أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميرآل بروردا - قراءاتٌ لزمن الضباب ( الحلقات 1-18)















المزيد.....



قراءاتٌ لزمن الضباب ( الحلقات 1-18)


ميرآل بروردا

الحوار المتمدن-العدد: 2704 - 2009 / 7 / 11 - 08:53
المحور: الادب والفن
    


الحلقة -1-

تقييماتُ العصرِ المُبتَذَل أُرجوحةٌ ثَمِلة لليقينِ المُجهَض .. سفسطاتُ التحضُر المَقيت مبهمةٌ كضباب لندن يسري خلف جدران المنازل المكتظةِ بالكبتِ اللامعقول
ولاداتٌ مشوهة لحريةٍ اسميةٍ فقط تزداد عبوديةً كلما ازداد ذاك الإبهام ..
مجردُ طبولٍ ماركسيةٍ صَديحةُ الصوت , مُفَرَغَةُ المضمون ..
منبوذون من زمن الفرسان البائد في زمن فرسان الكارتون الموقرين مُلاءََمَةً مع حاجات التَقَنُع و التزييف الدارجين كـ ( موضةٍ ) للعصر ...
إرهاق الجنون يلفُ النوادر كخطوةٍ نحو التعقل المستقر و فوضى الثورة الانتقالية تلقي بظلالها المعتمة على أبناء الشمس اليتامى ..
و ما بين عطش الروح و ارتواء الجسد تقاذفت المرأة ما بين ملعبي رفع الحجاب و لزومه , ليس أملاً برفعةِ المرأة بقدر ما هو جشعٌ في النيل من الأرض المقدسة ما بين ركبتيها كجائزة نوبل ( لرفع المرأة ... !؟) .
يا لهذا التناقض المتعري من أشعة الشمس ..
عويلٌ يُبكي الجحيم و صراخٌ مبتورٌ لعطر الفردوس اللا منتهي ..
خلف الأبواب الموصدة قرقعةُ السلاسل المُكَبِلَةِ لحلم الشراكةِ الروحانية و قدسيةِ الرباط الزوجي و الطفولة تجترع السموم المُعتَصَرةِ من احتكاك حجري رحى (الذكونوثية ) و صراع السيوف البلاستيكية لفرسان الكارتون في زمن الضباب لا يولد سوى قيمٍ كاذبةٍ و أوبئةٍ متفشيةٍ كالسرطان في اللبنة الأولى و الأساس للكينونة في غياب الشمس و رحيل قوس قزح قيد العودة بلاءاتٍ للقسر و اللجم و التقييد و دعواتٍ ليلكيةٍ لفعل الملائم منتشراً لا ( مُضَمَنَاً ) في فضاءات الله الآمر بالمعروف و الناهي عن المنكر ...
لُقِبَت المرأة بأوسمة من سراب و مُنِحَت حقوقاً وهميةً في تزامنٍ مع وقوفها متأملةً و كأن الموقف لا يعنيها لذا فالضباب مستمرٌ و مهزلةُ فرسان الكارتون تأخذ سيطها في البروز و التبروز و كما أعلم أنا و كما فرضت الفطرة الربانية فإنها تعلم يقين العلم أن زمن ضبابها سينقشع فيما لو تغلغلت هي في متاهات الحكاية و قذفت بحممها الجميلة كما تريد و كما يشاء حنانها ...
و للحديث بقية .....



الحلقة – 2 –

احتضاراتُ القيمِ الليلكيةِ في غياهب زمنِ الضباب , تتوغلُ في العمقِ الكارتونيِّ للقوالب المريضةِ حد الجنونِ المُبْتَذَل ..تشربٌ بالنفاق يستولي على أسواقِ
التعاملِ البشري و سلعُ النقاءِ باتت بضائعَ كاسدة قيد الإتلاف ..
يتعقدُ فارسُ الكارتون – حمقاً – أنه سيصلُ إلى الموائدِ الملكيةِ أملاً بالفتاتِ لا أكثر .. بينما تتأملُ القيم الليلكيةُ هذا السديم المتهالك و تحلمُ بقوس قزحٍ , ذاك الجنينُ في رحمِ المطر الأخضر الذي لن يُولَدَ إلا في أرضِ الانزواء , هرباً من بطش السيوفِ البلاستيكيةِ .
اعتصاراتُ الفروسيةِ مضت و بيْدَ زمنها وقتما كان الصدق سيد المواقف و سيد نفسه و كانت السيدة أكذوبة ترفض عمليات التجميل و إزالة التجاعيد من وجهها البائس ..
كان التداول بعملة البشر الممهورةِ بالعام و الخاص كوجهين لها أساساً لرقي الإنسان تحت ضوء الشمس البادئ بالتلاشي تحت وقع نعال الضباب الذي مهر المد و الجذر بطوابع الأنانيةِ و انعدام الإنسان و تجرده المطلق من القيم الليلكيةِ وصولاً إلى سفاهةِ القناعةِ بالتطور المتقهقر و القراءة المغالطة حد الغباء لتأثيراتِ العولمة .. فكان التطبع بسلبها طريقاً لإقصاءِ الإيجاب منها .
زمنُ الضبابِ يلقي بعباءتهِ الغوغائيةِ على مناحي الحياة , وداعٌ حتى العظم لكل القيمِ الليلكيةِ و استقبالٌ حافلٌ لفرسان الكارتون و إعلانٌ لعهدِ بناء ترسانةِ النفاق ..
وداعاً يا زمنَ الفوارس ..

و للحديثِ بقية ...



