أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد نبيل الشيمي - دعاة ... ولكن !














المزيد.....

دعاة ... ولكن !


محمد نبيل الشيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2702 - 2009 / 7 / 9 - 08:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مع التسليم بسلامة نية ونيل مقصد كثير من الدعاة ورؤيتهم المستنيرة لأحوال المجتمع والتي تنطلق من رغبة صادقة للإصلاح والتنوير فإن نفر منهم ما زالوا مصرين بل يكرسون جهدهم لتهميش وعي المواطنين عمداً أو جهلاً من خلال طرح مواقف وأحداث تتنافى وتتباين مع الأهداف النبيلة للدين الإسلامي الذي يدعو إلى التبصر والتعقل والتفكر والتدبر فضلاً عن إقراره بحقوق الإنسان وتحريره من الاسترقاق والارتهان والعبودية ونشر قيم العدل والمساواة ... ولكن ما يحدث من بعض الدعاة يثير العجب ... فمنهم الذين لا هم لهم سوى تبرير ظلم الحكام والتأكيد على عدم جواز الخروج عليهم حتى لو استفاضوا في غيبهم وطغيانهم ومبعث هذا المصلحة الشخصية لهم ورغبتهم في تحقيق مكاسب دنيوية ولو كان ذلك على حساب تعاليم الدين ... نفر آخر من الدعاة صموا آذانهم على ما يحدث في العالم من تطورات علمية غير مسبوقة واستمروا في الحديث عن معجزات آلهية لا شك فيها كمعجزة سلامة النبي إبراهيم من الحرق بعد قذفه في النيران
... وهناك منهم من يصر حتى الآن على أن الذبابة تحمل في أحد جناحيها داء والآخر شفاء وذاك الذي يتحدث عن حل لتواجد امرأة ورجل غريبين من خلال إرضاع المرأة الرجل خمس رضعات مشبعات .. وذلك الذي يتحدث عنه فضائل بول النبي ...واخرون يصرون علي ان المسلم عليه ان يدخل الحمام بقدمه اليسري فهل هذا خطاب ديني يرضي الله ورسوله ويتقبله عقل سوي ... نعم هناك معجزات إلهية لا يمكن ولا يجوز انكارها أو التشكيك فيها باعتبارها عملاً وقدرة إلهية من صنع الخالق العظيم دون غيره من خلقه من إنس أو جان ومثال ذلك المعجزة العقلية المعنوية الخالدة (القرآن الكريم) أو المعجزة الفعلية كغلق البحر لموسى عليه السلام أو مرئية كعصى موسى التي انقلبت ثعباناً ابتلع حيات سحرة فرعون ولكن أحوال المجتمعات تستدعي من الدعاة إدراك أن هناك مشكلات تعاني المجتمعات منها كالجرائم الأخلاقية والجرائم الاقتصادية التي تفت مع عضد المجتمع وأدت إلى العنف والاحتقان ـ وأخص جرائم الرشوة والفساد والمحسوبية ... ومشكلات البطالة والفقر والمرض وهي مشكلات يتعين مكافحتها بل وتحريمها فضلاً عن أهمية معارضهم الاستبداد والطغيان السلطوي وتزوير الانتخابات لا نطالب بأن يقف الخطباء في مواجهة مع السلطة ولكن نطالبهم بدور تنويري للمواطنين والدفاع عن حقوقهم في المجتمع والتنديد بمن يرفعون الأسعار بغير سبب اقتصادي ومن يستولون على الوظائف دون وجه حق أو من يورثون أبنائهم وظائفهم وهم غير مؤهلين لذلك ثم أن من الدعاه من يفتي بغير علم أو يمنح فتاويه لأغراض دنيوية يحرفون العلم ويأولون الأحكام على غير مقاصدها تقرباً للحكام للفوز بعلاوة مالية أو وظيفة .. أو الحصول على ميزات لا يستحقونها . .
وأعود لأسأل كيف لي ولغيري أن يستمع لداعية لم تصل إلى أسماعه بعد الاختراعات والتقدم الذي يشهده العلم .. وهو ما زال يرى ضرورة أن يغسل الماعون الذي ولع فيه الكلب سبع مرات مرة منها بالتراب الوقت الذي وقر العلم لهذه الحالات العقاقير والمضادات القاتلة للجراثيم والتي تغني عن التراب .
