أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعمان ابو جياب - إلى أبى غسان في سجنه..عن حكاية الرمزية في أدب غسان كنفاني.. ولدينا















المزيد.....

إلى أبى غسان في سجنه..عن حكاية الرمزية في أدب غسان كنفاني.. ولدينا


نعمان ابو جياب

الحوار المتمدن-العدد: 2707 - 2009 / 7 / 14 - 07:22
المحور: الادب والفن
    


إلى أبى غسان في سجنه..عن حكاية الرمزية في أدب غسان كنفاني.. ولدينا
سبع وثلاثون عاماً مرت على رحيل المبدع الاستثنائي المتنوع غسان كنفاني، والذي ارتبط اسمه بأدب المقاومة، وتربع عرشه .. مع الذكرى، في كل عام، نكتشف أكثر هذه الثروة الفريدة.. مع اكتشاف الجديد فيها، أو التعمق أكثر..

وإذا كان الأدب والفن، والإبداع عموماً، يرتبط بالرمزية واللا مباشرة، فإن الجزء الأكبر من أعمال غسان، بتفاصيلها، ارتبطت بالرمزية، وحتى الصريحة منها، ستجد رمزية عالية في صراحتها، كذكر اسم فلسطين..

كُتب الكثير في أعمال غسان، وقدرته المبدعة الفريدة، ويبدو أن عدونا استبقنا - كما في مسائل أخرى كثيرة – في معرفة القيمة الإبداعية العظيمة لغسان. وهذا، قد يفسر الرمزية العالية في اغتياله، من ناحيتين، الأولى: الطريقة ( استخدام السيارة المفخخة، وقد كان بإمكانهم استخدام وسيلة أخرى، أسهل، ودون ترك بصمات، كما سلوكهم لاحقا، ما حدث العكس، فقد تعمدوا ترك البصمة.

ومن ناحية أخرى، التوقيت، فأول عملية اغتيال لمسئول فلسطيني رفيع، توجه لأديب.. وليس للأمر علاقة بنتائج وأثار عملية الاغتيال، وهل حقت أغراضها؟ أم أنها كانت عكسية.

عاده، يقترن الإبداع الأدبي الحقيقي بالخبرة. لذلك، ستجد الأعمال العظيمة تمت خلال مرحلة عمرية تالية لما يمكن تسميته ( المراهقة الأدبية ) والتي يصعب تجاوزها في عمر غسان، وكأنه استشعر بأن هذه الفرصة -الحياة بعد هذا العمر ـ لن يمتلكها .. وربما لمرضه علاقة بالأمر، وإن كانت حجة غير مقنعة.

لذلك، ستجد صعوبة في فهم حجم وقيمة ثروته، وقد سبقت هذا العمر .. ربما للأمر علاقة بالظرف/ البيئة، وقد كانت استثنائية، وإن كان هنا سيثار سؤال آخر، لماذا فقط غسان؟.، انه غسان، الاستثناء..

ليس المراد، هنا، التعرض لغسان وأعماله. وهذا، تناوله الكثيرين، وربما يتناوله آخرين، لاحقاً. إنما نستغل ذكرى إغتيال الأديب المناضل الملتزم غسان كنفاني، لطرح عدد من عناويننا، ذات العلاقة بمسألة الرمزية. وهي، جزء هام من تكوين أي أمة أو شعب، لمحاولة فهم إجابة للأسئلة التالية: هل مشكلتنا ثقافية ؟ هل يوجد مشروع ثقافة وطنية؟ هل تفسر جملة الدكتور جورج حبش ( معقبا على أوسلو) بأن كل معركة نخسرها بالإمكان تعويضها، عدا المعركة الثقافية، وأن أخطر ما في أوسلو أنه يشكل تهديد ثقافي، وخطر على الوعي الفلسطيني؟. هنا، نستذكر تصريحات قادة صهاينة كبار، عقب الحرب الوحشية على مخيم جنيين، وفي مناسبات أخرى لاحقة، تتعلق بإدخال الهزيمة للوعي الفلسطيني، باعتبار الوعي سابق لكل سلوك، ولأن الهزيمة بالإمكان تجاوز أثارها، ما لم تصب الوعي، كما في التجربتين الألمانية واليابانية بعد الحرب العالمية الثانية.

العلم الفلسطيني ..