الحلقة – 3 –

تكويناتٌ بشريةٌ بسفسطاتٍ واهية , إسقاطاتٌ لرغباتٍ مُبْتَذَلَةٍ تفترشُ دروب التهالك , وفق مراسمَ جنائزيةٍ شُيِّعَت فيها أزمنةُ الفوارس الحقيقيين . ملامحٌ مُتَرَهِلَةٌ لمجتمعٍ قَزمٍ بأرواحٍ متلاشيةٍ , أو لربما قوالبَ مُفَرَغة .
لا تحملُ في جنباتها سوى كراتٍ كيتينيةٍ متحجرةِ الشكل و المضمون .
مجردُ روبوتاتٍ تُسيِّرُها رغباتُ الانتقامِ و التشويهِ و الأنا , و إقصاءُ الأناتِ الأخريات.
اعتصارُ التراكيبِ على مدى القرونِ المنصرمةِ وَلَّدَت أمزِجَةً خاطئةً نتيجةَ رؤيةٍ مشوشةٍ في زمنٍ يَسُنُّهُ قانون الضباب و يُشَرِعُ أحكامه الخُزعبلية ..
تأويلاٌ للخروجِ من مآزقِ الآخرين , فَرَضت انعكاساتٍ باليةٍ مُتَقَرحَةٍ لوجهٍ مُهَشم ,
يبحثُ عن قشةِ نجاةٍ في خِضَمِ السيلِ العارمِ للديمقراطيات و حريات البشر فقط لكونهم بشر ..
لتولدَ فكرةُ نحرِ النساءِ و الرجالِ و الأطفال و هدمِ المآذنِ و الكنائس بفتوى إجلال الله البريء من زمن الضباب بكل تعرجاته .
حكمةُ الله اقتضت ولادةَ خليفتهُ و فناءهُ عارياً .. فكان أول من خالفهُ حكمتهُ هو نفسهُ خليفتهُ . و ما كان إلا لزوماً على البشر أن يعلقوا ( لافتاتٍ ) على صدورهم و ظهورهم ( نحن عسكر الله ) و أحزمةً ناسفةً على خواصرهم و حوروا كلام الخالق العظيم إلى أخاديد و أقنيةٍ اختنق الناس فيها و قتما اتسعت رحمة الله سعة ما نرى و ما لا نرى ..
فرسان الكارتون براياتِ الضبابِ الملتوية , انهالوا على المصلاة مدججين بمُديِّ نحر المخالفين لهم من بني جلدتهم , مُخَالَفَةً لمن تستروا بالدفاع عن كلمته و شرعةِ رُسُلِهِ , هذه الأورامُ السرطانيةُ تفتكُ بالخلايا المجتمعية لتتسع الهوةُ أكثر و أكثر ما بين السماء و الأرض و تزداد كثافةُ الضباب أكثر في تناسبٍ طرديٍّ مع شراهةِ الفتكِ و التدمير بكل ما أمرت به السماء ...
و للحديثِ بقية ...




الحلقة – 4 –

انحرافاتٌ إراديةٌ و لا إرادية مع التيار المتهالك , توجهاً نحو شفيرِ هاويةِ الاستباق للموتِ أحياءاً ..
ركودٌ و جمودٌ بالغان , يجتاحانِ الأقنيةَ
البشريةَ عبر حقنها بمصْلِ الانعدام القيَميِّ للأخلاق موصوفاً من طبابةِ زمنِ الضبابِ المخزي ...
صيرورةُ الانقسام على الذات تهيئ الأعشاشَ للرحيلِ نحو الفناء , أشباهُ فكرٍ واهٍ , يتزلفُ أيقونات العاطفةِ المُبْتَذلةِ – جدلاً – يسمونه الحب , معاناةٌ و جرحٌ متقيحٌ حد الإفلاس للذخيرةِ الإنسانيةِ , شعاراتيةٌ كطبولِ ماركس الجوفاء , طنانةٌ حد الإزعاج , مبتورةُ الإيقاع الليلكي ..
كيف لهذه الحالةِ ( الحب ) أن تتقُولبَ أو أن يُسنَ لها شرعةٌ أو دستور , و ما هي إلا مرافقةٌ للريح , و مصافحةٌ لطلاقةِ فضاء الله الذي فطر أطفاله عليها ..
فرسانُ الكارتون مبرمجونَ على قتلِ الأزهارِ و الفراشات , و فعلِ كل المنافيات لزمن الليلك , شراهةٌ مستترةٌ بفضائحَ غاصةً في حناجر الألم المُجهَضِ لخساراتٍ تمهدها جعجعاتُ زمن الضباب لفرسان الليلك , المذهولين أمامَ هذه الانحرافات الإراديةُ منها و اللا إرادية ...
تقلقلٌ و تقهقرٌ لسمو هذه العاطفة على أدرجِ الحياة الصاعدةَ قدماً نحو الحضيض,
و الغاصةُ في دركِ جحيمِ الأكذوبةِ و التهريج ..
أعبثاً كتب ( خاني ) رائعته ( مم و زين ) و بالمثل (شكسبير) في (روميو و جولييت) ...!!؟؟
أم أن التاريخَ بفيضه لم يعد يُنبِتُ في أرض الضباب سوى العوسج المنتشر كما الهباء ..!!
و يسمونهُ – جدلاً – بالحب ...!!؟؟ غرائزٌ فجةٌ مُقززةٌ , حد الغثيان و الإقياء
نبشٌ مستميتٌ لمقبرة العصر الضبابي بحثاً عن الأكثر موتاً و دناءةً , و الأكثر عهراً ..
استباحةٌ لكل لجلجاتِ الشموعِ المُحتضِرَةِ في الشرايين المبتورةِ لفرسان الليلك ,
ضاخةً الاخضرار اللامنتهي و المُقبِلِ على الهلاك ...
في زمنِ ما , كان حقيقةً و لقاءاً على طاولةِ الإله المُعظمِ , امتزاجٌ لعصارتين من تركيبةٍ واحدةٍ هي الوفاء السرمديُ اللا ملجومُ , و اللا مكلومُ و اللا متوقفُ , و المتجاوزُ لحدود الجنون من أجل التعقل .
يا لهذا الراحل أبداً ..!!
بِصُرَتِهِ المملوءة بالليلك عن أزمنة الضباب ..
هنيئاً لك فرسانك الكارتونيون يا زمن الضباب , بأكاذيبهم و تهريجاتهم المترهلة .
و للحديثِ بقية ...

