هنا عن مجتمعات حضارية متقدمة لا عن مجتمعات لا تزال في شرائح واسعة منها أصولية قروسطية. وهي شرائح تشمل كل الطوائف لا طائفة الأغلبيّة فقط. (التفكيك الذي أدعو إليه يشمل أيضا عقائد الأقلّيات كلها دون استثناء وليس فقط عقيدة الأغلبيّة). نحن نتحدّث عن مجتمعات محكومة من قبل الفلسفة السياسية الحديثة لا من قبل الحاكمية اللاهوتية للمودودي أو ولاية الفقيه الخميني وعلي خامنئي. والإنسان في ظلّ فلسفة التنوير هذه قيمة بحدّ ذاتها وينبغي أن يحترم بصفته تلك سواء كان أبيض أو أسود، مسلما أو مسيحيا أو علويا أو سنّيا أو درزيا أو إباضيا الخ..لا توجد فرقة ناجية ضمن هذا المنظور. ولا أحد أحسن من أحد سلفا وبشكل مسبق. أو قل بأنّ الفرقة الناجية هي الناس الأوادم والطيبون المخلصون من كل هذه الأديان والطوائف. كلهم متساوون في المواطنية والحقوق أمام القانون. هذه هي دولة الحداثة التي نحلم بها لا الدولة الثيوقراطية اللاهوتية التي لا تزال تتحكم برقابنا منذ ألف سنة على الأقلّ وحتى اليوم. نحن بحاجة إلى ثورة تنويرية راديكالية تكون تمهيدا للتغيير السياسي الحقيقي القادم. والتغيير سوف يصيب هذه المرة "ثوابت الأمة ومقدّساتها" أو ما تتوهم أنه ثوابت ومقدسات أبدية سرمدية في حين أنّه فبركات تاريخية. سوف يصيبها في الصميم مثلما فعل في فرنسا وألمانيا وكلّ العالم الأوروبي المتحضر. وسوف تنهض على أنقاضها ثوابت ومقدّسات جديدة تضع كرامة الإنسان وإنسانية الإنسان فوق كلّ شيء. وسوف يكون لتراث الإسلام السمح العظيم وجه جديد آخر غير هذا الوجه الكالح الذي يسيطر علينا منذ الدخول في عصر الانحطاط قبل ألف سنة تقريبا.

عذاب الأقلّيات

لا ينبغي أن نستهين بعذاب الأقلّيات الدينية أو القومية العرقية على مدار التاريخ. لا ينبغي ان نحتقره كما يفعل مثقفو اليمين المتطرف العربي أو غير العربي. أسمع أحيانا كلاما صادرا عن مثقفين يزعمون الديمقراطية والاستنارة ولكنه لو قيل هنا في فرنسا أو في أي بلد أوروبي متحضر للوحق صاحبه بتهمة التحريض على العنصرية أو الطائفية. البعض يعتقد بأنّ كل المشاكل والهزائم ناتجة عن الأقلّيات! وانه لو حذفت أو صفيت عن بكرة أبيها لاستراح المجتمع وانحلت كل مشاكله دفعة واحدة. قد أكون أبالغ قليلا في رسم الصورة بغية توضيحها. ولكن هذا شعور موجود أو منبث بشكل سري أو علني في الجو. ينبغي العلم بأنّ التخلف العربي أو الانحطاط العربي يصيب الأقلّيات والأكثريات في آن معا ولا يوفر أحدا، وانه إذا كان هناك مسؤول أول عنه فهو الأكثرية التي حكمت وقادت المصير التاريخي على مدار القرون ما عدا فواصل قصيرة أو استثناءات محدودة. الانحطاط ابتدأ منذ السلاجقة في القرن الحادي عشر الميلادي باعتراف كل مؤرخي وفلاسفة العالم: أي قبل تسعمائة سنة. ثم تواصل بالطبع مع الإمبراطورية العثمانية التي هي امتداد مباشر لهم والتي لم تضف أي شيء جديد في مجال الإبداع العلمي أو الفلسفي أو الاكتشافات والاختراعات على عكس الحضارة العربية الإسلامية الكلاسيكية في عصرها الذهبي.

