أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهاد علاونه - المرأة تفتح بيتا














المزيد.....

المرأة تفتح بيتا


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2697 - 2009 / 7 / 4 - 09:35
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تستطيع بطلة هذا المقال أن تفتح بيتاً لا وبل تستطيع أن تبني بيتاً كبيراً أكبر من بيت جدي وأكبر من مضافة أعمامي وأخوالي, والمرأة التي تعيش بمعزل عن الرجل هي التي تنشأ جيلاً لديه تصورات منطقية عن المساواة والحرية والديمقراطية , وأن البنت مثل الشب والشب مثل البنته وكله زي بعضه البعض.

لما مات بابا قرر أعمامي أن ماما إمرأة ناقصة عقل ودين وأدب وأخلاق ورجوله, فتربية الأولاد بحاجة إلى الرجولة والفحولة , وقال أكبر واحد فيهم : والله عال العال أولادنا إتربيهم وحده مره( شخاخه) , يا عيب العيب , البنات بكره بنجوزهن أما الشباب بنحطهم تحت جنحانا ,وقد إجتمع أعمامي وأقرباء بابا جميعهم في سقيفة بني أبي وقرروا الإستيلاء على أولاد بابا وزوجته طبعا , فقد كانت ماما بالغة الجمال لدرجة أن الذي يراها يصاب بالهبل والهوس ا مرأة أرمل (أرملة) وعمرها ثلاثون عاما يعني بعدها في عزها , جمال شو وطول شو وخصر شو أي إشي بوخذ العقل , وكل هذه المواصفات الجميلة التي وجدها أعمامي في ماما لم يجدوا للأسف معها أي مواصفات عاقله , يعني مش معقول إنها جميله جداً بدون عقل , صح؟ , أنا مش بحكي الصحيح؟,.

فقرر أحد أعمامي أن مسؤولية أبناء أخيه تقع على عاتقه هو لأنه رجل بمعنى الكلمة , لذلك سيضم أولاد أخيه إلى أولاده , وكذلك زوجة أخيه إلى جانب زوجته .
وأثناء المداولات إعترض عمي الأصغر الأعزب , فقال أبناء أخي من حقي أنا لأنني لا أملك لا أولاداً ولا إمرأة , لذلك سأضم زوجة أخي إلى حضني الدافء ,وسأعشقها حتى الهوس, أليس كذلك يا عزيزتي ؟

فردت أمي بالرفض من هذا ومن ذاك , فتدخل بالموضوع عمي الثالث وقال : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم , يا جماعة الخير أخونا لسا ما صارلهوش 40 أربعين يوم ميت متوفي , ما بصير هيك للميت حرمه وللعدة حرمة وتلك حدود الله فلا تعتدوها , وعشان ما تتهاوشوش , أنا بالنسبة لي سآخذ أبناء أخي الحنون وأضمهم إلى صدري , لفد كان أخي حنونا وودودا, والله العظيم كان رجل تقي ويعرف الله, ومن ثم مد عمي يده إلى لحيته الطويلة وأمسك بها وقال : تعالوا معي يا أغلى أولاد أخ على وجه الأرض.
ووالد ماما قال : أنا بدي أبني غرفتين لبنتي في مزرعتي إتعيش فيهن تحت حمايتي .

