أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - نَزفُ جُرحهنَّ صَدى عيد














المزيد.....

نَزفُ جُرحهنَّ صَدى عيد


نبال شمس

الحوار المتمدن-العدد: 2708 - 2009 / 7 / 15 - 10:23
المحور: الادب والفن
    


(التقيت بها...قصّت قصتها...فنزف قلمي..
كانت ليلة عيد لامرأة دمشقية مغتربة تقيم في الجولان....لم تر اهلها منذ سنين طويلة...لم تستطع شم رائحة والدتها في مثواها الاخير، ولم تستطع تقبيل والدها وهو يستحضر الروح فتضاعفت المعاناة وتضاعف الم الغربة.
قضية ليست شائكة...بل اولئك الذين تولوا هذا الملف زرعوا الشوك على صفحته الاولى....واولئك النسوة دفعن الثمن دمعا وشوقا وحنينا لاهلهن
قضية لعشرات الدمشقيات تزوجن الى الجولان وحملن قضية لم يلتفت اليها احد، لا من سلطات الاحتلال ولا من سلطات وطنهن الام، فالمرأة الدمشقية المقيمة في الجولان هي الوحيدة الممنوعة من الزيارة الى سوريا رغم انه في كل سنة يسافر الى سوريا مئات الاشخاص لكنهم من الذكور ((رجال الذين))
قضية انسانية ...لملف ما زال يترنح على عشرات الطاولات
*****************************

أيتها الدمشقيّة النقيَّة!
يا من تَحملينَ بينَ راحَتيكِ بَصيص جرحٍ والغِياب طالَ عن أهلِ الدارِ!
لنزفِ جرحكِ نزْف البركانِِ.. فما من ابجدية توقِف صدق عَبَراتك السَخيَّة
ولا مِن أَبْجدِية تحمِلُ بَراكين اللوتس ونور البَنفْسَج بين حروفك البَيضاء كحمامةٍ عَلت من عُمق وسادَتكِ الى أقاصي السَماء....
ָָָָָָָָָָָ
نَزفُ جُرحهنَّ صَدى عيدٍ، ونَزف مُعاناتهنَّ صدى صمتٍ وعزلةٍ في أَركانِ النفوسِ الباحِثة عن بَهجةَ عيدٍ او نور أملٍ.
هل لِصدى الزمنٍ أن يردَّ لَهنَّ رائحة الطفولةِ ويُسمعهنَّ لِمرَّةٍ واحِدةٍ نغمات الأّمل وشَذى زيْت الزيتونِِ.
نورَه* طِفلة في الثامِنة من عُمرها، أخْبرتني عن العيد قائِلةً:
"للعيد في بيتنا رائحة زهرِ اللوزِ، وما جَنينا من زهْر اللوْز سوى مُرّهِ.
أمي امْرأة مُغترِبة..
أمي زَهرة دِمشْقية تَفيض صَمتاً ورحيق الياسَمينٍ..."
قلت وكُلي رَهبة:
"تعالي لنقترب من المُعاناةِ الثلاثية...
لنقْتَرب من نَزف جرحٍ أصْبح صدى عيدٍ حَزينٍ يبحثُ عن صَدرٍ ورائحة خبزٍ وزيتٍ.
عيدٌ يبحثُ في دَمعهنَّ عن لقمةِ فرحٍ مجبولةٍ بأمل العبور.
فلا من بلوغ للقْمة خبزٍ دمشقيّية ولا من بلوغ للعبورِ.
لم تَكن فَسحة فَرار للهَربِ من ذلك الاقترابِ ومن تِلك المعاناةِ التي تَحْملها نوره وتَرسمها بصمتٍ وسكينةٍ في أركان البِطاقة.
في عينيِّ نوره سَمعتُ صدى نَغمات العود، صَدى صوت مارسيل خليفة يُغني كَلمات الراحِل العَظيم محمود درويش، ولا من عودٍ ولامن كتابٍ حملناهُ في تلك اللحْظةِ سوى ما تمتمتهُ الشفاهِ المُتَعطشّة لكلمات نوره.
هَرمت ، فردي نُجوم الطُفولة
حتى أشارِك
صِغار العَصافير
دَرب الرجوع ..
لِعشّ انتِظارك .. !
في عينيِّ نورة رَأيت عينيَّ أمها الخضراء تبكي بِصمتٍ كي لا يراها أطفالها تئنُ وجَعاً وَغربةً، صمتأً وحنيناً للبيت القديمِ والزهرِ النابت على مشارفِ الطرقات وأروقةِ الجامِعات نقطة العُبور الاولى.
أيتها الدمشقيّة النقيَّة!
يا من تَحملينَ بين راحتيكِ بَصيص جرحٍ والغِياب طالَ عن أهلِ الدارِ!
لنزفِ جرحكِ نزْف البُركانِِ.. فما من ابْجدية توقِف صدق عَبَراتك السَخيَّة.
ولا مِن أَبْجدِية تحمِلُ بَراكين اللوتس ونور البَنفْسَج بين حروفك البَيضاء كحمامةٍ عَلت من عُمق وسادَتكِ الى أقاصي السَماء....
أيتها المُغتربة النازفَة دمعاً وألماَ..
العابرة لحدود المكانِ.. فتجاوزتْها الامكنةِ والازمنةِ وبعبورها اشتد طوب الاشرطةِ.....

نوره الجَميلة ما زالت تُحدثني عن أُمها الجَميلة الحاضِرة في عيدها والغائِبة في جَميع اعيادها.. تُطرّز الفرح خِلسة في عيون اطفالها..
نغمات العود تعلو وتَعلو ومارسيل خَليفة يغني ويُغني وأصابعه لا تتوقف عن العَزفِ، ونوره لاهِية في تَحضير بِطاقة العيد تَعيش الم امها بِصمتٍ وسَكينةٍ وتبْدع بحريةٍ بين زَوايا البِطاقة علَّ عينيِّ نوره ترسمُ وهجَ فرحٍ للعيد القادم...
مضيتُ اتمتم كَلمات العَظيم درويش وافكر في ظَفيرة نوره التي سَرحتّها لها أمها صَباح العيدِ وغابَت كزهرةٍ دِمشقيةٍ تَعد زهرات الرمّان في حديقةِ الدارِ:
أحنُ .. الى خُبز أمي
وقَهوة أمي
ولَمسةُ أمي ..
و تَكبُر في الطُفولة
يوماً على صَدر أمي
وأعْشَق عمري لأني
اذا مُت
أخْجل من دَمْع أمي !
وسيبقى للعيد في بيوتهنَّ رائحة زهرِ اللوزِ، وما جَنَيْنَّ من زهْر اللوْز سوى مُرّهِ.
*نوره: اسم مُستعار لِملفٍ صعبُ الاستعارةِ.



#نبال_شمس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبثية السَفْساف
- نَسْفُ الياسَمينِ.. ظِلّ السُؤال
- إجابَة دانتوية.. وكأنه لا يملكها
- أخيلة وأمكنة
- أَيا أبْكمَ بَيْننا
- دِسْلِكسيا مُنتديات
- وشاية أصدق من موقع
- لمحة على الأدب الناكت
- أحذية وحذاء
- مصطلحات مشرذمة
- متلازمات كاريزمية
- ويحلق ساق الخيزران
- استنطاق
- فيض اقتحام
- بحر على قيد نقطة
- لعّل حيفا قد رحلت..
- صحراء عدن
- على جفن البنفسج يولد قوس قزح
- أيَا ليلى...
- نهر النور


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - نَزفُ جُرحهنَّ صَدى عيد