وبعضهم يريد أن يوحي بأنّه حتى الانتماء إلى أقلية ما أو الشعور بالاضطهاد التاريخي أو بالعذاب أصبح معرّة! اذهب وقل هذا الكلام للأسود الذي استعبد قرونا من قبلنا نحن العرب المسلمين أو من قبل الأوروبيين بل وتوجر به كسلعة رخيصة. اذهب وقل له: يا أخي عيب عليك! لماذا تشتكي وتتوجع؟ أين هي المشكلة؟ اسكت واخرس، اذهب واعتذر لمن اضطهدوك وعذبوك أو داسوك واحتقروك في كرامتك أو أعماق إنسانيتك..هنا أيضا قلب للأدوار ومنطق معكوس. في البلدان المتحضّرة يفعلون عكس ذلك تماما. وإلا لماذا اعتذر البابا يوحنا بولس الثاني عن مجزرة سانت بارتليمي التي ارتكبتها الأكثرية الكاثوليكية بحقّ الأقلّية البروتستانتية حتى بعد أكثر من أربعة قرون على حصولها؟ ولكننا نتحدث هنا عن بلدان حضارية وشعوب تقدمت وأديان أُصلحت وتطورت..نعم إني أشعر بالقلق عندما أسمع الفضائيات الغوغائية ومثقفي التيار القومجي- الأصولي(أي العنصري-الطائفي) الذين يعكسون الأمور فتصبح الضحية هي الجلاد والجلاد التاريخيّ هو الضحية! لقد آن الأوان لتوضيح الأمور في الساحة الثقافية العربية التي تعاني من خلط وتشويش وتزييف كثير. ولكن لحسن الحظ فإنّ مجموعة من المثقفين والمثقفات أصبحوا ينبثقون هنا أو هناك في كل أقطار العرب كالمنارات المشعة. وهؤلاء يعرفون معنى الحداثة والتنوير حقيقة ولا يتخذونهما كقشرة سطحية رقيقة للتغطية على عنصريتهم وطائفيتهم ونزعتهم الاستعلائية والعنجهية. بالطبع فان معركتهم شاقة جدا وعسيرة لأن أتباع التيار العنصري الطائفي ليسوا فقط الأكثر عددا، وإنّما يتمتعون بمشروعية تاريخية لا حيلة لنا بها. الماضي معهم والمستقبل ضدهم، أمّا نحن فالمستقبل معنا والماضي السلفي الانحطاطي ضدنا. وما دام الإصلاح الديني لم يحصل بعد، والتنوير الفلسفي لم يتحقق بعد فسوف يظلون مسيطرين. ولكن هل نعلم بأنّ عدد سكان فرنسا في القرن الثامن عشر كان ثمانية وعشرين مليون شخص، وان عدد فلاسفة التنوير لم يكن يتجاوز الثلاثين أو الأربعين شخصا، وعدد أتباعهم في باريس لم يكن يتجاوز الثلاثة آلاف شخص، وفي المملكة الفرنسية كلها الخمسة عشر ألف شخص، ومع ذلك فقد ربحوا المعركة الفكرية ثم السياسية في نهاية المطاف؟ وبالتالي فالمجال مفتوح أمام التنويريين العرب والمسلمين رغم كلّ شيء. ولكنهم سيخوضون معركة يشيب لهولها الولدان. فأنت لا تستطيع أن تفكك الانغلاقات المتراكمة منذ ألف سنة بدون معركة كسر عظم حقيقية.

اذهب وقل هذا الكلام القومجي الأصولي المتغطرس لكلّ المعذبين في الأرض أو لكل المضطهدين لسبب عرقي أو طائفي أو مذهبي. اذهب وقله لكل الطوائف الشيعية والخارجية الإباضية والإسماعيلية والدرزية في العالم العربي. اذهب وقله للبربر الأمازيغ في المغرب الكبير أو للأكراد في المشرق الكبير أيضا، الذين تُنكر حقوقهم اللغوية والثقافية ويُحتقرون لأنهم يحبّون لغتهم الأمّ ويتعلقون بها..هل سمعتم بعربيّ يتعلم اللغة الكردية أو الأمازيغية؟ مستحيل أو في نادر النادر. هذا في حين أنّ ملايين الأكراد والأمازيغ يتعلمون لغة الضاد بل ويبدعون بها ويتفوقون علينا في أحيان كثيرة. بل اذهب وقله لكلّ الأقلّيات السنية والعرقية في الإمبراطورية الفارسية الشيعية. فهناك الإسلام الصحيح الوحيد هو المذهب الشيعي الاثنا عشري. الفرقة الناجية هناك هي أهل الشيعة لا أهل السنة: أي عكس ما هو سائد في العالم العربي تماما. اذهب وقله للمسيحيين العرب الذين كانوا أكثرية في سوريا وربما في مصر حتى القرن الحادي عشر الميلادي. من يعرف ذلك؟ بعدئذ قلبت سوريا إسلامية لأنّ الناس على دين ملوكها. وبالتالي فمعظمنا كان أجدادهم مسيحيين قبل أن يصبحوا مسلمين. اذهب وقله للأرمن وبقية الطوائف المسيحية التي عانت من أبشع مجزرة في تاريخ العصور الحديثة على يد جلاوزة السلطنة العثمانية المحتضرة. لحسن الحظ فإنّ النخب المثقفة التركية ابتدأت تتحرّك بقوة للاعتذار عنها. وقد تجاوزت توقيعاتهم الثلاثين ألفا على الانترنيت مؤخرا. برافو للنخب الحضارية التركية! ولكن ماذا تفعل النخب السورية أو العربية عموما إلا من رحم ربك؟ احتقار الأقلّيات أو التحدّث عنها وكأنها حشرات!