الحلقة – 5 –

عندما تفرغُ جعبةُ الراوي من حكايات أمس , يلتوي على ذاته في قوقعة الرهبةِ المستنبطة من خلف دروب الضياع .
يولدُ من محبرتهِ زمنٌ للصمت المُقَزِزِ , غثيانٌ فكريٌ و تآمر على الذات أملاً بالفناء المنطلق نحو الخلود الأصفر الهش ...
فرسان زمن الضباب دمروه و حبسوه خلف ستار الابتذال المُنزوي أرقاً , كبتاً , موتاً من أجل الحياة ..
رواةٌ يبحثون عن الحكاية من أجل التزمير و التصفيق , و حكاياتٌ عمياءةُ العين تحتاج عكازاً صدئة لتصل إلى الدهاليز المسدودة و تَدقَ أغشية الطبول المُخَزَقة .
لربما كان من السخط إدارةُ رسنِ الدابةِ بدابة .. لكن من المواربة تدحرج الإيماءاتِ النورانية على أدرج الظلام المكتظ على ياقةِ الزمن المحلولِ , المُنتَهِ , المتوقف , عن النبض و مرافقة الريح إلى حدود الهذيان الأخضر .
أعود من حيث لم أبدأ بعد بالحكاية المنتهية , لأخبر الموتى بموتهم , و أموت في دهليز حياتهم المقبلة .
وابلٌ من رذاذٍ أحمقٍ لوهمٍ مطري , يزفُ الموت في أساس القضايا المصيرية , لينبتَ عوسجاً يتعثر به كل من يمضي في دروب الحياة .
الذرات كلها تؤمن بإلهٍ واحد و كلها تقتل الإله ذاته بإيمانها المبتذل , و باقي السحالي المولدة من رحم التطرف تلدغ حتى نفسها بموت بطيء و المهللون لصداقة الريح يحبسون الريح في قمقم الصراط المستقيم , عجبي يا زمن الضباب حتى الرواة أصبحوا فقاعات متفجرة متلاشية ,
إذاً من سيمسك برسن الدابة !؟
أم أنها ستطلق العنان لذاتها لتمضي نحو الضياء ...!؟
و للحديث بقية .....




الحلقة -6-

القدرُ المُمتَحِنُ يستولي على موائد الجائعين - طوبى للشبعى يا قدر- كم إنهم منسيون ...
امتحانات الترقبِ صبراً و جلداً أنهكتْ الطفولة .
جوعى حد الشبع بكاءاً و تلك الضربات من مطرقة الزمن البائس قذفتهم على مفارق الهلاك , حيث لا حياة و لا هلاك بل هم ما بين بين .. حيث محطة انتظار القطار الذي لن يأتي أبداً ...
يا لهذا الارتقاب الذي سطر شعراً و نثراً على ثغور الجائعين إلى يوم الغناء الأحمق حيث الفناء المحتوم بلقاء الله على ما كانوا يتحملون جريرة بؤسهم المتفاقم , كانوا يتحدثون أمس عن ملايين جائعة ستموت , فعما سيتحدثون اليوم ...؟
هناك في دهاليز العتمة الشبعى , تجارة زهقنا في نموٍ صارخ , و بطونٌ بحجم الغل المُستبيحِ حرمة الإله , حبلى بالعطش للشبع , فلا هم عطشى و لا هم يشبعون ..!!
يتنازعون اليوم الوقود كما أمس , لكن أن يتنازعوا جوعنا أيضاً فتلك هي التهلكة بعينها ..
بئس قدرنا يا من خلقتنا كالكلاب , نباحٌ كتِمٌ , و صراخ المؤخرات
فتوقف بالله عليك يا قدر على مأدبة الموت المقترنة بحياة الدم الأخضر مُرَاقاً إلى موعد الفناء الأزلي خلف طقوس النوم على وسادة الحذاء المهترئ على بوابات الله المغلقة أمام سفك دماء الجائعين ...
و للحديث بقية ربما ستطول ....


الحلقة – 7 –

تعرجات الكلام المتلاقية على مفارق الاستواء اللا منطقي تحذف أنشوطة الطفولة المُغتالَةِ في زمن الحديد و العبيد ..
بخس المال في زمن الضباب يشتري أغلى ما كان فيما مضى من الزمن ..
بخس المال يبيع البشر في زمن التقنين و إلوهية الجشع الغريزي و هو غريزي كونه من طبائع الدواب لا من طوابع القيم الليلكية المهدورة دمها كما الهباء ..
ماذا يجني العبد من إدارة رسن سيده بسوط المواربة و الاغتياب و اغتصاب الحقوق الجائعة ..
مجرد رغبات الانتقام و التنكيل , المُمارَسَةِ عليه , يُراد بها الممارسة بالضد حيث لا انسياق خزعبلي خلف أيٍّ من سرد حكاية زمن ( الشراميط ) المولود حديثاً و الذي لا يحتاج إلى حاضنة أو هواء نقي كما زمن فرسان الليلك البائدين ..
تتوارى أيقونة الوداع الأخير المصنوعة من لب الإله ممتزجة بكينونة قداسة الخلق الأزلي للبشر في عمق ضياع الرغبة بالحياة .
اضمحلالُ قيمٍ و موت فراشات , يعني بالضرورة فناء كل نور ..
و الريح الشريدة تمضي إلى اللا عودة المصاغة من عمق اللا إرادة و الإرادة المبتورة لرؤية الزهر مرة أخرى
ماذا نفعل يا سيد ضباب ..؟
و قد أرهقتنا بحكاياك و أهرقت دموعاً و دماءاً و شيدت قصوراً للكلاب , و صُغْتَ من النباح سيمفونيات للنجاة من الحياة أملاً راغداً بالموت ..
أجل إنه المُضيُّ قدماً نحو الزوال ..
أجل فليكن يا سيد فليكن ... كما قال ابن بركات ( هكذا إلى ألقها )
و للحديث بقية ..




