أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الجواهري - كالمستجير من الرمضاء بالنار















المزيد.....

كالمستجير من الرمضاء بالنار


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 823 - 2004 / 5 / 3 - 07:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إعادة تأهيل البعث وليس إجتثاث له، نعم هذا ما قرأه العراقيين في أحداث الأيام الأخيرة، وكأن أمريكا قد جاءت لكي تبعد صدام ورموز نظامه الخمسة وخمسين فقط، وكل ما حصل، ما هو إلا تمثيلية دموية راح ضحيتها العراقيين فقط، وها هو البعث يعود اليوم من جديد ينفض عن نفسه التراب بعد أن نهض من تحت الركام وكأنه كان مخبأ هناك، وكأن شيئا لم يكن.

أول الغيث قطر، فأول من أعيد تأهيله هو قادة الحرس الجمهوري للنظام المقبور وإعادة آلاف من البعثيين للخدمة من المعلمين ليستمروا بتسميم عقول الأجيال الجديدة كامتداد لسياسة غسل المخ التي اتبعها البعث عبر عقود.

إنه استفزاز لكل العراقيين وبالخصوص من كانوا مدادا للمقابر الجماعية بالأمس، فمن أعيد اليوم هم المخلوقات البهيمية التي صنعت المقابر الجماعية بالأمس، وهذا ما يمكن أن يكون الشرارة الأولى لحرب لا تبقي ولا تذر، فالشعب كان من الشجاعة بحيث وقف في كل يوم من العقود الأربعة الماضية بوجه أعتي نظام عرفته البشرية وأكثرها وحشية وهمجية بالقتل، ولم يتوقف يوما من الأيام عن الرفض والثورة التحدي للنظام الدموي.

يجب أن ينظر للموضوع من كل الجوانب:

إن حجم المقابر الجماعية لا يدل فقط على همجية نظام البعث، ولكن بذات الوقت يعكس حقيقة إن هذا الشعب قد كان قويا جدا بمقارعته لوحشية النظام، فلو كان العراقي مستسلما خنوعا صاغرا لما أحتاج نظام صدام البعثي أن يحفر المقابر الجماعية، ولا هو محتاجا لأنفال، ولا تصحر الأهوار بعد تجفيفها، ولم يكن بحاجة لكل تلك السجون وحفلات التذويب بالتيزاب، ولم يكن النظام بحاجة لتسعة أجهزة أمنية إستخباراتية مختلفة عن بعضها، ولم يكن بحاجة لأربعة جيوش وهي الجيش النظامي والحرس الجمهوري وفدائيي صدام وجيش القدس، ولم يكن بحاجة لأن يجعل من كل بعثي عبارة عن جاسوس على أهله وأقاربه وأصدقائه وعلى كل من تراه عينه، ولم يكن بحاجة لاستغلال الحاجات الإنسانية اليومية كالغذاء والدواء والملبس والمسكن وتسخيرها كوسائل لابتزاز العراقيين، ولم يكن بحاجة لأن يتخذ من الشعب رهائن عنده ولا دروع بشرية له، ولو كان العراقي سهل القياد من قبلهم لما كان البعث وحشا همجيا غادرا قاتلا مستبيحا ويحمل كل قبيحة إلى هذا الحد الذي عرفناه به. لأن كل ما قلته يدل دلالة واضحة جدا إن شعبنا شعب حي وشعب جبار وشعب عركته السنون والجور والطغيان ولم يعد يكترث للموت وليس لديه ما يخسره بعد اليوم.

فلو نظرنا من هذه الزاوية لتبين لنا إن الشعب العراقي كان ومازال قويا شجاعا لا يأبى الموت، وإن الصمت الذي سمعه الأمريكان مدويا من غالبية الشعب العراقي لم يكن صمت خنوع، ولا هو صمت من سلبت إرادته، فالشعب مازال يملك إرادته والدليل قائم وليس بحاجة لإثبات فقد أثبته نيوتن العالم الفيزيائي منذ زمن بعيد، من أن لكل فعل رد فعل مساو له في القوة ومعاكس له في الاتجاه، ولا يختلف القانون الفيزيائي الطبيعي عن القانون الاجتماعي بشيء حتى لو فعلوا المستحيل لتحييده، فالطبيعة هي الشعوب وهي ومن يضع القوانين بعفوية مطلقة ودون تدخل من أحد، فانظروا لما يقول هيجل من أن الحرية تولد من رحم القهر.

