أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - لاتتنازعوا الشرعية فهي غائبة















المزيد.....

لاتتنازعوا الشرعية فهي غائبة


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 825 - 2004 / 5 / 5 - 07:54
المحور: القضية الكردية
    


غني عن القول ان ساحتنا السياسية الكردية السورية تعاني من عقم فكري وثقافي مزمن تستمر (عصيانها) رغم كل ما يحصل من حولنا وفي بلادنا وداخل دائرتنا القومية من تحولات وتطورات وانعطافات تستدعي شيئاً من المراجعة واعادة النظر في المنهج والموقف والممارسة والعامل الذاتي.
في مثل الاوضاع التي نجتازها كحركة قومية ومعارضة ديمقراطية كوجهين متكاملين لقضية واحدة، وفي ظروف يعيشها شعبنا بعد الاحداث الكردية منذ الثاني عشر من آذار المنصرم والتي جسدت انتقالا نحو مرحلة جديدة بما تحمل من مهام وواجبات وبما تنتظر من انجازات وخطوات نحو الامام، تتوجه الانظار عادة نحو الحركة السياسية التي من المفترض انها تعبر عن ارادة ومطامح الشعب كما تعهدت بذلك في ادبياتها وكما تزعم ليل نهار طليعيتها وتمثيلها لارادة الجماهير. ما يحصل حتى الآن بعكس ماهو مرجو ومأمول، " فالقيادات" المتزعمة لجماعاتها تخلفت حتى الآن عن رؤية الواقع كما هو وهناك تهرب واضح من تلمس اسباب ومضمون ونتائج ما حصل بدءً من الثاني عشر من آذار بل يظهر نوع من التجاهل والتجنب في خوض التفاصيل. فاذا كان اغلب المحللين والمتابعين يشخصون الموقف على شكل حدوث تحول نوعي عميق في الحركة القومية الكردية منذ تاريخ الثاني عشر من آذار، واعتباره منعطفاً نحو مرحلة جديدة بكل جوانبها وبالتالي وجوب ضبط التوازن بتفكيك بنية ومكونات العامل الذاتي كشرط اولي أساسي محوري لابد منه حتى يتسنى اضاءة السبل من جديد ووضع التصور السليم وبيان الاسباب والنتائج والمهام بموضوعية ومسؤولية وبالتالي صياغة البرنامج النضالي المتوافق مع متطلبات المرحلة الجديدة بما تحمل من آفاق مشجعة في مجال التوصل الى حلول سلمية مناسبة للمسألة القومية الكردية في سورية بالتوازي مع تعزيز نهوض الحركة الديقراطية في البلاد.
قد يكون السبب الجوهري المباشر في تقصير " قيادات الاحزاب " في انتهاج الطريق الصحيح هو الحفاظ على الوضع القائم وعدم الاستعداد في قبول التغيير لانها تعيش معادلة لاتناسب امزجتها السائدة وهي ان قراءة الاحداث بموضوعية وقبول حصول انعطافه جذرية ورؤية حقيقة الانتقال الى مرحلة جديده تساوي حتمية اعادة بناء العامل الذاتي شخوصاً وبرامج ومواقف وممارسات مع اجراء نقد ذاتي ومراجعة قاسية، وكما يبدو فإن استمرار ودوام هذه المعادلة دون حل سيؤديان الى الحاق الاذى بالنضال الكردي وسيدفعان باتجاه توسيع الهوة بين هذه "القيادات" وبين الشعب الكردي وحركته القومية ومزيد من الاقتراب نحو موقف السلطة بل احتمال الاندماج التدريجي مع الادارة الرسمية للازمة الكردية حسب استراتيجية وتكتيك النظام الشوفيني الاستبدادي والتي لاتخلو من السعي الحثيث لاختراق الحالة الكردية واستمالة بعض اتجاهات الحركة القومية الكردية وعزل الكرد عن حركة المعارضة الديمقراطية السورية حليفتهم الاساسية في الحاضر والمستقبل ناهيك عن المضي في تنفيذ مخطط الفتنة العنصرية والايقاع بين الكرد والعرب في بعض المناطق.
بعض مظاهر ومستجدات الايام الماضية يزيد من قلق الجماهير الكردية ويخلق حالة من التخوف المشروع على مستقبل حركتنا. فقد تناقلت الانباء – المتضاربة – عن لقاء كردي مع وزير الدفاع، ثم قيل أن الوزير شارك في –