الحلقة – 8-

و ماذا بعد ..؟
وصلت الهياكل البشرية – ما كان يُسمى بالإنسان فيما مضى – إلى أدنى درجات التدني اللا معقول , نظرية داروين صدق عكسها , فالتطور الحياتي وصل إلى قمته ثم ما لبث أن بدأ بطور التراجع مُطَبَقَاً بسرعة الضوء
هذا التحول انتهى بمسوخٍ و رخوياتٍ مقزِزَة , و الرجال مواقف زئبقية لا يمكن لأحد ضبطها , زمن الضباب سديمٌ خانقٌ لليلكِ الزمن البائد , و ما بين المنطق و اللا منطق حقيقةُ أن الكائنات الحية تعتاز بيئة ملائمة لنموها , فافرحي يا حضرات المسوخ , زمن الضباب يهيئ لكم الحياة, وفي تزامن هالكٍ يهيئ فناء القيم الليلكية .
حجومٌ ضخمةٌ تقارب الإبهام و إن ضخمت أكثر ستقارب الخنصر أو البنصر , حضورٌ للدمار و الخراب يلف كالزوابع حضارة بني البشر البائدة , المتلاشية أبداً ..
قِرَدَةُ داروين الموقرة , مُتَزَلِّفَة , مُتَسَلِّقَة , بهلوانية , تجيد فنون التهريج , تُضحِكُ الناس لتبكيهم إلى الأبد في غياب فرسان الليلك ..
تقتات على أدمع البؤساء , تتسلق ظهور المرهقين حد الإعياء , لتتهكم و تتحكم بمصائر الأبرياء ...
نعم يا عزيزي داروين ..
قِرَدَتُكَ و فرسان الكارتون وجهان لعملة الضباب المصكوكة بفناء كل تقدم و تطور أخلاقي ...
و للحديث بقية ...





الحلقة – 9-

تترامى عيون الجوع خلف لهاثٍ نابعٍ من صميم عقدة النقص في نفوس فرسان الكارتون المريضة حد الشبق للوك حكايا كما عقدهم المتغلغلة في دهاليز عقولهم القذرة ...
تزداد حروبهم الضبابية بسيوف البلاستيك ضراوةً مع مرور كل لحظةٍ قادمة ..
أبواقٌ شاذةٌ تطغى على غناء البلابل من فراديس الليلك المتوارية خلف أفق الإبداع الذي يفتح أبواب الكراهية في سابقةٍ من نوعها , فتدحض كل توصيات السماء بغشاوة تلك التوصيات ذاتها ..
ماذا بعد يا فرسان الكارتون .. ؟؟
رجالٌ أنتم في غياب فرسان الشمس , لكن أيَّما رجال ..؟
عشقٌ حد الهذيان للتسابق مترافقٌ بهبوط الأدرج نحو أقبية الظلام حيث حياة الجرذان في مجاري الصرف الصحي .. تنافسٌ لافتٌ للاستيلاء على حياة هاتيك المخلوقات البائسة و الاستمتاع بطرائقها الحياتية .. جارةً نور الشمس إلى حيث الانطفاء .
خبرني ماذا بعد يا سيد ضباب ..!؟
فرسانك قتلوا الشعر و اغتصبوا قافية القصيدة , ثم طعنوا إيمان الخوارج بمقتضى أمر الإله بنشر المحبة , فاستدرجوا المشاعر إلى مكيدة تفسير الكتب السماوية الممهورة بمقتضى مصالح الرهبان و الحاخامات و الشيوخ و أطماعهم الجشعة في الإلوهية ليصبح الطهر في الشعر عهراً .. و تغوص الشمس في كبد بحار المغالطة و أعماقها المعتمة .
نعم يا عزيزي أدونيس أصبت يوم قلت ( موطنك أيها الشاعر , حيث لا يمكن إلا أن تنفى )
هذا ما تعانيه الكلمات الخضراء المُقيدَةُ القتيلة بمدي نحر مخالفة الرأي .
ديكةُ المذابل صورٌ أخرى لفرسان الضباب و كم تعشق تلك الديكة لوك أقاصيص النفاق و الدجل ..
لكن ..!؟
هنيئاً للشاعر نفيهُ من أرض الأحناش السوداء وقتما يأتي الربيع الأخضر مهاجراً إلى منفى الشاعر ...
و للحديث بقية ...