إن ما حصل في الأيام القليلة الماضية ما هو إلا تجاوز على الموضوعية بالتعامل مع الأمور وليس من خلال التهريج الإعلامي الذي واظب على تشويه ولوي الحقائق لتحريفها، ولا من خلال نصائح لمن في إذنه وقر، فالسياسة كأي علم له أصوله وله قوانينه التي يتم من خلالها حساب حركة المجتمع وذلك بدراسة المؤثرات الحقيقية لحركة التاريخ وليست المفتعلة. النصائح الجديدة، أو البديلة التي نصحت بها الإدارة الأمريكية ما هي إلا عبث سياسي وتجربي بشعب سأم الموت والقهر والإرهاب، فالأمر لابد أن يأخذ مجراه من خلال دراسة علمية واضحة مبنية على حقائق وليس حقائق قد لوي عنقها حتى انقطعت الرقبة، ولا من خلال رغبات مشروعة لطرف دون طرف آخر، فالسياسة علم له أصوله، وكل ما أود أن أذكر المحتل به هو العودة لهذه القوانين وليس التطير، وإلا فالأمر مختلف، إي ليس مجرد خطأ أو تجريب، بل هو بحق عبارة عن مؤامرة بشعة ونستطيع أن نحدد ما هي دوافعها الحقيقية. إن من طبيعة العراقي أن لا يلدغ من جحر مرتين، وقد لدغ العراقي من الأمريكان ومن البريطانيين ألف مرة، لذا لم يكن ممكنا أن يصدق ذريعة المحتل من إنه جاء محررا، ويبدوا إنه كان على حق، وعلينا نحن السياسيين أن نتعلم من أن الشعب هو الأصدق دائما.

يبدو أنهم كانوا يريدون لنا أن نكون كالمستجير من الرمضاء بالنار، ذلك أن كل ما في المشهد اليوم من صور هو إن هناك مؤامرة كبرى على هذا الشعب. ولكن وإن تبدوا الشعوب بسيطة، فهي من أبلغ من يقول كلمة، وقد علمتنا الشعوب البسيطة كل البلاغة، وهي من كتب التاريخ، وهي من يملك الحقيقة، كل الحقيقة.

بالرغم من ان البعض قد عمل ضد مصلحته ومنهم إيران التي سعت ومازالت تسعى بغباء سياسي مطبق لعودة البعث، منذ اليوم الأول لسقوط التمثال بل ومن قبل ذلك، كانت تعتقد إيران ومازالت إن وجود أمريكا على حدودها سيكون هو التهديد الأكبر لها، فراحت تعبث بأمن العراق مستبيحة كل محرمة في العراق ضنا منها إن إفشال المشروع الأمريكي في العراق سوف يجعل منها آمنة إلى حين، وفي واقع الأمر إن التهديد الحقيقي يأتيها من العراقيين أنفسهم بوجود أمريكا، فأمريكا يمكنها أن تمرر كل مشاريعها وبالشكل الذي يعيد التاريخ فترة خمسة وعشرين سنة كاملة، فها هو العراق بجيش من بقايا جيش البعث الطائفي العنصري الحاقد على إيران يعود ليواجه إيران. ألم يكن أفضل لإيران أن يكون هناك عراق ديمقراطي مسالم على طول حدودها الغربية من هذا الجيش الذي يعاد تأهيله من جديد؟ ولو ظن الإيرانيين إن العراقيين لن يستطيعوا أن يحكموا أنفسهم بالطريقة التي يشاءون بوجود أمريكا، فهذا ممكن وفيه الكثير من الواقعية، ولكن لو كان العراقي يمتلك إرادته يضل نظام ديمقراطي سيكون الأمر مختلفا جدا سواء حتى لو كان بظل الوجود الأمريكي، وهذا ما لم تستطع إيران أن تفهمه وسوف لن تفهمه وذلك لطبيعة تفكير الساسة الإيرانيين، فإن القيادة الإيرانية لا تعتقد إن للشعب كلمة، فهم من كمم الأفواه ومن قتل الديمقراطية في إيران وأقاموا نظامهم الشمولي المدعوم بشرعية الدين والتوكيل الإلهي الممنوح للفقيه الولي ومؤسسته. لقد أضاعوا على أنفسهم الفرصة بوجود نظام ديمقراطي آمن ويؤمن لهم حدودهم الغربية، وأضاعوا علينا نحن العراقيين الفرصة بهذا النظام وأعادوا لنا مخلوقات الشر القبيحة الذين بنوا لهم مجدا من المقابر الجماعية للعراقيين. نعم ها هو الحرس الجمهوري يعود وسيتعزز بأسلحة أمريكية متطورة وأجهزة أمنية كما في النظام السابق وستعود آلة الموت والدمار تعمل من جديد في العراق، آن ذاك ما الذي سيفعله مقتدى؟ هل سيستطيع أن يواجه هذا الغول الجديد المدرع والذي يأبى الموت كالمخلوقات الخرافية؟ ولا أستبعد أن تكون النجف وكربلاء من أول أهدافه بحجة عودة النظام والأمن للعراق، أما الصدر نفسه فلا أعتقد إن إيران ستوفر له الملاذ الآمن، لأن إيران نفسها سوف لن تكون آمنة على عمائمها ولا لحاها.

إن إيران وأذنابها في العراق هم كارثة العراق الحقيقية قبل جيش البعث ونظام البعث وكل من له مشيئة وأطماع بالعراق.

