أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - إيران.. الثورة تريد خبزاً















المزيد.....

إيران.. الثورة تريد خبزاً


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 2703 - 2009 / 7 / 10 - 10:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-1-

عندما فاز الرئيس احمدي نجاد في انتخابات الرئاسة الأولى عام 2005 ، كان أهم هدف عاهد الناخبين على تحقيقه ليس التقدم بالملف النووي الإيراني إلى الأمام، وليس إرسال المزيد من الإرهابيين إلى العراق، وليست زيادة مخصصات بعض الأحزاب والمليشيات العراقية المُعيقة لعملية بناء العراق الجديد، وليست المزيد من العداء للغرب، ولكن كان الهدف الأهم لكي يحققه نجاد بعد انتخابه، هو تحسين الوضع الاقتصادي الإيراني المتدهور، في بلد غني بالثروة النفطية، وبثروات طبيعية أخرى.

ومضت أربع سنوات من ولاية نجاد الرئاسية، فوجدنا أن إيران تتراجع إلى الخلف اقتصادياً، ووجدنا أن الفقراء يزدادون فقراً، والأغنياء يزدادون غنىً. ووجدنا أن معدل البطالة يرتفع. وأن الإيرانيين أصبحوا يتعاطون حشيشة الكيف وغيرها من المخدرات أكثر من الماضي، بل وحسب تقرير للأمم المتحدة، أصبحت إيران المستهلكة الأولى للمخدرات. هذا مع العلم أن الدخل القومي الإيراني قد ازداد زيادة كبيرة خلال الأعوام الأربعة الماضية نتيجة لارتفاع أسعار البترول والغاز. ولكن هذه الزيادة الكبيرة في الدخل القومي الإيراني، ذهبت منحاً وهبات، وثمن أسلحة لـ "حزب الله" الذي يقال أنه يكلِّف إيران سنوياً أكثر من نصف مليار دولار، إضافة إلى حركة "حماس" التي تكلِّف إيران سنوياً حوالي نصف مليار آخر، إضافة إلى ما تصرفه إيران على الإخوان المسلمين في مصر والعالم العربي. وما تصرفه إيران على عناصر الإرهاب المختلفة في العراق، والآن في اليمن كذلك، وتمنح الأحزاب الدينية المتطرفة هبات وعطايا مالية كبيرة. ولا ننسى أن إيران تدفع سنوياً للخزينة السورية، ثمن الحلف الاستراتيجي بينهما، وهو مبلغ يتعدى الثلاثة مليارات دولار.

-2-

إن الشعب الإيراني والمعارضة الإيرانية خاصة، تعلم كل هذه الأرقام علم اليقين. وهي تُعبِّر عن معارضتها ورفضها لأغراض صرف هذه الأموال الطائلة، التي عملت على إساءة سمعة إيران في العالم العربي والإسلامي، وكذلك في الغرب، وصنَّفت إيران ذات يوم، بأنها واحد من أضلاع "مثلث الشر"، ويمثل الضلعين الآخرين سوريا المتحالفة استراتيجياً مع إيران، والضلع الثالث كوريا الشمالية، التي وصلت الآن على حافة الهاوية مع الغرب ككل، من جراء تجاربها النووية المستمرة وإطلاقها للصواريخ الخطيرة.

فهل يستطيع الشعب الإيراني وخاصة المعارضة، تغيير السياسة الإيرانية الداخلية والخارجية، بعد نجاح أحمدي نجاد بـأربع وعشرين مليون صوت، وموافقة المرشد العام علي خامنئي ورضاه عن هذه النتيجة، وتهديده للمعارضة والمظاهرات التي احتجت على هذه النتيجة، واتهام الانتخابات بالتزوير؟

