أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد نبيل الشيمي - رؤية للمشكلة السودانية تحديات الابقاء علي الوحدة في مواجهة قوي التفتيت ( المسألة السودانية 3 - 3 )















المزيد.....

رؤية للمشكلة السودانية تحديات الابقاء علي الوحدة في مواجهة قوي التفتيت ( المسألة السودانية 3 - 3 )


محمد نبيل الشيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2708 - 2009 / 7 / 15 - 05:25
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


تطفو على السطح في الاونة الاخيرة ما يسمى بالمسألة السودانية ويشير هذا الاصطلاح إلى وجود مشكلة تحتاج حلاً أو توافق بين أطرافها..والسؤال هل يصبح السودان مسألة؟
قبل الاجابة عن هذا السؤال يتعين ان نلقي الضوء علي البداية التي استخدم فيها هذا الاصطلاح وفي هذا فان رغبة الدول الاوربية الكبري تقسيم املاك الدولة العثمانية او ما يسمي باملاك الرجل المريض كان بداية استخدام كلمة المسألة وهو ماسمي بالمسالة الشرقية وكان ظهور المسألة الشرقية ايذانا بحدوث ازمات سياسية وحروب بين الدول الطامعة وبين الدولة العثمانية و الكيانات الناشئة وبايجاز فان اسباب ظهور المسالة الشرقية هي/
- الضعف والوهن الذي اصاب الدولة العثمانية كنتيجة لانتشار الفساد علي كافة المستويات ووصول بعض السلاطين من ضعاف الشخصية الي الحكم فضلا عن تبؤ عدد من كبار الموظفين غير الصالحين للمناصب الكبيرة
- ظهوربعض القوي المسيحيةالرافضة للدولة.
- التنافس الحاد بين الدول الكبري للحصول علي جزء من املاك الدولة
وقد انتهت المسألة الشرقية مع تفكك اوصال الدولة العثمانية والتي اكد لها مؤتمر برلين عام 1816وكان هذا بمثابة ايذان بافول نجم الخلافة العثمانيه.
والواقع أن السودان يمر بأزمة عميقة تمثل مدخلاًمشابها للمسألة الشرقية فلا شك أن هناك قلاقل واضطرابات واقتتال وتنازع على السلطة وحراك اجتماعي (شعبي / حزبي ) هذه الدولة تتمزق بين كتل من العقائد الحزبية المتناقضة وقوى العصيان المتأججة وأوجائع الماضي المتربصة هناك بلا شك تطوارات عميقة يشهدها السودان تتأرجح فيها التحالفات بين هذا وذاك (القوى السياسية) وما يبدو على السطح قد لا يشير إلى عمق الازمة ولكنه يتطور بسرعة مذهلة ولعل ما يروع أن السودان يتعرض لمؤامرة ثنائية الابعاد .
- بُعدها الأول داخلي .... ويتمثل في ما يمكن أن نسميه غباءً سياساً للحزب الحاكم القابع على سدة الحكم محتكراً للعمل السياسي ولا يفتأ أن ينكل بمعارضيه من القوى السياسية الاخرى حزب قام على انقاض افكار سلفية جامدة ومازال يعارض كل المطالب الداعية إلى تقاسم الثروة والسلطة وهناك تنافر وتباغض بين الاحزاب واتهامات بالجملة لبعضها البعض وللحزب الحاكم – هذه الاحزاب ذاتها لا تخرج عن كونها أحزاباً أوليجاركية دوجماطيقيه متناقضة في مبادئها ومختلفة في برامجها وهدفها ليس استرجاع السودان بل فقط اقتسام كحكة الحكم والسلطة وعلى الرغم من وجود دولة قريبة للسودان كالصومال والتي اصبحت مجرد جيوب أو واحدات هزيلة معتلة يحكمها أمراء حرب همهم السلطة فقط فان السودانيين لم يتعلموا الدرس .
كانت بداية اختلال الهيكل السياسي في الصومال هي ذات الحالة التي يعيشها السودان الان فإن التنافر والاختلاف وديكتاتورية الحكام وارتماء المعارضين في حضن القوى الكبرى فتحت باباً واسعاً للتدخل الاجنبي وتدويل القضية وقد تسبب النزاعات التي امتدت لاكثر من خمسين عاماً مضت إلى مقتل وجرح وتشريد الملايين من المواطنين وضياع الفرص لتحقيق معدلات تنمية تتناسب وثراء السودان حيث ابتلعت تكاليف الانفاق العسكري ما يزيد عن 50% من الدخل القومي فضلاً عن انعدام الاستقرار السياسي .
كما كان للمنافسة السياسية خاصة بين اكبر حزبين من الناحية العملية في السودان وهما حزب الامة والحزب الاتحادي دوراًً في زرع بذور الشقاق والاقتتال الاعلامي وانتقال ذلك حتى مستوى التعامل في ربوع السودان كما ان هناك من العوامل التي ساهمت بقدر كبير فيما وصل اليه السودان من ترنح /
- اسناد الوظائف الهامة على كافة المستويات الادارية والسياسية والعسكرية والاقتصادية على عدد محدود من أبناء الشمال مع تهميش الاعراق الاخرى وكان هدف الحكومة المركزية الدائم اضعاف القوى الاخرى المنافسة والتي ترى الحكومات المتعاقبة انها تمثل تهديداً لها .
- التسلط وطغيان الحاكم المستبد وتعدد ولاءاته وتحالفاته وفقا للظروف فعلى سبل المثال بدأ النميري يسارياً ثم انتهى به الامر يمينياً ماراً عبر بوابه التيارات الدينية وخلال التنقل من قوة سياسية لاخرى كانت هناك التصفيات الجسدية والمعنوية .
- الافتقار إلى وجود توازن في توزيع الناتج القومي للبلاد بين الاقاليم مما زاد من الفقر والتهميش لاقاليم دارفور ومناطق البجة لصالح الوسط والشمال وقد عمق هذا من الاحساس بالقهر والظلم لدى البعض وساهم بقدر كبير إلى وصول البلاد إلى هذه الحالة من الاحتقان .
- الاستعلاء والفصل العرقي والديني والثقافي الذي مارسته السلطة المركزية ضد الاطراف ومع استمراره ساهم في تأجيج الثورة والخروج عن طاعة المركز .
لقد فشلت كل الحكومات لكل القوى السودانية في ايجاد حلول ناجحة للسودان فلا شك ان تلك القوى ظلت ومازالت تعمل على تأمين مصالحها الفئوية الضيقة وكان للتركيبة الانتهازية التوافقية بين الاحزاب الدور الرئيسي إلى عدم النجاح في الوصول بالسودان الى بر الامان بل كان الصراع المحتدم والمتكالب على الوصول الى السلطة والحصول على مغانم إلى تفعيل وتأزيم الصراعات وفتح الباب أمام التدويل والتدخل في الشئون الداخلية .
- كما أن الاحزاب والفعاليات السياسية السودانية المتناقضة عجزت عن معالجة أوضاع البلاد وكما تركت قضية الجنوب بدون حل ناجع فقد تركت ايضا قضية دارفور وقضية البجا بدون حل لمشاكلهما حتى وصل الحال كما هو عليه الان كما فشلت ايضا في وضع تصور لحل القضايا المتعلقة بتطوير وتحديث المجتمع وتحقيق العدالة الاجتماعية .
أما البعد الخارجي للمؤامرة ففي رأيي أنه يتمثل فيما يلي :
- الصراع الامريكي الفرنسي لاقتسام مناطق نفوذ جديدة بالقارة ويأتي السودان على رأس المناطق المستهدفة باعتباره جسر التواصل بين العالم العربي وافريقيا ولا خلاف على أن الغرب دائماً يعمل على فك ارتباط العرب بافريقيا - زد على ذلك الاطماع الغربية في ثروات اقليم دارفور الذي يقال أنه يقوم على بحر من النفط وبداخله احتياطيات هائلة من اليوارنيوم .. ولاشك ان هناك رغبة لدى الدوائر الاستعمارية على تفتيت السودان امتداداً للسياسة التي تنتهجها القوى التي كانت مستعمرة للقارة الافريقية ويقول د جمال حمدان في كتابه استراتيجية التحرر والاستعمار ان ظاهرة التفتيت السياسي ظاهرة صاحبت التحرر حيث لجأ الاستعمار عامداً قبل خروجه إلى تفتيت مناطقة السابقة ميكروسكوباً وفي افريقيا بالذات تفتيتياً ذرياً حتى يترك وراءه نسيجاً متهالكاً أقرب إلى الامثولة والاعجوبة منه إلى الكيان الجيوبوليتيكي الصحي السليم وهو ما نراه اليوم على الساحة السودانية.
- ضرب التيارات السلفية والتي يحتضن السودان بعضاً منها ويقوم على اساسها نظام الحكم .
- تحجيم الوجود الصيني الذي بدا يستقر وينمو في السودان ويمارس عديد من الانشطة الاقتصادية على حساب الاحتكارات الغربية .
.... واذا كان لنا ان نستبق ما سوف يؤول اليه السودان فإننا نرى أن السودان في حاجة إلى عقد اجتماعي جديد يقوم على اسس ديمقراطية تستند على المشاركة الواسعة وحرية الاختيار لكافة الفعاليات ومكونات المجتمع السوداني ونظام حكم يأخذ بالعلمانية سبيلاً كبديل لمفهوم الدولة الدينية كي يتسع هذا البلد بعيداً عن الاستقطاب الديني والعرقي ويعترف بالتنوع والتعدد على اسس المساواة دون استعلاء او اقصاء للقوي الاخرى مع عدالة برامج التنمية بين الاقاليم دون تميز اقليم على اخر ... وإلا فإن السودان قادم لا محالة إلى الانفصال والتفتيت ... فهل يدرك السودانيون ما يحيق بهذا الوطن من مخاطر؟
عليهم ان يفيقوا قبل ان تصبح الكارثة امراً واقعاً ونقف نبكي أطلال بلد كان ملء السمع والبصر .



