أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسام محمود فهمي - جرائمُ الجيرةُ ...














المزيد.....

جرائمُ الجيرةُ ...


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 2704 - 2009 / 7 / 11 - 09:27
المحور: المجتمع المدني
    


قَتلَ متعصبٌ عاطلٌ صيدلانيةً مصريةً، في ألمانيا، في قلب أوروبا، في محكمةٍ التَمَسَت فيها حقَها، جريمةٌ أثارَت السخطَ وأطلَقَت المظاهراتِ غاضبةً في الاسكندرية بمصر. هذه النوعيةُ من الجرائمِ تعكسُ بوضوحٍ ما تخفيه الصدورُ ولا تنطِقُه الألسِنةُ، ما يدورُ خلفَ أبواب مغلقةٍ لا ما تُعلنُه المؤتمراتُ ووسائلُ الإعلامِ والرسمياتُ، إنها حقيقةُ المجتمعِ، أي مجتمعٍ. صمتَت ألمانيا فترةً، ثَقلَ لسانُها، ثم اعترفَت بعنصريةِ الجريمةِ واعتذرَت.
جرائمُ الجيرةِ تعكسُ واقعَ المجتمعِ، عنصريٍ كان أو طائفي أو طبقي أو قَبَلي، لا تمحوها دعاياتٌ إعلاميةٌ أو سياسيةٌ، إنها في دواخلِ النفوسِ والعقولِ. وقوعُها في المانيا، في أوروبا، سلَطَ عليها الضوءَ، من المفترضِ أنها مواطنُ الحريةِ والديمقراطيةِ وحقوقِ الإنسانِ. الغَضَبُ في الشارعِ المصري لم يتفقْ معه غضبٌ في الشارعِ العربي والإسلامي، الفُرقةُ أعلي من مشاعرِ الحزنِ ولو علي روحٍ إنسانيةٍ ضاعَت ومعها أملُ أسرةٍ.
من المعتادِ في المجتمعاتِ العربيةِ والإسلاميةِ أن تقعَ جرائمُ الجيرةِ، بسببِ لِعبِ الأطفالِ أو مشاجرةٍ علي زجاجةِ مياه غازية أوحتي مزاحٍ ثقيلٍ، يندلعُ القتالُ بين الأسرِ، المصيبةُ لو أن أحدَ أطرافِ المشاجرةِ مختلفٌ في الديانةِ، ساعتُها سيكون إحراقُ المحالِ والمساكنِ ودورِ العبادةِ؛ القُري والأحياءُ التي يُفرَضُ عليها حظرُ التجولِ شاهدةٌ علي ما آلَ إليه المجتمعِ من ضيقٍ في الصدورِ والعقولِ. تثورُ المظاهراتُ إذا كان الخطأُ في الخارجِ ولا يهتزُ جفنٌ عندما تُفقَدُ الحياةُ والرزقُ لجرائمِ جيرةٍ تتكررُ دوماً.
في ألمانيا خَجَلوا واعترفوا بعنصريةِ الجاني، من المؤكدِ أن يُحاكمَ، عندنا هناك من يعتبرون جرائمَ الجيرةِ جهاداً، ووكثيراً ما تري الحكومةُ مرتكبيها مختلين عقلياً، نادراً ما تُحاكمهم مُكتفيةً بمجالسِ صلحٍ وهميةٍ وقبلاتٍ لا تَخفي حقداً كَمَنَ في الصدورِ. المجتمعاتُ العربيةُ والإسلاميةُ تتصرفُ دوماً بعقليةِ المجني عليه، المضطهدِ، من يُحارَبَ في دينِه، تتغافلُ دوماً عن فهمِ الآخرين وتَقَبلِهم، تري أنها الأخيَرُ، لم تثُرْ لمقتلِ سياحٍ أجانب أو خطفِهم، لم تخجلْ، بل وجدَت من يبررُ ويؤيدُ، من الطبيعي أن تكونَ ردودُ الأفعالِ في الصدورِ الأوروبيةِ والغربيةِ وغيرها وغيرِها، حادةٌ غاضبةٌ مُستَنفرةٌ لأي حدثٍ ولو كان خفيفاً من جارٍ مسلِمٍ.
يُسافرُ المسلمون والعربُ إلي الغربِ وغيرِه وفي معتقدِهم أن يغيروه لا أن يتعايشوا معه، يتعدون علي طرُقاتِه بحجةِ الصلاةِ تماماً كما يفعلون بوضعِ اليدِ في مجتمعاتِهم، يذبحون أضاحيهم علناً وكأنهم علي أرضِهم، يرون في نسائه لحوماً مكشوفةً، يعيشون مكاناً ليس لهم بعقليتِهم فيخطئونه مُتخيلين أنفسَهم فاتحين لا طالبي رزقٍ وعلمٍ فارين من جحيمِ مجتمعاتِهم. العالمُ، خارجَ المجتمعاتِ العربيةِ والإسلاميةِ، لا يريدُ أن يكون موطئاً لأفكارِهم، يرفضهم بعد أن رأي قدرَ ما هم فيه من تعاسةٍ وتناحرٍ وتخلفٍ، سياسيٍ واجتماعيٍ وفكريٍ وحضاريٍ.
جرائمُ الجيرةِ يستحيلُ منعُها، هي حقيقةُ المجتمعاتِ، هي همجيتُها، بلا مزايداتٍ ولا معايراتٍ، الهمُ طالَ الجميعَ،،

مدونتي: ع البحري
httpom://albahary.blogspot.com



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنهم يُهاجمون عادل إمام ...
- الهندسةُ الأدبيةُ والمُبتسرةُ .. وتدمير التعليم الهندسي
- مبروك يا ستات...
- مصر .. مغلوبةٌ بالثلاثةِ
- سوزان تميم..القُتل بالمجانِ
- الهندسةُ الأدبيةُ .. ومحنةُ التعليمِ الحكومي والاستثماري
- أنفلونزا الخنازير..
- اُنصر نصر الله ...
- تعرفوا الهايف من إيه؟!
- تخريب وتدمير .. باسم نقل التكنولوجيا
- كحكُ ما بعد قعدةِ الدوحةِ..
- كوندوليزا ... كمان
- آآه يا خوفي..
- كوندوليزا العانس..
- مصر مُضرِبةٌ..
- في الجامعات..خللي البط يعوم
- تسييسُ مجمعِ اللغةِ العربيةِ ..
- الجودة وسنينها...
- طبولُ النصرِ..
- نظامٌ يدفعُ الثمنَ..


المزيد.....




- أستراليا.. اعتقال سبعة مراهقين يعتنقون -أيديولوجية متطرفة-
- الكرملين يدعو لاعتماد المعلومات الرسمية بشأن اعتقال تيمور إي ...
- ألمانيا تعاود العمل مع -الأونروا- في غزة
- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...
- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسام محمود فهمي - جرائمُ الجيرةُ ...