أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الربيعي - استطلاع حول حداثة الشعر الشعبي















المزيد.....

استطلاع حول حداثة الشعر الشعبي


علي الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2704 - 2009 / 7 / 11 - 08:52
المحور: الادب والفن
    


بعد مضي خمسين عاماً
ماذا أوصلت القصيدة الشعبية من حداثتها ؟

استطلاع - علي الربيعي
مضت (50) عاماً على القصيدة الشعبية التي انتج حداتثتها الاولى الشاعر والمناضل مظفر النواب، وهذا النتاج الفكري والمعرفي لصاحب الفتح الاول النوابي، فتح الطريق لان تتشكل القصيدة وفق عالم الحداثة كسائر الثقافات والفنون الاخرى،..
فهذا الحدث الثقافي التاريخي اسهم في تطويق النمط الكلاسيكي وابعد تراتيبة الاوزان والقوافي المقفلة التي تحد من فضاءات الشاعر، بانتقالات ومديات تتيح للمتلقي ان يتأمل لغة شعرية وهاجة غير مكرورة او حبيسة لتلك التراتبية،..
ولذا نحاول من خلال هذا الاستطلاع ان نتعرف على القصيدة الشعبية وهل اوصلت مضمونها الحداثوي الى المتلقي، وكم من الاسماء نجحت في ذلك دون تقليد(محاكاة) للنصوص الشعرية المكتوبة سواء في موضوعة وفكرة ما يريد ان يبثه الشاعر او المفردات التي ترد داخل النص كحالة تأثير، يمكن ان تكون سلباً في كل الاحوال.
فضاء الاشتغال الجمالي
فاضل ثامر - ناقد
كان ذلك العام 1959 عندما فتحت مجلة ”المثقف” التي كانت آنذاك مجلة ثقافية طليعية جديدة وقرأت فيها نصاً غريباً للشاعر مظفر النواب هو ”للريل وحمد” كنت مندهشاً بهذه اللغة وبهذه القدرة على تحديث رؤية الشعر الشعبي وبهذه الحرارة والتدفق والتلقائية.. وخيل لي انها مجرد ”واحدة” من واحدات الشعراء، لكنها كانت البداية لمدرسة شعرية عراقية متوهجة، اضاءت مسيرة الابداع والحياة والنضال الاجتماعي معاً في منعطف تاريخي مهم من منعطفات الحياة الاجتماعية العراقية بعد ثورة الرابع عشر من تموز 1958. واتذكر جيداً ان القصيدة الشعبية وفي المقدمة قصائد مظفر النواب كانت بعد انقلاب 8 شباط الفاشي الدموي صوتاً عالياً ضد العنف والارهاب والفاشية.. وفي معتقلات سجون نقرة السلمان والحلة والكوت والبصرة وبعقوبة وسجن بغداد المركزي والموقف العام وموقف السراي وخلف السدة كانت كلمات هذه القصائد تنتشر كما تنتشر النار الهشيم وتكسب لها كل يوم الالاف من القراء والمتذوقين، حتى اصبحت زاداً روحياً وجمالياً وثقافياً يضيء طريق الحياة وظلت هذه القصيدة الشعبية الجديدة على مر السنة ورواتها القلب النابض للوعي الاجتماعي المتقدم، وفضاء للاشتغال الجمالي والتخييلي والمعرفي بطريقة جديدة ومع ان هذه القصيدة قد واجهت الكثير من العقوق والتهميش والاقصاء من قبل مؤسسات الدولة في العهد الدكتاتوري الا انها كانت الغذاء الروحي اليومي لملايين الناس في العراق وفي الكثير من البلدان العربية فقد كانت كاسيتات قصائد مظفر النواب تسمع جماعياً وفردياً وسرياً في مخيمات المقاومة الفلسطينية في السبعينيات والثمانينيات كما كان يتناقلها سراً المئات من المثقفين العرب في الخليج والسعودية وتونس.
يظل الشعر الشعبي بحاجة ماسة الى ادراجه ضمن مشروعنا الثقافي الوطني العراقي وعدم التعالي عليه او تجاهله كما يظل بحاجة ماسة الى جهود النقاد والباحثين والفولكلوريين لكي يحظى بجهد نقدي وبحثي يضعه في مساره الطبيعي ويكشف عن المستويات الجمالية والتعبيرية والرؤيوية التي يزخر بها.
ايقاع الحداثة
حسين الرفاعي - شاعر
-عبر كل المخاضات الرؤيوية يطفو على سطح المعاناة ايقاع جديد لحياة جديدة يتفاعل في اعماقها الجديد المدهش وهو يرسم صورة الواقع بفنية بعيدة عن النمطية الكلاسيكية في ثلاثينيات واربعينيات القرن الماضي.