الصدر وأتباعه يدركون تماما لو إن البعث سيكون رحيما بأهل الفلوجة لطائفيته، فإنه سوف لن يكون رحيما أبدا بالصدريين في النجف، وربما سوف لن يكون رحيما حتى بذلك الطفل الرضيع في حضن أمه ولا بالشيخ المقعد ولا بأي شكل من أشكال الحياة لو دخل النجف، ذلك لأن البعث طائفي.

فلو كانت إيران قد قرأت المشهد قراءة صحيحة متأنية لكان الأمر مختلفا اليوم، ولكن لله في خلقه شؤون!!!!

يجب أن لا ينسى الأمريكان:

يجب أن لا ينسى الأمريكان إن جيشهم قد دخل العراق بمشيئة عراقية من الشعب المقهور، ولولا إن هذا الشعب هو من سمح لهم بالدخول، وذلك بوقفة الحياد، بل انتفاضة الحياد التي قام بها الشعب، لما استطاعوا أن يشاهدوا بغداد، بل لم يتجاوزوا حدود إم قصر لحد الآن. فعليهم أن لا ينسوا النظرية التي تسلحوا بها يوم أقدموا على هذه المغامرة الكبرى، فهي صحيحة جدا، النظرية التي تقول "إن جيشا لم يلقى دعما من شعبه، مهما بلغ من قوة، سوف لن يستطيع الصمود أمام أضعف غاز لحياضه، وبالفعل سقط الجيش والنظام لأن العراقي لم يقدم له الدعم، وهذه النظرية أيضا تعني ضمنا، إن الشعب لم ولن يكون غافلا، ولم يكن ساذجا، وليس بامكان أحد أن يخدعه، ولا بإمكان أحد أن يستهين به، وعلى الجميع أن يحترم رغباته، فهو الذي يحرك التاريخ وليس هم مهما عظمت آلتهم العسكرية ومهما بلغ ثرائهم وعلمهم.

نصيحة:

أليست كل هذه الدروس كافية لتعلم المحتل، الذي جاء وهو يحمل شعار تحرير شعب العراق، إن الذي يفعلوه اليوم خطأ ولا يمكن أن يمر بسلام؟ ألا يرى العراقيين الذين خدعوا الأمريكان بضرورة إعادة تأهيل البعث من جديد، إن ما فعلوه كان حماقة كبرى ولا تحمد عقباها؟ أليس الأجدر بهم أن يكونوا عراقيين وأن ينسوا إنهم كانوا بعثيين؟ أليس من حق العراقي اليوم أن يقلب الطاولة بوجه المتحلقين حولها؟ أليس هذا كافيا ليعلموا إن العراق والعراقيين لا يمكن أن يكونوا ضحايا من جديد؟

دعوة صريحة:

دعوني أصارحكم يا من تستهينون بالعراق والعراقيين، إن ما تفعلوه ما هو إلا بداية لحرب أهلية، ولن يكون ضحاياها أهل المقابر الجماعية فقط، بل سيذهب للجحيم أولا كل من سولت له نفسه أن يعبث بنا من جديد. فالتاريخ لا تصنعه رغبات دنيئة بل تصنعه الشعوب برغباتها المشروعة دائما.

وللعراقيين من المغامرين أقول مرة ثانية، أنتم أكثر غباء من إيران وأذنابها في العراق وأنتم المزايدون على الوطن والوطنية والمكر والدهاء والذكاء!!!! وها أنتم تثبتون العكس، فأنتم أبعد ما تكونون عن الذكاء والدهاء والمكر والوطن والوطنية، بل الغباء المطلق المطبق، فالعراق ينحدر اليوم، اليوم فقط، نحو سعير الحرب الأهلية التي سوف لن تبقي ولا تذر.

[email protected]

2004-05-01



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصمم العلم له أيضا مقال
- الإبراهيمي، فلم أقوى من سنكام
- هل حقا هزمت أمريكا أمام عمائم الشيطان!؟
- دروس مأزق نيسان
- كيف يمكن التعامل مع المليشيات في العراق
- من ينقذ أهل العراق من براثن البعث والمغامرين؟
- رسالة تهديد من بن لادن
- العربي كما القطة التي أكلت أبنائها حبا بهم
- السيناريو المرعب ولكن بمشيئة أمريكية 1 & 2
- مداخلة حول العراق العربي والعراق المسلم
- المراكز الإعلامية الجديدة للعراق في إسرائيل
- مراجعة لردود الفعل على قانون إدارة الدولة
- انتفاضة الحياد - خامسا
- انتفاضة الحياد - رابعا
- انتفاضة الحياد - ثالثا
- انتفاضة الحياد - ثانيا
- انتفاضة الحياد - أولا
- كل من لديه مشروع قذر فعليه بعمرو موسى
- الفقرة --ج-- تضمن حق الكورد المشرع، ولكن
- أمريكا والداخلية والزرقاوي، هم من أرتكب مجازر عاشوراء؟!


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الجواهري - كالمستجير من الرمضاء بالنار