أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الجوهري - الجنازة حارة والميت كلب (مجرد مثل!)















المزيد.....

الجنازة حارة والميت كلب (مجرد مثل!)


صلاح الجوهري

الحوار المتمدن-العدد: 2701 - 2009 / 7 / 8 - 06:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المتاجرة بدم القتيلة لحفظ ما تبقي من ماء وجه الإسلام أمام العالم.

طالعتنا الصحف العالمية والمصرية بخبر وفاة سيدة مقيمة بألمانيا بسبب تعدي رجل روسي عليها بالمحكمة بعد تغريمه وإدانته في قضية رفعتها السيدة ضده من سنة لوصفه لها بأنها مسلمة إرهابية.

طبعا شيء فظيع جدا أن تحدث مثل هذه الواقعة في المحكمة وبين القضاء والأفظع هو ترك تلك السيدة لطفلها فحكم على هذا الطفل أن يظل بلا أم وبلا حنان لأمه طوال فترة حياته.

هذه الجريمة هي بسبب عدة عوامل كونتها العقيدة الإسلامية الرافضة والمكفرة لكل من حولها وهي من تبعات 11 سبتمبر بلا شك. ولعل منذ 11 سبتمبر إلى الآن وحملة العداء على الإسلام في تنامي مستمر. ولا نعيب على الغرب بل على الإسلام ذاته فأصبح الضوء مسلط على كل جالية إسلامية ومشكوك في أمورهم لأنهم ببساطة يؤمنون بمعاداة الغرب وأن قتل وإهدار دم غير المسلم واجب والتزام ديني يقدر عليه مسلمون ويؤجله مسلمون آخرون، ينفذه مسلمون ويباركه مسلمون أخرون، يعلنه مسلمون ويموله ويشجعه مسلمون آخرون. أي أن العداء للغرب هو متأصل في كل المسلمين وأن أي تجمع إسلامي في الغرب يعد خليه كامنة تنتظر الفرصة للإنقضاض. باختصار بعد الحادي عشر من سبتمبر سقط القناع عن الإسلام وظهر بوجه القبيح الذي لا يمكن أن يتجمل طالما أن القرآن والحديث هما المنبع الرئيسي له.

ولكن في قضية تلك السيدة القتيلة لم يتعاطاها الإعلام المصري على إنها قضية وحادثة عادية بل ضخم المسألة محاولا إلصاق تهمة الإرهاب على الغرب وليس الإسلام. وأن التحمس الذي بدأ يدب في الشارع المصري ليس من باب النخوة المصرية بل هو من باب المتاجرة بدم القتيلة في سبيل الإسلام ... المتاجرة بدم القتيلة أو أي قتيل آخر، ولو كانت كلبة ولكن مسلمة ستقوم الدنيا ولا تقعد. أنه اليوم المناسب الذي يستغله مهوسو الدين للزود عن الإسلام ودفاعا عن الإسلام من تهمة الإرهاب، أنه اليوم المنتظر الذي فيه تجعر الأصوات مطالبين بحق القتيلة أيا كانت!!! فإن كثيرين من هؤلاء المتحمسين لا يعلمون ما أسمها وأين تقيم وكيف سيعيش طفلها ... إلخ أنه يوم رد الاعتبار للإسلام وكفى !!! ... وهذه القتيلة لم تقدم خدمة للإسلام أفضل من أنها ماتت فالميت كلـــب في نظر هؤلاء المتحمسين والجنازة حارة في سبيل ما تبقى من سمعة الإسلام في العالم.

ولكن الإسلام الذي يعادي الجميع كتشريع إلهي لم يقترب قيد أنملة من تحسين صورته ولن يكون موت تلك السيدة تجميلا له (أي الإسلام). بل أن معاداة القضاء الألماني لن يزيد صورة الإسلام بشاعة فحسب بل أنه يؤكد للعالم أن المسلمين لازالوا يعادون العالم غير المسلم وما قضية تلك السيدة إلا حالة من حالات العداء للغرب. وهي وسيلة لإثارة المزيد من المشاكل.

نعم نتحمس لموت أحد المصريين – كل المصريين – على خلاف دينهم وتوجهاتهم، نعم نتحمس لسمعة مصر أمام العالم ولكن لكل المصريين ولا نختار قضايا معينة نضخمها لكسب صوت شعبيا لا يروح ولا يجيء.

