أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبدالله تركماني - هل تعود الشرعية الديمقراطية إلى موريتانيا ؟















المزيد.....

هل تعود الشرعية الديمقراطية إلى موريتانيا ؟


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 2710 - 2009 / 7 / 17 - 09:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المنتخب ولد الشيخ عبد الله في 6 أغسطس/آب 2008، وبعد التوقيع على اتفاق المصالحة بداكار في 3 يونيو/حزيران الماضي لإنهاء الأزمة التي عصفت بموريتانيا منذ الانقلاب، بفعل تدخل المجتمع الدولي، وخاصة الديبلوماسية السنغالية، وإرغام قائد الانقلاب الجنرال ولد عبد العزيز على القبول بالحل بعد أن ظل يكابر طيلة عشرة أشهر ويعرّض البلد للخطر، حُدد يوم 18 يوليو/تموز الجاري لإجراء الانتخابات الرئاسية، ما يثير مجموعة تساؤلات:
هل سيثبت المجلس العسكري حياده وحرصه على شفافية الانتخابات ونزاهتها ؟ وهل سيبقى دور المؤسسة العسكرية حماية البلاد وعدم التدخل في الشؤون السياسية ؟ وهل يمكن التفاؤل بأنّ عودة الديمقراطية والحكم الرشيد بات قريبا في ربوع موريتانيا ؟ وهل سيتم تأهيل وتفعيل الطبيعة الجمهورية لنظام الحكم السياسي في موريتانيا على أساس من الحكمة والانفتاح في عملية تفاعل وتكامل وتطور واعٍ ومسؤول لخدمة مصالح الشعب الموريتاني ؟ وهل سيتم بناء جسور حقيقية وجادة للحوار الديمقراطي بين مختلف الفاعلين السياسيين ؟ وهل سيقود الصراع الانتخابي التنافسي موريتانيا لوضعية استقرار سياسي أم أنه سيؤجل الأزمة ؟
إنّ رهانات موريتانيا عديدة ومتشعبة بحق، نظراً لحجم التحديات وارتفاع مستوى التطلعات المشروعة لفئات اجتماعية عديدة ظلت خلال العقود الماضية من عمر الدولة تعاني الفقر والحرمان والتهميش. والرهان الأكبر هو ترسيخ الخيار الديمقراطي، الذي يعزز الشرعية الدستورية، ويحقق الاستقرار السياسي، ويوفر الثقة في من يتولون تحديد الخيارات المصيرية للدولة، ويفتح الأفق أمام التنمية الشاملة، بما فيها جذب الاستثمارات العربية والأجنبية.
لقد أكد زعيم المعارضة الديمقراطية أحمد ولد داداه أنّ الاتفاق الذي حصل، برعاية دولية، ليس اعترافاً ضمنياً من طرف المعارضة بالانقلابيين بل هم " أصبحوا مجرد طرف في الصراع السياسي بينما كانوا طرفاً مهيمناً على الساحة الوطنية نتيجة الانقلاب العسكري ".
وفي الواقع، بدأت الساحة السياسية الموريتانية في إعادة التشكل على أسس جديدة، إذ تتميز الانتخابات الرئاسية الحالية عن سابقاتها بأنها: أولاً - تجري في ظل تقاسم السلطة بين القوى السياسية الرئيسية في موريتانيا. وثانياً - الوزن الكبير للشخصيات الرئيسية المتنافسة في هذه الانتخابات، وتقارب حظوظها وإمكانياتها المادية وخبرتها السياسية.
ولكن، ستظل حظوظ العسكريين الحاليين وداعميهم البرلمانيين قوية في كسب الرهان، فقد فرض الجنرال ولد عبد العزيز نفسه على الحالة السياسية باعتباره فاعلاً رئيسياً لا يمكن تجاوزه. ثم أنه يعتبر حاكماً فعلياً للبلاد، يتمتع أمام الناخبين بصفة السلطة ذات الجاذبية المؤثرة جداً لكبار الناخبين الحاسمين أصلاً في أية انتخابات. ولكنه بعد ما تأكد من أنّ الانتخابات أصبحت بالفعل تعددية وتنافسية حقيقية، وأدرك أنّ المكاسب التي حققها في الماضي تحققت بالمجان، باعتباره المصارع الوحيد في الحلبة والكل من المشجعين، أما وقد دخل منافسون جدد إلى الحلبة، فإنّ الاستعراض الفردي لم يعد له معنى في ظل كونه أصبح يواجه أكبر تحالف انتخابي في تاريخ الانتخابات في موريتانيا ضده. ويبدو أنّ الجنرال، المطمئن جداً لعبور الشوط الأول، لا يخشى في منازلة الشوط الثاني شيئاً كصعود زعيم المعارضة أحمد ولد داداه معه لهذا الشوط، لأنّ ذلك لا يعني في هذه الحالة سوى تحالف جميع المرشحين الكبار وراء ولد داداه، الأمر الذي يجعل مهمة الجنرال في الفوز بالشوط الثاني غاية في التعقيد. أما إذا صعد العقيد علي ولد محمد فال، الذي قاد المرحلة الانتقالية 2005 – 2007 بجدارة، معه إلى الشوط الثاني فإنه يعتقد بضمان جيوب عديدة من ناخبي المعارضة، خاصة ذات الخطاب الشعبوي من إسلاميين وقوميين وجماهيريين.