أما أمي فقد قالت : شو تحت حمايتك إنت وتحت حمايته هو, أنا كاينه أرض مستعاده؟ أو منطقة حكم ذاتي , طبعاً ماما على بساطتها ما حكت هيك , بس من خلال كحلامها كان الواضح كله هيك , شو غرفتين يبنيهم جدي لينا أنا وأمي وإخواني , شو إحنا كاينين وباء؟!! وإستأنفت أمي قائلة:
أنا صحيح مش مثقفه ولا دارسه في جامعه ولا بعرف شيء عن حقوق النسوان , بس أنا شاعره إني مثل شوال البطاطة تتقاسموه في بينكم , أو الشاطر إللي بده يشيله على بيته , أنا ماشيه أموري فيكوا ومن دونكم , أنا مش دلم(دونم) وطاه(أرض) تتقاسموها بينكم وتختلفوا عليه , ولا أنا على شاني إمرأه أو على شاني مره بتفكروني هبلا , انا بعمل إللي بدي إياه , بدي أعيش لولادي واللي بده مره ينبسط عليها في تالي الليل يروح على الخردوات أو على المستعملات , أو على الوكاله جدا غير المستعمله , , أنا امرأة من دم وروح وقلب ومشاعر , إنتوا كلكوا طمعانين بي أنا مش في تربية أبناء أخوكم , إنتوا ما بتفكروش غير بشهواتكم , لو كنت وحده مش حلوه ما راح تشفقوا لا عليها ولا على أولادها بس على شاني وحده حلوه كلكوا صرتوا تشفقوا عليها , زي زوجة الشهيد الجميله بس زوجها يستشهد كلكوا بتصيروا بدكوا تتزوجوها رحمة بها وبأولادها , أما المش حلوه بتقولوا : خليها إتربي أولادها شو بدها بالزواج , لعلمكم أُم الأطفال بدون زوج تستطيع أن تحكم البيت بالمحبة وأن تملأه حنانا , بس إنتوا إصبروا شويه , أنا لا بدياكم ولا بدي غيركم أنا بدي أعيش لأولادي ,. بدي أشتغل عند دور الناس عن إللي يسوى واللي ما يسوى وعند الكبير والصغير حتى يكبروا أولادي وبعدين همه بدبروا حالهم , حلوا عني إطلعوا من راسي أنا إتعبت من مواويلكم وكلامكم الفارغ .
وكانت جدتي من رأي ماما , ولكنها بنفس القوت قالت : البيت بده رجل يديره طول عمر المره ناقصه عقل ودين , المره ما بتقدر تفتح بيت لحالها , البيت بده عامود , والزلمه هو عامود الدار .

وتحدت ماما الظروف وخرجنا من منزلنا وتهنا لبضع سنين وحكت الناس كلام لا بقدم ولا بأخر , وكانت أمي طوال الثلاثون سنة التي عاشتها معنا أقوى من الظروف , عملت في بيوت الناس واستأجرت لنا بيتاً كبيراً وربتنا تربية صالة , أنا طبيبة أسنان وأخي مهندس وشقيقتي لم تكمل تعليمها وخطبها إبن صاحب المنزل المستأجرون عنده.

ليش المرأة ما بتقدرش تفتح بيت , لا ماما قدرت تفتح بيت وقدرت أن تربي جيل من العمالقة , يكفي أن تربية المرأة للأولاد كلها حنان ومشاعر ولو ربونا أعمامنا الذكور لكانت عقلياتنا ذكورية , نشأنا في منزلنا على المساواة بين الولد والبنت .

كان هذا قبل ثلاثين عاما أما اليوم فإن المرأة تفتح بيتاً ومشاريع صغيرة , وتخطب الرجل , شاهدتُ في حياتي قبل عامين امرأة خطبت رجلاً شاباً من أمه , وأهل العريس قد وافقوا عليها .




#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكتشفات بالصدفة
- إحكي إنت ليش ساكته؟؟
- رسالة شكر إلى معالي الأستاذ الدكتور صبري إربيحات وزير الثقاف ...
- زيادة وزني
- إنتخابات رابطة الكتاب الأردنيين 2009-2011
- تفكيك الجسد
- جسد المرأة
- الإحتراف في الحوار المتمدن
- في بيتنا روسيه
- أنثوية العلم
- أنا هذا اليوم
- من العصر الأنثوي إلى العصر الذكوري
- أعطونا الطفوله
- الحرية مسألة شخصية
- ظل راجل ولا ظل حيطه
- رسالة من امرأة عادية
- بإنتظار رسالةٍ مهمة
- يوم سعيد
- لو كنتُ مواطناً أوروبيا
- إعتذار للحوار المتمدن


المزيد.....




- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن
- دراسة تكتشف سببا غير متوقع وراء الرغبة الشديدة في تناول السك ...
- تجدد حملة القمع ضد النساء في إيران من قبل شرطة الأخلاق بسبب ...
- سوريا.. انتهاكات وقتل جماعي في مراكز احتجاز
- جانيت.. طفلة سودانية رضيعة تعرضت للاغتصاب والقتل في مصر
- بعد وفاة امرأة بالسرطان.. شاهد مفاجأة صادمة لعائلتها عند الق ...
- دخل شهري.. رابط التسجيل في دعم الريف للنساء 1446 والشروط الم ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهاد علاونه - المرأة تفتح بيتا