الحلقة – 10 –

الابتذال الملون بالأسود يتجنب فروق الرماد رغم سيادة الضباب و زمنه الملتوي و المتراص فوق بعضه كما بصل عامودا .
يا لهذا المناخ الشحيح و الغيم العاقر يؤول لفرسان الكارتون فرض قوانين الحمق , ليظهروا من جحور الكراهية و يمزقوا شريان الحياة المنسكبة على أيامٍ مترهلةٍ لا تبشر إلا بالفناء الليلكي .
إن الخروج عن منطق المزايدة و الدخول في متاهات استعراض سيوف البلاستيك , أنهكت البشر و أتاحت فرصة الضرب على الوتر الحساس و فق إيقاع الجشع الغريزي للانتقام – المسبوق ذكره - .
ماذا يخبئ لنا الموت بعد أن متنا و نحن أحياء !؟
قهقهة العاهرة تنال إعجاب الملايين , و بكاء البراءة على امتداد أفق الإله لا يحرك سوى المجانين .
زمنٌ موبوءٌ بالتجرد من كل ما هو جميل ..!؟
إعلانٌ لنصر مستحيل , هللوا له عبر أبواقهم ( الصَّحّافيَّة ) ليقتحموا مدن الخراب و بيوت الأشباه رجال , دخلوا و كأنهم يخرجون من البوابة المؤدية إلى الجحيم , ينشرون الذعر في أنفسهم – فالكل موتى – يعلنون بسط نفوذهم على الغبار المُثار من فراغ الحياة , سماءٌ تمطرنا موتاً و الأرض ما عادات تنجب سوى الكلاب .
نصل إلى مفترق دروب الموت , لننتقي أحد أساليبه المقيتة , الموت الأسود , و الموت معلقاً ما بين الموت و الموت .
نعم إننا ننتقي موتنا فقط , هذا ما أرادوه لنا من جعجعة كل هذه الحكاية , لنبدأ بسرد أقاصيصَ واضحةَ المعالم كما الشمس ملتفة بزاوبع من ضبابٍ لا منتهٍ ...
و للحديث بقية ...




الحلقة 11

عندما كنتُ صغيراً و هو ما لا أذكره أو لربما أذكره نسياناً , الواقع مغلاقٌ على صرة الرحيل إلى المنفى رغبةً لا قسراً .
فرسان الليلك .. تلك القلة القليلة المتوارية نزفاً لأملٍ مُرْتَقٍ بذكريات زمن الشمس , امتطاءٌ لوجع البكاء يزف الموت إلى ساحة استحالة العودة إلى ما كنا عليه ...
تتمازج أيقونات الاحتضار المزدوجة و الفرادى في وقتٍ يستولي اللا معلوم المتوحش على مناحِ الحياة لتولد صيرورة إزالة الأقنعة عن الوجوه – نسميها وجوهاً جزافاً لا أكثر – لتلوح أنياب السفاحين المغروسة في كبد الليلك النازف أبداً
زمنٌ ديكارتيٌ بكل شكه و ارتيابه , الحواس كلها من شأنها الكذب لكن الاستحالة تكون في رصانة الفكر الإنساني المتراص خلقاً للسلام الذي لن يأتي يوماً ..
الضباب واهٍ رغم التفافه على خاصرة الشمس , و السبيل الأوحد لفنائه صراعه مع ذاته المقززة , الفراغات تنازع الفراغات , أزل التضاد يمنح الحياة استمرارها , لكن في غياب فرسان الليلك عن المتناهى ..
يصبح المجرى وحيد الاتجاه و هنا لا بد من الانقلاب على الذات أملاً في الدوام ..
حالةٌ من انفصام شخوص الكارتون مزقاتٍ مزقات على الذات المتلاشية أبداً ..
نعم هي النهاية التي لا أذكرها أو لربما التي أذكرها نسياناً ..
و للحديث بقية ...




الحلقة – 12 –

حلقة خاصة إلى الذي لم نلتقي بعد ... بسام مصطفى
صامتاً , ممزقاً , متدثراً بغطاء محبرة . سفرٌ مضني أرهق الحقائب التي لا تحمل سوى بؤسي الذي أنهك قامتي على مفارق دروب المقبرة .
الليلك يشكوني لفارسه , و الضباب يجلدني بلسانه الضفدعي , كما آلافٍ من الشخوص الموتى المولودين في حضن بياض ورقة . أمضي شتاتاً متهكماً لناصية المطر المزيف , تعج في رأسي زوابع من القضايا المهملة , منها قضية الله ضدي؟
مشادات التعبير الغض تستنزف وقت الموت , و الموت حالة عديمة الإحساس و الشعور , جمود بالغ التأثير , تنهض صباحاً لتحتسي فنجان قهوتك و تذهب لعملٍ تمقته و لربما تحبه في أفضل الحالات , تعود , توبخ أطفالك و زوجتك لأنها لم تكي قماط قميصك , تشعر بذكوريتك في نهاية اليوم - خاصة بعد توبيخ الزوجة - فتضاجع تلك الجثة وتنام . إن الحالة الدائمة التي أراها ( الألم ) تسوغ لي احتساء بعض الحياة , فأنا منزل الانزواء و العزلة و التقوقع على الذات , أخال نفسي أحياناً كثيرة مقعداً في محطة قطار , الجميع يرمي بمؤخراتهم المنهكة فوقي يستنشقون بعض القوة ليستمروا في الرحيل مخلفين فوقي أوزارهم و قاذوراتهم إلى حين قدوم أحد الموتى الذي يزيلها ليس حباً بالمقعد ( أنا ) بل لأنه يفعل ذلك ككل يوم ..
لذا فالخبرة محصلة غبية للموت , أوتوماتيكية المزاولة تفرض ديناميكية معينة , ربما تقترب الهاوية من التسلق نحو الحضيض , و لربما يسافر الحبر عميقاً في الورقة البيضاء كغيمٍ ربيعي لا يخلف سوى الاخضرار , لكنه عائدٌ بنفور الثبات تاريخاً لن ينتهي .
هاجس الكتابة الذي يقضي لحظاته مستمتعاً في أعصابي المبتورة عن زمنٍ سفيه أحمق يجعلني أرتكب الحماقات في نزاعي معه من جملة هاتيك الحماقات,ذم هذا الزمن
أتيقن كثيراً أن الوجود في هامشٍ متوفر ضربٌ من البلادة فيما لو هدرتهُ في التفكير بخلق البشر , لأن الأمر برمته لا يعنيني كما يعني صاحب القضية – الله – فأترك له الأمر ليس لأنني عاجز عن رسم ملامح خطيئته بحق هؤلاء الحمقى – البشر -بقدر ما أن اللامبالاة مكمن الترفع عن هذه القضية ..!؟
لذا فالنوم يكون وقتاً مربحاً أكثر من ذلك الهدر و الإسراف , و عندها فقط أبدأ حياة ثالثة لأن الحلم يجترع مني الكثير كون الخيال يبعدنا إلى أنماط لا نعايشها يوماً في الواقع ربما تكون أحياناً صناعة ذواتنا المكبوتة فتصبح القضية أكثر تعقيداً مما هي عليه .
و للحديث بقية ..

