أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شريف حافظ - مروة الشربينى وتمثيلية تقديرنا للحياة














المزيد.....

مروة الشربينى وتمثيلية تقديرنا للحياة


شريف حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2708 - 2009 / 7 / 15 - 07:05
المحور: حقوق الانسان
    


لنا الحق أن نغضب غضباً شديداً من جراء مقتل مروة الشربينى على يد رجل ألمانى عنصرى، مثلما يحق لأى شعب أن يُعبر عن غضبه لمقتل سائحيه من قبل المتطرفين المهوسيين دينياً فى مصر. ولكن ليس لدينا الحق فى عمل التمثيلية الركيكة التى قام بها البعض منا، مُعبراً عن أن ما حدث للشهيدة مروة الشربينى، هو "حرب على الإسلام"! فان كان هذا كذلك، فإن الغرب، يحق له أن يقول المثل، عندما يُقتل منه أفراد وجماعات لدينا، بأساليب أقل ما توصف بأنها تفوق مستوى الوحشية بالذبح والتفجير!

هل نحن نُقدر حياة البشر؟ هل نقدر حياة المصريين لتلك الدرجة؟ فى الوقت الذى كان الناس يعلنون عن غضبهم ضد ألمانيا "الكافرة"، على حد تعبيرهم، كان هناك بحارة مصريون محتجزون لدى قراصنة صوماليين، يطلبون فدية وإلا "ذبحوهم"، ولم نبالِ! بل متى اهتمامنا أصلاً بمواطنينا، سواء مسلمين أو غير مسلمين؟؟؟ ألم يكن هناك من تم الاعتداء عليهم بقرية الشورانية، بمحافظة سوهاج، وأُحرقت بيوتهم من المصريين البهائيين؟ أم أن القصة كلها تدور فقط حول المسلمين؟ إن كان هذا كذلك، فنحن أكثر عنصرية من قاتل مروة الشربينى!!!

أطالب أى شخص بأن ينزل وسط مدينة القاهرة، بل إلى أى شارع فيها ولينظر إلى سيارات الإسعاف التى تُعلن عن ساريناتها عالية، وبها مريض بين الحياة والموت، ولتنظروا إلى بلاهة سائقى السيارات وعدم توسيعهم الطريق لسيارة الإسعاف تلك، فى تعبير عن عدم اكتراث تام لحياة إنسان منا! ولتنزلوا إلى بلاد "الكفرة" ولتشاهدوا سيارة الإسعاف، وكيف أن كل السيارات فى احترام واضح لحياة البشر، كفرة أو مسلمون أو من أى ديانة أياً كانت، يوسعون الطريق فوراً، ويقفون جانباً، حتى تمضى سيارة الإسعاف فى أسرع ما يمكن، لنجدة روح واحدة فقط، فى تقدير حقيقى للإنسان، بغض النظر عن هويته الدينية أو العرقية أو أيما كانت!!!

عن أى احترام للحياة نتحدث؟! كل هذا تمثيل فى تمثيل!! ولا توجد حرب على الإسلام إلا فى أذهان البعض ممن يريد استهلاك الأزمات لصالحه أو من يحيا فى صندوق من الأفكار، من صنعه هو!! نتكلم بأصوات عالية، يومياً حول عدم جواز أن تُعاقب إسرائيل، الشعب الفلسطينى عقوبات جماعية، ثم نعاقب الغرب كلنا عقوبة جماعية، بالنداء بمقاطعته، نتيجة حادث فردى واحد فقط، فى دولة، هى من أكثر دول العالم، تسامحاً. وفى حال مقارنة التسامح فى دولة ألمانيا الاتحادية اليوم، بذاك الذى فى الدول العربية مجتمعة، لكانت النتيجة، وبلا شك، فى صالح ألمانيا أيها المسلمون!!!

ولا أعرف، هل الإسلام دين موسمى؟ هل نصبح مسلمين، عندما يُعتدى على المسلم، ولكن عندما يُعتدى على غير المسلم، نُصبح مجوساً، بل أشد كُفراً؟ أم أن الأمر مُتعلق بعدم وجود مشاعر لدينا أصلاً؟ سمعنا نداءات أيام كارثة تسونامى تُشير إلى أهمية مُساعدة المسلمين هناك، دون غيرهم، وكنا نتصور أن المسلم يُساعد جميع المنكوبين بغض النظر عن ديانته، لأنه يؤمن بوحدة الإنسانية كما يُشير دينه وأهمية عون البشر بعضهم! ولكننا لا نسمع عن غضب المسلمين عند تعرض غير المسلمين للقتل على أيدى المسلمين!!

