أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حيدر سهر - فقراء العراق جسور للطغاة














المزيد.....

فقراء العراق جسور للطغاة


حيدر سهر

الحوار المتمدن-العدد: 2707 - 2009 / 7 / 14 - 05:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مساكين هم الفقراء من أبناء شعبي المتعبين والمثقلين بهم السنين، فعلى طول العقود الماضية كانوا ضحية للصراعات السياسية، الداخلية والخارجية والتي لا يفقهون شيئا فيها ، والتي تدار من قبل دول إقليمية وقوى خارجية ، ففي عهد النظام السياسي السابق ، كانوا وقودا لحروب مع دول الجوار ، وكانوا أيضا عرضة للاعتقالات ، والإعدامات من قبل هذا النظام ، وقد زجت هذه الشريحة في الخطوط الأولى لجبهات القتال بسبب الفوارق الاجتماعية والطبقية حينذاك، وتلبية لنداء الوطن والدفاع عن ارض لا يملكون شبرا فيها ،وقد تحملوا الجوع والعازة والفقر طوال سنين الحصار المفروض عليهم، ولاكوا الحجارة وشدوا على بطونهم سنين طوال، ولم يحركوا ساكنا لا يملكون الا الدعاء للخلاص من هذه الدكتاتورية الحمراء.
أما في العهد الجديد استبشر الفقراء من أبناء شعبي خيرا ، عسى ان يكون الله قد استجاب لدعواهم ليحصلوا على ما حرموا منه ، وعسى ان يحسنوا أوضاعهم بعد سقوط النظام السابق ، فلبوا النداءات التي دعت الى المشاركة في الانتخابات وتوجهوا إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم الذين أشبعوهم وعودوا وأحلاما وردية اللون، مستغلين طيبتهم وفقرهم للوصول إلى كرسي الحكم ، إلا أنهم صدموا واندهشوا وصعقوا بما حصلوا عليه من هذه الحكومات المتعاقبة في عهد الحرية والديمقراطية ، فازدادوا فقرا ، واضطهدوا أكثر من ذي قبل ، لا بل أنهم كانوا وما زالوا عرضة لصراعات سياسية بغيضة تدار من الغرف المغلقة ، فاستهدفت مناطقهم وأسواقهم بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة وقدموا الكثير من القرابين والضحايا من اجل حريتهم وحقوقهم الضائعة، فترملت النساء وتيتم الأطفال طوال الأعوام الست الماضية ، أما من تبقى فتراهم يائسين ، بائسين تلاحقهم الأجساد النتنة المدفوعة من قبل إطراف سياسية ليكونوا وقودا لصراعات سياسية لا دخل لهم فيها سوى انهم فقراء لا يجدون من يدافع عنهم.
لقد تحملت هذه الشريحة الكبيرة من المجتمع الظلم والإرهاب في العهد الجديد ، ظلم سياسي الحرية الجديدة ،الذين همشوهم في كافة الأصعدة ،حتى في توفير الخدمات لهم ،والتي تتوفر لسكان الأرض جميعا إلا لسكان العراق تأبى ان تتوفر، ولم يحصلوا من الحكومات المتعاقبة ألا على الوعود المؤجلة ،إضافة الى هذا فقد تعرضوا للقتل والتنكيل والتهجير ليكونوا رسائل توجهها الجماعات الإرهابية إلى الحكومة، والتي أصبحت عاجزة عن تقديم أي عون أو حماية لهم ، لا تتذكرهم ألا عندما تحتاج إلى أصواتهم في الانتخابات.
ان ما تتعرض له هذه الشريحة الكبيرة التي تسكن بيوت الصفيح والطين من تهميش وقتل جماعي لهم هو أمر مؤلم ، فالمشكلة ليست فقط في سياسي العراق الجديد أو الحكومة وإنما المشكلة متصلة بهم أيضا ،فهذه الشريحة أيضا ساعدت على ضياع حقوقها من خلال تطبيلها وتزميرها لكل من هب ودب، واستغلت الإطراف السياسية هذه الصفة إضافة إلى إلى استغلالها لعوزهم المادي ، والارتباطات المذهبية والطائفية والقومية لتحريكهم في اي اتجاه يريدون ، حتى أنهم لا يستطيعون ان يعبروا عن آرائهم ولو بصوت مسموع ، لا تجدهم الا في مظاهرة (مدفوعة الثمن) من قبل إطراف سياسية ، يهتفون بما لا يحبون .
أن على هذه الشريحة المهمة في بلدي المتعب ان ترسل رسائل واضحة الى سياسي العراق والانتخابات البرلمانية القادمة هي خير تجربة لذلك ، وعليها ان تختار الأفضل والأصلح والابتعاد عمن استغلوا طيبتهم وفقرهم للوصول الى كرسي الحكم ولم يفعلوا لهم إي شيء، وعليهم القيام بالمظاهرات والاعتصامات من اجل توفير الخدمات لهم وحقهم في الحياة على أرضهم ، لان سياسي العراق الجديد لا يتحركوا ألا بالقوة ، لا تهزهم مناظر القتل الجماعي الذي يتعرضون له ولا تهمهم صور الفقر في الشوارع ، ما دام هم راكبي لصهوة القيادة والعيش الرغيد ، وساكنين للقصور التي شيدوها من عظام الفقراء ودمائهم ، فعلينا ان نتحرك ،لا نبقى ننتظر معجزة حتى ترجع لنا حقوقنا الضائعة ، فقد ولى زمن المعجزات ، وليس علينا ان ننتظر احد من الخارج ليعتقنا من سجوننا وخوفنا.
لقد خلقنا في الزمن السابق دكتاتور وطاغية ، بتصفيقنا وتهليلنا له ليل ونهار ، حتى تفرعن علينا وأخذ بسفك دمائنا ،بعدها نمنا في سبات طويل نحمل خوف في قلوبنا من هذا الدكتاتور، ولولا المعجزة الربانية التي إزاحته من على صدورنا لبقى للان جاثما علينا ، أما الآن فابشروا يافقراء بلدي فأنتم ستصنعون من سياسي العراق الجديد طغاة جدد فمازلتم تحملون نفس الشعارات القديمة الجديدة والتي ما انزل الله بها من سلطان (بالروح بالدم نفديك ياهو الي جان) و (علي وياك علي..) و (حفظه الله ورعاه ) ألم تملوا ، ألم تسئموا !؟ الم يحن الوقت لكي يكون لكم صوت مسموع ويعبر عن آرائكم ومعاناتكم ، واستئصال روح اللامبالاة ونزع مصطلح فليحد ما يحدث ، لن نقحم أنفسنا فيه ، كفى بربكم فمتى تثوروا على أنفسكم على خوفكم ياأبناء شعبي المحنطين.



#حيدر_سهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متهمة السعودية والكويت بعدم التعاون ، الحكومة العراقية تكشر ...
- رجال الدولة فوق القانون
- هجمات إرهابية تكشف عن ضعف في تكتيك الأجهزة الأمنية
- ولاء العشائر وتغير المواقف
- علاء والمطر
- فليحيا الرئيس
- لو كان أصبعي بعثيا لقطعته
- باي باي امين بغداد


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حيدر سهر - فقراء العراق جسور للطغاة