أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باسم محمد حبيب - التفجيرات الطائفية














المزيد.....

التفجيرات الطائفية


باسم محمد حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 2706 - 2009 / 7 / 13 - 07:58
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


رغم أن الإسلام جاء إلى العراق من جزيرة العرب ، إلا إن معظم مذاهبه وفرقه نشأت في العراق ، لاسيما بشكل خاص المذهبان اللذان يسودان العالم الإسلامي الآن المذهب الشيعي و المذهب السني ، اللذان خاضا نزاعا مريرا للهيمنة على العالم الإسلامي دام عدة قرون ، ابتداء من العهد الراشدي الذي شهد أحداث الثورة الطبقية ومصرع الخليفتين عثمان وعلي ، مرورا بالعهدين الأموي والعباسي حيث الصراعات المختلفة المتوازية ، وصولا إلى العصر الحديث الذي شهد قمة الصراعات الطائفية على الإطلاق بممثليها الرئيسيين الأتراك والإيرانيين ، حيث كان العراق احد أهم ساحات هذا النزاع ومركزا لإلهامه ، الأمر الذي جعل من الصراع الطائفي سمة من سمات الواقع العراقي ، حيث لا يخلوا عهد من هذه العهود من تجاذبات هذا الصراع ومخاضه ، وليس أدل على ذلك من استفحال وتطور العداء الطائفي الذي وصل إلى حدود خطيرة خلال الفترة الأخيرة ، حيث حرك الاحتلال الأميركي للعراق صراعا طائفيا كبيرا لم تخف وتيرته حتى الآن ، بعد أن كشف الصراع عن وجهه الطائفي الذي كان يستره ، ليتحول إلى صراع مباشر ضحاياه السنة والشيعة معا .
إن ما يميز التفجيرات التي تحصل في العراق أنها تكاد تكون موجهة لمكون واحد ، الأمر الذي يجعلها معبرة بشكل لا لبس فيه عن الهدف الماثل في أذهان فاعليها ، ومما يبدو من العدد الكبير لهذه العمليات والأساليب المتبعة فيها و التفنن بالقتل ، أن هدفها الأساس الإبادة ، بحيث يتم الإجهاز على الطرف الأخر وقتل اكبر عدد منه ، فرغم أننا لا نملك إحصائية دقيقة عن عدد التفجيرات التي شهدها العراق خلال السنوات القليلة السابقة ، إلا أننا نستطيع أن نخمن أن عددها يربوا على عدة الالاف ، وأنها خلفت مئات الالاف من الضحايا والأيتام والأرامل والمنكوبين ، ولان هذه الأحداث واكبت الغزو الأميركي للعراق ، فقد عدها البعض نوعا من المقاومة فيما عدها البعض الأخر نتيجة من نتائج الصراع بين القوى السياسية ، وقد حاول الخطاب السياسي والإعلامي العراقي ، التضليل على هذه الإعمال عندما قصرها بالجانب السياسي متوخيا استغلالها لأهداف سياسية ، فالحقيقة التي لا يمكن لأحد أن يتجاهلها ، هو أن معظم هذه التفجيرات مرتبطة بأهداف طائفية محضة ، وليس هناك أي علاقة يمكن أن تربطها بمفهوم المقاومة الوطنية ، فهذا النوع من المقاومة ( أي المقاومة الطائفية ) ليس غريبا عن العراق على الإطلاق ، لان العراق كان مركزا لهذا النوع من المقاومة لعدة قرون ، و مما يميز المقاومة الطائفية أنها لا تتوجه إلى المحتل قدر توجهها إلى الطائفة الأخرى انطلاقا من العامل الطائفي ، حيث ازدهر هذا النوع من المقاومة خلال القرون الخمسة الماضية ( حقبة الصراع العثماني – الصفوي ) ، التي نتج عنها خسائر كبيرة لا يمكن حصرها ، ففي حين ترحب إحدى الطوائف بالاحتلال الأجنبي الذي يماثل طائفتها ، تمارس الطائفة الأخرى دور المقاومة ضده ليس بدافع وطني بل بدافع طائفي ، وعادة ما يتجه القسم الأعظم من جهد المقاومة إلى الطائفة الأخرى ، بعد أن يتم اتهامها بالعمالة وتجريدها من ولاءها الوطني .
وقد تبادل سنة العراق وشيعته هذا التعاطي الطائفي الذي جعلهم مقاومين تارة ومهادنين تارة أخرى ، ففي حين عد السنة الصفويين محتلين وتعاملوا معهم على هذا الأساس ، اعتبرهم الشيعة محررين و ربما سارعوا لمساعدتهم استجابة لشعورهم الطائفي ، ونفس الشيء يصح بالنسبة للسنة ، الذين تعاطوا مع العثمانيين على أنهم محررين يتوجب مساعدتهم اتقاء لشر الطائفة الأخرى أو بغضا بهم ، الأمر الذي يمكننا من خلاله أن نفسر استمرار الاحتلال العثماني وتواصله لعدة قرون . . هذا الاحتلال الذي حتمته أحوال العراق وظروفه المعقدة آنذاك ، لاسيما بشكل خاص هيمنة العشائرية وسيادة الطائفية .
وبالتالي كان العامل الطائفي هو الفاعل الأكبر في الساحة العراقية خلال الفترة الماضية ، بحيث يمكننا توصيف الواقع العراقي في تلك الفترة بأنه واقع طائفي وبامتياز، وربما لهذا السبب عجز العراق عن بناء مجتمع متماسك وتشييد دولته الحديثة رغم توفر الإمكانات اللازمة لذلك .
لذلك لا يمكننا أن نتجاهل هذا التاريخ الطائفي المرير ونقفز على معطياته ، فالطائفية هي الداء الأخطر في الجسد العراقي والفاعل الأكبر فيه ، وتجاهلها هو نوع من الفشل أو الاستسلام للموت ، فإذا أردنا أن نبني مجتمعا سليما لابد أن نهتم بموضوع الطائفية وان نركز عليه تركيزا عاليا ، فهذا هو السبيل الوحيد الذي يمكننا من خلاله تجنب أسوا أمراض الواقع العراقي بل وأخطرها على الإطلاق مرض الطائفية المقيت .



