أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سعد هجرس - لماذا رفض -غالى- مناقشة قضية -مروه-؟!














المزيد.....

لماذا رفض -غالى- مناقشة قضية -مروه-؟!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2705 - 2009 / 7 / 12 - 09:05
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


"التكييف القانونى" – والسياسي.. والثقافى- لقضية اغتيال ابنة شربين فى ألمانيا على يد متعصب ألماني وإصابة زوجها إصابات خطيرة برصاصات شرطى ألماني صوب بندقيته إلى زوج الضحية بدلاً من صدر الجاني.. يحتل أهمية كبيرة فى تحديد كيفية الرد على هذا العدوان.
والمسألة التى لا خلاف عليها هى أن الغضب العارم الذى اجتاح مصر فى أعقاب هذا الحادث المروع الذى تعرضت له شابة مصرية خارج الحدود هو ظاهرة صحية، يمثل غيابها أننا أصبحنا جثة هامدة بلا روح أو نخوة أو كرامة.
لكن هذا الغضب المشروع والمبرر اتخذ مسارات متعددة تبدو فى كثير من الأحيان متضاربة، الأمر الذى جعلنا نستنتج فى مقال سابق أن أطرافاً مختلفة ، لها أجندات خاصة وحسابات معينة، دخلت على الخط، لتوظيف قضية ابنة شربين لمصلحتها الخاصة، والمتاجرة بدمها وأحزان أسرتها المكلومة.
وربما ساعد هذه الإطراف "الطفيلية"- إذا جاز التعبير- على أن تتصدر المشهد وتخطف الأضواء وتحرف القضية عن مسارها الطبيعي إلى فضاءات لا توجد علاقة منطقية بينها وبين الأبعاد المحددة للحادث البربرى المشار إليه، أن أطرافاً أصلية- كان يفترض فيها أن تكون السباقة لتبنى هذه القضية والإمساك بخيوطها وتبصير الرأى العام بإبعادها الحقيقية- أحجمت عن القيام بهذا الدور الواجب. وتركت الساحة فارغة، الأمر الذى شجع كل من هب ودب على ملء هذا الفراغ باى شكل وأى كلام وأى تنظيرات ، كلَّ لخدمة أجندته وحساباته.
وأول من ينطبق عليه هذا التقاعس عن القيام بدوره، هو المجلس القومى لحقوق الإنسان، الذى كنا نعتقد انه سيكون فى مقدمة الصفوف ، فإذا به يصمت صمت القبور. وبعد أن قامت قيامة المصريين الغاضبين والمحبطين ، وشارك فى هذا الغضب العارم من له شأن به ومن لا ناقة له فيه ولا جمل، عقد المجلس القومى لحقوق الإنسان اجتماعه الدوري الأخير ولم يتضمن جدول أعماله إشارة إلى هذه القضية التى تشغل الناس وتحرق قلوبهم.
وحتى بعد ان تنبهت إلى ذلك إحدى عضوات المجلس الموقر، وهى المستشارة سامية المتيم نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية، وطلبت الكلمة مقترحة إدراج الموضوع على جدول الأعمال، قاطعها رئيس المجلس الدكتور بطرس غالى بلهجة صارمة وحاسمة قائلا لها: لن نناقش هذه القضية.
وضاعت احتجاجات المستشارة المحترمة، سامية المتيم، بين صرامة الرئيس وصمت الأعضاء!
وليس المقصود من رصد هذه الواقعة التى وصلت إلى علمى من مصادر موثوق بها من داخل المجلس، هو التهجم على هذه الهيئة الموقرة التى يرأسها رجل جليل تتلمذت أنا وأبناء جيلى على يديه وعلى كتاباته البالغة الأهمية، والتى توجد بها كوكبة من النخبة المصرية من أقصى اليمين الى أقصى اليسار، والتى تتطلع إلى ان تلعب تقاريرها السنوية دوراً متنامياً فى حماية حقوق الإنسان فى بلدنا..
المقصود بالاحرى هو ملاحظة ان غياب هذا المجلس – وأمثاله- عن المشهد أفسح المجال لكل من هب ودب أن يرغى ويزبد كما يشاء، حتى أصبحت الساحة مزدحمة بالكثير من "الخطابات"، التى يحفل معظمها بالعديد من الأخطاء المنذرة بالاخطار.. على المدى البعيد، بعد ان تهدا الخواطر.
فى حين أن القضية هى بالدرجة الأولى، قضية "حقوق إنسان" قبل اى شيء آخر.
ونتيجة لاختفاء هذا البعد، اى كونها قضية حقوق إنسان فى المقام الأول، ظهرت "تكييفات" بديلة متعددة، منها أنها قضية "حجاب" حتى ان معظم الصحف أصبحت تطلق على القضية اسم " شهيدة الحجاب" (راجع معظم الصحف القومية وحزبية وخاصة)، ومنها انها قضية "حرب صليبية على الإسلام" (راجع جريدة الشروق أمس الجمعة) ومنها انها قضية ليست فردية، وإنما هى " جريمة.. المتهم فيها ليس هو فقط اليكس ايه البالغ من العمر 28 عاما، بل المجتمع الألماني بأسره ، بل أوربا ومن مضى علي طريقها (راجع جريدة الأسبوع)
فمن كان أجدر من المجلس القومى لحقوق الإنسان بان يضع النقاط على الحروف منعا لخلط الأوراق وتنويراً للرأى العام بالحقائق؟!
هذه الفريضة الغائبة يقابلها على الجانب الأخر حضوراً ايجابياً وسريعاً وتلقائيا من النائب العام المستشار عبد المجيد محمود الذى أصدر قراراً عاجلا بإيفاد المحامى العام الأول بالإسكندرية إلى ألمانيا لمتابعة التحقيق فى القضية واتصل هو نفسه تليفونيا بنظيره الألماني لبحث كل الأمور الخاصة بسير التحقيقات مؤكداً – بالأفعال وليس بالأقوال- انه محامى الشعب المصرى الأول.
وبين الغياب اللامعقول لمجلس القومى لحقوق الإنسان والحضور المدهش للنائب العام توجد مساحة واسعة للتناول العاقل والرشيد ليس فقط على توابع اغتيال مروه الشربيني وإنما أيضاً مع ملف حقوق وكرامة"الإنسان" المصرى داخل مصر.. وخارجها.
وللحديث بقية.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مال.. وصاحبه غائب!
- ازدواج المعايير .. وازدواج الشخصية
- الإصلاح الزراعي... الثاني 1 2
- التطبيع .. وسنينه
- خطاب ليس ككل الخطابات »2«
- خطاب ليس ككل الخطابات (1)
- الحرب الأهلية الصحفية .. الجديدة!
- اقتصاد المعرفة: سلاح الأغنياء وأمل الفقراء (1)
- اقتصاد المعرفة: سلاح الأغنياء وأمل الفقراء (2)
- »الخصخصة« و»الفلفصة« »1«
- -استثمار- الموت
- دورة الزمان: من ترومان إلى أوباما!
- مصريون -مع- التمييز!
- مصريون ضد التمييز
- نبيل العزبى وجمال أسعد.. ثنائية النجاح فى عيد أسيوط القومى
- الطوفان.. قادم
- وهابيون.. حتي في الكنيسة القبطية
- -الست هدى- .. مرأة حديدية أقوى من فاروق حسنى!
- أدب السجون: كتابات تقشعر لها الأبدان!!
- عبدالملك خليل


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سعد هجرس - لماذا رفض -غالى- مناقشة قضية -مروه-؟!