لم تكن القصيدة النوابية بكل ايقاعها العنفواني ومفرداتها الحداثوية الا صوتاً متفرداً اتسعت مساحاته عبر نصف قرن من الزمن الصعب المليء بالكبوات المريعة ينهضها امل رصين نحو شواطئ الدفء والابتكار.
ضياع المضمون الحداثوي
حسام السراي - شاعر
ربما وبسبب هذا الضجيج الذي يحدثه شعراء شعبيون نراهم في وسائل اعلام مختلفة، واجسادهم تتمايل وتتقلب، واصواتهم لاتريد الا فرض نفسها على مسامعنا، دون ان تترك لنا خيار الاصغاء الطوعي نقول ان المضمون الحداثوي ضاع والتجديد اصبح ضحية هذه الاصوات النشاز، بينما المجددون الحقيقيون على قلتهم يعيشون الانعزال كونهم يركضون وراء الفضائيات والاعلام عموماً الذي يسهم في الخراب الثقافي احياناً كثيرة، عبر ترسيخه للطارئ السهل المنال بلغة الدولار اذ وبانفلات كل شيء في العراق وركوب الموجة المتاح امام كل من يريد ذلك، وفي أي فن من الفنون، يبدو ان الثمن لابراز الاصيل في الفنون ذاتها، غال جداً، وهي معادلة لاتحتكم الا للزمن الكفيل باظهار نهايات اولئك الذين يدبجون قصائدهم وفق المناسبات والمهـرجانات التي يـدعون اليها، ويطلقون سيلاً من الهتافـات بعبارات تتسق وزمان ومكان المناسبة، وللاسف طبعاً، هذا مانراه وهذا مايقدم الينا الاعلام.
الواقع والثقافة
سعدون هليل - كاتب واعلامي
-اعتقد لازال للقصيدة الشعبية صدى قوياً في عالم الصحافة في العراق والعالم العربي، بدليل ان جريدة الصباح لها ملف كل يوم ثلاثاء وايضاً طريق الشعب يوم الخميس وبعض الصحف الاخرى.
ونحن نعلم ان الشعر الشعبي مازال قوياً في الثقافة العراقية، والمجتمع العراقي عندما نذهب الى كل بيت عراقي نجد هناك من يحفظ بعض قصائد مظفر النواب وعريان سيد خلف، وهذا دليل ان الادب الشعبي مازال يتجدد مع الواقع العراقي والثقافة العراقية لان الحداثة هي التجديد في علم اللغة وهذا يعني ان القصيدة تتجدد مع الواقع الثقافي الجديد.
سؤال الحداثة
ساطع راجي - كاتب
- هذا السؤال يحمل اكثر من مفارقة فهو يقرن الحداثة وهي مشروع واسع بمهد فردي، فبرغم ان الشاعر مظفر النواب قد انجز الجزء الاهم في مشروع الحداثة الشعرية داخل القصيدة الشعبية الا ان الانجاز الاوسع قد بدأ مشروعه منذ الصدمة الاجتماعية الاولى بالحضارة الحديثة وكان الشعر الشعبي هو الموصل الاساسي الذي عبر وبشكل مباشر عن الصدمة وهو الذي طرح سؤال الحداثة بصورة قريبة من المجتمع واشد تعبيرية، لذلك نجد كل قضايا الحداثة الفكرية والتحديث المجتمعي كانت حاضرة في الشعر الشعبي واحياناً بشكل يسبق الشعر الفصيح.
المشكلة ان مظفر النواب كان خاتمة الحداثة الشعرية الشعبية وليس بدايتها، فبعده صار الخطاب الشعري الشعبي خطاباً اجترارياً يتكئ على الموروث وسيطر عليه الارتزاق مع بداية الثمانينيات وانطلاقاً من تلك اللحظة خسرت القصيدة الشعبية دورها الحداثي.
نقطة الانفصال بين الحداثة والقصيدة الشعبية صارت تتسع مع التطور الاجتماعي والفكري العام، حيث تحولت القصيدة الى حالة تكرار للشاعر الفردية .
اخيراً السؤال ينطلق من خطأ شائع ربما حداثة القصيدة الشعبية لم تبدأ مع مظفر النواب، بل كانت القصيدة الشعبية ممارسة حداثية برمتها حتى بدأت بالذبول بعد الطفرة الواسعة من نهاية الستينيات الى بداية الثمانينيات.
ايصال المضمون
د. احمد الدوخي - شاعر
اولاً يطيب لي ان اسميها القصيدة (المحكية) لان في هذه اللفظة المحكية مايحيل بشكل سليم الى اللهجة التي يتكلم (يحكي) بها الشعب، اما في لفظة (الشعبية) فان الاحالة مشتتة اذ تدمج كثير من الانساق الشعبية الموروثية والاجتماعية والعرفية.. الخ.