بدون الشكل المعهود لعلم فلسطين تفقد ألوانه أدنى قيمة رمزية لها، سواء منفردة أو مجتمعة، هذا الرمز، الذي سقط الآلاف، من الشهداء والجرحى، ومثلهم الأسرى، أثناء محاولتهم إعلائه، على أسطح البنايات، وأعمدة الكهرباء.. شيئا فشيء تراجعت مكانته، في والوعي والسلوك، الفلسطيني مع تراجع عدد كبير من مظاهر الرمزية الفلسطينية رغم انخفاض تكلفة رفعه.

كنت تجد العلم، فوق مقرات حكومية، وقد اتسخ دون تغيير، وقد تمزق دون استبدال. وبعد كل ذلك، كان يصعب تصديق أن الجندي الذي يتجول أسفله أو في محيطه، دون اكتراث، يمكن أن يضحي بحياته لإعلائه.

لاحقاً، تراجعت مكانة العلم لصالح الراية الحزبية، وبصورة أوضح خلال الانتفاضة الثانية، وأصبحت المظهر الرئيس في الأنشطة الوطنية والحزبية، والعلم حاضر باستحياء، وفاقد لرمزيته، في كثير من الأحيان، فتجده مثبت براية حزبية، وأسفلها، وأصغر منها !. وتجد اسم الفصيل أو شعاره مكتوب عليه، في سلوك (بوعي أو بدونه) يفقده الكثير من رمزيته.

المناضل

ثمة قصتان، يمكن بالمقارنة بينهما إيصال الغرض بسلاسة، لإيضاح كم فقدنا من الرمزية لإنساننا المناضل.

الأولى: قبل استشهاده بأيام، التقطت صورة الطفل فارس عودة، وهو يقف متحدياً، أمام الدبابة الإسرائيلية، وهي أقرب للموقع العسكري المتنقل، سمعنا، حينها، بأن إدارة تلفزيون فلسطين رفضت بث الشريط الذي يصور المشهد ( قد تكون مجرد إشاعة، وليس هذا مربط الفرس ). وبعد أيام استشهد فارس.

الثانية: أحد الجنود الأمريكيين، وكجزء من قوات الفصل بين الجيش الإسرائيلي والقوات اللبنانية، في جنوب لبنان، وأثناء محاولة دبابة صهيونية الدخول للأراضي اللبنانية، وقف الجندي أمامها متحدياً، ومنعها من التقدم .. وتكريماً لبطولة الجندي، وضعت صورته في مبنى وزارة الدفاع الأمريكية " البنتاغون " (وقد تكون هذه القصة، أيضاً، غير دقيقة، ولا هنا مربط الحصان).

بالإمكان المقارنة بين القصتين على النحو التالي:

عنصر المقارنة
الجندي الأمريكي
الطفل الفلسطيني

العمر
راشد
طفل

السلاح
عتاد جندي أمريكي
حجر

سلاح العدو
دبابة (أمريكية غالبا)
دبابة أمريكية أكثر تطوراً

العدو
حليف استراتيجي
عدو قاتل

سوابق للخطر
لا يوجد
يومية

الدعم
الأكبر في العالم
لا يوجد


أليس من العدل، ولذلك رمزية عالية، وضع صورة الطفل فارس، بشكل لائق، على مدخل، وبداخل، كل مكان عام، وتحديدا الأبنية الحكومية، وتمثال على مدخل كل قرية ومخيم ومدينة.

محمد الدرة..

الكل يعرف قصته، وكم فعل عدونا لإثبات فرضية، أن قتله محمد فلسطينيين، خلال اشتباكهم معه، وقد تعمد نسف كل أثر في المكان، لدرجة أنك ستجد صعوبة، الآن، لتحديد بالضبط ، المكان الذي قتل فيه الطفل محمد في حضن والده المسكين.

أليس غريباً ، أن هذا المكان، وفي ذلك رمزية عالية، أيضا، حتى اللحظة، بدون أي ورقة، يافطة، نصب، أو إعادة تمثيل لظروف المكان، تشير لتلك الجريمة.

الأسير

ثمة (حساسية) عالية تلتصق بمكانة الأسير الفلسطيني، وتكاد لا تخلو أسرة فلسطينية واحدة، لم يرتبط باسمها أسير، أو أكثر.

بعد السلطة الفلسطينية، التي تسلمت بعض الأماكن، بعدما أخلاها جيش الاحتلال، وبدلا من تحويل السجون ( غزة المركزي ومعتقلي أنصار اثنين في غزة وأنصار أربعة في خانيونس أمثلة ) لأماكن مفتوحة، أمام الجمهور، وشاهد على معاناة وصمود من أمضوا سنوات فيها، كما حصل في أنصار واحد بجنوب لبنان، تم إعادة فتحها لتستقبل المساجين، وبعضهم على قضايا وطنية، وبعضهم (صدفة أو دونها) أعتقل لنفس التهمة التي سجن بسببها من الاحتلال، وأبعد من ذلك،في نفس الزنزانة ( قد لا تكون التفاصيل دقيقة ومرة ثالثة فليس هذا مربط لا الفرس والحمار ).

