أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - مهنتي















المزيد.....

مهنتي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2728 - 2009 / 8 / 4 - 08:19
المحور: سيرة ذاتية
    


تاتيني (تأتيني) رسائل على الإيميل تشير إلى مهنتي (طوبرجي) أو (نجار باطون) وأنا... لا يدرون أنني لا أخجل ُ من مهنتي , فأنا مهني ,نعم أنا مهني ,وين المشكلهْ؟ أين المعضلة ؟ وصاحب خبرة كبيرة ويقصدني القاصي والداني, فأنا مهني وهذا يعني أنني لا أسرق لكي أعيش , ولا أسرق ولا أغتصب حقوق الناس ولست نصاباً ولم أطرد من أي موقع إلكتروني , ولم أكتب مقالا مسروقا ولم أُألف كتابا مسروقا ولم أقرأ كتابا مسروقا , ولم أسرق مقالا بالأصل كان صاحبه قد سرقه سرقة , أو كما يقول الشاعر العربي :

رجل يقولُ الشعر إلا أنه

فيما يقولُ يسرق المسروقا .
معظم المبدعين من خارج التخصص الإبداعي الأكاديمي , فالأكاديميون نظريا عباقرة ولكنهم غير قادرين على الإنتاج الإبداعي , شروط الإبداع العام والخاص والجماعي لا يمكن تعلمها في الجامعات , بل توضع النظريات الأكاديمية والتربوية على ما تبعثه الأعمال الإبداعية من إيحاءات ونظريات وسلوكيات فنية , الإبداع يبقى إبداعا والمبدع هو الأصل , وكل المبدعين شعرا وتمثيلا ورسما ومقالة , لم يتعلموا تلك المهن في الجامعات بل الجامعات هي التي أخذت إبداعاتهم وفرضتها على الطلاب , وأنتم يا كتاب الحوار المتمدن إبشروا , ستدرس مقالاتكم في الجامعات وقصصكم ستمثل في السينما ومعظمكم حياتهم تصلح لأفلام السينما والإخراج والإنتاج التلفزيوني , وسيكتب أساتذة الجامعات عنكم وعن إبداعاتكم آلاف المقالات ومئات الكتب وستوضعون في عشرات الموسوعات العلمية .

مهنتي هي كفاحي , وشرفي البطولي, وهي قصة نضالي , فأنا لم أتعلم لا في مدارس ولا في جامعات , ولربما تستغربون ذلك , وبعض الناس لا يصدقون ذلك ولكنني أقسم بلون عيون معشوقتي , عندها يصدقني من يعرفني , أما بخصوص عملي في الجامعة فقد كنت أعمل عاملا بسيطا , أنا فعلا لم أدخل مدارس إلا لمرحة إعدادية وهربت مرتين وأعادوني أهلي , ولكنني عدت وهربت من المدرسة وعمري تقريبا لا يتجاوز ال 16 الستطعشر سنة من عمري (ستة عشر عاما) وما زلت هذا اليوم مثل أول يوم هربت به , وما زلت مناضلا وحرا وكريم النفس والطباع .
هربت من المدارس لأنني لم أكن أنسجم مع المتطلبات والمواد المقررة , حتى الآن إذا طلب مني شخص أن أكتب موضوعا أو أن أقرأ كتابا فإنني على الفور أشعر بالملل وعدم الرغبة .
من مدح نفسه فهو كاذب, هي عبارة يرددها الناس , ولكني أستحق أن أمدح نفسي , ناضلت وكافحت وفرضت ُ نفسي على الساحة الأدبية والفكرية والشعرية وأصبحت شاعرا لا يشق له غبار , وفارسا لا يشق له رمح , وكاتبا لا يشق له مقال ولا كلمة ولا حرفا , ومهني لا يشق له متر أو فرجار أو منقلة .
ثم أن غالبية المبدعين لم تكن لهم علاقة علمية بتخصصهم , فإبراهيم ناجي كان طبيب عام , وعلي محمود طه كان مهندس معمارس , وكل المبدعين ليس لهم علاقة علمية بتخصصهم , حتى أن غالبية الأكاديميين لا يقدرون على الإبداع , عندهم قدرات عالية على كشف أخطاء المبدع ولكنهم بنفس الوقت لا يقدرون على كتابة بيت شعر واحد , والأكاديميون الأساتذة الكبار في مثلا الفنون الجميلة , تجد غالبيتهم غير قادرين على رسم لوحة فنية يرسمها عامل أو موهوب , إذا المسألة متعلقة بشروط الموهبة ودعم الموهبة ببعض الفنيات الأكاديمية , وأقول لكم وبصدق من أن إنتاجات غالبيتكم خلال الحمسين سنة القادمة ستدرس في الجامعات وسيكتب عنكم الطلاب رسالات جامعية وأبحاث أكاديمية لغايات الترقي العلمي.


