أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي سالم - قصيدة العويل للشاعر ألن جينسبيرغ















المزيد.....

قصيدة العويل للشاعر ألن جينسبيرغ


علي سالم

الحوار المتمدن-العدد: 2701 - 2009 / 7 / 8 - 09:55
المحور: الادب والفن
    


العويل لالن جنسبيرغ
ترجمة علي سالم
عن الانجليزية
ألن جنسبيرغ
ALLEN GINSBERG ” THE HOWL”
أسمة الكامل أروين ألين جينسبيرج مواليد 3 يونيو 1926 -- 5 أبريل 1997) شاعر أميركي مشهور بقصيدتة "العويل" (1956) ، التي يحتفي بها بأصدقائه الذين كانوا اعضاء في مايسمى بجيل Beat Generation وهم مجموعة من الكتاب والفنانين الأمريكيين الذين ذاع صيتهم ابان عقد الخمسينات وهم جيل متمرد متأثر بالديانات والفلسفات الشرقية ويعرف عنهم أستخدامهم لأشكال التعبير غير التقليدية ورفضهم القيم الاجتماعية التقليدية، ومهاجمة القوى المدمرة للراسماية.
تبدو قصيدة العويل قصيدة مترامية الأطراف وغير منتظمة. لكنها ليست كذلك في واقع الأمر . انها تتألف من ثلاثة أقسام. وكل قسم من هذه الأقسام عبارة عن لازمة طويلة متكررة عن موضوع واحد. ويمكن النظر الى القصيدة باعتبارها ثلاث جمل هائلة الطول .والقسم الأول هو أطولها جميعاً.

في السطر الأول من القسم الأول ، يقول لنا الشاعر أنة كان شاهداً على تدمير "أفضل الأدمغة" من ابناء جيله. وما تبقى من هذا القسم ليس الا وصفا مفصلا لهؤلاء الناس - على وجه التحديد ، من هم هولاء الناس وماذا فعلوا. انه لا يقول لنا بوضوح في بداية القسم الأول ماالذي دمرهم، على الرغم من ايرادة للكثير من التلميحات. معظم الأبيات تبدأ بكلمة "الذين" ، يليهاالفعل. هولاءالناس ، أفضل العقول ليسوا هم الأطباء بالتأكيد، ولاالمحامين ، ولاالعلماء. انهم تلك الشريحة من الناس الذين لم تجد فيهم الطبقة المتوسطة في أمريكا الخمسينات أفضل العقول .وهذة هي وجهة نظر جينسبيرج بالذات. أذن حسب رأي الشاعر أفضل العقول هم المعارضين السياسيين ، والمدمنين ، والمشردين ،ومن يجوب العالم بحثاً عن الذات ، والموسيقيين ، وتاركي المدارس والجامعات وبالتأكيد الشعراء .

في القسم الثاني من القصيدة يحاول الشاعر توجية اصبع الاتهام لمن قام بتدمير أفضل العقول في جيله. أنة: مولوخ. الألةالعبري المذكور في الكتاب المقدس ، مولوخ الإله الوثني الذي كانوا يقدمون لة الأطفال كضحايا يتم وضعها في النار. وبعبارة أخرى ، يستعير جنسبيرغ مولوخ كرمز حديث للاشارة الى الحرب ، والحكومة ، والرأسمالية ، والثقافة السائدة ، والتي يمكن تلخيصها بكلمة واحدة ، أنها الماكنة ، ومولوخ هذا هو الماكنة التي تقتل الشباب والحب.

يتصدى القسم الثالث لكارل سولومون ، الصديق الحميم لجينسبيرج والذي كان نزيلاً في معهد الطب النفسي المشيخي في كولومبيا . ويشير الشاعر إلى هذا المستشفى الخاص بالأمراض النفسية بأسم "روكلاند". وهو يعبر عن تظامنة مع صديقة بترديد عبارة "أنا معك في روكلاند" أكثر من مرة.