فقضية تلك السيدة تتشابه تماما مع قضية مقتل الضابط أو العسكري الحدودي بين مصر وقطاع غزة الذي راح ضحية رصاصات أطلقتها حركة حماس على هذا العسكري. فلم يكن النظام المصري ولا القيادة المصرية تهتم لهذا الرجل هذا الاهتمام البالغ إلا لتعبئة الرأي العام الشعبي المصري على قادة حماس وسحب الثقة والتعاطف الشعبي المصري من حركة حماس. فكان يظهر جليا معاداة النظام للحماساوية دون الاهتمام بهذا الرجل. فنظمت الحكومة جنازة عسكرية شعبية من مسقط رأسه وأخذ التلفزيون المصري في تضخيم المسألة في صورة مستفزة لكل من فقد عائلا في طابور عيش أو بالوعة مفتوحة أو أثناء التعذيب في مراكز الشرطة المصرية التي لم يتحرك أحد ساكنا ليتهم الحكومة بتقصيرها في حق هؤلاء.
نعم يموت بيننا وبأيد مصرية خالصة المئات، بسبب الإهمال أو بسبب الدين، فكم رفضت حالات حرجة بالمستشفيات المصرية فقط لأن المصابين مسيحيين!!!، كم مات منهم؟؟؟؟، كم مات أثناء انتظاره وصراعه من أجل رغيف خبز وكم من المصريين الكادحين ماتوا أثناء استجوابهم في مراكز الشرطة بسبب التعذيب كم من المصريين ماتوا في السعودية مثلا؟؟؟ ولا يعلم أهلهم مصيرهم إلي الآن؟؟؟... لماذا لا نتحمس من أجل هؤلاء ؟؟؟ ... الجواب ببساطة لأنهم لا يخدمون المصلحة الإسلامية العليا.. أن موتهم بتلك الصورة هو أمر يستنكره العالم بل هو وصمة عار جديدة تضاف على جبين الإسلام، وتكرار تلك الحوادث في مصر أكسب جبهة الإسلام اللون الأسود حتى أن تكرار تلك الحوادث لا يزيد جبهة الإسلام سوادا بالكل قد صار أسود.

والآن المصريون المتحمسون للإسلام يتاجرون بدم القتيلة على أمل أن تبيض جبهة الإسلام مرة أخرى، ولكن أمام القضاء الألماني، لا أمام القضاء المصري الأعرج ... يطالبون بحقوقهم أمام القضاء العادل ليس أمام القضاء المصري الذي ميز للآن بين المسلمين والمسيحيين، القضاء المصري للان لا يعترف بحق اختيار الإنسان لما يعتقده .... الآن هؤلاء المتحمسين يلجئون للقضاء الألماني مؤمنين وقانعين بأنهم أمام قضاء عادل وقوانين لا تقبل التأويل على مزاج القاضي ... طبعا فلم نسمع مثلا قاضي يرفض تغيير خانة الديانة لأحد المتنصرين ويقول في حيثيات حكمة أن هذا الأمر لم يكن شائعا لذا يرفض القضية ... "الله أكبر" على القضاء المصري الذي يحكم بما هو شائع ولا يحككم بنصوص قانونية صريحة فالقضاء المصري الآن يقترب كثيرا من المحاكم الشعبية أو المحاكم الشرعية التي تحكم ليس بقانون ودستور مكتوب بل بنظرة القاضي للأمور ...؟؟؟ وبعدها نقول عن القضاء المصري أنه شامخ، لا يا أحبائي أن القضاء المصري الآن هو قضاء شامخ بدون "م" قضاء شاخ!!!.

الخلاصة أن أيا من المتحمسين لا يهمه القتيلة لا من قريب ولا من بعيد بل هو الثأر على كل ما يقال عن الإسلام في الغرب، والذي لا نلوم فيه أحد إلا المسلمين أنفسهم. بل رأى هؤلاء المتحمسين أن الفرصة مواتية للتشفي من الغرب ولتجميل صورة الإسلام بدم برئ. أنه الفرصة السانحة لنجمل الإسلام ونزداد في معاداة الغرب متاجرين بدم القتيلة أيا كانت ولو كانت كلبة!!! المهم تكون مسلمة وخلاص!!.

أيضا يجب أن لا ننسي قتلانا من المسيحيين في ربوع مصر من الكشح إلى عم نصحي الذي أتضح أن مخبولا قتله. مارا بخمس كنائس في أقل من ساعة ...هههه.. لن ننسى استحلال الدم الذي نادى به الغزالي ونادى به محمد عمارة من بعده. لن ننسي أن مهما حدث في المسلمين لا يعد إلا حوادث ولكن ما يحدث لغيرهم هو تشريع ديني متأصل في القرآن والسنة، ولا مجال لذكر كم الأحاديث والسور القرآنية التي تهدر دم غير المسلمين والمرتدين..

نعم الإسلام يتجمل الآن ولكن هيهات ...

نعم الإسلام في حاجة إلى التغيير ولكن ليس بمعاداة الأنظمة

نعم الإسلام يحتاج للتطهر من العفن الذي به ولكن ليس بالمتاجرة بدم أبرياء.

نعم نعم نعم

ولكن لن يحدث ... لماذا؟؟ .... لأن الإسلام لا يقدر على ذلك من تلقاء نفسه، لأن الإسلام لا يقوى على المحبة والغفران والتسامح ولن يستطيع أن يكون بين العقائد شيئا اعتباريا، لأنه ببساطة ضد الإنسانية. فلا مكان له إلا بين الوحوش وأعوان إبليس!!! الذين ينفذون مصالحة ولن يكون أبدا عقيدة إلهية مهما حاول أصحابة تجميله ، فسيضل دوما محتاجا إلى الذراع البشرية في فت تجميله والدفاع عنه.



#صلاح_الجوهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الجوهري - الجنازة حارة والميت كلب (مجرد مثل!)