ولم أنصب ماليا على بنات الخليج, أنا مهني ؟ وأين العيب في ذلك , أنا آكل من كسب يدي ولا أطعم لا زوجتي ولا أولادي ولا أمي مالاً مسروقا ولا مالاً حصلت عليه بغير وجه حق ,’ أنا مهني وسعيد جداً بحياتي .

كل يوم أنهض من نومي مبكرا وأذهب للعمال الذين يعملون معي , أشاركهم الشاي والقهوة والفطور والغداء وحين تعتلي الشمس على قمة رأسي أذهب للبيت فيلتقيني أطفالي أحضنهم ويحضنوني ويبتسمون في وجهي وأبتسم بوجوههم , وكقول الشاعر العربي :
أجلسُ هذا إلى جانبي

وأجلس ذاك على ركبتيا

أنسى كل متاعبي وكأني

لم ألق في اليوم شيّا.

وأعطي لكل واحد ضعف ما يطلب من المال ,فتعترض زوجتي وتسجل إعتراضا رسميا غير أنني في هذه النقطة أستخدم معها عقليتي الذكورية فأرفض إعتصامها في المطبخ وأمام صالة الضيوف وأمنعها من التظاهر أمام غرفة النوم , حتى أن أولادي الذين أدافع عنهم يقفون معها ويرفعون يافطات الإحتجاج مكتوب عليها عبارات موالية للنظام الأمومي فأبتسم لهذا النظام الذي أحلم به ,ويقولون لي (الحق عليك يا بابا لا زم ما تعطيناش زي ما بدنا إنت بتدللنا زياده عن اللزوم) فأبتسم وأقول بيني وبين نفسي :(محروقين الحرسي المشكله حصلت بسببهم ويقفون ضدي!!) .

أعطيهم مصروفهم اليومي من عرق جبيني ومن كسب يدي ومن الشمس أو من أشعة الشمس التي تضربُ وجهي في الظهيرة.
أنا مهني ولست مجرما فهذا لا يعيبني , لست رجلا محتالاً , أنا لا أستحي من مهنتي التي آكل منها الشهد العسل , أنا لا أخجل ُ من مهنتي , وأنام في ساعة الظهيرة وأصحو في العصر فآخذ حمام بارد ومن ثم أتوجه لمكتبي أقرأ ساعة أو ساعتين حول الموضوع الذي أريد كتابته , أين العيب ؟ حين أحمل شاكوكشي ومسطريني وخيطي وبلبلي وميزاني وأدواتي المهنيةومتري ومسطرتي وزاويتي القائمة , أقف على (اللفل) وآخذ إستقامات خطية يعترف بي المهندسون أنني أبرع معلم بناء(طوبرجي) وبعضهم يستفيد من خبرتي , أنا مهني ولست نصاباً ولا محتالاً ولم أطرد من أي موقع أدبي أو فلسفي أو سياسي لأسباب أخلاقية .

