أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالمنعم الاعسم - الهمج من فصيلة دم واحدة














المزيد.....

الهمج من فصيلة دم واحدة


عبدالمنعم الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 824 - 2004 / 5 / 4 - 08:40
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



جملة مفيدة
شاء حظنا العاثر، نحن العراقيين، ان نكون مرة اخرى مدخلا الى موضوعة
اكبر
منا: تداخل الهمجي بالهمجي، فيما الضحايا منا منقسمون على هذا وعلى ذاك:
فالاعمال الهمجية المقيتة لا تلغي بعضها، لا بفعل التقادم، ولا بذريعة
رد
الفعل، فأبطالها من فصيلة دم واحدة، من أية فطيرة تحدروا، وأي شئ ارتدوا:
ريشة
بول بوت أو شارة ارييل شارون أو خاكي أمن قصي المرقط أو عمامة اسامة بن
لادن
أو قمصان وحدات التأديب في سجون العرب أو قبعات الفرقة الامريكية الاولى
التي
حرست معتقلات سجن ابو غريب وارتكب جنود لها بالامس ما تعف عنه الذئاب .
ولن تتحسن صورة التنكيل الهمجي بالانسان حين يكون الضحية جانيا، أو مشتبها
به،
وحتى لو كان مجرما أو سفاحا في تعريف القضاء، فالصورة هذه تفيض بثقافة
عدوانية
تمتد مستنقع العنف، وتشي عن نزعة لا تمت لنزعات الانسان بصلة، في وقت يتحد
بعض
البشر، في عدوانيتهم، ببعض الدواب المنفلتة.
ولن تسقبل، إلا بالسخط المشروع، اعمال التمثيل المتعمد بالجثث المغلوبة
على
امرها، فالذي يمثل بجثة الجاني لا يختلف عمن يمثل بجثة البرئ، والتمثيل
بجثة
الاحياء مثل التمثيل بجثة الاموات، كلاهما جريمة..والجريمة من هذا الجنس
جريمة
شنيعة في كل الاحوال، ليس في حق الضحايا، بل وأيضا، في حق البشرية كلها.
والجرائم الشنيعة، إذ تتحدر من عائلة واحدة، لن تنسخ غيرها، ولن تغطي
بعضها،
فحادثة اهانة نزلاء سجن ابو غريب وسحق روحهم و(التبول) عليهم تضاهي اية
حادثة
نفر منها التاريخ، من حادثة هابيل الى سجلات محاكم التفتيش الى محارق هتلر
الى
مقابر صدام الجماعية وانفاله، وهي جميعا تبقى وصمة عار في جبين الاسماء
التي
ترتبط بها والسياسات التي تقف وراءها، وفي جبين الشهود الذين يصمتون حين
تعرض
امامهم.
والبداهة تقول، ان ضحايا الانتهاكات الهمجية الاحياء واولئك الذين
افلتوا من
قبضة الجلادين والشهود النزهاء اكثر شعورا بالسخط واحساسا بالغثيان وعرضة
للبكاء حين تعرض عليهم مشاهد التنكيل اللاإنسانية بغيرهم، وهم يتعاطفون مع
ضحاياها قبل ان يسالوا مالذي ارتكبوه، فمشهد ترويع الانسان وتدمير آدميته
امر
تختص به الدكتاتوريات وقوى الظلام ومفارز الموت والانتقام الجماعي، وان
التشفي
بمشهد التمثيل بالمعتقل والاسير(والتمثيل غير العقاب طبعا) حالة يسمو
عليها
ضحايا الاهوال ودورات القمع.
المشكلة ان كومة المعايير والقوانين والضوابط الخاصة بالاسرى والجناة
والمشتبه بهم في معتقلات وسجون العراق أظهرت مفارقة عجيبة، فالتنكيل يقع
في
ابناء الخايبة، والتفنن في الاستباحة يجد تعبيره في منازل معوزين وفقراء
وواقفين في طوابير الحصة التموينية، في وقت يجد صدام حسين حفاوة لدى
سجانيه،
ويصبح نزله في سجن المطار مزارا لوفود منظمة الصليب الاحمر، ويجد اركان
سلطته
الجهنمية، ومتنفذين سابقين رعاية استثنائية، ويجري إطلاق سراح بعضهم
والنظر في
أعادة آخرين منهم الى مواقع الدولة، وعذر اصحاب هذه السياسة (أن كرموا
الكبار
وأذلوا الصغار) ربما لان اولئك الكبار ذوي فضل لا ينكر في فتح مصاريع
البلاد
على الحرب وما حولها، ما يوجب اعادة الفضل، لأهل الفضل، والرد على الاحسان
بالاحسان(فبأي آلاء ربكما تكذبان).
ومضة:
"من لم يشك لم ينظر، ومن لم ينظر لم يبصر، ومن لم يبصر بقي في العمى
والظلال"
الغزالي-ميزان العمل



#عبدالمنعم_الاعسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركة العلم.. من معركة العلمين
- قمة واصلاح ..وعراق
- البصرة: البرابرة مروا من هنا
- تعالوا نصمت.. تعالوا ننام
- ملثمون من عصر آخر
- استدراكات في حادث الفلوجة
- عام على الحرب..و ساحرات شكسبير الثلاث
- ليبرالية لـ - الكشر
- توطئة لمناقشة مواقف السيد السيستاني المرجعية: حزب سياسي جديد
- جملة مفيدة خطا مطبعي في توصيف الارهاب
- نوروز
- الفضائيات العربية وذكرى الحرب تحريف، أم تخريف.. أم كليهما؟
- الحدث الاسباني.. بهدوء
- أسئلة الحرب..في ذكرى الحرب
- عن مشروع السيستاني.. السياسي
- هل كان صدام مغامرا شريفا؟
- آيات قرانية على صواعق
- الاعتراض على فقرات في الدستور: موقف ديمقراطي..لكن انتقائي
- اسرائيل وجيرونوفسكي.. وتفجيرات كربلاء
- وا جاراه.. واجاراه


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالمنعم الاعسم - الهمج من فصيلة دم واحدة