أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - علي البدراوي - لماذا جاءوا الينا؟ ..... لأنهم فلسطين ولأننا العراق!














المزيد.....

لماذا جاءوا الينا؟ ..... لأنهم فلسطين ولأننا العراق!


علي البدراوي

الحوار المتمدن-العدد: 2704 - 2009 / 7 / 11 - 09:27
المحور: عالم الرياضة
    


لم تكن نظرة شعوب الأرض في ذلك اليوم الشتائي من عام 93 الى بقعة صغير جدا من بقاع كوكبهم اسمها ملعب الشعب بالنظرة العادية، رغم أن أهل الشأن جعلوا منه أمرا طبيعيا كسائر أمورهم الحياتية ولم يأبهوا به!..

.. لقاءاً كروياً بين فريقين في بلد أسمه العراق شأنه شأن الاف اللقاءات التي جرت في شتى بقاع الأرض في اليوم نفسه،،، الحدث كان مباراة كرة قدم جمعت فريقي القوة الجوية والكرخ ضمن بطولة الدوري العراقي وبحضور فاق الاربعين ألف من أبناء الجنس البشري من هذا البلد الذين غص بهم ملعبه الرئيسي (الشعب)،، كل شيء كان يسير ضمن السياق الطبيعي، لكن المثير بالامر والذي جعل أخبار تلك المباراة تتصدر الوكالات العالمية متفوقة على أخبار اللليكا والبوند سليغا والكاتشيو أن غارة جوية أمريكية حصلت فوق رؤوس الحاضرين بالملعب قاصفة موقع عسكري قريب جدا من الحدث وجمهور الملعب لا يأبه بما يجري فوق رأسه ويستمر بالتشجيع وكأن شيئا لم يكن!!!!..

رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم يخرج بعد يوم بتصريح صحفي يُحيّي فيه الكرة العراقية وجمهورها ولاعبيها مُعربا بالوقت ذاته عن دهشته بما جرى غير مصدق الأمر لولا أنه رآه بأم عينيه مرات عدة...

قد يكون الحدث غريبا وغير مألوف وقتها ليس لكل وكالة أنباء تبحث عن الدهشة في أخبارها فحسب بل عند شعوب الارض قاطبة وهي التي أوقفت كل نشاط رياضي في حربيها العالميتين، لكنه مر على العراقيين مرور الكرام واستمرت مبارياتهم بعده!..

لم يكن هذا الأمر الجلل عند الاخرين "لاعندنا" بالوحيد على أهل العراق، فكم من مباراة جرت تحت قصف الطائرات وأصوات المدافع، وكم من فريقين أبى اللاعبون فيهما أن تتوقف مباراتهم رغم تحوّل ساحة لعبهم الى مادة لينة بين مطرقة المدفع وسندان الرشاش!.

وكم من فريق في هذا البلد رفض التوقف عن مرانه ومغادرة الساحة التي أصبحت هدفا لنيران القناصّة والارهاب دافعين الثمن غاليا بخسارتهم روحا بشرية،، ليلعبوا بعدها على دماءه الطاهرة جاعلين منها رمزا للتحدي!..

قد يكون الأمر غير مألوف للاخرين مثلما ذكرنا، لا بل قد يكون اللعب في العراق جنون ومقامرة برأي البعض حتى لو كانت أصوات المدافع تدك على بعد مئات الاميال من ساحة اللعب في حربه الضروس القاسية يوم رفض نادي إيفرتون الانجليزي اللعب في بغداد حفاظا على سلامة لاعبيه ومشاعرهم من أن تتأثر في لعبهم على أرض بلد يمر في حالة حرب مثلما قال رئيسهم في رد اعتذاره على الدعوة!..

فإن كان اللاعب العراقي قد تطبّع على هذا الواقع وتعايش معه فأن جمهوره عرف التحدي إن لم يفوقه به، فأي جمهور هذا الذي يأبى مُغادرة ملعب تقصفه الطائرات؟؟ وأي جمهور هذا الذي يكسر حضر التجول فيخرج محتفلا الى شوارع الموت بفوز فريقه لتحصده مفخخات الغدر والارهاب!..

تطبّعنا مع هذا الحال وعشنا به منذ يوم 22/9/80 الى يومنا هذا، وساحات لعبنا تتعطش بين حين وآخر لرؤية أقدام لاعبيها الدوليين تطأها، قرارات عديدة برفع الحضر واستبشرنا خيرا بها لكن سرعان ماندرك أن الأمر وقتيا، لتعود القلاقل الى وضعها المألوف فنحرم مرة أخرى من حق طبيعي أعطته الفيفا لكل البشرية برؤية أبناء البلد يلعبون بين أحضان شعبهم!..

لكنه قادم....

أخبار سمعنا بها ولم نصدقها، فمن ذا الذي سيأتي الى بلد تنهكه كل يوم عبوة ناسفة أو رصاصة غدر أو مفخخة، فتقتل المئات من أبناءه؟؟ حتى وإن جرت المباراة في كوردستانه الجميلة الآمنة، فهناك من رفض اللعب قبلهم في أيام نعدها آمنة بسبب بعد المدافع عن موقع الحدث بمئات الاميال بعد كوردستان عن بغداد!.

لم نأبه بالـ"إشاعة" لكنها تحولت الى يقين وزال السراب من عيوننا ليتحول الى حقيقة عندما سمعنا أن القادم هو فلسطين،،،،، وما أدراك مافلسطين؟!..

فلسطين التي عرفنا عنها كل شيء منذ أول سطر تعلمناه في حروف الابجدية الأولى، فلسطين التي نسمع أخبارها كل يوم ونكاد نعرف مدنها وقراها بل وحتى حواري أزقتها القديمة، لكن الذي لانعرف عن فلسطين أن لاعبي فريقين من نابلس أيام إحدى انتفاضات شعبها الأبي رفضا مغادرة ساحة اللعب المُحاصرة من قبل دبابات الصهاينة فظل الجميع بجمهورهم واقفين بتحد إلا لاعبا واحدا، أخذ كرته وخرج بها من الملعب، ليسددها بقوّة الى فوهة أقرب دبابة من دبابات المُحاصرين ويسجل هدفا رائعا (بالدبابة وليس المرمى)!..

والآن هل عرفتم لماذا جاءوا الينا!.

تمت





#علي_البدراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بعد أزمة الكلاسيكو.. هل سيتم جلب -عين الصقر- إلى الدوري؟
- العين الإماراتي يواجه يوكوهاما الياباني في نهائي دوري أبطال ...
- نقل نجم المنتخب الأرجنتيني السابق إلى المستشفى
- من هولندا.. تقرير يشير إلى بديل محتمل لكلوب
- تحديد منافس العين في نهائي دوري أبطال آسيا
- قبل مواجهة برايتون.. -خبر سعيد- وآخر صادم لغوارديولا
- “شجع المارد الاحمر”.. استقبل القنوات المجانية الناقلة لمبارا ...
- شاهد.. ثنائية صلاح في مرمى إيفرتون ورفضه الاحتفال بهما
- مستوحاة من أحصنة السباق.. سر تدريبات حراس المرمى بالنظارات ا ...
- بعد إيقاف القيد للنادي.. الزمالك يوضّح لـ CNN موعد دفع مستحق ...


المزيد.....

- مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم / ميكايل كوريا
- العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - علي البدراوي - لماذا جاءوا الينا؟ ..... لأنهم فلسطين ولأننا العراق!