أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - هل من منظمة سرية وراء مقتل المجندين الكرد ؟















المزيد.....

هل من منظمة سرية وراء مقتل المجندين الكرد ؟


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2699 - 2009 / 7 / 6 - 06:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أن ووري جثمان الجندي - محمود هللي محمد – ذي التسعة عشر ربيعا الثرى في مسقط رأسه قرية – عين البط – بمنطقة – عين العرب – ( كوباني ) المعربتين في نهاية الشهر المنصرم يكون عدد الضحايا من العسكريين الكرد اثناء تأدية واجب خدمة العلم منذ عام 2004 قد بلغ بشهادات منظمات حقوق الانسان السورية ثلاثة وعشرين شهيدا لم يقض أي واحد منهم نحبه في الأعمال الحربية أو في الجبهة بمواجهة اسرائيل بل في الثكنات والمهاجع والطرق المؤدية اليها مما يفسح المجال لظهور الكثير من الشكوك لدى ذوي وعائلات الضحايا في وجود أسباب أخرى غير معلنة مرتبطة بخطط عنصرية تستهدف أبناء القومية الكردية ومما ضاعف تلك الشكوك هشاشة الحجج وانعدام الأدلة المقنعة التي تقدم عادة للأهالي لدى تسليم الجنازات من جانب مسؤولي السلطة العسكريين والأمنيين .
من الصعوبة بمكان تبرئة السلطة من دماء المجندين الكرد عندما نعلم أن ظاهرة التصفيات الجسدية هذه بفعل القتل العمد قد بدأت منذ ارتفاع وتيرة القمع على الصعيد الوطني العام من اعتقالات وملاحقات ومحاكم استهدفت كل من يشكك في ولائه للنظام من شرائح وفئات ومجموعات معارضة وأفراد وتفاقمت بالتزامن مع صدور قرار سياسي – أمني من رأس النظام بناء على توصية من مسؤول الملف الكردي اللواء محمد منصورة يقضي بتنفيذ خطط زجرية عنفية تقوم باعدادها لجنة من كبار جنرالات أمن النظام باشراف مباشر من شقيق الرئيس ماهر الأسد – للي أذرع - النشطاء في الوسطين السياسي والثقافي في المناطق الكردية الى درجة اثارة بعض الزعامات القبلية العربية الموالية للسلطة على الكرد في المناطق المختلطة وخاصة المتاخمة للحدود العراقية كرسالة سياسية في الوقت ذاته الى القوى المتعددة الجنسيات وخاصة الأمريكية وحكومة اقليم كردستان العراق الفدرالية وكلنا نتذكر مخطط الفتنة قبل خمسة أعوام في نفس عام استشهاد الجندي الكردي الأول – محمد شيخ محمد – من عفرين الذي أفشلته الجماهير الكردية في هبتها المجيدة بالمواجهة الدفاعية الشجاعة في القامشلي وكوبانية وعفرين وحلب وزورافا بضواحي العاصمة دمشق بعد أن قدمت كوكبة من الشهداء الذين راحوا ضحايا رصاصات قوى السلطة القمعية بكافة تشكيلاتها المعروفة .
انتكاسة المخطط حينها لم تكن نهايته بل يستمر بمختلف الصور والأشكال حيث مازال نظام الاستبداد بأشد الحاجة الى خوض معارك أمنية جانبية لحرف الأنظار عن الصراع الأساسي بينه من جهة والشعب السوري بغالبيته وبينها الكرد من الجهة الأخرى ومازال الشأن الكردي ورقة مناسبة للتلاعب بها واستثمارها في اثارة الفتنة القومية الداخلية وتفكيك وحدة صف الشعب السوري على أساس اختلاق وتضخيم الخطر الكردي المزعوم بالاضافة الى حاجة أخرى وهي تعويض النقص بالمزايدة القوموية الداخلية عن فشله في استرجاع الأرض الوطنية والحفاظ على سيادة الوطن والعجز عن تطبيق ولو جزء بسيط من الشعارات القوموية البراقة الممانعة المرفوعة دائما وأبدا تجاه القضية الفلسطينية والعمل العربي المشترك والوحدة العربية وفي هذا السياق وحده يمكن قراءة عمليات اغتيال الجنود الأكراد أما على صعيد آليات التنفيذ المنظم والدقيق والسري لهذا المسلسل الرهيب فيعود حسب كل التقديرات الى وقوف منظمة في غاية السرية من ورائها على غرار المنظمة العسكرية الفاشية التركية – أرغنكون – التي كشف حتى الآن عن جزء يسير من عملياتها السرية بعد اعتقال بعض أعضائها من اغتيالات وتصفيات واعتقالات وخطف استهدفت نشطاء الحركة الكردية في تركيا وقامت بأعمال مثيرة للتعصب والعنصرية للحيلولة دون ايجاد الحل السلمي للقضية الكردية والابقاء على مراكز القوى العسكرية وامتيازاتها وهي كما أعلن عنها تنظيم قديم نشأ وتوسع عبر غلاة الضباط العسكريين والأمنيين الشوفينيين واستغل في مجال نقل المعلومات وتنفيذ العمليات شخصيات كردية محسوبة على الحركة القومية الكردية وفي هذا المجال لانرمي التهمة جزافا ولانضع فرضية وجود – أرغنكون – سوري من وحي الخيال بل استنادا الى المعطيات التالية :
