أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كريم الثوري - متى ياتي البحر الى العراق














المزيد.....

متى ياتي البحر الى العراق


كريم الثوري

الحوار المتمدن-العدد: 2696 - 2009 / 7 / 3 - 09:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


متى يأتي البحر الى العراق ؟
(سأحمل كل البحر وأتي البصرة- . مظفر النواب)

مارد من الرمل، يتمدد بالخراب فيستقيم ، يفرد أذرعه كالإخطبوط فيتمرغ العراق بأوحاله زوبعات في الذاكرة ، كان يصول ويجول على شكل لولب مغزلي قصير المدى ، لكنه اليوم تحول الى دايناصور خرافي مقصود بتعطيل أجساد العراقيين بالكامل وكأنه معني بأرض السواد الأشجار المُنحنية قدامه بمصداتها اليابسة كخريفها الأبدي سألته لأكتشف : أرني وجهك، فأغمضت عيناي فقد تلبست بشظايا يشبه نثار الزجاج المتطاير وتلبس وجه صديقي المحاذي بالرمل الأبيض قلت : فلنتصل بالشرطة الدولية سخر مني فعرفت انه لا يستطيع ان يفتح عينيه ليرى الأرقام السرية من فرط تزاحمها خرج مرافقي لفناء الدار ليستضيء بنور الشمس الحليبي لم يفلح فنكست راياتها خجلا بدماء عينيه خرائط ، فعاد الى الدار معتمراً كوفيته اغلقنا الابواب والنوافذ وتعطلت مرافق الحياة في الخارج بدولة الحلم او الوهم او الكابوس وقدرها في ترتيب الارض بحجم الكف وكأن كل غبار الكون ومعطوباته ارادت استعادة ثأر قديم في شكله الذي كان أزرق يوم كان العراق مسكونا بنداء البحر.
المياه والتصحر مشهد آخر يعصف بأرض السواد وبلاد ما بين النهرين ، فقد تحولت أرض العطاء والخيرات بفعل تعاقب الحُكام الجهلة واشتغالاتهم البعيدة عن روح الحياة في قلب الانسان ووعيه وذاكرته ، الى أنماط من السلوكيات ذات الاتجاه المبعثر غير المدروس اعتمادا كسولا على ما هو متاح من البدائل التي تعتمدها البلدان المعنية بشؤن الانسان ذخائر ليوم الفاقة فيما حكامنا على مر الدهور والأزمنة لم يستشرفوا المستقبل فتصيبهم اغفاءة المتلذذ بسكرة ابدية بمنآى عن الكوارث المحدقة وما اكثرها....
ارض العراق اليوم يزحف اليها التصحر بشكل لم يعهده تاريخ العراق حتى غدت هبوب العواصف الترابية والرملية في ثلاث فصول من اصل أربعة ، مصادر مؤكدة لنقل الاوبئة والامراض التي تصيب صميم الاجساد المعطوبة علاوة على تعطيل ما تبقى من تشبثات الحياة في شكلها الازرق المُصفر. من هنا كان المتخيل بمثابة الحلم حينما يشاهد ابناء الداخل على شاشات التلفزة، الأفلام التي تنقل الحياة الزرقاء ومساحات الترويح التي ينعم بها خلق الله دون مقدمات للتعجب فكل شيء سار بالتناغم مع عقل وقلب البشر هناك ولم ينزل من السماء كمنحة عطاء لثواب منتظر
لذا استقر مشهد البحر في ذاكرة خصوبة إبن اليباب المُتشح بأرض السواد منذ بداية التاريخ مجرد أمنيات لا تتجاوز حدود الرغبة المقموعة وسؤال الأسئلة في وجدانه الدامي لو توسعت حدود العراق المائية ماذا سيحصل لبنية الانسان النفسية والمادية ؟ وكيف سيتشكل المواطن العراقي بتمظهراته الكونية؟ وهل يستوعب المد المائي صخب الترابي والرملي والى اي حد يمكن تخيل عملية التأثر والتأثير مابين عملاقين ، لماذا أرض السواد ممنوع عليها التبحر بشكل الازرق ومجبولة بالكيفية التي وجدت نفسها وكأنها خُلقت لليباب والقحط علما انها مفتوحة وتقع في قلب القطب المائي؟؟
من هنا كان الحلم وبداية المشوار في حقيقة التاريخ واحقيته:
غسل سلاحه في مياه البحر السفلي" اي مياه الخليج العربي. ...نص سومري