#محمد_نبيل_الشيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفاق ظاهرة انتهازية تدميرية
- دعاة ... ولكن !
- ثقافة العوام و رياح التغيير
- ابن المقفع شهيد الرأي
- فيلسوف العقل ابن رشد المفتري عليه
- ثقافة العوام تحليل وتعقيب
- التجارة الالكترونية مفاهيمها وآلياتها
- دراسة حول أهم الاتفاقيات التجارية بين مصر والعالم الخارجى
- جون لوك العاشق للحرية
- الفكر الاقتصادي لدى القرامطة
- الماسونية والصهيونية علاقة متجذرة
- الاتصالات التسويقية .. المفهوم والاهمية
- النقل بين الدول العربية ودوره في تنمية التجارة العربية البين ...
- طبيعي أن نختلف .. ولكن !!!ً
- تصميم برنامج لتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة
- تخفيض قيمة العملة الوطنية متي يكون مطلوباً ؟
- انماط المشاركة السياسية وأهميتها
- الإطار التاريخي للمشاركة السياسية
- محددات المشاركة السياسية
- صندوق النقد الدولي وهل ما زال دوره مستمراً ؟


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد نبيل الشيمي - رؤية للمشكلة السودانية تحديات الابقاء علي الوحدة في مواجهة قوي التفتيت ( المسألة السودانية 3 - 3 )