اذهب وقله للبروتستانتيين الفرنسيين الذين دمّرهم لويس الرابع عشر في القرن السابع عشر عندما فرض شعاره الشهير: مذهب واحد! قانون واحد! ملك واحد! ومعلوم أن الملك- الشمس كان يجسد في شخصه الحاكمية الإلهية المسيحية، أو ظلّ الله على الأرض. ولكن لحسن الحظ فإنّ التنويريين الفرنسيين سرعان ما جاؤوا لكي يفكّكوا مشروعيته اللاهوتية من أسسها. ثم جاءت الثورة الفرنسية لكي تجسّد أفكارهم على أرض الواقع وتدمر النظام القديم برمته. وعندئذ انهارت الثوابت اللاهوتية المقدسة للأمة الفرنسية لكي تحل محلها ثوابت الحداثة المتمثلة في الإعلان الشهير لحقوق الإنسان والمواطن الصادر عام 1789 عن الثورة الفرنسية بالذات. ويعود الفضل في ذلك إلى فلاسفة التنوير الكبار وبخاصة الأقلّوي الزنديق البروتستانتي جان جاك روسو، نبي العصور الحديثة. فهم الذين لغموا المشروعية القديمة تمهيدا للإطاحة بها وإحلال المشروعية الجديدة محلها. وهذا ما سيحصل في العالم العربي والإسلامي كله في السنوات القادمة بعد أن تنحسر الموجة الشعبوية الأصولية بكل فرقعاتها وضجيجها.

فولتير والأقلّيات

لماذا أقول أحيانا بأنّه ينبغي ان نتخذ فولتير نموذجا لنا؟ لأنه لم يمض حياته في شتم الأقلّيات أو تعيير الناس بأنّهم أقليات وإنّما أمضاه في الدفاع عنها رغم أنه لم يكن منها. لقد أمضاه في إدانة التعصب الديني الأعمى للأغلبيّة الكاثوليكية التي كان ينتمي إليها أبا عن جد والتي نشأ وترعرع في أحضانها. وذلك لأنّ تعصب الأغلبيّة هو الأخطر والأقدر على الضرب والأذى. وهو الذي يفرض قانونه على المجتمع ككل. وهو الذي يمارس تمييزه العنصري أو الطائفي بكل تبجح واستعلاء.هذا لا يعني بالطبع ان طائفية الأقلّية ليست خطرة بل وانتقامية شريرة أحيانا وبخاصة إذا ما وصلت إلى السلطة. وبالتالي فضحايا الأمس قد يصبحون جلادي اليوم. في كل الأحوال الطائفية مدانة مثلها في ذلك مثل العنصرية من أي جهة جاءت. لكن لنعد إلى فولتير. لقد خاطر بنفسه بسبب محاربته للطائفية المسيحية لأن الأصوليين هددوه أكثر من مرة وأحيانا بشكل جدي. وكان بإمكانه أن يعيش عيشة الملوك قرير العين ودون أن يسبب لنفسه إزعاجات إضافية. ولكنه نذر حياته للدفاع عن الحقيقة ومحاربة الاضطهاد والظلم من أي جهة جاء حتى ولو كان من جهة جماعته وطائفته. وهنا تكمن عظمة المثقف أصلا. المثقف الحقيقي ليس ذلك الذي يدافع عن طائفته على طول الخط ويحتقر الطوائف الأخرى. هذا سهل ولا يكلف نفسيا عذابا كبيرا. على العكس. التعصب سهل وقريب إلى النفس ومذاقه حلو ولكن الانتصار على التعصب في أعماق كل واحد منا هو الصعب. وبالتالي فالمثقف الحقيقي هو ذلك الذي يخوض المعركة مع عصبياته الدفينة ويواجه طائفته الخاصة بالذات ويقف في وجهها بل ويتحداها إذا لزم الأمر. انصر أخاك ظالما أو مظلوما. قال: كيف أنصره ظالما؟ قال: تردعه عن ظلمه.

