أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد أبوعبيد - ديكتاتوريّاتنا الفردية














المزيد.....

ديكتاتوريّاتنا الفردية


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2710 - 2009 / 7 / 17 - 09:33
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ليس الفرد في حل من توصيفات بعض الأنظمة الحاكمة، كالديكتاتورية، مثلاً، التي هي في أعين النقيض أمّ الديمقراطيات وأبهى أشكالها، لكن يبقى ميزان المنطق الذي يقرر الوصف الصحيح. عندما يتهاوى نظام ديكتاتوري، وإنْ ليس بمعاول محكوميه، تتعالى العواطف المشحونة بالوطنية، كاذبة كانت أمْ صادقة، ابتهاجاً بتخلص البشرية من أحد مكامن شرورها، ثم تتسابق الأطياف على تبني اقتلاع ذاك الشر.
أمام هذا المشهد الذي كان صرحاً من واقع فهوى، نتعامى عن المشهد الأصغر حيث الديكتاتوريات الأخرى التي تعشش في دواخل كثيرنا، وتنخر في الأجساد كما السوس في فرائسه.إحدى مصائبنا هي اعتبار أن النظام الحاكم هو المُدان على الدوام ،كما المؤسسة ،بينما الفرد في تصرفاته وسلوكياته أبُ الديمقراطية والمُنظّر لها، وتلِكُم هي الكذبة الكبرى، لأن يوماً واحداً يقضيه المرء في الشارع، أو في مجمع تجاري، سيرى بعينيه أشكالاً من الديكتاتوريات التي قد تكون غذاءً كافياً لكتاب ينتظر التأليف.
الأسرة في مجتمعاتنا، لو سيقت مثلاً، هي مرتع لبعض اشكال الديكتاتورية ،فكون الأب رب الأسرة، هذا لا يعطيه مطلق الحق في فرض كل ما يعتنقه ويعتقده على أفراد مؤسسته البيتية فقط من منطلق أنه الأب الحاكم، وإلا لا فرق بينه وبين حاكم الدولة إلا في بعض الاستثناءات كانعدام حالات الإعدام والاعتقال والنفي داخل الأسرة،" فدمقرطة" الأسْرة وممارسة الحقوق ليست من أشكال العقوق. ولأن الخلف يرث عن السلف، يظهر جلياً أن الإبن يرث في أحايين كثيرة عن الأب سلطته ،فيمارسها، رغم وجود الأب، ليس على الأشقاء، إنما على الشقيقات اللائي يصبحْن في المجتمعات العربية والمسلمة مجرد أحجار شطرنج يحركها اللاعب الذكر، ورقاباً يسلط عليها سيف ديموقليس، فلا فرق حينئذ بين ذاك الشقيق والطاغية "الرفيق". ولو كان الأب ديمقراطياً في تعامله مع أركان أسرته لجنّب الخلف إرثاً نَكْرهُ أن نراه وصفاً لأنظمة الدول.
أما الشارع فهو حلبة تتصارع عليها أنماط أخرى من الديكتاتورية. ذلك يتمثل في أنّ كل واحد من أغلبية لا بأس بها، يتصرف كما لو أن العامّ مُلكه الخاص، وأن الآخرين يعتدون على هذا المُلك وليس لهم حق فيه. ليست في الأمر مبالغة، فالسيارة وحدها كفيلة بتأكيد ذلك عندما يقودها صاحبها من دون مراعاة القوانين العامة التي تكرّم الإنسان صاحب الروح، وتحترم ما حوله من موجودات، ويجعل منها طاووساً يختال في فنائه الخاص، ويا ويْل امرئ آخر أطلق بوق سيارته للطاووس حتى يسير كما تقتضيه الإنسانية أولاً ثم القوانين، أو على الأقل لتنبيهه أنّ الإشارة الضوئية الحمراء اخضرّت. بماذا اختلف الطاغية إذنْ.
حتى في نقاشاتنا تنعدم حرية الآراء، وصاحب الرأي يعتقد أنه الصائب وغيره الخائب، فلا يحاجج في إثبات قوة رأيه ولا يأتيك بالقرائن والأدلة، إنما يأتيك بأنواع الشتيمة وكل أوصاف التسفيه، ولو كان معه سيف يطال رقبتك لجَزّها، فقط لاختلافك معه في الرأي، ولا فرق بين الكلمة الجارحة وحد السيف في يد الطاغية. إذا كنا نُسَرّ لانهيار الأنظمة الديكتاتورية، فلنسمح لأنفسنا أن تتخلص من شرور ديكتاتورياتها أولاً. إن مجتمعاً أفراده ديمقراطيون، حتماً لن يحكمه ديكتاتوريون.



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلنُعَرِّبْ.. إنّهُم -يُعبْرِنون-
- جاكسون العربيّ
- رقصُ فلسطين أفضلُ من خِطابها
- لغتُنا..التحْديث.. وظلمُ المرأة
- أقزام في الانتماء
- و كثيرُنا كان قليلا ً
- المُسْتثقِفون
- من يمنح من؟
- المدينة الفاضلة كما أراها
- إحذِفوا السينما، وليس بعض المَشاهد فقط
- عام جديد وما انجلى الصدأ
- إمنحونا الحرية يا - أولي الفكر -
- بَعد رجال الدين ..سادة الحكم
- صواريخ عقل – عقل
- تفكير مثل الرصاصة
- فياغرا فكرية
- أهلاً يا -عرب إسرائيل-
- إسرائيليات ولكِنْ
- صفات لا تنمحي
- نًحْنُ


المزيد.....




- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد أبوعبيد - ديكتاتوريّاتنا الفردية