أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - غسان المفلح - إشكالية النظم الإشكالية2-2














المزيد.....

إشكالية النظم الإشكالية2-2


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2708 - 2009 / 7 / 15 - 07:08
المحور: المجتمع المدني
    



كنا في القسم الأول من هذا المقال قد تعرضنا، إلى فكرة مفادها، أننا أمام حالة يمكن لنا تسميتها" بالإشكالية المبنية على إشكالية" بشكل أدق، وهذا ما يهمنا من هذه الموضوعة، هو تعامل المحيط مع النظم التي سميناها إشكالية، كالنظام في دمشق. ويصبح لدينا انطلاقا من هذا، تراكب إشكاليتين" إشكالية وجود واستمرار هذه النظم متداخلة مع إشكالية العالم المعاصر بالتعاطي معها" عائلات مالكة من المحيط إلى الخليج، بعضها يحاول أن يكون فيه شيئا لمجتمعه، فيقوم بتأسيسات ذات بعد استراتيجي، للتخلص من هذه الإشكالية، مصر والمغرب والجزائر كنماذج، تحاول تخطي هذه العتبة نحو الديمقراطية و دولة القانون، رغم كل المصاعب، والفساد، والخروقات الأمنية والحقوقية. الآن لو أخذنا تعاطي المجتمع الدولي مع النظام في دمشق، سنجد أننا أمام حالة من اللاتعريف، وأمام حالة من أن إشكالية استمرار وجود هذا الشكل من العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية، تجد لها موقعا ليس قليلا في تحديد طرق التعاطي مع هذا النظام. فتارة يريد الغرب مثلا أنظمة من طبيعة مؤسساتية، وتارة يناسبه تماما أنظمة من طبيعة شخصانية، فرد واحد يقرر نيابة عن ملايين، بلا صوت أو تمثيل من أي نوع كان! ويستطيع مثلا السيد ساركوزي، ومعه السيدة ميركل عقد أية صفقة من أي نوع كان، مع هكذا نوع من الأنظمة. ولكن لنلاحظ أنهما لايستطيعان فعل نفس الشيء مع النظام الإيراني!لأنه نظام مبني على مؤسساتية، رغم الاختلاف حولها. يستطيع نظام كالنظام القطري مثلا أن يشتري صفقة أسلحة، لاتحتاجها قطر من فرنسا بقيمة ثمانين مليار دولار، بينما في إيران هذا الرقم بحاجة لمصادقة عدة مؤسسات أو لنسمها مراكز قوى. كما يتوهم ساركوزي بناء على هذه المعطيات، بأن يطلب من الرئيس الأسد التخلي عن إيران، هو مقتنع أن الرئيس الأسد، لو أراد لفعل ذلك دون أية عقبات داخلية، دون أن يعترض صوتا واحدا في سورية. ومعه كذلك مدرسة الحزب الديمقراطي الأمريكي الجديدة، برعاية طاقم عمل السيد باراك أوباما، الذي يذهب إلى أفريقيا ويشرط تعاملاته ومعوناته، بتقدم الديمقراطية في هذه الدول الجائعة، أصبحت الديمقراطية في أفريقيا مطلبا ملحا، وفي الشرق الأوسط مطلبا إشكاليا! ولهذا هنالك من يرد، إن البلدان في الشرق الأوسط تحتاج لتدخل عسكري لكي تتحول نحو الديمقراطية، ويأتونك بالنموذج العراقي، ويقولون لك" هل تريد تدخلا عسكريا على غرار ما حدث في العراق، لأن بلدان الشرق الأوسط متماثلة على هذا الصعيد؟ فترتبك معك الأجوبة، ويجرك المصير العراقي، إلى خوف شديد على أبناء بلدك. فتقول" لا" ولا تكتفي بل يجب أن تعقبها بجملة مطلوبة في هذه المرحلة" بقاء هذه النظم أفضل من تدخل هالك ودموي كما حدث في العراق" وتستمر اللعبة، وتستمر الإشكالية، ويضيف لها الغرب إشكالية تعامله وفق معايير متعددة، مصالح وموازين قوى وإسرائيل كمحظية، غير شرعية أم شرعية لا يهم. في أفريقيا الديمقراطية مطلب رئيسي الآن، بينما في سورية، المطلب الرئيسي موجود كوديعة في إسرائيل، تشبه وديعة رابين. متى تخرج لا أحد يعرف. برلسكوني يركض كطفل صغير أمام ملك ملوك أفريقيا عندما استقبله في الشهر الفائت، وملك ملوك أفريقيا يستطيع دون أن يحاسبه أحد بعقد ما يريد من الصفقات مع إيطاليا، ويستطيع أن يحد من مشكلة