إن رد فعلنا يتخطى المنطق فى قضية مروة الشربينى، وقد علق أحد الصحفيين المصريين الكبار، بأن حادث استشهاد مروة الشربينى، "كشف زيف الحضارة الأوروبية"!! إن هذا التعبير، لا يُمكن بحال من الأحوال أن يصدر عن صحفى كبير أو صغير، لأن الحضارة الأوروبية لا تُختصر فى شخص رجل عُنصرى، قام بعمل فردى، وإلا كان للغرب الحق التام، فى أن يقول أكثر من ذلك بكثير فينا نحن، جراء كم القتلى من الأجانب الذين قتلوا على أرض الدول المختلفة فى منطقتنا العربية، فى العقود القليلة الماضية! إلا أننى أعتقد أن الغرب لا يجب أن يقول، لأن هذه حقيقة مكشوفة للجميع: فنحن بالفعل متخلفين عن ركب الحضارات كلها، سواء كانت الغربية أو غيرها من حضارات حالية أو حتى عن الحضارات القديمة أو الدينية السمحة! فنحن لا نُشرف حتى ديننا الإسلامى، ونحن لا نُعبر عنه، ولكن عن تحريف خسيس لتعالميه السمحة!

خالص العزاء لأهل مروة الشربينى وعلى رأسهم، والدها الذى لم يمنح مُستغلى الدين الفرصة، ورفض محاميهم فى قضية استشهاد ابنته، ولم يضع رأسه فى الرمال مثل نعام مستغلى الدين، ومثل الثوريين فى إيران، الذين خرجوا فى الشوارع ثائرين من أجل مروة الشربينى، وكأن الباسيج، لم يقتل ندا سلطان وغيرها ممن دافعوا عن حريتهم، وكلهم من المسلمين، الذين قتلوا بأيدى مسلمين!! خالص العزاء لأهل مروة الشربينى وعلى رأسهم والدها، الذى أبدى التوعية بالدين الإسلامى على الهتاف الأعمى وتكفير الآخر، حتى وإن كان غربياً، وأبدى المجادلة بالتى هى أحسن، لأنه يعطى كل مستغل للدين درساً فى عظمة القرآن وليس خسة استغلال الدين، وهو والد السيدة التى قُتلت، ولا يُمكن لأحد أن يُزايد عليه فى شىء!!

وتكون قضية مروة الشربينى، مفيدة لألمانيا لمُراجعة نفسها كدولة متحضرة تتعلم من أخطائها، فهل تكون القضية مفيدة لنا، تجعلنا نفتح صفحة جديدة، فى تعامل مسلمى مصر مع غير المسلمين فيها وخارجها، بعيداً عن الشعارات الكاذبة والتظاهرات البراقة؟ بعيداً عن "منظرة" إفطارات الوحدة الوطنية الرمضانية وبعيداً عن المُسميات التى لا تنعكس على الواقع؟



#شريف_حافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجنيد الجهل في الإعتداء على النفوس
- أزمة المعارضة المصرية
- ماذا يريد الإخوان؟
- بناء الدولة الحقة في العالم العربي
- خطايا حزب البعث السورى ضد فلسطين والعرب والعروبة
- ثورة الحرية الإيرانية
- الوصفة السحرية لطبق المهلبية
- الدين ليس ديكتاتورية
- تلخيص مشكلة وطن فى تيه المعانى
- العلمانية مش كُفر
- الصراع الحقيقى فى مصر


المزيد.....




- فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي أثناء اعتقال شاب في الضفة الغر ...
- فيتو أميركي يفشل مشروع قرار منح فلسطين العضوية في الأمم المت ...
- مساعد وزير الخارجية الأسبق: عرقلة منح فلسطين عضوية بالأمم ال ...
- اعتقال أكثر من 100 شخص خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين في جامعة كو ...
- السعودية تأسف لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين ا ...
- فيتو أمريكي يمنع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وتنديد فلسطين ...
- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شريف حافظ - مروة الشربينى وتمثيلية تقديرنا للحياة