أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سعاد خيري - ثورة 14/تموز















المزيد.....

ثورة 14/تموز


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2701 - 2009 / 7 / 8 - 08:37
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ثورة 14/تموز واحدة من ابرز الثورات العظمى في تاريخ البشرية
التي ستبقى تلهم الشعوب والبشرية بالثقة والامل بمستقبل زاهر
ستبقى ثورة 14/تموز تلهم شعبنا بالثقة بقدراته على التحرر وبناء مستقبل زاهر لشعبنا والمساهمة في تحرير البشرية اسوة بالثورات التاريخية العظمى كالثورة الفرنسية التي اثبتت قدرة الشعوب صياغة حقوقها وفرضها. فقد اسست الثورة الفرنسية في عام 1789 لحقوق الانسان التي عملت البشرية على تطويرها وتطوير وسائل الشعوب لفرضها على اعدائها على اختلاف مراحل تطورهم عبر ثلاث قرون وستبقى تلهم الشعوب الثقة والامل حتى تزيل البشرية الاساس الذي يقوم عليه استغلال الانسان لاخيه الانسان وفرض اشكال من الاستعباد وتكبيل الطاقات وهو الملكية الخاصة لوسائل الانتاج. وكثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى التي عززت ثقة البشرية بامكانيتها التحرر من الملكية الخاصة لوسائل الانتاج وبناء المجتمع الخالي من الاستغلال الطبقي ومن كل تبعاته وان الحلم الابدي للبشرية بالمجتمع الانساني الحقيقي ليس حلما طوباويا وانما امكانية حقيقية لها شروطها الذاتية والموضوعية التي يجب تحقيقها، وفي قدرة الانسان تحقيقها اذا ما اطلق طاقاته الجسدية والفكرية وتحرر من اسار كل ما فرضته الانظمة الاستغلالية من اوهام وايديولوجيات البستها اثواب الايمان والتقديس لتشل تفكيره وتكبل طاقاته وتجعله يدور في فلكها مشدود العينين . واثبتت ثورة 14/تموز لشعوب البلدان المكبلة بالتبعية الامبريالية التي كانت تغطي في حينها ثلاث ارباع العالم، قدرتها على التحرر اذا ما انجبت قيادتها السياسية الواعية وحددت استراتيجيتها ووحدت صفوفها ضد عدوها الرئيس الامبريالية العالمية فضلا عن الربط بين الاهداف الوطنية الاساسية وبين تلبية حاجات الجماهير، على التحرر وبناء المستقبل الزاهر. وقدمت ثورة 14/تموز اصطع برهان لحكم التاريخ بان الجماهير الواعية هي التي تصنع التاريخ. فقد انجزت ثورة 14/تموز من خلال النضال الجماهيري اليومي، في فترة وجيزة من عمر الزمن ما عجزت الامبريالية الامريكية بكل ما دبرته من انقلابات ونصبته من انظمة دكتاتورية وصولا الى الاحتلال، خلال اكثر من نصف قرن، عن محوه. فاذا استطاعت وحدة القوى الوطنية التي جسدتها جبهة الاتحاد الوطني بتلاحمها مع حركة الضباط الاحرار من اسقاط النظام الملكي الرجعي واقامة الحكومة الوطنية بمساندة الجماهير فقد صنعت الجماهير كل منجزات الثورة التي شلت كل محاولات اعدائها الخارجيين والداخليين وحصنتها من كل عدوان . فقد كانت الجماهير تتعلم من قيادتها المسلحة بتجارب الشعوب، الحزب الشيوعي، وتعلمها بما يفرضه الواقع الجديد من مطالب وخطوات تفرضها عبر تظاهراتها المليونية الجبارة. فقد حققت ثورة 14/تموز السيادة الوطنية بطرد اخر جندي بريطاني من العراق وتحرير اخر القواعد العسكرية بريطانية في الشعيبة والحبانية واسقطت حلف بغداد العدواني الذي كان مخطط له ان يضم جميع دول الشرق الاوسط بزعامة اسرائيل. وهو الحلم الذي ما زالت تحلم به الادارة الامريكية حتى اليوم وابقاه شعبنا بعيد المنال. واستطاعت الجماهير من خلال تظاهراتها الغاء جميع القوانين والمراسيم المقيدة لحريات الشعب واطلاق سراح السجناء السياسيين والغاء قرارات نزع الجنسية العراقية عن المناضلين وفرضت المرأة العراقية بدورها الفعال في حماية الثورة وتطوير انجازاتها تحررها من قيود القرون الوسطى بفرض قانون الاحوال الشخصية وتنصيب اول امرأة في تاريخ العراق بل في تاريخ البلدان العربية ، وزيرة ولا زالت قوات الاحتلال وادواتها تعمل حتى اليوم على الغائه لشل نصف المجتمع عن النضال. كما فرضت الطبقة العاملة بدورها الفعال في صيانة الحمهورية وفي حماية الاقتصاد الوطني من النهب والتعطيل ولاسيما حماية الثروة النفطية واستمرار تدفق النفط وعوائده باعتباره المصدر الرئيس للحكم الوطني. فشجعت الحكومة على اصدار القرار رقم 80 لسنة 1961 الذي وضع الاساس لتحرير الثروة النفطية من الهيمنة الاجنبية بتأسيس الشركة الوطنية للنفط، التي ما زالت قوات الاحتلال تعمل على شلها والغاء جميع القرارات والانجازات التي حققها شعبنا في مجال تحرير ثروته النفطية. وبتظافر القوى الرئيسية لوحدة الجماهير العمال والفلاحين تم فرض قانون الاصلاح الزراعي الذي وجه ضربة قاصمة للنظام شبه الاقطاعي الذي بقيت مخلفاته ، تشكل قاعدة اجتماعية متخلفة تسند اعداء شعبنا وصولا الى قوات الاحتلال في يومنا هذا. كما لم تغفل جماهير ثورة 14/تموز تطوير السلاح العلمي والكنولوجي لحماية الثورة وتطورها فانشأت اول جامعة عراقية باسم جامعة بغداد.
ان عظم هذه الثورات تتجسد اولا بمنجزاتها التي بقيت تقاوم كل وسائل محوها بل وتطويرها . فالمواثيق والقوانين الدولية التي تستمد اصولها من الثورة الفرنسية تشد من ازر الشعوب وتدين كل جرائم اعداء البشرية وتعري كل ادعاءاتهم ولكنها، بقيت عاجزة عن تحرر البشرية من اسس الظلم والاستعباد. وتجسد ثورة اكتوبر ليس فقط امكانية البشرية التحرر من الملكية الخاصة وبناء المجتمع الانساني الخالي من جميع اشكال الاستغلال والاستعباد بل واثبت فشلها ، ضرورة توفير الشروط الذاتية والموضوعية لها وطنيا وعالميا، ولاسيما توفير القاعدة المادية لتحقيق من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته . فالمجتمع المتحرر من الاستغلال لايبنى على الفقر والحاجة . وثورة 14تموز بكل منجزاتها وتاثيرها على شعوب البلدان الرازحة تحت التبعية بقيت اسيرة ضعف قواها الدافعة الذاتية وعزلتها الموضوعية فضلا عن توازن القوى على الصعيد العالمي . وتتجسدة عظمة هذه الثورات في دروسها لشعوبها ولعموم البشرية وفي مقدمتها الثقة بقدراتها افرادا وشعوب وبشرية على صنع تاريخها وعدم الاستسلام لليأس سلاح اعداء البشرية الرئيس في عصرنا عصر الثورة العلمية التكنولوجية الذي خلق الاساس المادي لتحرير البشرية من الملكية الخاصة لوسائل الانتاج الذي اخذ ينخر كيان علاقات الانتاج الراسمالية واقطابها ولاسيما الامبريالية الامريكية ويعمق تناقضاتها وازماتها ويحول كل وسائل واساليب توسيع وادامة هيمنتها الى وسائل واساليب لتعجيل نهايتها. فاذا استطاع شعبنا بمقاومته المتعددة الاشكال والاساليب من تعميق ازمة النظام الامريكي واجباره على الانسحاب الجزئي لخداع شعبه وشعبنا فان تطور مقاومة شعبنا وتظافرها مع مقاومة الشعب الامريكي وسائر شعوب العالم سنتمكن من تحرير شعبنا والمساهمة في تحرير البشرية
المجد لكل الثورات الجبارة عبر تاريخ البشرية
والمجد لشهدائها وابطالها
المجد لثورة 14/تموزولابطالها وشهدائها