الحرية

أبسط حقوق الآدمي، حقه في التعبير - بما في ذلك حق التظاهر السلمي - وباعتبار الإنسان يولد حرا، استندت العديد من النظريات، التي حاولت تفسير سلوك وتاريخ البشرية، في مواجهة الأفكار والنظريات المنطلقة من تقسيم الناس لمجموعتين، خلقت هكذا: ( أسياد وعبيد).

خلال أكثر من ستة عقود مضت، وإنساننا محروم من حريته، ودائماً كان التظاهر جرم، وإخلال بـ ( النظام العام ) نظام الاحتلال.

جاءت السلطة الفلسطينية، واشترطت حصول التظاهرة على إذن مسبق، حتى في المناسبات الوطنية، وحتى اللحظة يطبق هذا القانون، في الضفة وغزة، ولا زالت سجوننا تعج بالمعتقلين السياسيين، وعلى خلفية الرأي، ولا غرابة، إذا، في أن (يحلق شنب) مسئول لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية ( سابقاً ) ! ويمنع رئيس المجلس التشريعي من دخول المجلس !. ومئات الأمثلة لانتهاك الحريات الخاصة والعامة، والإهانات .

السلاح

للسلاح رمزية عالية، ترتبط بكفاح شعبنا، بدءا بفكرة السلاح الفاسد، وجيوشنا العربية في نكبة العام 1948م. ومروا ببنادق أجدادنا- التي لا زال بعضها - وقد خبئت بعناية، تليق بقيمتها.. وحكاية الشيخ عز الدين القسام، ومجموعاته المسلحة.. والرصاصة الأولى، التي ارتبطت فيها ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية المسلحة المعاصرة ( رغم تشكيك بعض المؤرخين بهذه البداية، ومنهم أنس صايغ في كتاب له يؤرخ للثورة والبحث عن الدولة، والمسألة تستحق البحث ) وبالصورة التي ارتبطت دائماً بالجميلة المناضلة ليلى خالد، والبندقية في يدها، وتعابير الفدائي/ المقاتل/ المسلح/ والكفاح المسلح.. وكعنصر أساسي في الرسم، الفن التشكيلي، (البوستر) والشعارات الجدارية.. ولا نعرف انتهاء بماذا ؟.

كان السلاح غال الثمن، ولغرض قتال العدو، فقط ، كان لا يشاهد على أكتاف الشباب، والأولاد، للاستعراض، ولا يحمل بطريقة مستفزة، مخزية..

وصل أمر إهانته السلاح حد خجل حمله أحيانا،ً أما نهاية القصة - الحالية - فكانت أن استخدم السلاح، ذاته، لإطلاق النار على أقدام ومؤخرة بعضنا البعض!.

الجندي المجهول

كرمت تجمعات البشر جنودها ومناضليها بنصب تذكاري لجندي يحمل سلاح، في إشارة رمزية لكل جندي ضحى في سبيلها. لذلك، كان مجهول.

مع بدايات السلطة، أشيع بأن بلدية غزة بصدد إنشاء نصب تذكاري ضخم، بتصميم خارطة فلسطين، ولم يكتمل المشروع، بعد اعتراض عدونا ( قد لا تكون القصة دقيقة ) المهم، تم افتتاح نصب الجندي المجهول، في هيئة رجل يحمل بندقية، وباتجاه الشرق. بالمناسبة، وجه تمثال أبو الهول المصري باتجاه الشرق، صوب شروق الشمس.

بعد الحسم العسكري، تم اقتياد نصب الجندي المجهول، وجره على عربة حمار ! من مكانه ( حديقة الجندي المجهول) وحتى ميدان فلسطين! ( الساحة بمدينة غزة ) ( قد لا تكون التفاصيل دقيقة، وليس هنا مربط الحمار ) وحتى اللحظة، لا زلنا بدون نصب لجندينا المجهول.

