أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - زهير الخويلدي - ابن خلدون ليس الشعلة الأخيرة














المزيد.....

ابن خلدون ليس الشعلة الأخيرة


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 2699 - 2009 / 7 / 6 - 06:19
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ترجمة وتعليق زهير الخويلدي

"إن ابن خلدون كان مكتشفا لأخطر ظاهرة في عصرنا وهي ظاهرة التخلف وعالجها بأسلوبنا الحديث فكان زميلا لنا ومعلما" ايف لاكوست
"بعض المختصين يعتبرون ابن خلدون بوصفه مكتشف علم الاجتماع. والمؤلفات التي كتبها حول التاريخ الكوني تبرز بشكل حديث جدا مفهوم الحضارة. ابن خلدون امتلك الإحساس بالوحدة العضوية لمجتمع ما، وكل عنصر أو بعد تم اعتبارهما في علاقة ضرورية مع العناصر والأبعاد الأخرى، علاوة على أن صيرورته تغذيها سببية نوعية. لقد عاش في القرن الرابع عشر وكان آخر مفكر كبير للإسلام. في الأثناء اتجهت أوروبا بواسطة علمها وتقنيتها إلى غزو الأرض. انه في هذه اللحظة بالذات التي غطس فيها العالم الإسلامي في ليل فكري حيث لن يخرج البتة"
هذا النص الذي نقلته إلى العربية من الفرنسية خطير بكل ما في الكلمة من المعنى ويعبر عن تمركز لوغووسي واثني وثقافي غير مبرر في زمن العولمة لأنه نشر مؤخرا وبعد مراجعات عديدة قام بها الفكر الغربي لنفسه وادعائه العزم على تلطيف النظرة إلى الآخر والتشريع إلى التنوع والاختلاف وتوجهه نحو إجراء حلقات من الحوارات مع الثقافات والأديان واللغات المغايرة وظل يتبنى نفس الذهنية التي تنظر إلى الآخر من زاوية الشرفة المتعالية وتتحكم فيه عقدة التفوق والكبرياء. وخطورته تتمثل في توجهه نحو الاستهلاك العمومي وحكمه المسبق على العالم الإسلامي كونه غطس في الظلام ولن يعود إليه النور وكون ابن خلدون هو آخر مفكر عرفه الإسلام وأنه اختص بالتاريخ والاجتماع والحضارة في حين أن هذا الأخير اختص في مجالات من بينها اللغة والتربية والفن والصناعة وترك وراءه نظرة موسوعية أثرت في رواد النهضة الأولى أيما تأثير وساهمت مدونته في بناء الثقافة الرسمية لمعظم الدول العربية المستقلة.
إن ابن خلدون مفكر عالمي وليس مجرد باحث إسلامي وان الفكر في حضارة اقرأ لم ينقطع بموت ابن خلدون بل تواصل وتطور في قطاعات علمية أخرى بشكل لافت وان العالم الإسلامي خرج من عصور الانحطاط مرات عديدة وأنه وجد العديد من العلماء والمفكرين والفلاسفة ورجال الإصلاح والتربية وان هذا العالم الآن هو بصدد الإعداد للاستئناف الثاني على الصعيد الكوني. إن أهمية ابن خلدون ليس فقط من جهة التاريخ والعمران بل من جهة الأخلاق والسياسة لأن نظرته الواقعية مكنته من فهم طبيعة الملك وعلاقة الروحي بالدنيوي وتفسير كيفية انتقال الدول من البداوة الى الحضارة ووضع قانون يحدد المراحل والأطوار التي تمر بها كل دولة وهي خمسة:
- "الطور الأول: طور الظفر بالبغية وغلب المدافع والممانع والاستيلاء على الملك وانتزاعه من أيدي الدولة...
- الطور الثاني: طور الاستبداد على قومه والانفراد دونهم بالملك وكبحهم عن التطاول للمساهمة والمشاركة...
- الطور الثالث: طور الفراغ والدعة لتحصيل ثمرات الملك مما تنزع طباع البشر إليه من تحصيل المال وتخليد الآثار وبعد الصيت، فيستفرغ وسعه في الجباية وضبط الدخل والخرج وإحصاء النفقات والقصد فيها وتشييد المباني الحافلة والمصانع العظيمة والأمصار المتسعة والهياكل المرتفعة وإجازة الوفود من أشراف الأمم ووجوه القبائل، وبث المعروف في أهله...
- الطور الرابع: طور القنوع والمسالمة: ويكون صاحب الدولة في هذا قانعا بما بنى أولوه سلما لأنظاره من الملوك وأقتاله مقلدا للماضين من سلفه فيتبع آثارهم حذو النعل بالنعل ويقتفي طرقهم بأحسن مناهج الاقتداء. ويرى أن في الخروج عن تقليدهم فساد أمره وأنهم أبصر بما بنوا من مجده.
- الطور الخامس: طور الإسراف والتبذير ويكون صاحب الدولة في هذا الطور متلفا لما جمع أولوه في سبيل الشهوات والملاذ والكرم على بطانته..."
هذا هو ابن خلدون عالم الأنثربولوجيا السياسية يؤرخ لأطوار صعود الدول وانحطاطها ويحذر بأن الحضارة لا تدوم والدور يعود على الجميع وينبه أن المسألة الأساسية ليست في البحث عن الشروط المساعدة على السؤدد بل عن الشروط المبعدة للانحطاط والتخلف، فمتى تتخلى المؤلفات التاريخية الغربية عن التمركز على الذات وتحترم القيم الكونية التي بشرت بها العالم وتعمل على إنصاف للآخرين في الحكم على القيمة والرتبة؟ وألا ينبغي أن يفهم الآخر أن ابن خلدون ليس الشعلة الأخيرة؟ فما رأيه أن يتدبر هذا القول من المقدمة:" وأهل الدول أبدا يقلدون في طور الحضارة وأحوالها للدولة السابقة قبلهم فأحوالهم يشاهدون ومنهم في الغالب يأخذون. ومثل هذا وقع للعرب لما كان الفتح وملكوا فارس والروم واستخدموا بناتهم وأبناءهم، ولم يكونوا لذلك العهد في شيء من الحضارة" ؟ أليست هذه دعوة نحو التواضع والتثاقف؟
المراجع:
عبد الرحمان ابن خلدون، المقدمة، تحقيق سعيد محمود عقيل، دار الجيل، بيروت، الطبعة الأولى، 2005
Christian Godin, la philosophie, Antiquité, moyen Age et renaissance, pour les nuls, First- Editions, 2008
كاتب فلسفي