قعدة – مع وفد من الجزيرة يضم رؤساء عشائر عربية واشخاص من الكرد، وقرأنا تصريحاً لايخلو من الالتباس من احد المشاركين الكرد في تلك – القعده – وعلى لسان وزير الدفاع حول اعادة حقوق المواطنه الى /30/ ألف كردي أو /100/ ألف. ان المضحك والمبكي في آن واحد في هذه المسألة هو اخفاء الحقيقة عن الجماهير ومحاولة خلق حالة من الترقب والانتظار واطلاق الوعود التخديرية نيابة عن اركان السلطة ( يحق لشعبنا أن يتفاخر بظهور ناطق كردي باسم وزير الدفاع ؟ رغم عدم تميزه بين اللواء والعماد )، وهذا الاسلوب يعيدنا اكثر من خمسة عشر قرن الى الوراء والى طريقة نقل الاقوال المأثوره من وعن فالناطق الكردي ينقل عن وزير الدفاع نقلاً عن رئيس الجمهورية أما موضوع مانقل فليس له علاقة بحقوق الشعب الكردي وقضيته العادلة ومستقبله في حين طرح كبشرى الى الكرد ومفاخره في التواجد في – قعدة – لم تتضح بعد هل كانت حول مواصفات الجمال أو آخر مبتكرات دور الازياء النسائية في العالم أو حول منافع الاعشاب التي تتضمنها مؤلفات العماد أول وزير الدفاع .
لم يمر وقت طويل ( مازلنا في حالة المضحك المبكي ) حتى تصدى ناطق آخر ولكن باسم الشعب الكردي هذه المره ليجرد الناطق الاول من أي تمثيل شرعي للحركة الكردية لان – القعدة – مع هذا المسؤول الكبير اقتصرت على جماعة معنية ولم تشمل الآخرين مع تطرقه الى اعتبار ان اعادة الجنسية الى اصحابها ليست نهاية المطاف وهذا طرح سليم ومقبول. ارى لزاما علي أن أؤكد هنا بأن الاخوة الذين اشرت اليهم تلميحا أو تصريحا أحتفظ لهم في مشاعري كل الود والاحترام على الصعيد الشخصي وآمل أن يعرف الجميع اننا في صدد تناول موضوع قومي ووطني عام من حق أي فرد في مجتمعنا أن يفصح عن آرائه ومواقفه كما يراها ومن واجبه احترام الرأي الآخر ايضاً ومناقشته بكل حرية. والهدف هو الوصول الى الحقيقة لمصلحة بلادنا وشعبنا وقضيتنا القومية والديمقراطية.
اما حكاية الشرعية وتمثيل الحركة الكردية فموضوع يثير الشجون ولا يفضي الى نتائج مفرحة " للقيادات "
فمن المعروف في تراث حركات التحرر القومي ان هناك نوعان من الشرعية قبل الوصول الى السلطة وهما الشرعية الثورية والشرعية السياسية وفي الحالتين لا تستمد شرعيتها من اغلبية اصوات الناخبين حسب اللعبة الديموقراطية المعروفة والمتبعة في اجواء الحريات العامة وسيادة القانون في مرحلة الاستقلال واستلام السلطة بل تكتسبها بنضالها وتضحياتها وبرامجها المعبرة عن ارادة الشعب وموقفها الذي يعكس طموحات ومصالح الاغلبية الساحقة من جماهير الشعب . وفي الحالة الكردية السورية فان " القيادات " المتنافسة على الوجاهة والشكليات والمتنازعة حول التمثيل والشرعية كمن يحرث في البحر لانها تتجادل حول امر مفقود لا وجود له وحبذا وبدلا من اضاعة الوقت سدى لو تنافست علىالمواقع النضالية ومبتكرات الوسائل الكفاحية وتقديم التحليلات حول واقع الحركة القومية الكردية والحركة الديموقراطية السورية والبديل الوطني وبرنامج الخلاص وممارسة النقد الذاتي واستنباط وسائل جديدة للعمل النضالي اليومي وتعريف مهام المرحلة الراهنة بعد المقاومة السلمية الجماهيرية الشجاعة والشعارات المناسبة للمستقبل , فهناك فرق شاسع بين ان تقوم بحل مشكلة افراد باتجاه تحسين اوضاعهم الخاصة او توظيفهم لدى السلطة وبين ان تناضل من اجل طرح ومعالجة القضية القومية لشعب باكمله فحذار من خلط الامور او تقديم التكتيك على الاستراتيجية وحذار من استثمار مسالة المحرومين من الجنسية الذين حولتهم السلطة الى رهائن ويحاول النظام الحصول على ثمن باهظ لتحريرهم وتوزيع – الفتافيت – على " قيادات "موالية بالرغم من ان اي تطور سيحصل مستقبلا لمسالة الجنسية يعود الفضل الاول والاخير فيه الى الهبة الجماهيرية والمقاومة الباسلة للفتنة ودماءشهدائنا الابرار وجرحانا ومعتقلينا كما ان تطورات واحداث الثاني عشر من اذار ستؤدي لا محالة الى طرح القضية القومية الكردية على بساط البحث بالحاح .