القصيدة مكرسة لكارل سولومون ، دادائي حي برونكس الفطري ،كما يسمية الشاعر ، وهو رجل أصبح صديقاً لغينسبيرغ خلال فترة الثمان شهور التي قضاها الأخير في مصح كولومبيا بريسبيتريان سايكاتريك من 1949 الى 1950 . لم يشأ غينسبيرغ للقصيدة أن تحقق نجاحها كقصيدة عادية ، لذا حشدها بمرجعيات شخصية لايعرفها الأ أصدقائة والمقربون منة . القصيدة مفعمة بالاشارات لشخصيات عرفها الشاعر عن كثب ، ولاماكن وبارات ومطاعم ومحطات مترو معروفة ، وتتطلب ترجمتها الكثير من الجهد لشرح الكثير من هذة الاشارات التي قد تتطلب عشرات الصفحات . القصيدة تتحدث بصراحة عن التشرد والشذوذ والجنون والتمرد على المؤسسة ، بحيث تصبح مهمة نقل بعض أجواءها صعبة للغاية بالنسبة للمترجم حيث تختلف تفاصيل التمرد بين الثقافتين العربية والغربية أحياناً أختلافاً صادماً . المهم أرجو أن أكون قد وفقت في نقل شيء من أجواء القصيدة .
أقدم هنا جزء من القصيدة يشمل القسم الأول وشيء من القسم الثاني .


العويل
شاهدت أفضل عقول أبناء جيلي يدمرها
الجنون والجوع والهستيريا والعري ،
يجرجرون أقدامهم في شارع الزنوج عند الفجر ،
بحثاً عن مخدر غاضب ،
هيبيون برؤوس ملائكية يتحرقون لذلك الارتباط السماوي العتيق
بتلك القوة المزينة بالنجوم في ماكنة الليل
الذين بفقرهم وأسمالهم وعيونهم الخاوية ونشوتهم يدخنون
في الظلام الخارق للطبيعة للشقق الفقيرة ويحلقون فوق قمم المدن
ويفكرون بالجاز ،
الذين تعرت عقولهم للسماء تحت قنطرة الجسر وشاهدوا الملائك المحمدية
تترنح في انوارها فوق سطوح الشقق ،
الذين عبروا الجامعات بعيون مضيئة واثقة
تسكنهم هلاوس آركنساس وتراجيديا بليك المنيرة
وسط منظري الحرب ،
الذين طُردوا من المعاهد العلمية بتهمة الجنون
ونشر غنائيات فاحشة على نوافذ الجمجمة
الذين أنكمشوا خوفاً في الغرف غير الحليقة بثيابهم الداخلية ، تالفين
نقودهم في سلال النفايات ومصغين لصوت الفزع
من وراء الجدار ،
الذين أعتقلوا وهم عائدون
عبر لاريدو الى نيويورك بحزام من الماريجوانا في لحى عاناتهم ،
الذين التهموا النار في الفنادق الرخيصة وشربوا زيت التربنتين
الذين في حانة بارادايس آلي ، ماتوا ، أو طهروا جذوعهم ليلة بعد ليلة
بالأحلام ، بالمخدرات ، بكوابيس اليقظة ، بالكحول ،
والكوكائين وفحشاء لاتنتهي ،
أزقة عمياء بلانظير من الغيوم الراعشة والبرق
تقفز في الذهن نحو أعمدة كندا وباترسون
مضيئة كل العالم الساكن للزمن
بصلادة نشوة نبتة البويوت في القاعات وتحت شجرة الفناء الخلفي الخضراء ، وفجر المقابر ،
وأحتساء النبيذ فوق السطوح ، وواجهات المتاجر ، وشوارع المدمنين
وأضوية المرور النابضة بالنيون ، وارتجاجات الشمس والقمر والأشجار
في الغسق المزمجر لشتاءات بروكلين ،
وفي ضجيج حاويات القمامة وملك نور الذهن الحاني ،
الذين قيدوا انفسهم بقطارات الأنفاق في رحلتهم الابدية
من باتيري الى برونكس المقدسة على حبوب البنزيديرين ،
حتى يعيدهم صخب العجلات والأطفال الى الأرض ،
راجفين ، محطمي الأفواة ، مستنزفي الأدمغة ، بلا بهاء في نور زو الموحش ،
الذن غرقوا طوال الليل في نور بكفورد الغامر
وظهروا للسطح وجلسوا يحتسون بيرة مابعد الظهر التي بلا مذاق
في بار فوكازي المهجور ، منتبهين لفرقعة القيامة في صندوق موسيقى الهايدروجين ،
الذين تحدثوا دون توقف سبعين ساعة من المنتزة الى البيت الى البار الى بيلفيو
الى المتحف الى جسر بروكلين ،
كتيبة ضائعة من المتحدثين الافلاطونيين تقفز من
منافذ الحريق وحافات نوافذ الامباير ستيت
ومن القمر ،
دادادادادا دون توقف عن الصراخ والقيء والهمس بالحقائق
والذكريات والحكايا والرفس على محاجر العيون
والصدمات في المستشفيات والسجون والحرب
عقول بأكملها تقيأت ذاكرتها لسبعة ايام وليال
بعيون ذكية ، لحماً للكنيس مرمياً على الرصيف