اللاجئين الأفارقة وقتما يريد، لهذا قال لهم العقيد القذافي" عليكم أن تعيدوا لإفريقيا ما أخذتموه استعماريا، عندها سنوقف اللاجئين الأفارقة. كل هذه الأمثلة لكي نبين أن هذا التعاطي في الواقع أصبح جزء عضويا من إشكالية استمرار هذا النوع من النظم، والتي استطاعت أن تتأقلم مع وجودها الإشكالي، وتهضم ما يحدث من تغيرات في العالم، وتستطيع أيضا فرض موازين قوى جديدة، تجعل الغرب يغير من سياساته، وهذا ما يحدث في لبنان الآن. لو سألنا هل يحتاج لبنان إلى كل هذا الوقت من أجل تشكيل حكومة؟
لتعترف المعارضة السورية، أن النظام استطاع أن يحدث اختراق في الحصار الدولي المفروض عليه، وهذا تم قسرا وليس كرم أخلاق من السادة المقيمين في الإليزيه أو في البيت الأبيض. ولتسأل المعارضة كيف؟
التغير في ميزان القوى هذا أعاد المعارضة لنغمة الإصلاح بقيادة النظام نفسه، نعم إذا كنا نعي الإشكالية هذه" فنحن مع أن يصلح الفساد والقمع نفسه" دون أن نبحث عن تبريرات أخرى، بغض النظر عن إمكانية أو عدم إمكانية أن يقوم هذا الثنائي الخاص سوريا بإصلاح نفسه وبالتالي مجتمعه! اما في الجهة المقابلة، تجد أن هنالك أصرار عند أجنحة أخرى للمعارضة على موضوعة التغيير الديمقراطي السلمي، وتسألهم كيف؟ لا أجابات واضحة، وحلفاء ربما يكرهون الديمقراطية أكثر مما يكرهها النظام في دمشق. وتنظر إلى هذه الصورة من بعيد تجد عنوانا واحدا" إشكالية المعارضة من إشكالية النظام نفسه" ويبدأ بعضنا في البحث عن مسارب للخروج من هذا الاختناق" البحث في الدين والدولة، البحث في تأصيل العلمانية، البحث في شرعية هذا الجناح من المعارضة وعدم شرعية غيره، وكله في الهواء سواء. وتستمر اللعبة، ويبقى المزمن مزمن في السلطة والمجتمع والمعارضة وأشكال تعاطي الغرب، كإدارات سياسية، وتبقى المحظية محظية.
من قال أن الأمر الإشكالي في حالتنا السورية مزعجا للعالم؟ هو مزعج فقط عندما يحاول تغيير ميزان القوى، وهذا ماحدث فعلا. عندها تركوا الإشكالية وتعاملوا مع القوة.
ليس نواحا ما نقوله بل هو حقيقة نزعم أنها تواجهنا منذ عام 1990 وانهيار جدار برلين، والدورة الغربية في التعاطي مع النظم الإشكالية في الشرق الأوسط نفسها.
منذ ذلك العام واستطاعت إسرائيل وإيران نقل الواقع السوري وملحقا به اللبناني لكي يبقى مسرحا مزمنا لأكثر من ثلاثين مليون كائن سوري ولبناني محكومون بالقوقعة*.
*رواية الصديق والرفيق أبو شادي مصطفى خليفة، كتبها عن تجربته في المعتقل السوري.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية النظم الإشكالية
- قناة زنوبيا تاريخ يبقى حتى لو دفنت.
- زنوبيا صوت آن له أن يتوقف
- لتنتبه شعوب المنطقة: 14 آذار انتخبت بري مرة خامسة
- أسئلة مطروحة على عدد من المثقفين السوريين بهدف اجراء حوار سو ...
- بين ولاية الفقيه وولاية الرئيس.
- أمريكا والإسلام زيف العنوان فكيف يكون المتن؟
- فرصة ثانية ل14 آذار لبنان يصوت
- نظريات لا تغير في الوقائع.
- أوباما في السنة الأخيرة من ولايته.
- مشروع قانون الأحوال الشخصية الجديد-من وضع رجال دين أم رجال- ...
- مصر دولة قبل أن تكون نظاماً سياسياً
- المعارضة السورية، ملاحظات واقتراحات.
- سجلنا مواقف...وماذا بعد؟
- كيد المعارضون وضعف المعارضة- جبهة الخلاص كنموذج-
- وقفة مع ما يجري! واقع حالنا.
- نعم النظام السوري ممانع
- التغيير في الميزان السياسي
- لماذا وقع الإخوان المسلمون في الفخ؟
- الحوار لا يلغي التوافقات داخل المعارضة السورية


المزيد.....




- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - غسان المفلح - إشكالية النظم الإشكالية2-2