وهذا ما فعله فولتير بالضبط أو حفيده سارتر في عصرنا ضد فرنسا الاستعمارية في الجزائر، الخ.. اقرأ قصة فولتير مع عائلة كالاس البروتستانتية الشهيرة التي هاجت عليها الأكثرية الكاثوليكية في مدينة تولوز وكادت أن تمزقها إربا، في وقت كانت فيه فرنسا لا تزال متعصبة دينيا مثلنا نحن اليوم. ما كانت فرنسا قد استنارت بعد ولا تطورت ولا تقدمت. كان اليسوعيون، أي الإخوان المسيحيون الكاثوليك، لا يزالون يسيطرون على برامج التعليم والثقافة السائدة والمعاهد والمؤسسات والجامعات. وكانت الايدولوجيا الطائفية للأغلبيّة هي التي تسيطر على المجتمع ككل. ولم يكن البروتستانتي يتجرأ على أن يفتح فمه مجرد فتح. الآن أصبح مواطنا كامل المواطنية مثله في ذلك مثل الكاثوليكي سواء بسواء له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات. ولم تعد هناك أقلية أو أكثرية على أساس طائفي وإنّما على أساس إيديولوجي أو سياسي أو برامج سياسية وانتخابية. وأصبح البروتستانتي يقود البلاد على كافة الأصعدة والمستويات دون ان يشكك أحد في وطنيته أو مواطنيته. انظر ميشيل روكار وليونيل جوسبان وسواهما. وأوباما الذي اعتلى عرش أمريكا مؤخرا هل تعتقدون بأنّ اليمين المتطرف الأمريكي سعيد جدا بالنبأ؟ هل تعتقدون انه بلعه بسهولة؟ ولكنه ساكت على مضض لأن أغلبيّة الشعب الأمريكي أصبحت مستنيرة وضدّ العنصرية. قبل عشر سنين فقط كان الأمر صعبا جدا إن لم يكن مستحيلا. الآن أصبح ممكنا بعد أن تطورت العقليات بما فيه الكفاية وبعد أن دفع ابراهام لنكولن ومارتن لوثر كنغ وآلاف غيرهم الثمن. وعندنا سوف تتطور أيضا. عندنا سوف تخفّ الطائفية أو ربّما ستموت كليا يوما ما. ولكننا لا نستطيع أن نطالب مجتمعاتنا بأنّ تقطع في سنوات معدودات ما قطعته المجتمعات الحضارية المتقدمة على مدار ثلاثمائة سنة من التنوير والتثقيف وهضم كل فتوحات الحداثة الفلسفية والعلمية والسياسية. قليلا من الصبر إذن! فلحظة التقدم العربي والتنوير العربي قادمة لا ريب فيها.

أوباما

والاختراق التاريخي

أخيرا سوف أقول ما يلي:

في برنامج "نقاش" التلفزيوني الذي دعيت إليه مؤخرا على القناة الفرنسية الرابعة والعشرين، القسم العربي، وذلك بمناسبة تنصيب أوباما فوجئت بأنّ المدعوين اعتبروا انتخابه وكأنه شيء عاديّ! ورغم أنّ اثنين من المشاركين كانا يتحدّثان من نيويورك وواشنطن ولا بأس بحديثهما، إلا أنهما رفضا التوقّف عند ظاهرة صعود أوّل رئيس أسود على عرش الولايات المتحدة الأمريكية. فهي في نظرهم زوبعة في فنجان لا تستحقّ أكثر من تعليق بسيط على الماشي! أعتقد على العكس أنّ رمزانية الحدث لا تقل خطورة وأهمية عن السياسة الفعلية التي سينتهجها أوباما. فالرجل قد ينجح أو يفشل، قد تعجبنا سياسته أو لا تعجبنا نحن العرب. ولكنها لن تكون أسوأ من سابقتها على أيّ حال. مستحيل أن تكون أسوأ من السياسة التي نظّر لها المحافظون الجدد. بل إنها ستكون أفضل دون أدنى شك لأنها تستلهم منطلقات فلسفية أخرى نظرا لأصول أوباما ليس فقط العرقية وإنّما الدينية أيضا. صحيح أنه هو شخصيا مسيحيّ بروتستانتي كأغلبيّة الأمريكان، ولكن والده حسين أوباما كان مسلما. وبالتالي فله جذور إسلامية. ثم هناك شيء واحد مؤكد: هو أنه انتهك المحرمات العنصرية التي كانت تمنع وصول شخص غير أبيض- انغلو ساكسوني- بروتستانتي إلى سدة البيت الأبيض. من المعلوم أن كندي كان ينتمي إلى الأقلّية الكاثوليكية وقد احتجّ بعضهم على وصوله إلى الرئاسة لأنه ليس بروتستانتيا. ولكنه تجاوز ذلك بسهولة لأنه أبيض ومن عائلة غنية كبيرة. أما باراك حسين أوباما فقد جمع في شخصه "أبشع" الصفات في نظر اليمين الغربي: فهو أسود ووالده حسين أوباما من أصل إسلامي. لا يكفيه نقيصة واحدة وإنّما جمع النقيصتين! ومع ذلك فقد استطاع اختراق الحواجز الهائلة وتحقيق المستحيل.

