أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود عبد الرحيم - مروة الشربيني .. خطاب الايدلوجية الدينية والتحريض الاعمى















المزيد.....

مروة الشربيني .. خطاب الايدلوجية الدينية والتحريض الاعمى


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 2701 - 2009 / 7 / 8 - 08:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اشعر بانزعاج شديد وانا اتابع ردود الافعال على مقتل الصيدلانية المصرية في المانيا مروة الشربيني والحديث بلغة ايدلوجية ذات طابع ديني مبالغ فيه من قبيل وصفها بانها "شهيدة الاسلام"،والدعوات لكل مسلمي مصر والعالم الاسلامي بشكل عام،خاصة المحجبات الى الاحتجاج على ما جرى والتظاهر امام السفارات الالمانية ، بشكل تحريضي يذكرنا بالحملات التى ثارت ابان نشر الرسوم الكاريكترية في الدنمارك قبل سنوات قليلة، على النحو الذي يغفل الحقيقة الكاملة من منظورها الاوسع ويعبأ الجماهير بشكل احادي تجاه قضية تحتاج الى تعاطي حكيم وهادئ وبشكل عقلاني وليس تهيجي وانفعالي ،مع ضرورة التوقف عن استثمار العاطفة الدينية القوية لدي الجمهور المصري اعلاميا ، لحرف الانظار بعيدا عن ما هو اهم واخطر في الداخل او حتى عن سبل المواجهة الجادة والعميقة لمثل هذه الاحداث التي تكشف عن فجوات سوء الفهم وغياب لغة حوار او تقبل للاخر المختلف دينيا او ثقافيا او حتي ايدلوجيا.
ان اخطر ما في قضية مقتل هذه السيدة الشابة التى نأسف لرحيلها بهذا الشكل العنيف ، حديث التعميم الغبي والتحريض الاعمي والنظر الي اوروبا كلها على انها كيان واحد ووضع الجميع في سلة واحدة ..اليسار مع اليمين والعلمانيين مع الدينين ودعاة الحوار مع دعاة الصراع ، والحاح البعض على ان ما تم عنصرية مبرمجة ضد المسلمين فقط ،والتساؤل" لماذا يكرهوننا؟".
في حين ان النظرة الموضوعية تقود الي استيعاب ان في الغرب بشكل عام تيارات متعددة وان هناك من يقبل بالاخر و من يرفضه وهذه طبيعة الاشياء طول الوقت .
ويبدو للمتابع عن كثب ان التيار العام والغالب في اوروبا متسامح وليس متطرفا ، وان كانت قد زادت جرعة العنف وحدث تصاعد للتيارات اليمينة المتشددة في السنوات الاخيرة ووجدت مبررا في هجمات الحادي عشر من سبتمبر وتفجيرات لندن ومدريد ، فاننا يجب ان ننظر حولنا لنجد ان موجة العنف والتمييز على اساس ديني او حتى طبقي قد زادت في مجتمعنا ايضا بين ابناء الوطن الواحد على نحو يبدو في كثير من الاحيان اكبر مما يحدث في الغرب ، ثم اذا كان العنف ، والعنصرية بالطبع ابشع صوره ، ظاهرة عالمية تتصاعد حول العالم وتحاصرنا جميعا ، فهل نقف في معسكرين منفصلين نتبادل الاتهامات او نقود حملات عنف متبادل وثأر ، ام ان الاصلح ان نقف معا في خندق واحد في مواجهة كافة اشكال العنف والسعى لبناء السلام ومناهضة العنصرية بكافة اشكالها واستبدال اللغة العدائية وثقافة رفض الاخر بثقافة التسامح عبر حوارات جادة بين مثقفي الجانبين وقادة الرأي وصناع القرار على مستويات مختلفة ، مع اعطاء الاهتمام الاكبر لفئة الشباب ، بعيدا عن رجال الدين ولقاءاتهم العقيمة وادوارهم الشكلية الانتهازية التى تفسد التلاقي الحضاري ،لانها غير مؤسسة على قناعات بالوحدة الانسانية ،وانه لا تمايز بين دين ودين وان لا احد يملك الحقيقة المطلقة.
ثم ان على كل طرف ان يدير اولا حوارا في الداخل بين مكوناته المختلفة العرقية والدينية ويخلق صيغة توافقية وعقدا اجتماعيا يشارك في صياغته الجميع، لانه اذا لم ننجح في الحوار مع بعضنا البعض فلن ننجح في الحوار مع الاخر .
واذا لم ينجح ابناء الوطن الواحد في قبول كل منهما للاخر الداخلي فلن يقبلوا بالاخر الخارجي.