أما المعارضة الموريتانية ستدخل الانتخابات القادمة بقواعد شعبية كبيرة ومؤثرة ومنظمة، لها تاريخ طويل وخبرة جيدة في اللعبة السياسية والانتخابية، وقد أثبتت هذه القواعد جديتها والتزامها السياسي عندما نزلت للشارع منذ أول يوم للانقلاب وحتى آخر يوم قبل التوصل لحل توافقي.
ومن بين الترشيحات برز ترشح ثلاثة من زعماء المعارضة: أحمد ولد داده زعيم حزب تكتل القوى الديمقراطية، أبرز أحزاب المعارضة. ومسعود ولد بلخير، مرشح الجبهة الوطنية للدفاع عن الديموقراطية. وجميل ولد منصور، رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية " تواصل " الإسلامي. وفيما يتطلع المعارض التاريخي العنيد ولد داداه إلى تتويج مسيرته النضالية الطويلة ضد الحكومات العسكرية والاستبداد السياسي بفوز تاريخي يبدو ممكناً إذا استمر في التحالف مع الجبهة المناوئة للانقلاب، فإنه سيكون من الصعب على أي من المرشحين حسم نتيجة الانتخابات لمصلحته في الجولة الأولى، بسبب الانقسام السياسي الحاد داخل البلاد ووجود كتل رئيسة كبيرة. وسيعمل كل مرشح على بناء تحالفات حزبية وأخرى قبلية وجهوية سياسية لضمان البقاء في السباق حتى الدور الثاني المقرر في 1 أغسطس/آب المقبل.
إنّ ما يجري في موريتانيا من حراك سياسي مسؤول يستحق وقفة تأمل من قبل جميع الفاعلين السياسيين العرب، فقد أثبتت النخبة السياسية الموريتانية، بمختلف ألوانها ومعتقداتها، مرونة في حواراتها للخروج من الأزمة الراهنة، كما دحرت الانقلاب العسكري من خلال التمسك بالخيار الديمقراطي. وتبدو أهمية ذلك من الدرس الذي يجب أن يتعلمه الطامعون بالحكم استناداً إلى قوة السلاح، ويجب أن تتعلمه الشعوب بتمسكها بخيار الديمقراطية الذي يمنحها الحق في اختيار حكامها.
ورغم أنّ اتفاق المصالحة في داكار أتاح لموريتانيا تنظيم انتخابات يشارك فيها الجميع، إلا أنه وضع البلاد، كما يرى مراقبون كثر، على فوهة بركان حيث إن أيا من الطرفين المتصارعين لن يقبل فوز الطرف الآخر. فقد لوح الجنرال ولد عبد العزيز بأنه ضحى مرتين لصالح موريتانيا من خلال انقلابين، وهو مستعد للتضحية لمرة ثالثة، وهو ما اعتبره مرشحو المعارضة إشارة لاحتمال تنظيم انقلاب عسكري في حالة عدم فوزه.
أما المعارضة فتعتبر أنّ فوز الجنرال أمر مستحيل، في ظل الوضعية الحالية، من دون أن يمارس التزوير عبر مسؤولي الإدارة المحلية وعبر السفراء والقناصلة الذين عينهم قبل استقالته والذين يدينون له بالولاء. وقد أجمل أحد الكتاب في صحيفة " تقدمي " خلاصة الموقف المنتظر من الانتخابات الحالية بالقول " المعطى المجهول في هذه الانتخابات هو موقف الجيش، هل سيقبل نتيجة الانتخابات ويقف ككل الجيوش الجمهورية خلف الرئيس المنتخب ؟ أم أن حليمة ستعود لعادتها القديمة ؟ ". ثم يجيب: " أعتقد أنّ الشهور الماضية كانت بمثابة درس للمؤسسة العسكرية خصوصاً أمام الرفض الداخلي والدولي المتزايد والجاد للانقلابات ".



#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق على طريق الاستقلال
- خصائص الإسلام السياسي الديمقراطي
- ما الجديد في خطاب - حماس - ؟
- إيران .. إلى أين ؟
- التنشئة السياسية وأدواتها
- نحو تصويب العلاقات العربية - الأمريكية
- المكان العربي وتفاعلاته في القرن العشرين (3)
- المكان العربي وتفاعلاته في القرن العشرين (2)
- المكان العربي وتفاعلاته في القرن العشرين (1)
- أي لبنان بعد الانتخابات ؟
- اليمن ليس سعيداً
- جدل العلاقة بين التنمية والديمقراطية
- انتصار الأنموذج الديمقراطي الكويتي
- زمن حقيقة العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية
- العرب والحاجة إلى التنمية الشاملة
- الصحراء الغربية على طريق إجراءات الثقة
- إنجازات رجل مثابر
- الديمقراطية والمسألة الاجتماعية في سورية
- المجتمع المدني في العالم العربي - الواقع والمعوّقات والآفاق
- سؤال الهوية في دول الخليج العربي ؟


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبدالله تركماني - هل تعود الشرعية الديمقراطية إلى موريتانيا ؟