ان ما يثير القلق كما ذكرنا هو تجاهل ما حصل والقفز فوق الحقائق وعدم التعامل مع نتائج الهبة الشعبية وتضحيات الشهداء والجرحى والمعتقلين والمقاومة الجماهيرية السلمية والقصور في فهمها وتطويرها واستثمارها لمصلحة الحركة السياسية بل والاسراع في محاولة تجاوز تلك الحقائق والحيلولة لنسيانها وازالتها من التاريخ الكردي، والاصرار على المضي في الخطاب السابق للاحداث والتشبث بالممارسات القديمة. فبعد التورط في الادارة الامنية يجري الانتقال الى نوع من الادارة العسكرية للقضية الكردية وقبولها وإلا ماذا يعني اللقاء مع وزير الدفاع؟ هل تحولت القضية الكردية في سورية الى قضية عسكرية؟ وهل هي رسالة للكرد على أن السلطة لهم بالمرصاد ليس امنيا عبر الاعتقالات والقتل والمحاكمات الجنائية بل عبر الحلول العسكرية ايضاً اذا اقتضت الحاجه.
من جهة اخرى من المأمول أن تستند الصراعات الداخلية الى اسس واسباب فكرية وسياسية واضحة ووجيهه وان لاتبقى كما كانت حول القشور وصغائر الامور، فماذا يعني للشعب الكردي وحركته القومية اذا ذهب فلان من الناس أو فلان آخر من الناس ليشارك في – قعدات – امنية أو عسكرية ؟ ان ما يعني الشعب هو قضيته القومية ومطالبه واهدافه وما يهمه اكثر هو نوعية البرنامج السياسي المطروح ومدى قدرة " القيادات" السياسية في وعي متطلبات المرحلة وادارة الامور حسب منهجيه قومية ديمقراطية وطنية سلمية ومصارحتها للجماهير بشفافية وبعيداً عن المناورات والمنافع الحزبية الضيقة التي تسيطر حتى الآن على عقول وقلوب " القيادات" .




#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل التضامن مع المناضل اكثم نعيسة
- الموقف الرسمي من الاحداث الكردية من ارتباك الخطاب الى توسيع ...
- دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج ...
- دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج ...
- دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج ...
- دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج ...
- دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج ...
- دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج ...
- دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج ...
- عودة الى شركائنا العرب السوريين معاً على درب الخلاص والتغيير ...
- تحية النوروز الى مريم نجمه واخوانها
- لقاء حول الاحداث الكردية السورية
- النص الكامل للمقابلة التي اجرتها – وكالة يونايتد بريس انترنا ...
- في سبيل تعزيز المقاومة الكردية السلمية ضمن برنامج التغيير ال ...
- ماذا تعني احداث قامشلو ومحيطها هل هي الشرارة الاولى لعملية ا ...
- قراءة سياسية - قانون ادارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالي ...
- الشوفينية أو آيديولوجيا انظمة الاستبداد
- مساهمة في معالجة ازمة الحركة القومية الكردية في سورية
- الفدرالية المنشودة كردستانية وليست -عرقية-
- الكورد والعرب وكارثة اربيل نحو فهم جديد لعلاقات الصداقة


المزيد.....




- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - لاتتنازعوا الشرعية فهي غائبة