1 – القطاع العسكري الأكثر موالاة للنظام والمغلق باتقان منذ تسلط حزب البعث بداية ستينات القرن الماضي في مراتبه العليا ومؤسساته القيادية وأجهزته المخابراتية على الكرد حيث يمنع عليهم الانتساب الى الكلية العسكرية أو تسنم المواقع نقول بأنه المكان الأنسب في السرية والتحكم لحبك المؤامرات وتنفيذ الخطط من دون اشكالات محتملة .
2 – يمكن لأي مخطط يجري تنفيذه عبر هذا القطاع أن يغطي كافة المناطق الكردية ويؤدي مهمة توجيه رسائل التهديد والتخويف بالقتل والابادة الى كل عائلة كردية في جبل الأكراد أو كوباني أو الجزيرة أودمشق وحلب وسائر أماكن التواجد الكردي في الأرياف والمدن في الداخل والخارج .
3 – تمشيا مع الرؤية الأمنية للقضية الكردية من جانب الأنظمة السورية المتعاقبة واعتبارها تمس الأمن القومي العربي يتم التعامل مع الكرد شعبا وحركة سياسية بمنظورعسكري مجرد وعبر جهاز الاستخبارات العسكرية منذ عهد الضابط الانقلابي أديب الشيشكلي مرورا بالعقيد عبد الحميد السراج والعقيد حكمت مينة والمقدم منذر الموصللي والعقيد يوسف طحطوح وانتهاء بالملازم – اللواء محمد منصورة والعقيد ماهر الأسد وتعتبر هذه الحفنة من الضباط العسكريين جزءا من كتلة أوسع واكبت تنفيذ السياسة الشوفينية أنيطت بها في مراحل متلاحقة مهام محاربة الكرد بكل السبل المتوفرة ومنها انبثق جهاز مخصص للملف الكردي .
4 – الدفعات الأولى من المعتقلين الكرد من الرعيل الأول أحيلت الى سجن المزة العسكري وغالبية عظمى من الدعاوي المرفوعة على الناشطين في الحركة السياسية الكردية مرت عبر المحاكم العسكرية تلتها محكمة أمن الدولة العليا الخاضعة للقوانين العسكرية الصارمة حيث كان كاتب هذه السطور الى جانب الراحل عثمان صبري من ضيوفها الأوائل عامي 1968 و 1969 وحضرا جلستي الاتهام والدفاع عندما انعقدت في مبنى البرلمان السوري بدمشق خصيصا وللمرة الأولى لمحاكمة ومعاقبة وادانة قادة الحركة الكردية بهيئتها العسكرية الغالبة ورئيسها الذي تشاء الصدف أن يكون من أقارب حكمت مينة مدير جهاز المكتب الثاني العسكري في القامشلي في بداية عهد الوحدة .
5 - في جميع البلدان التي تقتسم الشعب الكردي تتواجد منظمات – أرغنكون – بأشكال متنوعة وبتداخل مباشر مع أجهزة استخباراتية عالمية كما كشفت عنها محاكمات بعض الضباط الأتراك مؤخرا وشهدت التنسيق والتعاون الى أبعد الحدود تحت ظل أحلاف واتفاقيات وتجمعات مختلفة من حلف سعد أباد الى حلف بغداد والمعاهدة المركزية وحلف الناتو واتفاقية الجزائر والاجتماعات الأمنية الثلاثية والرباعية التي بدأت في أنقرة ودمشق وطهران وبغداد وانتهت أخيرا على اتفاقية أضنة الأمنية بين نظامي سوريا وتركيا وهي تجسيد علني لأجندة سرية بين الجانبين لايمكن استبعاد تعاون – ارغنكوني – أقدم بكثير من توقيت ابرامها قد تكون قضية الضابط الأمني التركي – رشاد – الذي انكشف أمره بالقامشلي في بداية الستينات أحد أبرز أسرارها كلغز لابد من تفكيك طلاسمه في يوم من الأيام .
في بداية السبعينات واجهنا ضمن اطار الحركة السياسية الكردية أصواتا تدعو الى مقاطعة واجب خدمة العلم من جانب الشباب الكردي وبذلنا جهودا لمناقشة المسألة انطلاقا من كون الخدمة الالزامية مسألة وطنية فوق الاعتبارات السلطوية والسياسية وخلال العقود الأخيرة وبسبب محاولات أنظمة الاستبداد المتعاقبة في بلادنا بلجم ارادة الجيش السوري في تحرير الجولان والاسكندرون واستثمار قوى الجيش والأمن لصالحها ومن أجل حمايتها وتوجيهها كأدوات قمع للجماهير وأجهزة للتسلط وافراغها من المحتوى الوطني عبر الاستقطابات الآيديولوجية والفرز الطائفي وبعد أن تحولت خدمة العلم الى مكمن لاصطياد الشباب الكردي لدوافع عنصرية بغيضة تهدد الوحدة الوطنية فقد آن الأوان لأن تعيد الحركة الوطنية السورية العربية والكردية والنخب الثقافية والطبقات والفئات الاجتماعية النظر في قانون خدمة العلم وتعريفها من جديد وتحديد هل هي خدمة الوطن أم خدمة النظام ؟ .




