أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - ما بعد سقوط السرديات الكبرى














المزيد.....

ما بعد سقوط السرديات الكبرى


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2700 - 2009 / 7 / 7 - 09:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أن سقطت صورة الديكتاتور الكاريزمية المثقلة بالشعارات و بعد أن انهارت تلك الهالة من حولها التي اتضح أنها جوفاء , و دون الحاجة إلى كبير عناء حصلت النخبة على , أو اكتشفت , بديلها , الرجل العادي أو ما تحت العادي , الذي أمكن أن يتحول إلى أسطورة فقط لهذا السبب , في الواقع عندما كانت صورة عبد الناصر في أوج صعودها لم يكن من الممكن لأي "زعيم" عربي آخر أن يشكل تهديدا جديا له , فئة محدودة مسيسة امتلكت ما يكفي من القدرة للبقاء خارج تأثير أيقونة الزعيم , غالبا لأسباب إيديولوجية للأسف , يومها التحق أغلب اليسار بعبد الناصر و اخترعت تبريرات فكرية فصلت على مقاس عبد الناصر لتبرير هذا الالتحاق السياسوي أما الإخوان فكانت علاقتهم بالنظام و رأسه قد اتجهت نحو صدام مستمر عنيف استعرض فيه النظام كل قدراته القمعية , كان سقوط الديكتاتور نتيجة الواقع الموضوعي نتيجة أزماتها غير القابلة للحل لا نتيجة تحليل النخبة النقدي للسلطة , ليس فقط كرها بصورة الزعيم السابقة بل لأن الصورة البديلة لا تقدم الكثير من الخيارات , فبطل هذه الأيام هو ذلك الرجل المتواضع ( كيلا نقول الوضيع ) العادي جدا ( ليس من حيث موقعه الاجتماعي بل مؤهلاته الشخصية ) , الذي يفتقد إلى أية كاريزما شخصية و حتى أحيانا إلى شكل مقبول في عصر سيطرة الصورة على الوعي , لذلك يعاد إنتاج هذا البطل ( بعد ولادته الأولى في رأس مؤسسات السلطة , المكان الحصري لإنتاج الزعماء ) في مختبرات وسائل الإعلام الجماهيري السلطوية و في المخيال الخاص بالنخبة سواء المنضوية في مؤسسات إنتاج سياسية و فكرية رسمية تابعة للسلطة تصر على الزعم بحيادها الإيديولوجي و السياسي و الفكري على اعتبار أن مدائحها لبطلها الجديد نابعة من رؤية واقعية و لذلك يحتل الزعيم المهزوم أو المأزوم الخصم هنا المركز في مجمل مقاربتها لبطلها الجديد معتبرة أن المقارنة مع صورة البطل المهزوم لصالحه دون نقاش , تتحول القضية هنا إلى المقارنة بين قبيحين , لكن كون شيئا ما أقل قبحا من شيء آخر لا يجعله مغريا بالضرورة , تنتقد الخطابة التي لا يتقنها بطلنا , و في بعض الأحيان لا يتقن حتى الكلام العادي , كجزء من خطاب ديماغوجي مخصص لتضليل الجماهير , هذه المحاولة لتحويل الفشل اللغوي و القصور في ملكة المحادثة بين البشر إلى ميزة تستبعد النقاش المتزن المنطقي كبديل عن الخطابة الديماغوجية , لأن النقاش المتزن المنطقي , بمعنى النقاش مع بشر آخرين غير تابعين , لم يكن أبدا من متطلبات الزعيم , ما دام هناك من هو مستعد لإغداق المدائح على الزعيم و اكتشاف مزايا ( خيالية على الأغلب ) فيه , تضطر النخبة التي تعمل لدى أنظمة الرجل العادي إلى أن تكتب عنه بقصد أن تجعل الناس يرونه من خلال مكبرة ( إن لم يكن مجهرا ) , و كما هي الحالة مع عبد الناصر و الأسد و صدام تلجأ إلى المبالغة و المزيد من المبالغة للتعويض عن هذا النقص , و ينطبق نفس الشيء على السياسة بالمفهوم الجديد السائد حيث يجري إحلال اللا موقف مكان المواقف السياسية السابقة على أنه سياسة جديدة "حقيقية" و "جدية" و حتى "فعالة" ( طبعا على المدى البعيد ) , يريد هذا اللا موقف أن ينأى بنفسه عن تثبيت الهزيمة التاريخية و الحضارية و العسكرية لأنظمة الاستبداد القومية , رغم أنه لا يفعل إلا هذا فقط , و تصبح كل أعلام الأنظمة , دون استثناء , ملونة أساسا باللون الأبيض كرمز سياسي و فكري و حضاري يترك للنخبة وظيفة شرح فضائله و ضروراته , و لا ضير في ذلك ما دام التثاقف و حوار الحضارات و الأديان يعني أن النخبة و أسيادها قادرون على شراء آخر المنتجات الاستهلاكية التي ينتجها الغرب المسيطر بسرعة لا تقل عن أكبر مليارديرات هذا العالم المتقدم نفسه , تتحول النهضة ( بعد أن كانت أيقونة الستينيات و الخمسينيات و انتهت من السد العالي و شعار بترول العرب للعرب إلى سجون أبو غريب و تدمر و أبو زعبل ) إلى تعيين شعوب بأكملها كخدم مطيعين لسفراء الدول المتقدمة ( دول المركز الرأسمالي ) كآخر تفسير للحداثة أو النهضة , ليس غريبا أنه ذات يوم عندما استيقظ سعد الله ونوس من وهم طويل أن وصف زمانه بالفيل يا ملك الزمان , أما نجيب سرور فقد استكثر الفيل على ملوك زماننا فاعتبر الفأر و ليس الفيل هو ملك هذا الزمان , زمان يستأسد فيه الفأر على الفيل.........

مازن كم الماز








#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين نجاد و ميلباند
- الملكية العامة و الملكية الجماعية
- المثقف الصعلوك / البقاء خارج المؤسسة
- عندما تنقلب رأسمالية الدولة البيروقراطية على نفسها
- الرياضة كبديل للسياسة
- رسالة من مقهورين إلى مقهورين
- ملامح الثورة الإيرانية الجديدة
- أوشفيتزالفلسطيني
- يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
- عن خطاب السيد أوباما
- من الاستبداد إلى الاستبداد
- مزايا و محدودية الديمقراطية الكويتية
- وقفة مع كلام المفتي عن الحرية
- في نقد أخلاق العبيد
- في نقد النزعة الإنسانية
- نقد نقد الماركسية و القومية السائدة سوريا
- محاولة لتعريف الأناركية
- في ذكرى رحيل نزار قباني :الشاعر و الزعيم
- في مواجهة قانون الأقوياء
- شيطنة الأصولية


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - ما بعد سقوط السرديات الكبرى