أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خالد عبد القادر احمد - القمة الامريكية الروسية فرص امام الانسانية















المزيد.....

القمة الامريكية الروسية فرص امام الانسانية


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2706 - 2009 / 7 / 13 - 07:58
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


فرض الاعلام والتربية القومية الشوفينية على العقل البشري , ان يرى العلاقات الانسانية باللونين الابيض والاسود فقط, الامر الذي افقد هذا العقل حكمة رؤية المشترك الانساني الذي يجمع بين جميع الامم رغم اختلافاتها العرقية والدينية والجنسية, حتى لقد اصبح كل اجتماع انساني بين مختلفين هو مجال صراع تناحري. الامر الذي جعل العلاقات الانسانية علاقات كراهية وتنافر اكثر منها علاقات محبة وتعاون .
لكنه تاتي لحظات تاريخية محددة تعيد الانسانية لتذكر القواسم المشتركة بينها وحالة التفريق ببين وضع الانتصار والهزيمة وانتفاء ضرورة القضاء على الاخر , ان هذه اللحظات تاتي حين يلتقى ممثلي القوميات اللذين يتمتعون بقدر من الحكمة يفوق مقدار غباء الطمع المتحقق في الفكر الانساني ,
ورغم ان مثل هذه اللقاءات المفرحة قليلة ورغم انها لا تلغي الصراع بين معسكرات الاختلاف الانسانية, الا انها تنجح في اعادة تحجيم الجنوح نحو العنف الذي سبق له وان تحقق في العلاقات الانسانية اثناء وجود قيادات اقل حكمة واكثر تهورا,
انه لمن المفرح لنا نحن الشعوب التي تطحنها الحروب القومية او الطبقات التي تطحنها الصراعات الديموقراطية ان نعيش ونرى مثل هذه اللقاءات واللحظات الانسانية الالتي تناى بنا عن اتون العنف الى امن السلام, ومحاولة ترسيخ مبدأ التعايش بدلا من تاجيج اتون العنف.
ان اعادة الثقة الى الانسانية بان من الممكن الحياة خلال تعايش الصراعات والمتصارعين , وامكانية الوصول الى عدل الحلول بلا اراقة دماء هو قيمة اخلاقية يجب على الامم ان لا تنسى امكانية تحققها بل ان تسعى لان تكون المرشد الفلسفي لرؤاهم النظرية السياسية , والثقة ان حتمية استمرار التطور العلمي الانساني هي التي تحمل الحل الايجابي للمشاكل والتناقضات الانسانية .
لقاء اوباما ميدفيديف
لقد مثل انتقال الادارة السياسية في الولايات المتحدة الامريكية من الحزب الجمهوري الى الحزب الديموقراطي, وتميز الرئيس الامريكي الجديد باراك اوباما بخلفية ثقافية فلسفية انسانية ايجابية تعقل ضرورة عدم اخضاع منطق الانتصار لشرط استخدام القوة وعدم القفز عن ضرورة التعامل الانساني مع الاخر فرصة تاريخية للانسانية اثبت الرئيس باراك اوباما انها لم تكن زيفا او سراب بل قناعة انسانية حكيمة قابلة للتحقق وقابلة لان تكون مرشدا امينا لنهج القيادة , الامر الذي تجني الان من وراءه الولايات المتحدة الامريكية فائدة عظيمة اطارها استبدال مشاعر الكراهية العالمية نحو الولايات المتحدة الامريكية التي كانت السياسة العالمية السيئة للرئيس السايق بوش الابن قد فرضتها على صورة الولايات المتحدة عالميا , حيث لا بد من ملاحظة عودة المشاعر الانسانية العالمية لتقبل صورة ايجابية للولايات المتحدة الامريكية تتضمن اقرارا بانسانية كل الامم وموضوعية وجود استقلالية لمصالحها ومطالبها العادلة دون الغاء اولوية اهمية المصالح القومية الامريكية لقد كان الفارق بسيطا حقا بين سياسة الادارتين حيث اقرت ادارة بوش بوجود الطرف الاخر لابتزازه دون الاهتمام بمصيره في حين تقر ادارة اوباما بوجوده والاعتراف ببعض حقوقه
لم يكن غريبا وهذه صفات الرئيس والادارة الامريكية الجديدة ان تبدأ هزيمة اعداء الولايات المتحدة الامريكية مبكرا دون اطلاق رصاصة واحدة ولم يكن غريبا ايضا ان تبدا الولايات المتحدة الامريكية في استرجاع مواقع نفوذها من مراكز نفوذ عالمية اخرى كانت قد استغلت اخطاء الادارة السابقة وتسللت الى مناطق النفوذ الامريكي , ولم يلجأ الرئيس الجديد في تحقيق ذلك سوى الى مخاطبة القلب الانساني عالميا وان يباشر بنفسه الاتصال بالامم الاخرى وانظمتها عبر زيارات وجولات جعلت ايام تواجده طائرا اكثر من ايام تواجده على الارض حيث لاقت زياراته وخطاباته استحسانا عالميا كبيرا وانتهت به الى احراز انجازات متميزة للولايات المتحدة الامريكية لا شك انها ستسهم في معالجة اهم ازماتها الا وهي الازمة الاقتصادية الداخلية
بهذا الصدد يمكن القول ان النجاح الذي احرزته زيارة اوباما الى الاتحاد الروسي والاتفاقات التي استطاع عقدها مع الكرملين تشكل اهم صور التجسيد المادي لنجاح المفهوم الخاص لنهج القيادة عند اوباما وتقاطعه مع المصلحة القومية الامريكية وايضا مع حلم الانسانية بدرجة اعلى من الطمانينة في الحياة , لقد كانت الزيارة نقلة نوعية للعلاقات الامريكية الروسية من حالة الجنوح للعنف الذي وصل اوجه في قضية الدرع الصاروخية وقضية الحرب في جورجيا, الى الجنوح للحوار, وبهذا الصدد فلا يجب ان ننسى ان هاتين الدولتين هما اكبر تحمع لامكانيات التدمير الشامل للانسانية ان من حيث العقلية العسكرتارية وموقعها المؤثر في القرار السياسي حيث يمكن في أي لحظة ان تقلبه الى قرار قتالي, حيث يمكن ان نفهم من الاتفاقيات ان تحجيما مهما لهذه العقلية العسكريتارية قد تم بسبب اتفاقات موسكو كما ايضا يمكن فهم تراجع خطر الوسائل القتالية حيث تملكان اكبر واخطر مخزون نووي وصاروخي على وجه الارض لا تحتفظان به على ارضهما القومية فحسب بل تنشرانه في وبين اراض القوميات الاخرى , وفي مشاع البحار العالمية .
اننا في هذه الكتابة لا نحاول التعرض للمكتسبات الاخرى التي حققتها الولايات المتحدة الامريكية والتي مرت عبر هذه الاتفاقات , من حيث العلاقة بمراكز النفوذ العالمية الاخرى وتضييق هامش المناورة والحركة امامها حيال المركزين الاهم عسكريا في العالم , لكننا بحاجة هنا الى ان نشير الى ان من اهم نتائج هذه الزيارة كان ابعاد امكانية استخدام العنف العسكري في القضية الايرانية وهوامر سيعود اثباته الى المستقبل , وليس السبب في ذلك سوى عمل الولايات المتحدة الامريكية على عدم السماح لاطراف اخرى باستغلال القضية الايرانية لابتزاز الولايات المتحدة الامريكية هبر التهديد بتوريطها في حرب مع ايران كما تحاول الادارة الاوروبية واسرائيل ان تفعل من اجل افساح المجال امام اوروبا لمزيد من توسيع نفوذها العالمي الذي لن يكون بالفعل سوى على حساب الولايات المتحدة الامريكية , ومن اجل ان تنجح اسرائيل في التهرب من استحقاقات التسوية التي تستهدف تحجيمها على أي حال , حيث لن يكون بوسع اميركا او اوروبا الاستمرا في الضغط على اسرئيل وهذه لحال
حقيقة ان العدو كما الصديق كلاهما نسبي التحقق , وان من بؤس وفقر الرؤية النظر اليهما باطلاق غير مشروط , وهي حقيقة يسعى البعض الى ليس انكارها فحسب بل ومحاولة فرض هذا الانكار على من يستطيعون فرضها عليه ايضا