الحلقة 13

تلك المجموعة الملتحفة بيقين الخلاص , أبت على نفسها إلا أن تجني على بكارة الحلم المجهض زخماً لا منتهٍ ... تفوح من ذاكرة الكوردي حكايات ( مانج ) و تصارع طروادة على مصير معلوم مبهم كما جلبوه , عبر إيمانهم المطلق بوحدة التكوين و متانة الرابط الدموي ليُحلَّ قتلُ الذات و يُنفى الآخر ...
الآخر المُكَمِلُ , المُتَمِمُ , و الحلقة المفقودة في ذاك الرباط ..وطن الليلك المتقوقع في قبر العمامة و شاهدةٍ من طوق نار مجوسية أصابع الآباء المتأرجحة فوق رؤوس الأطفال – رؤوسنا المحنية – تحت نصال البلاستيك عطشاً لزمنٍ ليس للآباء و لم يكُ يوماً للأبناء
تتزاحم أفكار الليلك تحت غطاء التابوت و المقبرة مكتظة بحراس اللا استيقاظ , اللا نهوض من الموت المقرر في شرعة زمن الضباب فتاوى مكتوبة بالدم تسيل جارفةً , هادرة عبر عقول أكلها الصدأ و الشاهد نائمٌ لم ينم يوماً , حالمٌ دونما نوم تسيره ترهات المنتحلين شخوص الأجلاء , تبرق وجوههم كالإسفلت – بياضاً مزوراً – و تدمع أعينهم خشية الإله لعلمهم اليقين بما تجنيه أيديهم الممدودة بالنصال على رقاب المساكين ..
يا للغثيان يا زمن الضباب ..!
دثرت الكوردي ببطانة الأكذوبة و حلم الفردوس , سيرته رهبته ما بين العقاب و العقاب .
يا للكارثة يا طروادة حصانك الخشبي , بلاستيكيٌ , اقتحم مدن العقل الكوردي المتناسي بطولات الفاروق على صدر كوردستان ..!؟
المتناسي زمن الطحن ما بين حجري رحى الطرابيش و العمامات ..!؟
المتناسي قمة المؤتمرات إشرافاً على غاز الخردل المنثور على جبال هندرين ..!؟
المتناسي ابن خزنة – معشوق – شيخ الأجلاء ..!؟
المتناسي زهر ديريك و قامشلو و عامودا و عفرين ..!؟
المتناسي حتى الموت أزقة الصالحية و رأس العين و سمو زور أفا و بطولات الأشرفية ..!؟
آهٍ يا زمن الخذلان باسم (الله أكبر) يُذبح الكوردي و العربي .. !؟
باسم ( الله أكبر ) يُذبح حتى الله ..!؟
.................................................
مانج :أعز القبائل الكوردية في عهد إمبراطورية ميديا
جبال هندرين : منطقة حلبجة في كوردستان العراق
ابن خزنة – معشوق - : محمد معشوق الخزنوي الشيخ الشهيد الذي اغتالته السلطات البعثية في سورية عام 2005
قامشلو ( قامشلي ) , عامودا , عفرين , رأس العين , الصالحية ( الحسكة) , زور آفا ( حيٌ للأكراد في دمشق ) , الأشرفية ( حي كوردي في حلب ) : المدن الكوردية في سورية و التي تفجرت فيها انتفاضة الكورد عام 2004



الحلقة – 14-

من حيث انتهت بداية القضية المجلجةُ بظلم الله لنا – نحن الحمقى – نتريث برهة من زمنٍ ميت , لنتأسف على ومضات بيضاء , ثمنَا لها من عذاباتنا و تأوهاتنا المكتومة باهظاً .. باهظاً..
ترى أين الخطأ ..؟
أهو إيماننا المطلق بقوة ذاك الذي سكب في هاتيك القوالب الزجاجية المُحَطَمَة من نَفَسَه أرواحاً محتضرةً , أم أنه استسلامنا اللا مبالي لمسيرة أقدارنا الحمقاء كمانا...؟
لتمضي قافلة بؤسنا الشريد مُحّمَّلَةً في قماقم من رهبة الاستيقاظ من حلم الليلك عبر أصبحةٍ و أماسٍ مُبهمَةٍ تلفها دروب القهر الناحر لرقاب زهرة ( النسرين ) المنزوية بعيداً ... بعيداً خلف أفق الطهر المستحيل .
( خاني ) أيها المُزَينُ بالنبؤة المطلقة لزمن ( العوان – بكو - ) – مليك زمن الضباب , الناشر لخرائب فوق أنقاض الخراب – أين ( مَمُك ) و أين من نحرت نفسها بجدائل الوفاء ( زين ) ..؟؟
من الهوى في زمن الضباب أقاصيص على موائد جائعة للإخلاص ملتفةً بمقاعد محبين خاويةً منهم ... منزوين في عباءات سحر الألم و البكاء ..
أزهار الليلك المقبلة على الانقراض منتشية بنسغ الوفاء , متعطرةً بالحب , متلونةً بالإخلاص ...
تمضي قوافل , قوافل ...
آهٍ إنها تمضي و تمضي أفولاً تَعلَمُهُ كلاب زمن الضباب كما يعلمه فرسان الليلك اللاذون بالفرار من بطش مُديِّ فرسان الكارتون الأباطرة على ممالك العتمة الخانقة للحياة ...
نمضي برفقة البؤس و الانكسار بخواصرنا النازفة على جروح متقيحةٍ حد الموت
و يبقى السؤال قائماً ترى أين الخطأ ..؟
أيا من تتربع على عرشك صامتاً عن كل المجازر التي يرتكبها من وليتهم مقاليد أقدارنا ...
لذا سأقولها دوماً : شكراً لك يا حضرة ( الله )
و للحديث بقية ....