لقد بنت الثورة الخمينية خلال الثلاثين سنة الماضية من أجل حماية نفسها جيشاً قوياً، وحرساً ثورياً شديد البأس، وأجهزة مخابرات مختلفة، وإعلاماً نافذاً، ونظام تعليمي مؤدلج أدلجةً خمينيّة وليست إسلامية. وأصبح موقع السلطة في إيران الآن أقوى مما كان عليه في عصر الشاهنشاهية، الذي ثارت عليه الخمينية، وأصبح الشعب الإيراني في سجن كبير نتيجة ملاحقة الإصلاحيين، وإخفاء وجودهم وصوتهم، وهو ما دفع معظم زعماء العالم الغربي اليوم إلى المناداة بإعطاء المعارضة حقها في التظاهر، والمطالبة بحقوق المُهمَّشين.

ومن هنا يبدو حظ نجاح الثورة الشعبية الخضراء الآن في إيران قليلاً، سيما وأن نصف مليون رجل دين في إيران الآن، يفضلون الصمت على الانحياز إلى جانب السلطة، أو جانب المعارضة. وقد نقلت لنا الأخبار أن وكالة أنباء "بورنا" الإيرانية، التابعة للمنظمة الوطنية للشبيبة، انتقدت عدداً من كبار رجال الدين، لعدم تهنئتهم الرئيس أحمدي نجاد على فوزه بولاية ثانية في الانتخابات. وقالت الوكالة بحسب ما نقلت عنها صحيفة "سرماية": "ماذا يعني هذا الصمت؟ هل أن مشاركة 85% من الناخبين في الانتخابات هو حدث صغير (لم يكن كافياً) لدفع هؤلاء السادة إلى الكلام للترحيب بهذا الإقبال؟"

فخلافاً للانتخابات السابقة، لم يهنئ عدد من كبار رجال الدين الرئيس احمدي نجاد على الفوز الذي حققه بالأمس.

-3-

هل هي ثورة الخبز في إيران؟

والخبز الذي نعنيه اليوم هو الحرية، التي يتمتع بها باقي عباد الله في الغرب من هذه الكرة الأرضية.

وهل هناك من جديد يحصل في إيران في هذه الأيام؟

إن ما يحصل في إيران اليوم، لا يشبه التمرد الذي حصل في صيف 1999، حين قاتل آلاف الطلاب ضد قوات الأمن. ففي ذلك الوقت كان الطلاب وحدهم في الساحات العامة الإيرانية، يتظاهرون، ويهتفون ضد الديكتاتورية الدينية الإيرانية، التي مضى على حكمها لإيران في ذلك الوقت عقدان من الزمن، ويطالبون بالإصلاح. وقد كانت صعوبات الحياة في ذلك الوقت، أسوأ مما كانت عليه قبل ثورة الخميني 1979. واليوم تزداد هذه الصعوبات حيث تشير الأرقام الرسمية، أن هناك أربعة ملايين عاطل عن العمل. ولأن إيران بحاجة إلى مليون فرصة عمل جديدة سنوياً، في حين إن ما يتحقق هو من 400 إلى 500 ألف فرصة فقط. وتبلغ البطالة من 20 % - 27% في أوساط الخريجين. وهناك تسعة ملايين عازب وعزباء، بينهم 5.5 ملايين من العازبات. ويعيش ثلاثة ملايين من سكان طهران في ضواحيها حياة بائسة (صحيفة "ميهن"، عدد 96، 2006). وهذا بسبب المبالغ الضخمة من ميزانية الدولة التي تُصرف على "حزب الله" وتسليحه، وعلى "حماس" وممانعتها، لكي تبقى كالشوكة في حلق السلام العربي – الإسرائيلي، وعلى عصابات الإرهاب في العراق، وعلى بعض السياسيين العراقيين وأحزابهم الدينية، وميليشياتهم.

وربما أسقطت السلطة المنافس الأكبر لنجاد، وهو مير موسوي، الذي يؤيد المبادرات الفردية والسوق الحرة، وينوي استخدام عائدات النفط من أجل تشجيع الاستثمار والقضاء على البطالة ودعم برامج التطوير. وهذا ما تعهد به نجاد في انتخابات 2005 ولم ينفذه، وأعاد التعهد به خلال انتخابات رئاسته الثانية.

