|
ديالوج - قصة قصيرة
محمد علي ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 2696 - 2009 / 7 / 3 - 09:33
المحور:
الادب والفن
-- مرحبا آنستي. يبدو أنكِ جديدة هنا. على أيٍ، هل بوسعي الاستلام الآن؟ - نعم. تفضل، ونحن في انتظار تقييمك لعملنا. -- اممممم. ومتى يمكنني الاتصال لتردي عليّ أنتِ؟ اممممم.. تعلمين أن تلك الأمور يجب التعامل فيها مع نفس الموظف أو الموظفة في كل مرة. - ........ . امممم. ماذا، سيدي؟ -- حسناً، سأتصل بكِ.. أقصد بكم، غداً في نفس هذا الوقت. هل هذا مناسب؟
*** *** ***
-- أتذكرين أين ومتى كان أول لقاء؟ - وهل يمكن أن أنسى؟! لكن أظن أنِّي لم أقل لك طوال تلك المدة أنه لم يكن يومي الأول هناك. ياااااه، كم كانت الأحداث متلاحقة منذ ذلك اللقاء. -- فعلاً.. من كان يصدق؟
*** *** ***
- انتهيتُ من إعداد حقيبتك، لكنني مازلت غير موافقة على رحيلك. -- ومن قال إنني راحل؟ - ماذا؟؟ هل عدلت عن الفكرة؟ هل ستقبل العرض الآخر؟؟ -- لا لا. أقصد: من قال إن الغياب لبضع سنوات، تتخللها إجازات سنوية، يُعد رحيلاً. الرحيل يكون أطول، وبكثير. - صحيح. إذا كنتَ ترى ذلك، فهو صحيح، على الأقل بالنسبة إليك. ألم تقل لي مراراً إن المرء هو ما يؤمن به؟ -- ومازلت عند قولي. المهم أن التواصل لن ينقطع بأي حال. ثم... هل أنا راحل إلا من أجلنا؟ وهل ظهر ذلك العرض الآخر إلا مؤخراً جداً بعد أن صرنا نهباً لضغوط هذا وإملاءات تلك؟ - معك حق. هَوِّن عليك.
*** *** ***
-- (( حبيبتي الغالية.. الاتصال لدي اليوم سيئ جداً.. سأحاول أن أواصل معكِ غداً الحديث فيما كنا بدأناه بالأمس. لكنِّي موافق، من حيث المبدأ. ))
*** *** ***
- (( حبيبي. لا يهم. كنتُ سأتصرف على ذلك النحو، على أي حال. ألقاك قريباً، حين ينصلح حال اتصالك، ريثما أكون أنا انتهيت أيضاً من التحضير للمقابلة. ))
*** *** ***
- حبيبي، هنئني!! لقد اختاروني أنا! -- ماذا؟؟ لا أصدق!! إذن فقد عدتِ إلى نفسك مكانك القديم من جديد؟ - نعم! :) -- هنيئاً لكِ حبيبتي :) - عفواً.. ثانية واحدة.. brb -- ok
*** *** ***
- )) قلتُ أبعث لكَ بهذه لأنني لن أستطيع التواصل اليوم.. مجهدة جداً، وعبء العمل عليّ هذه الأيام مضاعَف. تصوَّر أن المدير يريدني أن أبقى للمساء؟ أقصد للساعة الـ... . ما رأيك؟ ))
*** *** ***
-- (( المرء ما يؤمن به. افعلي كما يحلو لكِ. عموماً لقد اقترب موعد عودتي وسيكون التواصل مستمراً. ميعاد إجازتي السنوية الأولى، أعني. ))
*** *** ***
- (( تعلم أنه مر أكثر من سنة، حبيبي. هل في حساب الأيام مجال للإيمان والعقيدة الشخصية أيضاً؟
لا عليك.. كنتُ أمزح، طبعاً! ))
*** *** ***
-- ستكون رحلة طويلة وشاقة جداً. - المهم أنك ستعود في نهايتها. مرحباً بك :) -- Tc and c u dear! - u 2 tc
*** *** ***
-- ياااااه. هل تغيرت الأشياء، والأماكن، والوجوه بتلك السرعة هكذا جذرياً؟ أشعر كأنني غريب عن المكان، مع أنني لم أغب عنه لأكثر من سنة. - مازلتَ على نفس قناعتك في حساب الأيام! لقد غبتَ أكثر من سنة، وكما تعلم فإن كل شيء يتغير. ثم إن التغيرات ليست بالجذرية التي تظنها، أو التي تريد أن تظنها. -- أنا أستغرب المعدل، الوتيرة. بتلك السرعة؟ في عام واحد أو يزيد تختفي بنايات وتقوم محلها بنايات أخرى؟ حتى وجوه الناس تغيرت. وحتى ما يرتدون من زي وكيف يتصرفون مع الوافدين.. سمعتُ أن آباءنا أسموا عصرهم بـ "عصر السرعة". فبمَ يستحق عصر أبنائهم - عصرنا - أن يُسمَّى إذن؟؟! - لا يهم، عزيزي. المهم أنك عدتَ وأحوالك جميعاً تشي بأنك أفضل. وأنا كذلك، أفضل بكثير.
*** *** *** - (( لم أستطع مصارحتك بذلك في المطار ولا على العشاء، فرأيتُ أن أبلغك به هنا، هكذا، مع أنك موجود وعدتَ، مؤقتاً. ربما شجاعتي خانتني.. لكنني فعلاً لا أستطيع الاستمرار في هذا الارتباط. أثناء رحيلك كان عملي هو كل حياتي، ثم ظهر لي فجأة مَن أصبح يشاركني الكثير من الأشياء. جاء، مثلك، لاستلام شيء يخصه، وأصبح بعد مكالمة التقييم صديقاً، ثم أنتَ تعرف الباقي. لا أدري إلى أن نتجه، لكن ربما.. ))
*** *** ***
-- (( مرحبا حبيبتي، أين أنتِ ولماذا لا تدخلين أبداً؟ ثم.. هل أرسلتِ لي شيئاً بالأمس؟ لقد جاءتني منكِ رموز غريبة. هلا أعدتي إرسال النص إليّ من جديد؟ أعرفك تحتفظين دائماً، عكسي، بسجلاتنا. ))
*** *** ***
-- آلو.. ماذا حدث؟ وكيف؟ ومتى؟ ولماذا؟ - بينما كنتَ راحلاً تغيرت الكثير من الأشياء. ليس طريق المطار وحده هو الذي تغير في السنة التي غبتَ فيها. -- لم تكن سنة. تعلمين ذلك جيداً.
*** *** ***
- :) -- :(
*** *** ***
- أهلاااااااااا --- :) -- Buzz
#محمد_علي_ثابت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لو زارني فرح ساعات
-
حالاتي
-
هي (قصة قصيرة)
-
رهانات متفاوتة
-
دفقات
-
عم أونطة
-
بعضٌ مما نعرفه لاحقاً
-
على مُنحنى السواء
-
لكُلٍّ يَمٌّ يُلهيه
-
مَحْض صُدَف - قصة قصيرة
-
تصرفات شتى إزاء الريح
-
أقصُوصة من سِفر الإياب
-
فعل الأمر في رؤيا
-
فصل العلم عن الدين.. لماذا؟
-
متوسط المتوسط
-
حالات
-
انتصار الهاء
-
بينما أنتظرك
-
حتى أتتني الرسالة
-
بطل، والنهاية
المزيد.....
-
هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية
...
-
بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن
...
-
العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
-
-من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
-
فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
-
باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح
...
-
مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل
...
-
لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش
...
-
مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
-
مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|