لقد كان من أهم أسباب انحطاط العرب وقوفهم عند ظاهر آيات القرآن الكريم مع أن المسلمين في عهد بعض الخلفاء العباسيين وخلفاء الأندلس كانوا مدركين بحق لأهمية تعديل تعاليم الإسلام وفق ما تقتضيه احتياجات الأمم التي رضيت بها وكان عدم القدرة على تعديل الأوضاع السياسية والتي كانت تقضي بأن تكون الدولة بكل مؤسساتها _دينية / مدنية / عسكرية) في قبضة ولي أمر واحد سبباً في تداعي أركانها .. فقد كان الحاكم لا يستمع فقط إلا لمن يطاوعه قولاً وفعلاً ويزين له تصرفاته من خلال بعض الأدلة القرآنية التي اختلف سياق نزولها مع اختلاف الزمان والمكان ..
إن ابتعاد الدعاه عن أصل الدين كان أحد مكونات حالة التخلف التي يعيشها المسلمون حيث حصرت الدعوة بعيداً عن استخدام العقل مع الاستمرار في الاعتقاد في الضلالات والبدع وفي هذا الصدد كان الإمام المجدد الشيخ /محمد عبده يرى أن من أهم أسباب تخلف المسلمون لا تعود فقط إلى الابتعاد عن الدين بل إلى الجمود في فهم تعاليمه واستمرار بعض الفقهاء في الاعتقاد ان مجرد التفكير في اعادة قراءة بعض الاحكام التي كانت صالحة في وقت سابق بمثابة خروج عن المله .
الإسلام لم ينتشر بذكر المعجزات والخوارق بل انتشر لأنه دين الفطرة دين يقر بحقوق الإنسان حتى لأبناء الملل والنحل الأخرى دين يحترم الآخر ويشدد على العدل والقسط ولفظ الجور والظلم وينكر الاستبداد واستعباد الإنسان لأخيه دين يحض على اتخاذ العلم والمعرفة سبيلاً للتقدم دين جعل معجزة الله الكبرى والأزلية فيما يمنحه لعبادة من القدرة على التفكير .. ولم يطالب أحداً فقط بأن يطنطن ويزيد ويقيد في الحديث عن معجزات حدثت وتوافقت أحداثها مع السياق الزماني والمكاني ... وآن الأوان أن لا نتخذها دليلاً على قدرة الله ... وسبحانه لا يحتاج لمن يدل على قدرته ولكن في حاجة إلى من يدع إلى عدله ورحمته بخلفه.
أن هناك حاجة لقراءة الخطاب الديني قراءة تحافظ على الثوابت وتساير الزمن .




#محمد_نبيل_الشيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة العوام و رياح التغيير
- ابن المقفع شهيد الرأي
- فيلسوف العقل ابن رشد المفتري عليه
- ثقافة العوام تحليل وتعقيب
- التجارة الالكترونية مفاهيمها وآلياتها
- دراسة حول أهم الاتفاقيات التجارية بين مصر والعالم الخارجى
- جون لوك العاشق للحرية
- الفكر الاقتصادي لدى القرامطة
- الماسونية والصهيونية علاقة متجذرة
- الاتصالات التسويقية .. المفهوم والاهمية
- النقل بين الدول العربية ودوره في تنمية التجارة العربية البين ...
- طبيعي أن نختلف .. ولكن !!!ً
- تصميم برنامج لتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة
- تخفيض قيمة العملة الوطنية متي يكون مطلوباً ؟
- انماط المشاركة السياسية وأهميتها
- الإطار التاريخي للمشاركة السياسية
- محددات المشاركة السياسية
- صندوق النقد الدولي وهل ما زال دوره مستمراً ؟
- نظام B.O.T وأهميته الاقتصادية
- توماس مور ضحية اشتراكيته ومثاليته


المزيد.....




- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد نبيل الشيمي - دعاة ... ولكن !