إذا صحت القصة، فثمة رمزية عالية، باستخدام عربة حمار لسحب النصب التذكاري للجندي المجهول (أطلق عليه احد الرفاق اسم "الجندي المشنوق" أثناء طباعة النص) وقد كان بالإمكان استخدام جيب (ماجنوم) مثلا، لإبداء بعض الاحترام، وان كان بغير معنى، أو حتى عربة حصان، حتى وان لم يحمل شهادة حسب ونسب، أو (ملعوب) في أصله، أو سبق وتقدم عربه.

القانون..

يرتبط القانون بمؤسسات القانون، مؤسسة تشرع، وثانية تنفذ، وثالثة تفصل، وجزء منها المحكمة الدستورية (لا نعرف سبب عدم وجود محكمة دستورية فلسطينية، تقرر في مدى دستورية القوانين، التي تسن (عمال على بطال)..

في حلقة مصورة، لمحمد حسنين هيكل، ضمن برنامج " مع هيكل " الذي تبثه قناة الجزيرة القطرية الفضائية، يضع هيكل حدا فاصلا بين الدولة وأي شكل خر للسيادة، كالسلطة أو الحكم..الخ بوجود حكم المؤسسات .. نافيا أن يكون، في الوطن العربي كله، بلد ينطبق عليه مفهوم الدولة، بالمعنى الدقيق للكلمة.

ما يميز القانون، رغم كونه قيد، بأنك، وان لم يرضيك، فأنت تعلم، سلفا، ما هو المسموح، وما هو الممنوع، والحد الأقصى لما يمكن اتخاذه بحقك، حال مخالفتك إياه (أي السيد القانون). وذلك، استنادا لقواعد وإجراءات وأصول التشريع.. وعلى كل ما يمكن أن تتضمنه القوانين من سوء، فهي أفضل حالا من غيابها (الفوضى) وترك الأمر لتقديرات وأمزجة المكلفين بتطبيقها ( رجال السلطة على الأرض، ومرة باللون الأصفر، وأخرى بالأخضر). هذا، رغم استحواذ السلطة العربية، عموما، على التشريع، وتطويعه بما ينسم ومصالحها، وبشكل أكثر دقة (على مقاس) الحاكم، سواء كان رئيس/ أسرة، أو ملك/عائلة، أو حزب/ مركز القوة.

خلال فيلم وثائقي، أنتجه، وبثه تلفزيون العدو، بعنوان: "سلطة عرفات" وخلال لقاء مصور، شمل - مع آخرين - مدير الشرطة الفلسطينية - وقتها - غازي الجبالي (في حينه أطلق بعض قادة المعارضة، وخلال تجمعات عامة، على السلطة تعبير" سلطة الجبالي" في إشارة لسلطاته الواسعة ) وبالمناسبة، قيل لاحقا أن الجبالي يعمل لصالح حماس، وموجود بسوريا ( وليس هذا مربط أي شيء يربط) على التشريع وتطويعه بما ينسم ومصالحها وبشكل اكثردقة (على مقاس) الحاكم سواء كان رئيس او مل

المهم، أن اللقاء المذكور كان يدور حول استقالة النائب الفلسطيني العام، لحظتها (أبو رحمة) حيث ذكر الأخير، في نفس التسجيل المصور، أن الاستقالة تأتي احتجاجا على إعادة عناصر من حماس للسجن، بعدما وقعت على قرار بالإفراج عنهم، لعدم ثبوت الأدلة!. وأكثر من ذلك، معاقبة الضباط الذين نفذوا أمر الإفراج !. فما كان من الجبالي، إلا أن رد بأنه يفهم أكثر من النائب العام ! (في أماكن أخرى، من هذه الدنيا، بإمكان النائب العام اعتقال رئيس الدول) وبأنه حاصل على شهادات، في العمل الشرطي، لا يحملها أخر في الوطن العربي كله !.

الملك العام..

لدينا، وفي احد البيانات المشتركة، يُعترض على نص يطالب بتطبيق " المساواة الاجتماعية " واستبداله بنص " العدالة الاجتماعية" لكي نرفع عنا تهمة الاشتراكية .

ولدينا، وحتى سنوات قليلة سابقة، كانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أنروا) وتطبيقا لعدالتها، تساوي، في المساعدات الإغاثية، بين الأسر ذات الأعداد المتساوية، بغض النظر، عما إذا كان رب الأسرة يعمل بلا عمل أو مدير لبنك، أو يعمل وزير أو يعمل غفير.. فجميعهم لاجئين!.

ولدينا، تدخل وزارة الإسكان شريكا في استثمارات سكنية، تقدم بموجبها الوزارة الأرض (من أملاك الدولة) مقابل عدد من الشقق، تقدر بقيتها. وذلك، في أبراج فاخرة، وسط مدينة غزة، ولذوى الدخل المحدود!