الذين تلاشوا في لامكان الزن أو نيوجيرسي
تاركين اثراً غامضاً من صور البوستكارد لبدلية أتلانتك
يكابدون حرارة الشرق وطنجة الطاحنة للعظام
وصداع الصين وعذابات التوقف عن الادمان
في غرف نيوآرك المفروشة
الذين ظلوا يدورون بلا هدف في منتصف الليل بين خطوط السكك الحديدية
لايدرون الى أين ، ولم يتركوا قلوباً محطمة ،
الذين اشعلوا سجائرهم في عربات قطارات الشحن المغلقة
محتفين عبر الثلج نحو الحقول المهجورة بجدهم الليل

الذين درسوا تخاطر افلوطين وبو وجون ذو الصليب
وصوفية موسيقى البوب
الذين يهتز الكون تحت أقدامهم في كنساس ،
الذين ساروا مستوحدين عبر شوارع ايداهو بحثاً عن رؤى ملائكة هندية
الذين كانوا أنفسهم ملائكة هندية مفعمة بالرؤى
الذين لم يدركوا جنونهم الا عندما شعت أنوار بالتيمور
بنشوة خارقة للطبيعة
الذين أمتطوا ليموزين صينية من أوكلاهوما
هرباً من برد ومطر شتاء منتصف الليل في المدن الصغيرة
الذين تسكعوا جائعين وبلا رفيق عبر هيوستن
باحثين عن الجاز أو الجنس أو طبق حساء ،
وتبعوا الاسباني اللامع للحديث
عن امريكا والأبدية ،
الذين فشلوا ، فابحروا الى أفريقيا ،
و ضاعوا في براكين المكسيك
دون أثر سوى ظلال سراويلهم الجينز
وحمم الشعر وغبارة في مواقد شيكاغو ،
الذين عاودوا الظهور في الساحل الغربي ليستجوبوا مكتب التحقيقات
بلحاهم وسراويلهم القصيرة وعيونهم المسالمة الكبيرة وجلودهم السمراء المثيرة
مورزعين المنشورات المبهمة ،

الذين احرقوا بالسجائر ثقوباً في أذرعهم أحتجاجاً على
دخان مخدرات الراسمالية ،
الذين وزعوا كراسات الشيوعية في يونين سكوير
وأنتحبوا وتعروا
تطاردهم صافرات الأنذار في لوس ألاموس ووال وجزيرة ستاتين
الذين انهاروا باكين في الملاجيء عراة يرتجفون امام ماكنة الجمامجم ،
الذين يعضون المفتشين من الرقاب ويصرخون جذلين في سيارات الشرطة
لا لجرم سوى الطبخ في العراء والغلمنة والسكر ،
الذين عووا جاثين على ركبهم في مترو الأنفاق وجرجروهم ملوحين
بالمخطوطات واعضائهم التناسلية،
الذين يعيدون مع راكبي الدراجات ليالي سدوم وعمورة .



#علي_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوح لحبيبة افتراضية
- قصة من الأدب النرويجي الحديث الجماجم
- آثار دمك على الثلج ، قصة مترجمة عن الانكليزية لغابريل غارسيا ...
- سبعة عشر إنجليزياً مسموماً / قصة غابريل غارسيا ماركيز
- قصة قصيرة من النرويج
- اقنعة الوحش -قصيدة
- قصيدة نثر
- رواد الهايكو
- قصيدة الحادي
- أنطباعات عن مهرجان الفلم العراقي ,أفلام ، عزف عود، و جمهور غ ...
- أحمد مختار يستذكر ضحياً مقابر صدام الجماعية في أمسية للعود.. ...


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي سالم - قصيدة العويل للشاعر ألن جينسبيرغ