أما اليوم، فالشعب هو الذي يقود الانتفاضة ويستعين بالطلاب. وهذه هي المرة الأولى التي يقف فيها أناس كانوا من لحم القيادة كتفاً بكتف مع المنتفضين (هاشمي رفسنجاني مثالاً) وقد وجد هؤلاء في الانتخابات الرئاسية، الفرصة المناسبة لكي يفجِّروا هذا الغضب وهذا الألم الذي نراه الآن على وجوه الإيرانيين داخل إيران، وفي عواصم العالم الغربي، حيث يوجد أكثر من خمسة ملايين إيراني في الشتات هرباً من الضنك الخميني، وقبله من الضنك الشاهنشاهي.

-4-

هل هناك ديمقراطية حقيقية في إيران؟

إيران كباقي دول العالم الإسلامي الآخر، لا ديمقراطية حقيقية فيها، وربما كان ذلك أحد المطالب التي يطالب بها المتظاهرون في إيران اليوم، إلى جانب مطالبتهم بالإصلاح الاقتصادي وضمان الحريات العامة.

فعل سبيل المثال هناك أكثر من 700 شخصية تقدموا بترشيحهم للرئاسة، ولكن أربعة فقط أقرَّ ترشيحهم "مجلس المراقبين"، الذي يحق له رفض الترشيح دون إبداء الأسباب. وحُرمت النساء من هذا الحق على الإطلاق. وهؤلاء الأربعة المتنافسون هم من أهل النظام الإيراني القائم، وليس من خارجه، أو من الناقمين عليه. وهو ما جرى في الانتخابات الرئاسية السابقة كذلك. ولولا هدف ذر الرماد في العيون الغربية والليبرالية في العالم الإسلامي والعربي – كما يقال – لتم تعيين رئيس الجمهورية تعييناً، وليس انتخاباً ناقصاً، كما يجري الآن. ولِمَ لا، فالزعيم المرشد لا يُنتخبُ بل يُعيَّن، وقائد الحرس الثوري لا يُنتخبُ بل يُعيَّن، و"مجلس المراقبين " لا يُنتخبُ بل يُعيَّن، و"مجلس الخبراء" كذلك. ورؤساء هذه المؤسسات هم من عظام رقبة النظام ومن حُماته.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي أمام تحديات السلام
- لماذا رحَّبت وفرحت إسرائيل بنجاح نجاد ؟
- هل أصبحت أمريكا الدولة الإسلامية الخامسة والأربعين؟
- ما حال الإسلام لو لم تظهر السلفية الجهادية؟
- فلسطين بين فكي الأصولية الإسلامية واليهودية
- هؤلاء القراصنة: نظرة مغايرة
- قمة العشرين.. هل هي نظام عالمي جديد؟
- تركيا: نافذة أوباما على العالم الإسلامي
- التحالف الإيراني – الإسرائيلي الخفي
- قطوف الديمقراطية العراقية الدانية
- الدولة العربية الحديثة وحاجتها الماسة إلى الدين
- العراق: من ديكتاتورية البعث إلى ديكتاتورية الطوائف
- أزمة التيار الديني في التركيز على القشور وإهمال اللُبَاب
- من هو المثقف الليبرالي وما هي مهمته؟
- العراق بين الإحلال الأمريكي والاحتلال الإيراني
- سيطرة ثقافة الحرب والخوف من السلام
- اضاءات فكرية لدواخل الخطاب السياسي الديني
- ما هي أسباب بروز -الإسلام السياسي- بهذه القوة؟
- الانتخابات العراقية.. درس آخر في التطبيق الديمقراطي
- ذهب بوش.. فهل ستقلُّ كراهيتنا لأمريكا؟


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - إيران.. الثورة تريد خبزاً