أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الهلالي - وفاة الولايات المتحدة














المزيد.....

وفاة الولايات المتحدة


عدنان الهلالي

الحوار المتمدن-العدد: 2703 - 2009 / 7 / 10 - 08:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الثابت حضاريا وتاريخيا ان عمر أي دولة او امبراطورية في العالم كعمر الانسان على سبيل القياس مع اختلاف الفارق ، أي دولة تمر في بداية تكوينها بدور فتي ثم يتبعه فاصل من الشباب والنمو والحيوية والنضج ايدلوجيا، وثقافيا واقتصاديا يؤهلها من تصدير مشروعها الى الخارج ثم تعقبها فترة من الكهولة فشيخوخة وهرم سياسي تصبح في حالة من الانكماش والتراجع العسكري للحفاظ على كيانها الداخلي كاقل تقدير واضعف ايمان، أي تتحول في بنيتها كمؤسسات من حالة الانتاج وامتلاك الكونترول العالمي لضبط توازن القوى وفرض الايقاع السياسي وبالتالي الحضور خارجيا على مختلف المستويات الى موضع استيراد الحلول المناسبة والناجعة، من حالة النموذج الذي يحتذى به كدولة مثالية الى دولة قد تكون عادية، ومن ثم بالتفكك والانقسام الى امصار ودويلات متناحرة فيما بينها ومن الامثلة الكثير ما يثبت ذلك بدءا من الدولة الاموية ومرورا بالخلافة العباسية في بغداد وانتهاءا بالاتحاد السوفيتي وانهيار النظام الشيوعي مؤخرا..
ثمة من يقول متفائلا: علينا ان نبدا الاحتفال ببوادر انهيار الولايات المتحدة الامريكية كنظام عالمي انطلاقا من بعض القناعات و الارقام الاقتصادية التي تؤكد ما يذهب اليه وان ما حدث لامريكا في سنة 1929 من ازمة اقتصادية مماثلة استطاعت ان تنجو منها بسلام وامان الى الضفة الاخرى وفقا لمعطيات تلك المرحلة الزمنية انذاك وكان بمثابة صعقة وحافز معنوي للنهوض والانطلاق من جديد بمشروع افضل من السابق بناءا على ما حدث لاحقا من صعود النجم الامريكي في الافق من دون أي منافس مستفيدا من الظروف التي حدثت بعد الحرب العالمية الثانية التي افرزت المناخ المثالي لهذا التقدم فلكل حصان كبوة كما يقول المثل.
الامر قد يكون مختلف بعض الشئ بالنسبة لهذه الازمة الاقتصادية في الولايات المتحدة اذا ما عرفنا ان معظم البنوك الامريكية الان تعمل بروؤس اموال صينية ويابانية واوروبية وهذا ما اكده كبار الخبراء الاقتصادين في امريكا اضافة الى ان السلع والخدمات الامريكية لم تلق اقبالا كبيرا في امريكا نفسها لا في الدول المصدرة لها مما اضطر بعض الشركات الى رفع بعض الشعارات ((اشتري البضائع الامريكية)) تضامنا مع الصناعة الوطنية، في حين يتزايد ضغط بعض الولايات بالتهديد بالانفصال نتيجة للضغط الاقتصادي التي تواجهه من جراء ما
حدث كولاية فلوريدا وهي اغنى الولايات التي تقدمت بطلب رسمي من اجل ذلك، على جانب اخر يبدو ان النمور الاسيوية لا تريد التفريط بالفرصة الذهبية من اجل ادراك اصول اللعبة العالمية وامتلاك بعض المفاتيح المهمة لهذا العمل، فتبدوا مستعدة لخوض المارثون بقوة وحنكة صناعية من اجل محاولة جادة وحقيقة لمغادرة الهامش السياسي وفرض كلمتها بطريقة او باخرى فاصبحت منافس حقيقي وجزء من المعادلة الاقتصادية في العالم كالباكستان والهند التي بدات مؤخرا بصناعة سيارات محلية وباسعار زهيدة جدا لا يتجاوز سعر السيارة الجديدة (2000) دولار فقط مقارنة بالسيارات الامريكية اضافة الى الالات المنزلية اليابانية والكورية والصينية التي غزت اغلب الدول المجاورة والبعيدة فاصبحت في كل بيت تقريبا.
لكن بالمقابل يرى بعض المراقبون للاحداث الدولية عكس ذلك تماما بالنظر للناتج القومي الامريكي الذي وصل في اخر احصائية في سنة 2008الى 14 تريليون دولار امريكي بمعنى ان الدول تقاس بناتجها القومي وهذا مؤشر جيد على حيوية الاقتصاد الامريكي وفاعليته،وان الامر لم يعد نذير شؤم واحتضار يسبق الموت الاكيد وبداية لانهيار النظام الراسمالي التي تقوده الولايات المتحدةعالميا.
وان ما يحصل لم يكن ازمة تراجع وتقهقر الى الخلف على كل المستويات بقدر ما هو مشكلة سبق و تقدم تكنولوجي وتقني فللتقدم اثاره السلبية ايضا كما للتراجع اثاره السلبية على حد سواء.
في كلام للمفكر الامريكي الشهير صاموئيل هنتنغتون صاحب كتاب صدام الحضارات (clash of civilization) قبل وفاته بعدة اشهر حاول ان يلمح بطريقة غير مباشرة بان امريكا انتهت او بدات بطريق النهاية وان القطار الامريكي بدا العد التنازلي للوصول الى محطته الاخيرة، فهل سيكون كلام صاحب التنبؤات بصدام الحضارات صحيحا،بمعنى هل يتحول النظام السياسي العالمي من هيمنة القطب الواحد الى اقطاب سياسية متعددة؟؟
و هل سنشهد تحول امريكا من دولة عظمى قادت العالم لفترة من الزمن الى مجرد دولة عادية نتيجة لموت ديمقراطي؟ انطلاقا من تغير نبرة الخطاب الامريكي من القول الى الاستماع هذا ما صرح به الرئيس اوباما في زيارته الأخيرة للاتحاد الأوروبي و تركيا حيث تحدث عن علاقة الولايات المتحدة بالاسلام،المستقبل وحده سيحمل لنا الاجوبة ولكل حادث حديث.



#عدنان_الهلالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الهلالي - وفاة الولايات المتحدة