#باسم_محمد_حبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ليس بغداد وحسب...
- هل تتحول بلاد النهرين إلى بلاد بلا نهرين ؟
- العراقيون والدرس الإيراني
- لماذا يدير الخليج وجهه عن العراق ؟
- ما بين بكاء الحسين على أخيه العباس وبكاء جلجامش على انكيدو
- النبي يوسف ... هل هو نسخة توراتية لشخصية جلجامش ؟
- هل للفساد دور في تضخيم ظاهرة المثلية في العراق ؟
- جمهورية أميركا الإسلامية !!؟
- مصر .. نعم ما اخترت يا اوباما
- عقدة الكهرباء أم عقدة الفعل العراقي
- حملات تستهدف الشباب في العراق
- معركة التاميل والجانب الإنساني
- الساكت عن الفساد شيطان اخرس
- من اجل مركز وطني لتوثيق معاناة العراقيين واضرارهم
- التدين والنبوة من منظور تاريخي
- ما حجم المسكوت عنه في واقعة السقيفة ؟
- هل تضررت ولم تحصل على تعويض ؟
- آثار حضارة وادي الرافدين بحاجة إلى حماية دولية
- ضوابط دولية لتدريس مادة الدين
- المسؤول العراقي أول من يستفيد وأخر من يضحي


المزيد.....




- مصر.. الدولار يعاود الصعود أمام الجنيه وخبراء: بسبب التوترات ...
- من الخليج الى باكستان وأفغانستان.. مشاهد مروعة للدمار الذي أ ...
- هل أغلقت الجزائر -مطعم كنتاكي-؟
- دون معرفة متى وأين وكيف.. رد إسرائيلي مرتقب على الاستهداف ال ...
- إغلاق مطعم الشيف يوسف ابن الرقة بعد -فاحت ريحة البارود-
- -آلاف الأرواح فقدت في قذيفة واحدة-
- هل يمكن أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثال ...
- العام العالمي للإبل - مسيرة للجمال قرب برج إيفل تثير جدلا في ...
- واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على إيران تطال مصنعي مسيرات
- الفصل السابع والخمسون - د?يد


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باسم محمد حبيب - التفجيرات الطائفية