الحلقة – 15-

الروح الشريدة تمتهن الاغتراب بحثاً عن قصيدةٍ و زمنٍ أشبهَ باللا وجود, تمقتها المنافي ..تسجنها أوطان الحرية لتغتالها يد القدر البائس, تتراكم الأفكار و تتزاحم على مفارق القرار , حيث اللا قرار ارتقابٌ لنهاية لن تأتي يوماً , نهايةٌ تضع البداية لحياة مريرة , مريضة باللون الأبيض فيحجر عليها , و تنفى مرة أخرى ..
ذاك الموت المترقب لخطويَّ المبعثر على مفارق بحثي الدائم عن الذات المتلاشية تحت وقع مطرقة صراخي الأبكم , ممتزجة بأدمع وداعٍ لم يشأ القدر أن يرسم كامل تفاصيله على لوحة الفراغ , الفراغ من كل شيء كان و لم يكن سوى أهزوجة لا مكتملة الطلاسم , مبتورة الوجد متمرغة بلهاث تأخري عن موعد الرحيل المؤجل , ما عدت أدري و أنا أرسم غثيان رؤيتي لزمنك الأرعن أيها المسخ بحجم قضيبي ..
نعم يا سيد ضباب علي أن أحييك قبل أن أبدأ عزلتي للمرة الخامسة عشر , ربما لأنك أكبر و أكثر قذارة عما كنتُ أخطه عنك ...
و لربما لأنك شره حد الجنون لنشر دعواك الجائرة بحق كل جميل أراده الرب أن يكون ملفاً و ملتقاً و مرتعاً لكل بائس ولد في زمن الليلك ..
صامدون ...
فرسان الليلك و لا بد للشمس أن تنجب الحقيقة .. تيك الحقيقة التي ستعلن فناءك على شاهدة قبرك المتلاشي بإرادة المحبة ..
إلى اللقاء ...
أوديسا
18112008






الحلقة – 16 –

تتملكني رغبات البوح المُستفيض عما ينتهك أروقة ذاكرتي المُحتَضِرة .. تستبيح كل حرمات اللا اقتراب المُنزوي تقوقعاً على زمني الحالم .. زمني العابر لبراءة الذئب من دم يوسف .. منتقلاً إلى الجحود المزمن , ناكراً لكل عقود استثمار البترول , منتشياً بالخلاص من مستبد بمستبد ...
إعلامٌ هش , إعلامٌ هزه حذاء في زمن الجوع و صراع العملات من أجل البقاء ..
إعلامٌ بطله حذاء ..!!

لما لا ..؟؟
فمذ سدت أحذيته أفواهه نفسه لم يتعلم سوى هذه الثقافة و هذا الحوار , و هذه الفلسفة في اللا حياة ..
زمنٌ يستمر ليبرز فيه العباقرة و الأبطال القومويون و تاريخٌ للأرامل ..
تاريخٌ لن ينسى اجتياح الأحذية لكل الصفحات و كل المنابر و تمحورت حولها كل الحوارات المعمعية ..
فرسان الكارتون و فرسان الأحذية معادلة واضحة عما يعانيه الخطاب في الشرق البائس ..
كراماتٌ تُداس و أحذية فاق ثمنها حياة الإنسان في الشرق رُفِعَت في وجه رايات الوطن ..
إهاناتٌ.. إهانات للنفس المُهانة فلا عجباً من زمن مريض أعرج حد البكاء فقد الرأس و الحذاء ..
شغفُ الذل لا يزال يحتك بأواصر النفس المريضة الباحثة لهاثاً عن داءٍ يداوي الداء من الممكن أن تكون قضية الشعور بالمهانة قد أصبحت معتازةً للمزيد من الإهانة نفسها كونها اعتيادٌ .. إدمان ما بعده إدمان...!!
و النبل يكون بالصفح عن الآخرين .. أما زمن الضباب فينفي النبل كغيره من قيم الليلك و القاعدة التي تستكمل المشهد المبعثر اختلاف البشر عما خلقهم الله فميزهم عن سواهم باللغة و المخاطبة و الحوار لكنها أيضاً عفا عليها زمن الضباب و ولت أيامها ...
إن الممنطقة الأساس التي من شأنها الرقي من براثن هذا المستنقع الكريه اتحاد العقل بالقلب .. الفكر بالعاطفة على بنية تحتية قوامها أننا بشر ...
بشر باختصار يا سيد ضباب ...!!!!
و الحديث لا يزال ......






