أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - توفيق أبو شومر - استرجاع الذاكرة الفلسطينية















المزيد.....

استرجاع الذاكرة الفلسطينية


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 2696 - 2009 / 7 / 3 - 09:33
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


منذ أيام تابعتُ خبرين من مواقع الصحف الإسرائيلية لا يلفتان نظر الكثيرين .
فما يلفت النظر في هذه الأيام هو فقط الأخبار السياسية الفاقعة التي لا تكون في الغالب الأعم إلا أخبارا مُُضَلِّلة حصيلتها السياسية جدلٌ يولد جدلا، وينجب سلالات عديدة من المجادلين والمجادلات !
أما الخبر الأول فقد نشرته صحيفة الجورسلم بوست يوم 27/6/2009 بعنوان: " استرجاع وثائق لحركة حباد الأصولية" وجاء في الخبر:
تقدمت حركة حباد ليبوفتش الحاريدية اليهودية في أمريكا بشكوى قضائية تطالب فيها روسيا بإعادة مخطوطات كان يملكها الراب يوسيف اسحق شنئورسن قبل عام 1927 ، وكان الراب قد طرد من روسيا في ذلك العام ونقلت مقتناته من الوثائق إلى لتفيا، ثم بولندا، وتركها أثناء الحرب الثانية عندما هاجر إلى أمريكا، مع العلم بأن مقتنياته تلك أعيدت إلى ألمانيا، ثم استولى عليها جيش الاتحاد السوفيتي سابقا عام 1945 .
أما الوثائق التي أصدر القاضي ألأمريكي حكما بإعادتها لحركة حباد فتتمثل في اثني عشر ألف كتاب، وخمسين ألف مخطوطة !!
ملاحظة " تقدمت الحركة بالدعوى القضائية للقضاء الأمريكي منذ ثلاث سنوات، ولم تشعر بالملل والسأم إلى أن حصلت على الحكم !
أما الخبر الثاني فهو خبر بعنوان:تعويض يهوديين عن عملهما في الأشفيتس نشرته صحيفة يدعوت 5/6/2009
حكم القضاء الألماني( محكمة الشؤون الاجتماعية الألمانية) بتعويض يهوديين عن عملهما في الغيتو وجاء في نص الدعوى : يحق لهما راتب تقاعدي عن عملهما في الغيتو زمن الاحتلال النازي ، وهذا الحكم يتيح لآلاف آخرين بالتمتع بهذا الحق.
لم يُصرح باسم العاملين، وكانا يمسحان ويغسلان الملابس في غيتو بولندا، ويستحق العاملون ما بين 150$ - 213$ في الشهر حتى يوليو 1997 .
وسيبلغ مقدار التعويضات مليار دولار من صندوق التأمين الألماني .
الخبران السابقان جديدان بالقياس إلى الأخبار القديمة والتي لم تلق أيضا اهتماما كبيرا في الصحف العربية والفلسطينية، ومن تلك الأخبار، أخبار ابتزاز البنوك السويسرية وبنوكا كثيرة في العالم بادعاء الودائع الكبيرة التي تركها اليهود الذين قضوا في المجازر النازية، وهي تبلغ مليارات الدولارات، التي ساهمت في تأسيس دولة إسرائيل اقتصاديا وعسكريا، وكان الشعار الذي ترفعه إسرائيل في وجه تلك البنوك [ ثروتكم الطائلة جاءت من سبائك الذهب التي صُهرها النازيون من أسنان اليهود الذهبية التي صهرتها النار في المحرقة النازية ] !