#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في العقل والعقلانية
- عالم الأشياء وعالم الأشخاص
- خطاب أوباما بين جامع الأزهر وجامعة القاهرة، قول موعود وحق مف ...
- وعي الكيلاني بالزمن السوفياتي: نقد ذاتي أم مراجعة إصلاحية؟
- الطاهر الهمامي يتسلق جبل الحياة الشامخ
- سيادة الدول في ظل عالمية المواطنة
- العمل والحرفة والفعل
- معالجة أبو يعرب لخصومة التأسيس في العقلانية النقدية
- تاريخ الله
- الديمقراطية بين العوائق والاستحقاقات
- جورج لابيكا: الفيلسوف الذي بقي مناهضا للامبريالية
- أوراق حول منزلة الفلسفة عند ابن خلدون
- العمل بين مطلب النجاعة ومبدأ العدالة
- في الحقيقة والدين والايمان
- طلوع الفكر من المنجم هو مثل طلوع الفطر من الأرض
- الخطابة الجديدة: الإقناع بدل المغالطة
- كيف يكون المرء حرا؟
- درء التعارض بين الكونية والخصوصية
- هل الأخلاق مشكلة معطلة أم تربية مهذبة؟
- أسباب الصدام بين الثقافات حسب صموئيل هنتغنتون


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - زهير الخويلدي - ابن خلدون ليس الشعلة الأخيرة