أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - تأنيث الطب!














المزيد.....

تأنيث الطب!


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 2701 - 2009 / 7 / 8 - 05:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أوردت الأنباء أن رئيس لجنة الصحة في مجلس محافظة كربلاء قال ان هناك سعياً لدى مجلس المحافظة الى (تأنيث مستشفى النسائية والتوليد في كربلاء) أي تحويله الى مستشفى نسائي بالكامل و بضمن ذلك ملاكاته الطبية والإدارية والفنية.
وبرأينا ان مضار تلك العملية ستكون أكثر من منافعها إذ ان سعينا الى البناء في المرحلة الحالية التي يعيشها المجتمع العراقي والتي تمتاز بحساسيتها وخطورتها يستوجب منا رفد المجتمع بما يعزز وحدته ولحمته لا ان نسعى الى تفتيته بالمطالبة بقوانين لا تنسجم مع حاجات البلد العلمية والاجتماعية ويأتي ضمن هذا السياق اختيار الناس في القضايا التي لها مساس مباشر بحياة المواطنين على أساس الكفاءة وليس الجنس او الطائفة او العنصر إذ ان قضية مصيرية مثل موضوع الولادة تتطلب منا تنسيب أطباء و فنيين أكفاء بغض النظر عن كونهم ذكوراً ام اناثاً لأن القضية ترتبط بأرواح البشر و السعي لتخفيض نسبة الوفيات في الولادات الحاصلة وتلك المسألة لا ترتبط بالتأكيد بجنس الطبيب او عنصره.
ان ضرورات السعي لبناء مجتمع متحضر لا تنسجم والدعوة الى البحث عن مسوغات لتبرير النكوص والبحث عن ذرائع عن طريق نبش الماضي وإرجاع حيثيات الأمور الى قناعات فكرية او فقهية إذ لو صح ذلك لتوجب على جميع الناس المعاصرين ان يرتدوا (الدشاديش) بدل السراويل وهي ملابس أوروبية فكيف يبيح البعض لنفسه ارتداء اللباس المعاصر في حين يتذرع بالماضي لمحاولة إحداث الانقسام في الجوانب العلمية والصحية؟.
نقول ذلك ونحن نرى ان ليس ثمة شرط او ضرورة في ان يقوم الطبيب الرجل بإجراء عملية الولادة بنفسه وهو ما لم يحصل لدينا حتى الآن بل نحن نرى ضرورة رفد مستشفيات الولادة بالأطباء المبدعين ايا كان جنسهم لا ان نضع شروطاً مسبقة تحدد هوية الطبيب وهو إجراء لو جرى تطبيقه فانه باعتقادي سيحدث شرخا في المجتمع العراقي الذي عرف بانسجامه برغم محاولات تقسيمه التي أخذت اشكالا عدة ابتدأت بمحاولة اثارة الاختلافات الطائفية ولن تنتهي بمحاولة دق اسفين بين مكونيه الاساسيين والوحيدين المرأة والرجل.
اننا بأمس الحاجة الآن إلى إلغاء مظاهر ما يدعى بـ (التناشز الاجتماعي) الذي تعاني منه المرأة اكثر من الرجل برغم المعاناة المزدوجة لكلا الطرفين من مجمل الامور السلبية التي يريد البعض سوقنا اليها.
ويحق لنا التساؤل بشأن مقترح تأنيث مستشفى التوليد هل سيسمح للرجل بدخول المستشفى هو وزوجته المريضة ام سيمنعونه من ذلك؟!
ومن الطريف هنا ان نشيرالى الحكاية التي أوردها عالم الاجتماع العراقي المرحوم علي الوردي في احد مؤلفاته والتي قال فيها: تحدثت الى رجل محافظ وقلت له ماذا تفعل لو رأيت ابنتك في مسبح عام تلبس المائي (المايو) وتنزل الى الماء مع الرجال؟ فأجابني غاضباً (أقتلها) فقلت له ان اختك الآن سافرة في دائرتها تعامل المراجعين كالرجل ولو كنا قلنا ذلك لأبيك المرحوم قبل أربعين سنه لأجابنا بالجواب نفسه (اقتلها) فسكت الرجل لا يدري ما يقول .
اردنا من ذكر ذلك المثل ان نشير الى ان مجريات الأمور الاجتماعية والإنسانية وتباينها بين الماضي والحاضر تسير في كل مجتمع على منوالها الطبيعي مع الاحتفاظ بالحاجات الأخلاقية التي يتمتع بها الأفراد على وفق مستوى وعيهم وثقافتهم وبالتالي فنحن نبحث عن الأشياء التي تجمع بين أبناء المجتمع على اختلافهم وتقوي ارتباطهم الإنساني ببعضهم وتبعد عنهم مظاهر التناشز الاجتماعي وغيره من منغصات الحياة التي تعكر حياة ابنائه وتزيد بلواهم ولكي يستقيم امر المجتمع وتخلي مظاهر القسوة والعنف الساحة لمشاعر الود والتسامح والرأفة و الألفة والحب.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشعلوالحرائق!
- زيادة عدد أعضاء مجلس النواب!
- شيوخهم ومفسدونا!
- مسوغات الكويت لإبقاء البند السابع
- التعديل الوزاري
- القائمة المغلقة توريث العمل السياسي
- وتبخرت وعود الكهرباء!!
- الائتلافات الانتخابية .. تكريس الفشل
- عن تقاعد أساتذة الجامعات
- جلسة مجلس النواب ليوم 12 مايس
- محاربة الفساد طريقنا للتقدم
- احترام العُملة!
- مكرمات لا تُنفذ!!
- محاولة إحياء جثة هامدة
- الدكاترة!
- تمديد عمل البرلمان العراقي .. مؤامرة خسيسة
- دوامة المشكلات السياسية والأمنية
- مفارقات النظام الانتخابي العراقي!!
- يحوزون الأراضي.. فليضرس الفقراء!
- الانتخابات المقبلة والمحاصصة


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - تأنيث الطب!