لماذا وضع نفسه تحت ظلّ التمثال الكبير لابراهام لنكولن؟ لأنّ هذا الأخير هو محرّر العبيد في أمريكا. فقد ألغى قانون الرقّ عام 1865، أي في منتصف القرن التاسع عشر أو بعده بقليل. ولماذا ألقى مارتن لوثر كنغ خطابه الشهير: أنا عندي حلم كبير لكم، تحت ظلّ نفس التمثال؟ لأنه أيضا كان يعرف معنى ابراهام لنكولن وعظمته في مجرى التاريخ الأمريكي. كان يريد مثل أوباما أن يضرب له التحية. وكلاهما، أي لوثر كنغ ولنكولن، اغتيل بسبب دفاعه عن الكرامة الإنسانية للأقلية السوداء المحتقرة المهانة. ابراهام لنكولن اغتيل غدرا وهو يحضر مسرحية. فقد جاءه العنصريون من خلف ظهره وأطلقوا عليه النار من مسدس. ومارتن لوثر كنغ سقط أيضا بطلقات نارية من مسدسات العنصريين وهو في الأربعين من عمره. كلاهما دفع حياته ثمنا لأفكاره ولإيمانه بالمثل العليا. وأوباما ما هو إلا الثمرة المباشرة لذلك النضال وتلك التضحيات. لولاهما لما وصل إلى ما وصل إليه.

ماذا نستنتج من كل هذا؟ شيئا عظيما ومهما جدا ألا وهو: أنّ التقدّم ممكن في التاريخ. نستنتج أن البشرية قابلة للتحسن والتطور وتجاوز عصبياتها العنصرية والطائفية. نستنتج أن القيم الروحية والإنسانية العليا هي التي تنتصر في نهاية المطاف ومهما طال الزمن. نستنتج أن التغلب على العصبيات الغرائزية الضيقة الكامنة في أعماق كلّ واحد منا شيء ممكن. وهذا ما أدعوه بالمعركة الشرسة مع الذات، بالانتصار على الذات. صحيح أنها عملية صعبة جدا وشاقة ومرهقة لأنك عندئذ تدخل في صراع مع نفسك، مع حميميتك، مع أعز ما عندك، لا مع عدو خارجي. "والصراع مع الذات أصعب من معارك الرجال"، كما كان يقول آرثر رامبو في ديوانه الشهير: فصل في الجحيم. ولكن الأمريكان نجحوا في هذا الامتحان العسير وانتصروا على عنصريتهم الدفينة، وقبلوا بأنّ يترأسهم شخص أسود. ثم قبلوا بأنّ تكون سيدة الأولى امرأة سوداء ولمدة أربع سنوات وربما أكثر. صحيح أنها مثقفة وجميلة ومحترمة ولكنها سوداء. وهي التي ستكون وجه أمريكا أمام العالم كله الآن. انتهى عهد لورا بوش البيضاء الشقراء. أليس ذلك رائعا؟ ألا يستحق التنويه والتوقف عنده قليلا؟ ألا يملأ القلب بالفرح والثقة بمستقبل البشرية؟ لذلك قلت وأقول وأكرر القول: برافو للشعب الأمريكي! مبروك له رئيسه الجديد. وهنيئا له هذا الانتصار على الذات!