تدلنا الوقائع التاريخية على أن العراق القديم بشكله البابلي والاشوريي حاول كسر الحصار المائي بالاتجاه صوب البحر ،لذلك تحول الى مائي رخوي غير جاف تتشكل به اسرار الحياة الاولى وكان لامتداد مياهه ما هو فوق الحاجة نتيجة الفيضانات من جهة وتمدد الامبراطوريات العراقية القديمة ،من جبال طوروس حتى جبال زاجوروس ومن الخليج ، حتى البحر المتوسط في القرن 25 ق .م ويزيدنا الباحث في موسوعة حضارة العالم احمد محمد عوف بقوله:(ومنذ أوائل الألف الخامس ق.م.، شهد ما بين النهرين السهل الرسوبي في العراق ( دلتا الرافدين ) الانتقال من القرى الزراعية إلى حياة المدن. ففي هذا السهل قامت المدن الاولى مثل أريدو و أور والوركاء(وركا). وفي هذه المدن كانت بدايات التخطيط للسيطرة على الفيضانات، وانشاء السدود وحفر القنوات والجداول. وفي هذا السهل كانت فيه شبكة القنوات معجزة من معجزات الري. مما جعل السومريون هم بناة أقدم حضارة في التاريخ).
فما الذي حلً بهذه البلاد التي كانت ممتدة باتساعاتها المائية فاستحالت الى ارض يباب وتصحر؟ وكيف يستطيع العراق ان يعيد جزءاً من استحقاته المائية سيما انه مطل من جهة البصرة على مورد مائي هائل يمكن استثمارة لو توفرت الارادة الحقيقية والدراسات الميدانية لتمديد ما هو متاح ،والعراق اليوم بحكومته الحالية ليس لديها بدائل اخرى لو ارادت ان توسع قناتها المائية لتغطي مساحة العراق فتعود الحياة باشكالها وانماطها ثانية ترفل بالعطاء؟
والوسائل المتاحة كما نراها هو بحفر قناة توسع في ميناء الفاو وتمتد عبر حدودنا مع الكويت والسعودية بالتنسيق او باتباع سياسة تبادل المنافع المشتركة والعراق لديه ما يوهله ليلعب دور المحور في هذا الاتجاه بالاستعانة مع الاصدقاء من ذوي التأثير المباشر على هاتين الدولتين ناهيك عن المردودات الاقتصادية والاجتماعية التي سوف يعود ريعها للبلدان الثلاث فالامتداد المائي سوف يشكل عمود فقري لتنسيق يشمل كل جوانب التفاعلات من الاستثمارات الى الزراعة الى الصناعة الى قطاع الخدمات حتى التبادل التجاري وكما نعتقد أن القطب الامريكي بشكل التوجه الجديد المنفتح على العالم العربي والاسلامي نوعا ما لو استطاعت الحكومة العراقية حسن التعامل معه سيكون محورا اساسيا ومهما في تطوير هذا المنحى الحياتي المهم للعراق ودول الجوار كما أن قرب الدول الثلاث من بعضها البعض سوف يساعد في بلورة مشاريع مستقبلية لا يمكن التقليل من اهميتها كما يمكن للعراق أن يلعب بورقة الحق التاريخي سواء في ارض الكويت او الحجاز- العراقيتين- اذا ما امتنعت هاتان الدولتان من استيعاب التوجه السلمي للحكومة العراقية الحالية.
وفي كل حال فهاتان الدولتان لايحق لهما التدخل لعرقلة المشروع لأنه سيتم داخل الأراضي العراقية.



#كريم_الثوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وصية مهرب الحدود
- القبح ومدلولات الجمال في القبيح6
- القبح ومدلولات الجمال في القبيح5
- القبح ومدلولات الجمال في القبيح4
- القبح ومدلولات الجمال في القبيح3
- حوار مع اشباح تترصدني
- القبح ومدلولات الجمال في القبيح القسم الثاني
- حوار مع حمار
- القبح ومدلولات الجمال في القبيح
- حوار مع كلب
- حوار مع ديناصور بشري
- يردس حيا الماشايفها
- حوار مع ديك استرالي
- حوار مع قطة
- مدينة الثورة بين الحرية والتزمت الديني
- مدينة الثورة 3
- وثائق رجل
- عندما تكتب المومس شعرا
- الشعراء
- ذاكرة الرماد


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كريم الثوري - متى ياتي البحر الى العراق