ولدينا، يقتطع الكثير ملاك الأراضي مساحات من أراضيهم مخصصة لبناء مساجد، تحايلا على القانون، الذي يحظر بيعها لأغراض البناء بدون معرفة الجهة المختصة، ووفقا لشروطها، وطبعا، لن تتجرأ البلدية المعنية، على حرمان تلك الأراضي من خدماتها (بدون تلك الخدمات يصعب تسويق الأرض) فالأمر يتعلق بمسجد !.

لدينا، تتحول حفرة وسط الطريق، حفرت منذ سنوات، لأحد أهم معالم الشارع، ويضطر السائق (صاحب السيارة الجيدة، أو سائقها الحريص) لحفظ موقعها، وعن ظهر قلب، ليتجنب الانتصاب، فجأة، عن مقعده و (..أب بوب..بب) . أو فليتحمل الركاب.

لدينا، يقطع شاطئ بحر غزة، الصغير، بسياج داخل مياه البحر، احتراما لمشروع (الشاليهات) غرب مدينة غزة ! ويؤجر ما تبقى منه لأصحاب المقاهي البحرية!. (بالظرف المختوم، وغيره) حيث تتصرف كل بلدية بسواحلها (الإقليمية) وتوضع الأسر تحت رحمة التجار! هذا، في قطاع ساحلي صغير، يغرق فيه العشرات سنويا (في مضرب الموج) وحياتهم مرهونة بغياب قوارب صغيرة، تجوب الساحل على مدار الساعة، وطالما أننا غير قادرين على تعليم أبنائنا الرماية (ربما خوفا من أن يرمونا) أو ركوب الخيل ( ربما لئلا يجمحوا محاكاة للخيول) فعلى الأقل، بالإمكان تعليمهم السباحة، كمشروع وطني، ولكي لا نظل نغرق في (تشط ميه).

عودة على بدء

أمس، تداعى عدد من محبي غسان، وعددهم لا يتجاوز العشرة، وهم مجموعة من المثقفين، لإحياء ذكراه على طريقتهم (لقاء في مقهى شعبي، رخيص، بدون عرافة، ولا عريف، ولا متحدثين رئيسيين، أو فرعيين..) افتتح - الذي تشرفت بحضوره مع عدد من الرفاق، وكنا فقط خمسة - احدهم (القعدة) بتقديم للفكرة، ومن ثم، عرض، إرتجالا، لمسيرة غسان، وبعد نقاش، لم يشارك فيه الجميع، تلا علينا قصة قصيرة لغسان، بطريقة فيها تفاعل كبير مع النص، مضيفا - في مرات عدة – إيضاحاته، وفيها كثير من الحماس..

خلال ذلك، أثار الحضور سؤالين، الأول: هل اغتيل غسان لأنه أديب ؟. ومن أجابوا بالنفي استندوا لعدم وجود شواهد في الاغتيالات الإسرائيلية، بينما أجاب آخرين بالتأييد. وبرأيي، فان غسان، ككل متكامل، وكل ما يجعل منه غسان، سببا كافيا لاغتياله.

السؤال الأخر، ويستند لمقالة نشرت سابقا، ماذا لو كان غسان حيا الآن؟. أجاب المتحدث السؤال، ودون اعتراض الموجودين (كان حيموت من القهر). برأيي، أن المأساة التي ساهمت في مولد غسان، وبقدر ما كانت حاضرة، في كل أعماله، فقد كان حاضرا، وبدرجة اكبر، الأمل .. الأمل المقترن بالفعل .. بالثورة ..

برأيي، لو كان ما قيل صحيحا، لما كان غسان غسان الذي نعرفه، وارى أن غسان، الحاضر الآن، الملتزم بمنهجه، سيظل غسان، الذي يناغم الشاعر التركي ناظم حكت، في وصفه لتعذيب (زويا) النصيرة السوفيتية، التي وقعت بقبضة الجيش الألماني (الشاعر لم يراها، إنما تخيلها) وأثناء تعذيبها عارية، وعلى حبل المنشقة، وصفها، على لسان بطل قصيدته الطفل، الشاهد على ما يجري بـ " اللوزة في السكر" .

*مسئول جبهة العمل الطلابي التقدمية في قطاع غزة






#نعمان_ابو_جياب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعمان ابو جياب - إلى أبى غسان في سجنه..عن حكاية الرمزية في أدب غسان كنفاني.. ولدينا