الحلقة - 17-

فليمضي الإسهابُ معتلاً بعدمي المتأرجح على ضفاف قبري, و لتنتشر سراديب الخوف محتضنةً أملي, شجوناً لا متأسفاً على سنون شبابي مُشْرَعاً ما بين الورقة و قلمي...
زمن الهاوين و العناكب المصطفة في زوايا موطني ..
مُُرْتَقٌ هذا العقل الكوردي ...
ممزقةٌ بكارة عذراوات إيماننا ..
مجلجلة دوماً مؤخرات أجيالنا ..
فليمضي النواح و النحيب و لتمضي أشكال الحزن على فتيتنا, تيهٌ يمضي مرافقاً أيامهم نحو ضوضاءٍ منسكبةٍ بثانويةِ قومنا لقومنا, ألا يا زمناً صارت فيه جزر الشمس و القمر دولا.. !!
و لا زال الفتى الكوردي مجاهداً بدمه فدىً لعمرٍ و المعتصمِ , و يبقى الحجل خوان قومه ..!!؟؟
المساجد تبنى و ترفع النواقيس و تُهْدَمُ بيوت الكورد فنهرع إلى الله ربنا متوضئين بدمنا و دمنا ..
متدينون نحن قبل كوردنا و قبل إنساننا .. طوبى إذاً للفقر و الخذلان موطننا..
متزلفون حتى الله فكيف لنا الخروج من قبرنا ..؟؟
في قلب ( أوديسا ) ( كيوان ) بنى جامعاً لا يعلوه سوى راية البعث و العطر يفوح بنكهة ( الخردل ) ..
سأطعم حمام الجامع الأموي من كبدي , و أمسح حجارة كربلاء بشفتي , لثوب الكعبة أطحن أضلعي مسحوقاً لغسيله ..
كي يثبتوا أن الحجل خوان قومه ..!!
عذراً أيها الناصر صلاح الدين ..
عذراً يا سيدي معشوق بن خزنة..
سأبكي ابن لادنٍ إن مسه مكروه , و أطعم رغيفي لفوهة الكلاشينكوف مصوبةً نحوك يا تسيبي ليفني – و أتبارك بتلاوة عطرة من فاهك يا محمد حبش ..!
ثم أنشر الضباب على أطفال حلبجة كي لا أراهم فهم قومي و أنا الحجل ..!!
سأكتب على هويتي مسلمٌ أنا و تباً لكم يا جائعي الحسكة و القامشلي فما أنتم سوى قومي و أنا الحجل ...
و أبني المساجد في دبي و برلين لأنني من ضحايا المرسوم تسعة و أربعين..
سأبتر لساني إن نويت لصلاتي بلغتي الكوردية فالقرآن ما نزل بلغتي ..!؟
أنا الشباب الكوردي لا مأسوفاً عليَّ يلفني الضباب لأعلم في يقظةٍ ربما لن تأتي أنني لم أكن أصلي لرب محمدٍ إنما كنتُ حجلاً و الحجل خوانٌ لقومه يا قوم ..

و للحديث بقية ....


الحلقة -18 –

لأتممنَّ سردَ اليقين المنزوي في احتضارِ شمعتي المخضرةَ بألقي ، ظلمةَ خطيئةٍ متواريةَ الأفقِ لعَدَمي ..
الزمنُ المُنحَني غَرْفَاً لحقول الشمس بمعول الموت، كحانوتيٍّ يحيكُ من الضبابِ مقبرة..
الأمطار الحمراء تُزهرُ الشواهدَ الرخاميةَ، أما المُلْتَحونَ بأطماعِ الأنفاق و النفاقِ فمعابرٌ للموت..
فضوا بكارةَ ( غزة ) – لا أدري أيةَ مرةٍ هذه – نزفاً توقف معافاةً بدولارات الله ...!؟
الرقاب الطويلة المُشرئبةُ انحنت بالدولارات تلك ..!؟
حمداً لله يا ( حيفا ) لصحو فضاكِ و نقاء هواكِ ، لأن ( الظرط ) الضاربَ لما بعد بعدكِ قد توقف ..!؟
أما النجمةُ الخماسيةَ فكان يا مكان مَنْ نَجَّدَ كرسي أقطابها بعمامته الفارسية السوداء..!؟
انقشع الضباب لوهلةٍ يا ( أبا عمارٍ ) هنيئاً ، و بئس خَلَفِكَ يا ( لا بأس ) سلف ...!؟
( الفتح ) قادمٌ سيغلق الملف ليفتح ملفاً بعد ملف..!؟
آهٍ ...!؟
( فِلْسٌ ) تمرغَ بـ ( طينِ ) صراع الديكة و كم من ديكٍ فيك يا ضباب ..!؟
أيها الضباب أيا من تعشق رسم نصفي دولةٍ على الكارتون ..!؟
بفرسانٍ من كارتون ..!؟
و كلاشينكوفٍ من دم ..!؟
كفاك يا سيدي ( حسين ) كفاك أفق..!؟
الأسود ( ابن حسينٍ ) تبرئ من أبيه و منك ، ليضع المؤخرة السوداء في البيت الأبيض ..!!!؟
أما ضباب الشرق فلا يزال حيث الممحاة تمحو الحديد و الأرض من الخريطة.. عجبي...!؟
كفاكم أيها الموتى في الكفن المتلون كالأفعى كفاكم رقاداً استفيقوا من مقابر اللحى و مقابر الحلم الشاهنشاهي كفاكم ...!!؟
كفاكم الطفل صار يقسم بغير الله و يُقْتَل، لتمتطوه إلى فراديسكم حيث الخشاش بدلاً عن الرغيف الأبيض و الرصاص الأسود يقتلُ حورَ عدن .!؟
أو لم تروا الناصر الأيوبيّّ ..!؟
فتعلموا ( أن الريح تأتي بالحب و الزهر الأبيض وحده )

و للحديث بقية ...



#ميرآل_بروردا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءاة لواقع العلاقات الكوردية - العربية و مستقبلها
- دراسة موجزة لتاريخ الكورد وكوردستان
- قراءة لزمن الضباب ..
- اليتيم ..!؟
- البلاء ..
- مكاشفاتٌ عمياء ..
- نسرين .. بوحٌ للريح
- هكاري .. فردوس الإله
- برفقةِعطر امرأة ...
- مدنٌ مهجورة ...
- الأبيل ...
- النزف الأخير ...


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميرآل بروردا - قراءاتٌ لزمن الضباب ( الحلقات 1-18)