وسعيد جدا بحياتي وبمهنتي , وأتضايق من مهنتي لشيء واحد وهو أنني في فصل الصيف يصبح لون وجهي أسود من الشمس أو أسمر رغم أن بشرتي بيضاء , ولكن معليش في فصل الشتاء تعود المياه إلى مجاريها , فيعود لون وجهي أبيض أبيض أبيض .
انا لا أخجل ُ من مهنتي لأنني لا أسرق ولا أكذب ولا أقطع الطريق أنا أعيش من لحم أكتافي , ولا أعيش على أكتاف غيري ,أنا أعيش من تعبي ومن جهدي العضلي والنفسي, وهذا لا يعيبني .
إذا ً لماذا يعتقد بعض الناس من أن مهنتي تعيبني؟
لأنهم لا يملكون لا مهنة ولا شهادة ولا خبرة , بل يعيشون على النصب والإحتيال , وصدقوني أعيش يوم بيوم فكل الذي أحصل عليه من تعبي أنفقه في نفس اليوم دون أن أسأل عن اليوم التالي فعندي أن اليوم التالي عمل جديد ورزق جديد وشمس جديدة ونجوم جديدة.
ومرة دار نقاش بيني وبين رجل رفيع المستوى في الحكومة فقلت له :
-أنا أفضل منك من ناحية القيمة الإجتماعية , رغم أنه لا يوجد أحد أفضل من أحد , وقلت له ذلك بعد أن إستفزني وهو يسألني عن مهنتي .
فقال:
إنت في إيش أفضل مني ؟
فقلت له:
إنت الآن في رتبة كذا وكذا ومحضور عليك أن تدخل سينما أو منتدى ثقافي أو أن تنشر في جريدة أو أن تسافر , وأنت بحاجة إلى 15سنة حتى تتحرر من عبودية الدولة لك ,صح؟,أما أنا أنظر لي إنني حر أعيش حياتي كيفما أريد وصاحب المنزل الذي لا يعجبني لا أبن له بيتا وصاحب المصلحة الذي لا يعجبني لا يرغمني على قبوله أحد أنا سيد نفسي وطول عمري سيد نفسي و(أرفض السور والباب والحارس) وأرفض الوظيفة والعبودية , أعيش لفني وإبداعي أعيش ُ لأدبي وأخلاقي العالية , ورغم أنني جريء في الكتابة غير أنني أستحي من رفع عيني في عيون النساء والأطفال , متسامح مع الجميع , أحب الناس ويحبونني , أحترم الجميع والجميع يحترمونني لشهامتي ونبل أخلاقي , ومتى ما أريد أن أتوقف عن العمل أتوقف, وأحيانا أتوقف لشهر أو لشهرين وأحيانا فصل الشتاء بكامله لا أعمل به , فأنا مثل النمل أعمل في الصيف وأدخر للشتاء , حتى وإن كانت مدخراتي قليلة فإنني أستدين عليها من المحلات التجارية حتى أفتح لي عملا جديدا , أنا إنسان سيد نفسه , ولست تبعا لأحد ولا أطمع في الوظائف الحكومية, ولا أحلم بأن أكون أستاذا جامعيا , حتى كرسي الأستاذية لا يغريني , وقلت مرة لمدير شؤون العاملين ولمساعد رئيس إحدى الجامعات : أنا لا أريد أن أصبح أستاذا فهذا لا يستهويني أنا فقط أحلم ُ بعد 100 سنة أن يقال كان هنا رجلا مثقفا ً يعيش لفنه وإبداعه , لا أريد منصبا ولا جاها , فهذا يذهب ويبقى الإبداع الحقيقي , وذكرته بما قاله أحد الخلفاء العرب لزوجته وهي تلومه في إغداقه على الأدباء فقال لها : يا امرأة ما نعطيهم إياه ينفذ وما يعطونا إياه يبقى للأبد, لذلك أنا أبحث وأحلم بالكلمة وبالمقال وبالكتاب وبالقصيدة التي تعيش للأبد.

أنا مهني أحمل الحجارة على كتفي , ولا أحمل ُ أوزار الناس , أنا مهني أحمل ثياب عملي على جسمي , ولا أحمل ثياب العاهرات , أنا مواطن أردني شريف , أعيش بشرفي وهذا ظاهر من خلال مهنتي , فمهنتي شاقة فنياً وعضليا , فلا أحد يستطيع أن يقدر عليها بسهولة , الموضوع ليس سهلا وبحاجة إلى جهد ومثابرة , وهي مهنتي آكل وأشرب وأزرع منها بيتي بالمحبة , فأين العيب ؟
هل مهنتي عيب أخلاقي كبير ؟
وحين أتعب من العمل أحمل بعضي وأذهبُ إلى منزلي فليس لأحد سلطة عليّ, أنا حر إبن حر وكريم إبن كريم وشريف إبن ناس شرفاء , ولو لم أكن شريفا ومحترما ومهذبا لما عملت في هذه المهنة , بل لو كنت غير ذلك لأصبحت نصابا ومحتالا.

أين العيب ؟؟؟



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساواة الذكر مع الأنثى؟ أم مساواة الأنثى مع الذكر؟
- ديموغرافية السكان وإنعكاساتها على المرأة والرجل
- المساواة بين المرأة والرجل وشروط التأنيث الجديدة
- مراحل نمو الرجل المسلم
- حبيبتي قمة باردة
- فلسفة الموت واللذة والألم 2
- كيف يموت ُ العظماءْ!؟1
- الفتح الإسلامي1
- الفتح العربي للنساء2
- المرأة تفتح بيتا
- مكتشفات بالصدفة
- إحكي إنت ليش ساكته؟؟
- رسالة شكر إلى معالي الأستاذ الدكتور صبري إربيحات وزير الثقاف ...
- زيادة وزني
- إنتخابات رابطة الكتاب الأردنيين 2009-2011
- تفكيك الجسد
- جسد المرأة
- الإحتراف في الحوار المتمدن
- في بيتنا روسيه
- أنثوية العلم


المزيد.....




- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- خلل -كارثي- في بنك تجاري سمح للعملاء بسحب ملايين الدولارات ع ...
- الزعيم الكوري الشمالي يشرف على مناورات مدفعية بالتزامن مع زي ...
- الاحتلال يقتحم مناطق في نابلس والخليل وقلقيلية وبيت لحم
- مقتل 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة
- بالصور: زعيم كوريا الشمالية يشرف على مناورات -سلاح الإبادة- ...
- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - مهنتي