ويحضرني هنا تجربة كنت شريكا فيها وشاهدا عليها قبل ايام لدى مشاركتي في ملتقي فكري تنظمه مؤسسة مسيحية ،اذ تلمست حجم العنف الخفي وغياب ثقافة التسامح وقبول الاخر ، خاصة حين تحدث احد الصحفيين المهتمين بالشأن القبطي عن دور رجال الدين المسيحي في اثارة الفتنة الطائفية وحديثه عن ديكتاتورية رأس الكنيسة ، حيث تعرض لانتقادات لاذعة وانكار لطرحه الذي لا يبتعد عن الواقع وانما يرصده بحالات ، وقد صرح لي بانه خشي رد فعل اكبر من هذا ، الا وهو وامكانية تعرضه لاعتداء جسدي، فضلا عن انزعاج المشاركين من دعوتي انا شخصيا لتحجيم دور الدين في المجتمع وعلمنة المجتمع ، بالاضافة الى الجدل مع احد الباحثين المسيحيين الذي يتحدث بكثرة عن المواطنة شكلا وليس موضوعا ، اذ يصر على رفض فكرة ان العنف الطائفي انعكاس لاحباط اقتصادي واجتماعي وسياسي وانه بديل يفضله النظام الحاكم والنخبة على الصراع الطبقي ، فضلا عن اصراره على ان هناك انتهاكات منظمة من المسلمين للمسيحين لكونهم مسيحين في مبالغة وتجاوز للواقع لا ادرى ان كانت عن قصد او جهل او قصور في الرؤية، بالاضافة الى قناعة واضحة لدى الكثيرين حول حتمية الدور الواسع لرجال الدين في شئون الحياة واعطاء الانتماء للمؤسسة الدينية اولوية عن الانتماء للوطن او اللجوء للقانون ، فضلا عن ملاحظات اخرى ذات دلالة من قبيل اختيار غالبية المشاركين من المسيحين والاقلية من المسلمين ،على نحو شبيه بالتمثيل الشكلي الذي تفعله الحكومة مع الاقباط و اعادة استنساخ لنفس السلوك التمييزي ، فضلا عن تفضيل كل المسيحين ان يقيموا في الفندق مع المسيحين ، والمسلمين مع مسلمين ما يعكس ان قضية التعصب والتمحور حول الانتماء الديني ركيزة اساسية وعميقة في ذهنية من يمكن وصفهم بقادة الرأي والمنوط بهم تغيير ثقافة المجتمع المتعصب والمنكر لتعصبه كلاما والمؤكد له فعلا. فاذا كان هذا حال النخبة فما بالك بالجماهير الاقل ثقافة ووعي او حتي تعاني الامية.
في المقابل ، لمست انفتاحا ورغبة في الاستماع الى وجهة النظر الاخرى وايجاد لغة مشتركة وارضية للتواصل مع الجانب الاوروبي لدي مشاركتي في حوار مع برلمانيين واعلاميين دنماركين في كوبنهاجن عقب ازمة الرسوم الشهيرة ، بسبب الوعي باهمية الابتعاد عن التشنج واللغة العدائية المستندة على خلفية دينية متشددة مع ضرورة تفهم لخصوصية كل طرف والحديث بلغة العقل وخطاب يفهمه كلا الطرفين.
ان الطريق طويل وشاق والدعوات لا تكفى دون ارادة حقيقية ومعارك ثقافية واعية تركز على المشتركات الانسانية وليس التناقضات، مع ابراز قيمة العدالة على المستوى المحلي والدولي واهمية تحجيم توجه عسكرة السياسة والنزعة الاستعمارية او دعم الديكتاتورية ، فضلا عن ضرورة خوض معركة مكافحة ثالوث التخلف حول العالم المعروف بالجهل والفقر والمرض ،من اجل ابراز مبدأ التضامن الانساني والغاء اي فرصة لخلق بيئة محرضة على افكارالتطرف والارهاب.
واخيرا نؤكد ان العلمانية كفيلة بتحجيم دعوات التعصب الديني واحتواء اي توترات هنا وهناك وخلق ارضية لاستيعاب الجميع مسلمين ومسيحين ويهود وبوذيين وحتي لادينين.
*كاتب صحفي مصري



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -حكايات عادية- تضع المصريين أمام مرآة الذات والآخر
- حين تذكرنا السينما ب -جدار الفصل الصهيوني- الذي نسيناه
- -متعة اوربية- للمصريين على ايقاع -الزجاجات الفارغة-
- اوباما الذي يخدع الاغبياء العرب ويجدد الولاء الامريكي للصهيو ...
- نكبة العرب الثانية: نقد الذات واستعادة المفقود
- باكستان والمعارضة المصرية.. نجاح هناك واخفاق هنا
- ملاحقة البشير .. عودة للسياسات الاستعمارية الشريرة
- حين يتوهم عادل امام انه -زعيم - الانهزاميون وثقافة المقاومة ...
- اردوغان .. درس في الدهاء السياسي الغائب عن قادة العرب


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود عبد الرحيم - مروة الشربيني .. خطاب الايدلوجية الدينية والتحريض الاعمى