أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رياض الحبيّب - مريم الإنجيل ليست بنت هالي ومريم القرءان ليست بنت عمران















المزيد.....

مريم الإنجيل ليست بنت هالي ومريم القرءان ليست بنت عمران


رياض الحبيّب

الحوار المتمدن-العدد: 2696 - 2009 / 7 / 3 - 09:16
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


من الصعب أن أصف صدمتي التي تلقّيت وأنا أقرأ في مصادر مسيحيّة عدّة عن السيدة مريم العذراء حول الظنّ عند بعض المسيحيّين بأنها بنت هالي؛
تتبعت الموضوع بعناية وقمت بالبحث، على أمل في الوصول إلى قناعة جديدة بعيدة عن التعصّب لأيّ موروث ديني أو طائفي. فوجدت مِنْ أصحاب الظنّ المذكور مَنْ يحمل شهادة الدكتوراه في اللاهوت ومنهم من يحمل الشهادة عينها في التاريخ ومنهم من لا يزال يعظ في اجتماع كنسي أو في إذاعة مسيحية ومنهم من له مؤلفات دينية محترمة ومنهم من له موقع لتفسير الكتاب المقدّس ومنهم أخيراً لجنة “متخصّصة” قامت بتأليف كتاب التفسير التطبيقي للكتاب المقدّس- يمكن شراؤه من إحدى دور الكتب.

إني واثق تماماً بأن المذكورين أعلى بعيدون عن عقائد الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذوكسية وتعاليمهما وهما اللتان خصّصتا صلوات وأعياداً تكريماً للقديسين عموماً والتماساً للشفاعة منهم {التوسّلية خصوصاً- راجع لطفاً موضوع (الشفاعة بقلم القمّص زكريا بطرس) على الإنترنت} ولا سيّما القدّيسَين يواكيم وحَنّة- والدَي السيدة العذراء.

أوّلاً- مريم العذراء بنت القدّيس يواكيم والقدّيسة حَنّة وليست بنت هالي إطلاقاً!
فتاريخيّاً: يوجد في كنيسة البشـارة التي في الناصرة- المكان المقدّس الثالث بعد كنيسة القيامة في الـقدس وكنيـسة المهـد في بيت لحم- مذبحان؛ بُنيَ الأوّل على شرف القدّيسَين يواكيم وحنّة وأمّا الثاني فمبنيّ على شرف الملاك جبرائيل. ويوجد منذ القرن الثاني كتاب تاريخي مهمّ- إنجيل يعقوب- يُعَدّ من الأسفار غير القانونية- الأبوكريفا- يذكر تفاصيل ولادة العذراء من القدّيسَين المذكورَين ما لم تعتبره الكنيسة الأولى من الأسفار المقدّسة؛ لأنّ محور الكتاب المقدّس كلّه هو السيّد المسيح الذي به وحده الخلاص، لهذا السبب لا مجال لسرد السيرة الذاتية في العهد الجديد لا للسيّدة العذراء ولا لخطيبها القدّيس يوسف، لكنّ هناك كتباً تراثية مسيحية محفوظة في مكتبات عالميّة ومتاحف يستطيع الباحث والمدقق الوصول إليها بسهولة. وتوجد- من جهة أخرى- أيقونات في الكنيستين المذكورتين شرقاً وغرباً للقدّيسَين يواكيم وحَنّة. أمّا عقائديّاً فيُخطئ من يظنّ بموضوع والدَي السيّدة العذراء مؤثّراً عقائديّاً أو إيمانياً لأنه موضوع تاريخي فليس من الحكمة الخلط ما بين الحقيقة التاريخية وبين العقيدة. إنما نسب السيدة العذراء ثابت في كتب التاريخ والنسب وسيَر القدّيسين- ومن ضمنها كتاب السنكسار- بالإضافة إلى كتيّبات الصلوات والترانيم المستمرّتين طوال التاريخ الكنسي.

لقد اعتمدت مصدرين مهمّين هما (الدرّ الفريد في تفسير العهد الجديد) للعلّامة الأرثوذوكسي مار ديونوسيوس يعقوب بن الصليبي السرياني مطران مدينة آمد (ديار بكر) المتوفّى سنة 1171م- يمكن تحميل الكتاب من الإنترنت، أمّا الثاني فهو عبارة هن هوامش كتبها العلّامة السرياني- الكاثوليكي- يوسف داود الموصلي في معرض ترجمته الكتاب المقدّس إلى العربيّة سنة 1875 والذي قامت جمعية الكتاب المقدّس في لبنان بطبعه عن النسخة الأصلية سنة 2000، ذلك للبحث في موضوع نسب السيّد المسيح المُفصّل في الأصحاح الأوّل من الإنجيل بتدوين القدّيس متّى- أحد تلاميذ المسيح الإثني عشر- والمفصّل أيضاً في الأصحاح الثالث من الإنجيل بتدوين القدّيس لوقا- الذي كان طبيباً ورسّاماً قبل اهتدائه إلى المسيحيّة بواسطة القدّيس بولس؛ لم يختلف المصدران اللذان اعتمدت مع الحقيقة الثابتة عن نسب السيد المسيح والموضحة في الرابط المكتوب أدنى لكلّ باحث عن الحقّ، لكني أوجز باختصار ما يأتي:

أولاً: كتب متّى لليهود بشرى مجيء المسيَّا- الملك المنتظر من نسل داود- فأورد النسب تنازليّاً من إبراهيم حتى يوسف خطيب مريم، مُعلناً تسلُّل خطيئة آدم- وهي معصية الله- إلى البشر خلال الولادات البشريّة، حتى جاء السيِّد الذي بلا خطيئة ليحمل خطايا الأجيال كلها، أما لوقا فأورد النسب- بعد معمودية يسوع المسيح بواسطة يوحنّا المعمدان- تصاعديًا من يوسف حتى آدم ليبيّن أنّ المسيح قد رفع البشر مجدّداً إلى البنوَّة- روحيّاً- لله.


ثانياً: يرجع الاختلاف بين الأسماء المذكورة في الأصحاحَين المذكورَين أعلى إلى اِستخدام متّى النسب الطبيعي- أي بحسب الجسد من جهة سليمان بن داود لتأكيد نسب المسيح الملوكي، أمّا لوقا فقد أكّد نسب المسيح الكهنوتي من جهة ناثان- بحسب الناموس أي الشريعة. فالمسيح هو الملك- سماويّاً لا أرضيّاً- وفق متى والكاهن وفق لوقا. وقد اتفق آباء الكنيسة منذ نشأتها حتى منتصف القرن السادس عشر- بأقلّ تقدير- على أنّ يوسف خطيب العذراء كان بالطبيعة ابن يعقوب وبالشريعة ابن هالي. لأنّ يعقوب وهالي كانا أخوَين لأمّ. فلمّا مات هالي بلا نسل تزوّج يعقوب من امرأته كما في الناموس- تحديداً سِفر التثنية 25: 5-6 "إذا سكن إخوة معًا ومات واحد منهم وليس له إبن، فلا تصِرِ امرأة الميِّت إلى خارج لرجل أجنبي. أخو زوجها يدخل عليها ويتَّخذها لنفسه زوجة ويقوم لها بواجب أخي الزوج. والبكر الذي تلده يقوم باسم أخيه الميِّت لئلاَّ يمحى اسمه من إسرائيل" فأصبح يوسف محسوباً- بالشريعة- إبن هالي.


ثالثاً: أقتبس من رأي العلّامة أوريجينوس ما معناه أن متَّى أورد أسماء نساء خاطئات وأمميَّات في سلسلة النسب، لأن المسيح جاء ليحمل خطايا البشر بأقصى تواضع- غير مستنكف من نسبه لأحد، في وقتٍ ذكر لوقا السلسلة بعد معمودية المسيح- التي بها تمّ خلع الإنسان القديم (وارث الخطيئة) ولبْس الإنسان الجديد (المفدي بدم المسيح الفادي على الصليب) فلا وجود بعدئذ لأسماء نساء خاطئات. ورآى العلّامة المذكور أن قول الإنجيلي لوقا 23:3 {ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة، وهو على ما كان يُظنّ ابن يوسف} يذكّر بيوسف بن يعقوب حينما بلغ حوالي الثلاثين من عمره (تكوين 12: 2) يوم تحرَّر من السجن وأصبح وكيلاً لفرعون على مخازن القمح يقوم بتوزيعها في وقت الجوع، هكذا يحمل السيِّد المسيح مخازن القمح {الروحي} من كلمة الشريعة وكتابات الأنبياء، يفيض بها على تلاميذه الجائعين ليُشبعهم روحيًا من القمح الجديد- بلا خمير عتيق!

ولعلّ من المفيد هنا توضيح ما ورد في الآية {وهو على ما كان يُظنّ ابن يوسف} إذ المقصود بها تدخّل الإرادة الإلهية لحماية السيدة العذراء من تقوّل اليهود عليها وتالياً تجنيبها الرجم بعد حملها العذراوي بيسوع. ويمكن أخيراً دراسة تفسير الكتاب المقدّس كلّه بمساعدة الرابط التالي:
http://www.arabchurch.com/tafser.php


أمّا بعد فإنّ لون الثلج والحليب وريش البجع معروف- الأبيض. فإن قال شخص بأنّ اللون أسود فليس هذا رأياً بل محاولة تحريف ومغالطة. فلم يكن صعباً على البشير لوقا أن يكتب نسب السيّد المسيح من جهة أمّه فيخالف متّى ويحصل تناقض في الكتاب المقدّس، إنما يخالف عادة اليهود- من جهة أخرى- والذين ينسبون الإنسان من جهة الأب لا من جهة الأم- ولا سيّما سبط يهوذا الذي منذ القديم احتُرز اختلاطه مع سائر الأسباط لأنّ المسيح كان مزمعاً أنْ يولد منه!