وأقتطف نصا من كتاب المؤرخ الإسرائيلي اليساري الذي ينتمي للمؤرخين الجدد ، والكتاب بعنوان ( الإسرائيليون الأوائل 1949) يقول :
" أعلم يعقوب سوسون رئيسَ الوزراء بن غريون قائلا : الجيش يُخلي من يافا يوميا ممتلكات بقيمة ثلاثين ألف ليرة ، وأبلغ المحامي ( ليفشيتس) من حيفا ، أن في مصارف حيفا ودائع بقيمة مليون ونصف ليرة كودائع عربية ، فقال بن غريون : ستسلم البنوكُ تلك الودائع للحكومة ، ويتساءل تسيزلينغ : ما سبب تأخير تفكيك محركات الديزل في البيارات العربية" ؟
ما أكثر رجال القانون في فلسطين ! وما أكثر جمعيات حقوق الإنسان! وما أكثر الدبلوماسيين والسياسيين والمحللين والمتابعين، ممن يجيدون (رص) الكلام و(سبك) الجمل! وما أقل تأثيرهم في المجال القانوني ! فلكل أسرة فلسطينية مجموعة قضايا من قضايا الحقوق المدنية والقانونية ، التي يمكن لنا أن نشغل بها القضاء الدولي بما يعزز نضالنا القانوني ، لأن شطرا كبيرا من نضالنا هو بالدرجة الأولى نضالٌ قانوني،.
فقد أصيب قادة الجيش في إسرائيل في أواخر العام الفائت بالرعب من الملاحقات القانونية التي تطاردهم في كل دول العالم، بفضل جهود شخصية من بعض المحامين المخلصين من الفلسطينيين والعرب وأحرار العالم ، وما يزال أثر القضايا ساري المفعول حتى الآن.
قصة
زرتُ منذ خمس عشرة سنة مركز الكيبوتسات اليسارية في غفعات حبيبة بالقرب من جنين، وهو مركز متعدد الأغراض يعلم ويؤطر ويستقبل الزائرين وينظم الندوات واللقاءات، وفو جئت يوم زيارتي بوجود وفود عربية كانت حكوماتهم تطالب مواطنيها بألا يُطبعوا مع الأعداء الإسرائيليين ، وكانت هذه الوفود تزور المكان منذ سنوات طويلة.
ولعل المفاجأة الكبيرة لم تكن في تلك الوفود العربية بقدر ما كانت وجود قاعة كبيرة تمائل في حجمها ملعب الكرة الطائرة، وهو مبنى من مباني الجيش الإنجليزي، وهذه القاعة كانت تحتوي على [ الأرشيف الفلسطيني كله] من الوثائق النادرة إلى كل الإصدارات الصحفية، وحتى المنشورات الحزبية !
وظلّ هذا المنظر يسكنني، فحاولت بشتى الطرق أن أحصل عل بعض الوثائق لغرض البحث والدراسة، وأشركت معي أساتذة جامعات ومختصين وجمعيات، غير أنني كنت قد تعديتُ حدودي، بما يلزم أن يُلوِّن مسؤولو المركز لون الحمرة على اسمي، لأنني كنت أسعى إلى أن [ أستعيد الذاكرة الفلسطينية المفقودة ] ويبدو أن هذا كان سببا بالإضافة إلى المستجدات الرقمية الحديثة لأن يُخفي مسؤولو المركز الوثائق والكتب والملفات ويؤرشفوها من جديد في أرشفة رقمية حديثة تخفف من وقع منظرها على الحالمين بإعادتها ، وظل منظر هذا الأرشيف يذكرني دائما بقول نابليون بونابرت:
" جرِّدوا الأمم من تاريخها، يسهل ابتلاعها " ومعنى التجريد من التاريخ هو ببساطة محو الذاكرة محوا تاما فيصبح الفرد في تلك الأوطان [كائنا بيولوجيا] له صفات تشبه الإنسان !!
سأظل أتغنى بأغنية نابليون السابقة ليل نهار " جردوا الأمم ........ " إلى أن يأتي يومٌ -وهو على الله ليس ببعيد- أن نقوم:
أولا بأرشفة حقوقنا المسلوبة بدءا من ممتلكاتنا وأرضنا، وانتهاء بما خلفته من أضرار لحقت بسلالاتنا الفلسطينية، وأجيالنا الطويلة التي لم تحرم من التعليم والسفر والحياة الحرة فقط، بل حرمت من التواصل الأسري بين العائلات، بحكم تعدد وثائق السفر وتأشيرات الدخول والإقامات. وكم من قضية يمكن إحصاؤها في هذا المجال !
ثانيا بجدولة الحقوق وفق الأماكن والبلدان وأنواع الحقوق، فحقوق المهاجرين وأجيالهم تختلف عن حقوق المقيمين وأجيالهم، وهي تختلف عن حقوق الفلسطينيين الصامدين في أرضهم منذ عام 1948 ممن يتعرضون في كل يوم لانتهاكات قانونية ، ما تزال حتى اليوم تفتقر إلى التوثيق .
ثالثا تخصيص وزارة لحقوق اللاجئين ، وهذه الوزارة ظلت حبيسة الفكرة بادّعاء أنها جوبهت بفيتو إسرائيلي ودولي في بدايات تأسيس السلطة، وظلت قضية اللاجئين يتبناها بعض الحالمين ، أو ممن فشلوا في ركوب عربة الوزارات ، لغرض الرفعة واستغلوها للحصول على منصب وزاري أو ميزانية مالية تثري صاحبها ، وظل بند حقوق اللاجئين شعارا واحتفالا يشارك فيه المساكين والفقراء ويحتفلون به في مناسبة ذكرى النكبة الفلسطينية .
رابعا تأسيس مركز قومي للأبحاث والدراسات القانونية، وليس جمعية عثمانية ، أو شركة غير ربحية ، تكون غايتها في النهاية اصطياد الدعم الخارجي، بل مركز قومي بحثي قانوني يأخذ على عاتقه كل المهمات الرئيسة السابقة التي أشرنا إليها ،.
مع العلم بأن هناك جهودا تستحق التقدير والاحترام بذلها وما يزال يبذلها الباحث المرموق الدكتور سلمان أبو ستة في مجال حقوق اللاجئين ، وإلى أن تتكاثر وتتعزز جهود هذا الخبير المخلص ، ربما أتمكن من نسيان أغنية نابليون السابقة ، لأحلمَ بجيلٍ فلسطيني يحافظ على ما بقي له من ذاكرته !



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتنياهو بين جامعة القاهرة وبار إيلان
- نساؤنا الذهبيات
- إسرائيل دولة المستوطنات
- قطار خرافات الألفية الثالثة
- لا تهدروا رصيد مستقبلكم
- الاحتفال ببلوغ القضية الفلسطينية سن التقاعد
- ماراثون المفاوضات وأولمبياد المباحثات
- القرصنة الفكرية وحفظ حقوق التأليف
- القمع اللفظي للمرأة
- احذروا إسرائيل الليبرمانية
- الإعلان سيد الإعلام
- لاجئ إسرائيلي ولاجئ فلسطيني
- تعقيم الروح بالفنون
- عكاظ وأولمبياد القمم العربية
- تطهير إسرائيل من اليسار والعلمانية
- الفلسطينيون وهواية جمع الألقاب
- شرطة مطاردة المجاز في اللغة العربية
- الإعلام ومراسلو الخوذات والدروع
- التمثيل النسبي للنساء في الأحزاب العربية امتهان لهن
- قرنفل غزة الحزين


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - توفيق أبو شومر - استرجاع الذاكرة الفلسطينية