#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستبداد الشرقي في مشهده الجديد
- ولكن ماذا عن حركات شعوب ايران
- وانتصر عليهم أدونيس في حلبجة
- الظاهر والمخفي في الأزمة الايرانية
- أوباما : الابن الأسود البار للمؤسسة
- هزيمة - الممانعة - في لبنان
- نفط كردستان في خدمة العراق الفدرالي الجديد
- نحن و- الشوفينييون الجدد - مراجعة نقدية لمشروع متعثر ( 10 )
- بديل” التوافقية “ في نموذج العراق
- اخوان سوريا من - العثمنة - الى - البعثنة - مراجعة نقدية لمشر ...
- الأولوية لمواجهة الاستبداد
- مراجعة نقدية لمشروع متعثر ( ثلاثة أعوام عجاف في جبهة الخلاص ...
- سوريا أولا نعم ولكن أية سوريا ؟ مواصلة الحوار مع د عبدالرزاق ...
- بمناسبة عيدها ألا تحتاج الطبقة العاملة لاعادة تعريف
- لماذا التدريبات المشتركة ؟
- مراجعة نقدية لمشروع متعثر ( ثلاثة أعوام عجاف في جبهة الخلاص ...
- - أبو مازن - في كردستان
- دفاعا عن الحقيقة ))) ردنا على بيان - أمانة السيد خدام -
- ممثلو المكون الكردي يقاطعون - جبهة الخلاص -
- في قمة الدوحة لم يكن البشير وحده مطلوبا


المزيد.....




- في وضح النهار.. فتيات في نيويورك يشاركن قصصًا عن تعرضهن للضر ...
- برج مائل آخر في إيطاليا.. شاهد كيف سيتم إنقاذه
- شاهد ما حدث لمراهق مسلح قاد الشرطة في مطاردة خطيرة بحي سكني ...
- -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- صفحات ومواقع إعلامية تنشر صورا وفيديوهات للغارات الإسرائيلية ...
- احتجاجات يومية دون توقف في الأردن منذ بدء الحرب في غزة
- سوريا تتهم إسرائيل بشن غارات على حلب أسفرت عن سقوط عشرات الق ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- الجيش السوري يعلن التصدي لهجوم متزامن من اسرائيل و-النصرة-


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - هل من منظمة سرية وراء مقتل المجندين الكرد ؟