ثانياً: ان الحداثة في القصيدة المحكية لايمكن ان تكون على يد شاعر واحد فقط لانها اكثر تلوناً لهجوياً وبنائياً فعلى سبيل المثال الاجرائي نرى لهجة الديوانية تختلف عن لهجة شعراء البصرة وكلاهما من الجنوب فكيف بلهجة الشعراء من الموصل مع غيرهم من شعراء البلد؟!. اما من حيث ايصال المضمون فالكل يتطعم -شعريا- كثيراً من القصائد المحكية الراكزة في ارضية الادب الشعبي والتي تحولت طبعاً اكثرها الى اغان مثل (البنفسج / حن وانه حن/ رديت / البارحة) وغيرها من القصائد مثل القصيدة المهمة- حداثوياً- للشاعر عـريان السيد خلف (يملني بعد كطرة واخذني وياك) وغيرها وكثير من قصائد (زامل سعيد فتاح) وكثير من الشعراء الذين لايسمح المكان بذكـر اسمائهم، وكذلك كثير من الشعراء الشباب امثال (عماد المطاريحي، عبد الحسين الحلفي،علي الربيعي، جبار رشيد. والقائمة تطول) وعلينا ان نحتفظ ببالنا ان القصيدة المحكية تختلف عن غيرها فهي لابد ان توصل المضمون مفهـوماً وغير ممل في الـوقت نفسه.
المتلقي المثقف
بشير حاجم ـ ناقد
ـ اعتقد، مبدئيا، ان قصيدتنا الشعبية قد اوصلت مضمونها الحداثوي الى المتلقي.. هذا التوصيل لم يكن صعبا عليها وفقا لاساس ثابت بان هذه القصيدة ـ كونها (شعبية) ـ انما هي قصيدة تلق ومتلقين.. هذا من حيث المبدأ.. اما من حيث التفاصيل فلديّ بضع ملاحظات اكتفي هنا بأهمها.. وهي ان توصيل المضمون الحداثوي ما زال يدور في فلك ضيق يكاد يكون محصورا بشريحة المتلقي المثقف.. وهذا الدوران (الضيق يعني فيما يعنيه ان القصيدة الشعبية ما زالت (شعبية) وفق المفهوم الفيزياوي الطبيعي لهذا المصطلح.. وهذا المعنى، طبعا، يشمل اكثر نماذجها واقصد بها تلك النماذج الرائعة والشائعة في المهرجانات الخطابية والحماسية(اي التعبوية عموما) التي غالبا ما يكون اداؤها مباشرا وتقريريا لا فنية فيه.
مؤسس وليس الاول؟!..
علي خصباك ـ شاعر
لاادري كيف نفهم الحداثة، وماتعريفها حتى نستطيع تطبيقها على النتاجات الشعرية على سبيل المثال، فهل هي نقلة زمنية، ام مضمونية، ام ماذا؟.. واذا كانت تتعلق بنقلة على مستوى الشكل والمضمون والاداء.. الخ فستكون على خطأ ، لاننا لانستطيع ان ننكر الارث الكبير الذي مازلنا نتداوله لشعراء كبار على مستوى القصيدة الشعبية كما لزيرجاوي والقسام والكرخي وكثيرين غيرهم، لكني سافترض ان الحداثة هي الابداع واذا كانت كذلك ولااظن ان احداً سيخالف هذا الرأي ونحن لم نزل نتداول المئات من القصائد بعدد كبير من الشعراء. استخلص من هذا ان الشاعر الكبير مظفر النواب هو احد المؤسسين وليس اولهم، لكنه هنا استطاع ان يترجم المتغيرات الاجتماعية والمشهد الشعري وماتفرضه تلكم المتطلبات من مضامين جديدة وصور في هذه البنى واستطاع ان يستقطب ذائقتنا بشكل لافت بالاضافة الى قدرته الرائعة في نحت الجملة الشعرية وشحن مفردتها بطاقة كبيرة من الخيال والتحليق في صور قل مثيلها، وهنا استطاع ان يوجد فرادة لاتشبه اية فرادة من الذين جايلوه او سبقوه.
مظفر النواب شاعر رسم للقصيدة الشعبية افاقاً جديدة ومتنوعة وبذلك صار مدرسة شعرية عراقية لايختلف عليها اثنان، وبذلك صح ان نقول ان هذا الابداع هو حداثة مثلما نستطيع ان نقول ان ابداع الكرخي هو حداثة ايضاً.
[email protected]



#علي_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية مدينة اسمها الثورة
- وطن من زجاج
- علي بابا والاربعين حرامي
- وداعا للسلاح
- بين الامس واليوم العراق يتراجع
- سيناريو مسرحية كونكريت
- استطلاع/الشعر الشعبي .. و استبعاده من النشر في الصفحات الثقا ...
- المعنى بقلب الناثر
- الجهة المقابلة
- عبد الحسين الحلفي


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الربيعي - استطلاع حول حداثة الشعر الشعبي