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانسحاب الجزئي لقوات الاحتلال جزء من استراتيجية فاشلة لحل ا ...
- الشعب الايراني اخترق في انتفاضته عصرين من التخلف ودخل عصر ال ...
- دعم كفاح عمال وزارة الصناعة ضد تعليماتها بغلق معامل الدولة م ...
- الماركسية علم ونهج مادي دايلكتيكي وليس ايديولوجيا
- الانتفاضة الايرانية اسطع برهان على افول عصر الايديولوجيا
- لن يقتلوا السليقة الثورية للشعب العراقي وضميره الحي بقتل حار ...
- تحت شعار الحرب ضد الارهاب لبوش وغصن زيتون اوباما نفقات التسل ...
- استرشاد رئيس القطب الاكبر للعولمة الراسمالية بحكمة خادم الحر ...
- في يوم الطفل العالمي يباد ملايين الاطفال في العالم رغم القوا ...
- كيسي يدق طبول الحرب ويعلن العراق قاعدة متقدمة لها في محاولة ...
- نوارس دجلة تعزز الثقة بقدرة المرأة العراقية على تحدي ظلام ال ...
- الغاء المادة 41 من الدستور العراقي والالتزام بقانون الاحوال ...
- في اليوم العالمي للطفل صرخة لانقاذ اطفال العراق ضحايا جرائم ...
- الشعب العراقي رغم الكوارث والافساداحبط امكانية تحويله منطلقا ...
- اصطناع اسرائيل اداة للهيمنة الامبريالية سلاح ذو حدين 61 عاما ...
- في الذكرى 64 للنصر على الفاشية والبشرية ترزح تحت اخطر اشكاله ...
- انهاء الاحتلال الامريكي للعراق رهن بتصعيد جميع اشكال مقاومته ...
- ويبقى الشعب العراقي يذهل البشرية بانجازات نوابغه رغم سدل الظ ...
- مؤتمر دربن مسرحية فاشلة لتيئيس البشرية واشغالها عن مكافحة جر ...
- تحية لعمال العراق في يومهم العالمي يوم وحدة كفاحهم الطبقي وا ...


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سعاد خيري - ثورة 14/تموز