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب نتنياهو مناورة ضد الولايات المتحدة
- نتائج الانتخابات اللبنانية قراءة موضوعية
- جوهر الخلاف الامريكي الاسرائيلي
- اوباما يدعو الى الواقعية والسلام من اجل الحداثة
- فلسطين والصراعات ؟
- الادارة السياسية وصراعات القرن الواحد والعشرين ؟
- نتنياهو _ اوباما ..الى اين ؟
- تهنئة ومباركة تشكيل الحكومة الفلسطينية
- حول تأليف حكومة فلسطينية جديدة
- معنى اعتذار الانظمة عن استضافة مؤتمر فتح
- ردا على التعليقات على مقال (فتح والولاء القاتل)
- فتح والولاء القاتل
- دور التخلف في اعاقة الحوارالفلسطيني عن الاتفاق
- موقف من قوى اليسار الفلسطيني
- ماذا لو نجح الحوار الفلسطيني؟
- الطبقة العاملة الفلسطينية وعيد العمال
- وهكذا تكلم الجعبري نيابة عن حزب التحرير
- ليبرمان كمبارس الوزارة الاسرائيلية
- وعود اوباما تعبير عن ماذا؟
- عهد اوباما , بين الضرورة السياسية والتفسير الاخلاقي


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خالد عبد القادر احمد - القمة الامريكية الروسية فرص امام الانسانية