أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - يُتمْ بمنجنيق الغضب














المزيد.....

يُتمْ بمنجنيق الغضب


عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2699 - 2009 / 7 / 6 - 06:28
المحور: الادب والفن
    


انتظرولادة زوجته.. لم تكن بيئتهم البائسة الفقر تلجأ للسونار لتتحقق من جنس الجنين فعنده من الجنسين بلّ
لم يعيّن اسمين مفترضين للوليد القادم ، المهم سلامة الأم التي ولدتها في المستشفى الحكومي المجاني،انثى كانوا يرون على جبينها اللجيني نسمات خير وبسمات سرور مفقودتان بيئيا!.راجع الأب مع القابلة المآذونة شعبة الإحصاء لنيل شهادة الميلاد وتصديقها و لسرعة التسجيل في البطاقة التموينية وإكتناز علب الحليب الممنوحة للرضيعة لبيعه فأمها مرضعتها الطبيعيةولما وصله الدور سأله موظف السجل ماذا أسميتها؟ قال الأب لم اختر اسما ، انفرجتْ بغرابة آسارير الموظف المقطّب الجبين ذو السحنة المقيتة الرؤية المقرفة عند التحديق وهو يرتدي بدلة الرعب الزيتونية متفاخرا فقال سأختار لها اجمل الأسماء ولاأظنك ستعترض! تبسم الأب صاغيا قال سأختار لها اسم حلا! وبمجرد نطق الأسم بالتداول اللفظي تأجج الموقف بين المراجعين!كأن صاعقة هّزت أركان الغرفة ، ثار لغط وهمهمات هرب بعضهم ووجم البعض ولجم لسانه وانحنت اغلب قامات المراجعين كأنما على رقاب رؤوسهم المتحيرة، الطير وأرتبكت أيادٍ البعض فتساقطت منه الاوراق بإرتجاف ومنهم من أنسّل مستغلا قربه من الباب فكأنما فجرّ الموظف بإلاسم حلا: قنبلة دخانية في الغرفة!
كان الجميع يعي أن حلا مدللّة السلطان الجائر قاطع الرقاب اليانعة او التي في طريق الينع! ولم تجد زمنا لكي تينع.. وإن اسمها مرتبط بالحلوى و الحلويات ممنوعة اللفظ والتداول والمذاق والسبب الحصار و شحّةالسكر في الاسواق! بل ومن يتكسب بالحلويات يخرّب الاقتصاد الوطني ويساق كالاغنام في عيد الاضحى لمصير محتوم!فالمشروبات الغازية ممنوعة والكنافة سلاح ذري ممنوعة والبقلاوة فريدة الطعم بالتمني في اللسان بلاتذوق!
صمت الأب ،تملكته الرهبة وضيعّه الإرتباك فقد كان صمته الرهيب ناقوس خطر داهم عليه فالسكوت هنا ليس علامة رضا في عقود الزواج بل يثير شبهات شرطة كوكب نبتون المرتدين الزيتوني والمنتشرين في كل ثنية ومنعطف وزقاق!! وبينما التحديق والتفكر يأسره، نهره الموظف بعنف وتقريع: لماذا صمتت؟ تبقون متخلفين! تتداولون اسماء التاريخ للتبرك والتيمّن! ألم يعجبك الأسم؟ حلا... حلا.. وأخذ يرددها كأنشودة على طريقة الأداء الاوبرالي! بتضخيم مقيت لصوته الجهوري المبحوح ونبرته المتحشرجة ..حلا!الاتفكر بمميزات الاسم؟ والاكراميات التي ستنالها و قد يغدق عليك بها السلطان في المناسبات؟ ثم عنّفه امام الجمع المتوتر إرتباكا ،منتفضا كالطاووس المنفوش ريشه لانه يعرف ان البسطاء هناك يرتعبون من لون الزي الزيتوني حتى لو ارتداه حمالا في سوق المدينة! فكيف بسماع أسم حلا مدللّة السلطان ؟!
عندها قشع الأب غيوم الصمت فيه فتحرر فمه من أسر قيد الذهول و مزق شرنقة الخوف وأنفرجت أساريره فجأة فقال للموظف: ياعمي :الأسم على رأسي خير الاسماء واجلّها وإبنة القوم الاكارم الافاضل الاطياب !ولكن انت تعرف بيئتنا هنا فهذا الاسم بين اولادي لااستطيع رميه حتى بمنجنيق عند غضبي! وهي أبنتي ولااستطيع شتم ابوها وهو انا: لسبب كلنا نعرفه إنها سرعان ما تصبح بوجودكم في كل آن ومكان: يتيمة!!

عزيز الحافظ



#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودوا للمقارعة ايها اليساريون!
- ماذا بعد عبور كأس القارات ياعراق؟
- طابوقة أوسكار القيظ!
- الوصايا العشرة للكويت الشقيق
- المراة ذات الوجه القططي
- محاذير الصراحة في العراق
- لندفع تعويضات الكويت برسوم شعبية!
- الكويت قلوبها معنا وسيوفها على أعناقنا!!
- من هم مرشحوا التسوية لرئاسة وزراء العراق ؟ج3
- شوطان الاول انتهى والثاني لم يبدأبعد
- رحلة سفر قصيرة من الداخل للجوادر لمدرب مبدئي قدير
- ماهي حظوظ المالكي برئاسة الوزراء القادمة؟ ج2
- مرؤة في طعام تقود للاعدام!
- لاتضللونا فإيران ليست ارض المعاد لشيعة العالم!
- ماهي حظوظ المالكي برئاسة الوزراء القادمة؟ ج1
- قتيل حوار النوافذ
- من هو رئيس جمهورية العراق القادم؟
- هل أنصفت التشريعات الإسلامية المرأة بالطلاق؟ ج3
- فازت الحكومة قبل فوز رعد حمودي بالاولمبية العراقية
- هل انصفت التشريعات الاسلامية المرأة بالطلاق؟ ج2


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - يُتمْ بمنجنيق الغضب