ولكن للأسف الشديد فإنّ محمد حسنين هيكل لم ينتصر على نفسه، وإنّما كشف عن عنصرية كامنة وبغيضة من خلال تعليقه السطحي السخيف على انتخاب أوّل رئيس أسود للولايات المتحدة الأمريكية. فقد رأى فيه علامة على وجود أزمة في المجتمع الأمريكي بدلا من أن يرى فيه دليل صحّة وعافية. لاحظ مدى "عبقرية" هيكل في فهم الظواهر الكبرى! وهذا الكاتب السطحيّ أو متوسط الحجم لكيلا نظلمه كثيرا هو الذي يقود الفكر السياسي العربي منذ خمسين سنة على الأقلّ!!..

هذا من حيث الشكل الذي هو في رأيي أهمّ هنا من كلّ مضمون. أما من حيث المضمون السياسي، فأعتقد أن أوباما ينبغي أن يستمدّ فلسفته السياسية من ريتشارد بولييت أستاذ التاريخ والعلوم السياسية في جامعة كولومبيا بنيويورك، والعدو اللدود لصموئيل هانتنغتون وبرنارد لويس، وكل غربان صدام الحضارات الذين هيمنوا على عهد بوش. وربما لم يكن موت هانتنغتون قبيل استلام أوباما للسلطة بأيام قلائل إلا إشارة رمزية على موت حقبة بأسرها. ماذا يقول بولييت؟ باختصار شديد ما يلي: هناك جذور حضارية مشتركة للغرب والعرب المسلمين على الرغم من العلاقات الصراعية التي تحكمت بهم غالبا على مدار التاريخ. بل ويصل به الأمر إلى حد القول بأنّهما فرعان أو غصنان من حضارة واحدة: هي الحضارة الإسلامية- المسيحية التي سيطرت على حوض البحر الأبيض المتوسط! شيء مدهش أن يقول ذلك، ولا يكاد يصدق. ثم يقول بأنّ الإسلام الذي يرافق التاريخ الحديث للعالم العربي هو إسلام تعدّدي وتقدّمي عموما، وأن المتزمتين فيه لا يشكلون الأغلبيّة على الإطلاق وإنّما الأقلّية. وذلك على عكس ما تزعمه وسائل الإعلام الغربية. وبالتالي فالتعايش ممكن جدا بين عالم الغرب وعالم العرب والإسلام وليس هناك أي معنى، ولا أي مستقبل، لنظرية صدام الحضارات. لا ريب في أن الإسلام بحاجة إلى إصلاح كبير كما حصل للمسيحية الأوروبية سابقا. ولكن هذا الإصلاح قادم. والعالم العربي أو الإسلامي سوف يفرز في السنوات القادمة الشخصيات الكبرى القادرة على أن تحقق هذه الطفرة أو القفزة النوعية. هنا نقول أيضا برافو لأستاذ جامعة كولومبيا بنيويورك! فليستلهم منه الرئيس أوباما إذن الخطوط العريضة لسياسته، ولينْسَ برنارد لويس وصموئيل هانتنغتون والمحافظين الجدد. ولكن هل هو بحاجة إلى هذه النصيحة يا ترى؟

عن الاوان



#هاشم_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنري غوهييه مؤرخاً للفلسفة أو الفلسفة بين العلم والدين
- في ظلال هولدرلين، في ظلال الشعر...
- غادة السمان عاشقة في حضن الغياب.. إلى غائبة والشمس مكسوفة..
- الأقلّيات والمواطنة في العالم العربيّ (11)
- الأقلّيات والمواطنة في العالم العربيّ (7)
- لوتريامون.. الحداثة الشعرية والعطش الهائل للتدمير
- عذاب بودلير
- تورغنييف: ثالث عمالقة الأدب الروسي
- فولتير .. زعيم الأنوار الأوروبية
- هل يفكر العرب يا ترى؟
- محاكم التفتيش العربية
- الأصولية الظلامية والمعركة التي لا بد منها
- جمال البنا.. يبن الإصلاح الديني والتنوير
- 11سبتمبر: الدروس والعبر
- باحث فرنسي لأميركا: حذار من إذلال العرب أكثر مما ينبغي
- المثقفون الفرنسيون والأزمة العراقية .. المغامرة الأميركية ال ...
- كيف انحرفت الحداثة عن مسارها الحقيقي وتحولت إلى عكسها؟
- كتاب يتحدث بصوتين.. من مانهاتن إلى بغداد أركون في كتابه الجد ...
- مسيرة التنوير الفرنسي من تورغو إلى فولتير
- الفقر أم المشاكل كلها


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - هاشم صالح - اليمين المتطرّف والأقلّيات