إنّ ما أثار دهشتي وصدمتي معاً هو الإدّعاء بأن مريم بنت هالي مؤيّداً بالآية لوقا 23:3! فلنقرأ أيّها القرّاء الكرام الآية مرّة أخرى ولكم الحُكم:
وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَة. وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ بْنِ هَالِي
هو ذا خطيب مريم يوسف بن هالي فإن قلنا أنّ مريم بنت هالي
1 يصبح يوسف أخاً لها بالإدّعاء المذكور!
2 مَن هيَ أمّ العذراء، إذ لا ذكر لزوجة هالي، بل لا ذكر لهالي نفسه في الكتاب المقدّس كلّه ما عدا ورود اسمه في الآية المذكورة عينها
3 سوف يُخالف لوقا، لو قام بذكر نسب المسيح من جهة أمّه، ما ورد في متّى- الذي التزم جهة الأب- فيحصل تناقض في الكتاب المقدّس ومخالفة أيضاً لعادة اليهود- كما أسلفت.


ثانياً- مريم العذراء ليست بنت عمران ولا أخت هارون!
لم يكن الكتاب المقدّس مترجماً إلى العربيّة في عهد محمّد، إنما كان محمّد يستقي معلوماته خلال خمس عشرة سنة في الأقل- أي منذ زواجه من السيدة خديجة حتى بدء الدعوة- من يهود ومسيحيّين منشقين عن الكنيسة (النصارى) وغيرهم.

لن أطيل في موضوع آل عمران وأخت هارون إذ سبقني إليه أساتذة أثبتوا- بأدلّة قاطعة- التباس المعلوماتيّة عند محمّد في تأليف قصّة مريم العذراء. إنّ الإلتباس واضح في القرءان ما بينها وبين مريم أخت هارون وموسى (هارون أخي- طه:30) علماً أنّ بين مريم الأولى ومريم الثانية ما زاد عن ألف وثلاثمئة وخمسين سنة. فضلاً عن التعبير البذيء بالقول في سورة التحريم: 12 (ومريم ابنت عمران التي أحصنت..... فنفخنا... إلخ) ما لا يتلاءم- في نظرنا- مع المنطق المؤدّب ولا المحترم في أيّ مكان وزمان. فحاشا الله أن يوحي بهذه البذاءة ونظائرها.

في الرابط التالي تحليل موضوعي دقيق وردود على أبرز محاولات الإسلاميّين في الدفاع عن القرءان في خضمّ الموضوع المذكور، حتّى باءت جميعاً بفشل ذريع. علماً أنّي مُهتمّ بهذا الموضوع وأرحّب بجميع التعليقات ما يتفق وأدب الحوار:
http://www.annaqed.com/ar/content/show.aspx?aid=15229

أمّا البحث الأكثر تفصيلاً واتساعاً حول هذه الغلطة القرءانيّة فمتوفر على الإنترنت أيضاً ولكنْ باللغة الإنگليزية لكلّ من يريد لفت انتباه الإخوة المسلمين- والأخوات المسلمات- من الناطقين بالإنگليزية:
http://www.answering-islam.org/Silas/mary.htm

أمّا عبر الرابط التالي فيمكن الإطلاع على تناقضات عدّة:
http://www.answering-islam.org/Quran/Contra/index.html

إنها ليست تناقضات فحسْبُ، إنما أدلّة بأنّ القرءان غير موحى به من إله اليهود والمسيحيّين إطلاقاً!



#رياض_الحبيّب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردّاً على تساؤلات دينيّة
- المنهل الطَّيِّب في موجز تعليقات الحبيِّب- خامساً
- خلايا العسل في مرايا الحب والغزل- 4
- خلايا العسل في مرايا الحب والغزل- 3
- خلايا العسل في مرايا الحب والغزل- 2
- الله يوناني
- خلايا العسل في مرايا الحب والغزل- 1
- أطفالنا وحق التمتع بالطفولة
- مناظرة زاويّة بين ثلاث قصص
- مناظرة زاويّة بين القصّتين القصيرة والقصيرة جدّاً
- في رثاء عمّو بابا - شيخ الكرة العراقيّة
- من أوراق العراق- 4 من مالانهاية
- من أوراق العراق- 5 من مالانهاية
- من أوراق العراق- 3 من ما لانهاية
- إختلاف الأخبار عن أصناف النار
- مِنْ وحْي آدمَ-حوّاء
- المنهل الطَّيِّب في موجز تعليقات الحبيِّب- رابعاً
- تبشيرولوجيا
- من أوراق العراق- 2 من ما لانهاية
- من أوراق العراق- 1 من ما لانهاية


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رياض الحبيّب - مريم الإنجيل ليست بنت هالي ومريم القرءان ليست بنت عمران