أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان النقاش - الواقعية السياسية














المزيد.....

الواقعية السياسية


سلمان النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 2707 - 2009 / 7 / 14 - 10:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




انتهى عصر السلالات في العالم الثالث إذا صحت التسمية ألان ولقد جاءت الضربة القاصمة لحكم هذه السلالات من حركات التحرر الوطنية التي نشطت إثناء وبعد الحرب العالمية الثانية عندما تكونت الانتلجنسيا المحلية وطبقاتها الوسطى بتأثير عوامل التغيير التي خلخلت العالم القديم ومراكز قواه وتقسيماتها وبروز قوى عالمية جديدة رسمت خرائط نفوذها حتى انقسم العالم بين معسكرين .
ومع المواجهة الباردة بين هذين المعسكرين أصبحت الايديولوجية والرومانسية الثورية سلاح المعسكر الاول وتراجع او كف الدين عن قيادة المجتمعات الداخلة في فلك هذا المعسكر واصبح التقدم العلمي والتكنلوجي سلاح المعسكر الثاني واخذت القوانين تستمد شرعيتها من العلم وايضا تراجع او كف الدين عن القيادة برغم ان المعسكر الاول كان يحاكي حسب ما تقتضيه عقيدته الجانب العلمي والتكنلوجي فحين يتقدم الغرب بجهاز علمي جديد يبرز ما ينافسه في المعسكر المقابل وانسحبت هذه على نوع ونمط العلاقات الاجتماعية ودرجة تحضر المجتمع في كلا المعسكرين حتى غدا التنافس يشمل الحقوق المدنية الانسانية كحق التعليم والرعاية والطفولة وقضايا المرأة بحيث اصبحت هذه الامور مطالب حتمية تقتضيها عجلة التقدم الانساني وشرعت بشكل دولي كثير من القوانين وبيانات الحقوق .
اما اليوم وبعد ان وصلت الحرب الباردة الى نهاياتها وانفرد المعسكر الغربي كقطب واحد لقيادة النشاط الانساني برمته من الناحية الاقتصادية والعلمية والتقنية وما حققه فعلا بعد حقبة الثمانينات من انجازات في السوق العالمية وما رافقه من تطور مجتمعاتها الام من استقرار وتحضر وضمانات اجتماعية عالية صحية تعليمية حقوق انسان الخ ... اتسعت هوة التخلف في المجتمعات التي نجح المعسكر الاشتراكي من اسنادها وتكوين نمط من السلطة تحول دراميتيكيا الى دكتاتورية ترفع على الدوام شعار الوطنية والمستبد العادل كما حدث في مصر وسورية والعراق واليمن وليبيا .. بالاضافة الى استمرار من تبقى ضمن الفلك الغربي من حكم السلالات كما في السعودية وامارات الخليج والاردن وتمسكهم باستمالة جماهيرهم متعكزين على ادعاء قيادة المجتمع دينيا واكرر دينيا ... كلا الطرفين الاخيرين شكلا خطرا على التقدم المذهل للرأسمالية العالمية وادارتها السياسية الجديدة ... الطرف الاول اتجه نحو القمع الوحشي للشعب وتطوير نظام عسكري بدأ يقترب من اسلحة الدمار الشامل والاخر يريد التمسك بسلطته بواسطة الباس الشعب لباس الدين ودعم الحركات الدينية وبدعم من الغرب الداخل في المعركة الاخيرة لسقوط الاتحاد السوفيتي واعتقد انه نجح الى حد ما .. هذا ادى الى تصريف النقمة الشعبية في المجتمعات ذات السلطة الدكتاتورية نحو التحول للمشروع الديني مع الاحتفاظ بثقافة مواجهة الامبريالية العالمية التي ارست ثقافتها حركات التحرر الاولى
هنا نستطيع ان نقول ان ما سيق من اراء حول الطائفية رغم واقعية نتائجها على ارض الواقع لكن الحقيقة تقول ان الطائفية والدين بشكل عام ما هو الا اداة تحركها مراكز قوى واعية لما تفعله بدليل ما حدث اخيرا في ايران حيث لم تستطع ثلاثون عاما من حكم العمامة التي وصلت الى ارض ايران بواسطة طائرة فرنسية(غربية) خاصة ان توقف حركة تطور مجتمع كانت اسس مسيرته معتمدة على حراك اجتماعي تقدمي بدليل ان ضغط سلطة الدين على هذا المجتمع احدث تسربات لازمت طبيعة حكم النظام طيلة وجوده بمسار تصاعدي حتى انهدرت شلالات الغضب في يونيو 2009 وكأنها كانت متأهبة لتجرف اللامألوف والعودة حتميا لاستكمال المطالب الجماهيرية التي قمعت عام 1979 واحداثها التي خلخلت نهاية الثورة الشعبية العارمة مما احدث تورما في جسد هذا المجتمع سال قيحه وبدأ مطالبا بالعلاج المطروح عالميا الا وهو الديمقراطية الممكنة التحقق في بلد مثل ايران .
لم يعد الدين السياسي قادر على الاستمرار رغم اشتداد قبضته على ادوات السلطة في السعودية وايران واسرائيل وما مني به من خسارات نتيجة تراجع الدعم لمشاريعه التي باتت غير ذي فائدة لمشروع العولمة الجديدة .. لا بل ان نظرية صدام الحضارات لصاموئيل هنتغتون افرغت تماما من محتوياتها بعد الازمة المالية العالمية وتأثيراتها على مجمل السوق العالمية حيث اكدت ان المشروع الاقتصادي هو المحرك الاساس لطبيعة تقدم هذا المجتمع او ذاك ..
التجربة العراقية كانت كشفا ميدانيا لقدرة وامكانية الدين السياسي على مجابهة المشروع الغربي رغم حصول بعض الحركات الدينية على جرعات منشطة من المشروع ذاته .. غير ان الشارع هنا وجد ان الديمقراطية تتعثر حينما يكون لاعبيها من مريدي الدين السياسي ، ويبدو ان لافكاك الا بتحويل المجتمع ديمقراطيا بالمفهوم المدني المعتمد اساسا على اصول التشريع الديمقراطي الممتد عمقه ليصل الى ديمقراطية اثينا .




#سلمان_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطنية الصائح المفرطة
- الربع المعطل
- شعار الجنس
- المستنصرية : مواجهة جديدة
- الطريق الى المصالحة
- المالكي للنزاهة: هذه ذمتي
- مجال الاسترخاء
- الكوتا
- مصنع الرأي
- المفتش العام
- قوة الجيش مهمة وطنية
- الفساد بين والواقع والتضخيم
- الصوت الانتخابي.. كمشروع سياسي
- الانسان .. مهمة وطنية
- هيبة الدولة.. والصراعات الجديدة
- تناقض التغيير
- النزاهة في مركز الاحداثيات
- افول الرومانسية الثورية
- تحية للحوار المتمدن في عيده السادس
- رواتب المناصب العليا والتساؤلات المطروحة


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان النقاش - الواقعية السياسية