أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - قراءة في رواية(حمّام العين)لعزام ابو السعود















المزيد.....

قراءة في رواية(حمّام العين)لعزام ابو السعود


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2695 - 2009 / 7 / 2 - 09:52
المحور: الادب والفن
    



قراءة في رواية (حمام العين) لعزام أبو السعود
صدرت في حزيران 2009 رواية " حمام العين " للكاتب عزام توفيق أبو سعود عن منشورات الملتقى الفكري في القدس . وتقع في 160 صفحة من الحجم المتوسط ، ويندرج هذا الاصدار ضمن فعاليات ( القدس عاصمة الثقافة العربية 2009 ) والتي جاء شعارها على الغلاف الأول .
جاء على الغلاف الأول(الجزء الثاني من رواية "صبري") فهل المسلسل الروائي الذي يكتبه عزام أبو السعود سيحمل اسم(صبري) أم أن(صبري) هو الجزء الأول من هذا المسلسل؟ وفي تقديري أنها الجزء الأول و(حمام العين) الجزء الثاني بعد (صبري) وليست جزءاً منها.
وتأتي وصية الكاتب لأحفاده من خلال اهدائه الرواية لهم،ليحفظوا القدس تاريخا وحضارة عربية راسخة الى الأبد.بينما كان اهداء الجزء الاول (صبري)الى ابنته لانا للأسباب والأهداف نفسها، ولينقلوا ذلك الى أبنائهم ولأحفادهم من بعدهم،تماما مثلما نقل هو عن الآباء والأجداد.
ويلاحظ أن أشخاص هذه الرواية وأبطالها وأمكنتها لم تتغير عن تلك التي وردت في رواية(صبري) وان امتد المكان ليتخطى القدس وخربة (مبروك) المتخيلة مع أن تركيز الأحداث بقي فيهما، وان كان منصباً على خربة(مبروك) أكثر منها على القدس، ففي خربة مبروك كان الصراع على الأرض، وكانت المقاومة حيث سقط أبو محمود (عبد الغفار) شهيداً، وانطلق ابنه عليّ مقاوماً مع الشيخ عز الدين القسام واستمر في ذلك حتى نهاية الرواية، ويبدو أنه سيستمر بعدها، كما أن شقيقه محمود تعرض للاعتقال أكثر من مرة، وتم هدم بيت الأسرة واعتقال وجيه القرية (أبو مصطفى) والعديد من رجالات القرية التي تمّ الاستيلاء على أجزاء من أراضيها بحجة انها أملاك دولة، بعد أن رفضوا بيعها لليهود .
ويلاحظ أن العلاقة بقيت مستمرة ما بين أسرة أبي محمود وأسرة الدكتور فؤاد، وحتى بعد استشهاد أبي محمود، فكان للدكتور فؤاد الفضل في تزويج عليّ بن أبي محمود من جيهان الطفلة التركية التي تبناها الدكتور فؤاد بعد أن وجدها ضالة في دمشق بدون والدين، ومع أن الدكتور فؤاد علّم جيهان ونسبها اليه الا أن المرء يضيع في سياق الرواية بين أن يراها تعيش حياة ارستقراطية في كنف أسرة مقدسية ميسورة،أو أن يرى التعامل معها كالتعامل مع القيان في العصر العباسي، فقد كان دورها ظاهراً كعازفة على آلتي العود والبيانو، في حين أن غيرها من النساء لم يفعلن ذلك، بل لم يُسمح لهن بذلك، كما أنها لم تحظ بالزاوج من أيّ من الشباب المقدسي لمعرفتهم بقصتها، وأنها مجهولة النسب ومتبناة من الدكتور فؤاد .
ويتضح في الرواية -التي كان للحكي فيها نصيب كبير- الدور القيادي في المقاومة المسلحة للشيخ عز الدين القسام، والتفاف أبناء الريف حوله، في حين كان دور أبناء العائلات كالحسيني والنشاشيبي والخالدي في القدس وعبد الهادي في نابلس هو دور قيادي سياسي، وهذه حقيقة تاريخية، حيث كانت القيادة لأبناء المدينة – كونهم تعلموا قبل غيرهم – في حين كان أبناء الريف هم وقود الثورة، وقد كان التكامل ظاهراً من خلال التعاون الوثيق بين أسرة الدكتور فؤاد وأسرة أبي محمود، وتوارث الأبناء هذا الدور أيضاً، فالمحامي صبري ابن الدكتور فؤاد كان قائداً سياسياً كوالده، في حين كان عليّ بن أبي محمود مقاتلاً كوالده أيضاً.
واذا كنا تجولنا في رواية(صبري) في حواري القدس وأحواشها وبيوتها، وتعرفنا على بعض العادات والتقاليد المقدسية، فإن هذا لم يظهر في رواية(حمام العين) وهو حمام (أمر ببنائه تنكز الناصري وهو أحد أمراء السلطان المملوكي قلاوون، يقع في نهاية سوق القطانين الملاصق للحرم القدسي الشريف) ص 54 فقد بقي دور المكان في القدس محصوراً في حمام العين الذي وصفه الكاتب بطريقة جيدة، ووصف كيفية زيارته وكيفية الاستحمام فيه، مع التذكير بأن الحمام لا يزال قائماً مع أنه لم يعد يستعمل كحمام، ويستعمل الآن كمركز لدراسة التراث يتبع جامعة القدس . في حين جاء وصف خربة مبروك وصفاً دقيقاً،فيه وصف للأرض وللبيوت وللمزروعات، وحتى وصف لبعض العادات والعلاقات الاجتماعية .
وكان واضحاً أن الكاتب تنقصه المعلومات الصحيحة عن حياة الريف الفلسطيني فمثلاً عندما تحدث عن أسرة أبي محمود وهي ذاهبة الى الحقول للحراثة(بعد أن حمّلوا هذا الحمار كيسين من بذور القمح، بينما حملت أم محمود على رأسها "بقجة" تحتوي افطارهم المعتاد ) ص11 وأكياس القمح كانت مستعملة حتى ستينات القرن العشرين – أبو خط أحمر أو أبو خطين أو أزرق – كان الكيس منها يتسع لأكثر من مائة وخمسين كيلو غرام، وهذا فوق طاقة الحمار، وحتى البغل،وكلمة بكجة هي كلمة اعجمية مأخوذة من package الانجليزية والقرويون يستعملون (صُرّة)بدلا منها. وكما جاء في الصفحة 18 بأن الحراثة كانت في شهر شباط لزراعة القمح، علماً أن زراعة الحبوب تبدأ من شهر تشرين ثاني- نوفمبر-، ونادراً ما تصل الى شهر شباط. ومما جاء ( أن حبات البندورة هي أول خير لأرضهم هذا العام، قطفتها قبل قليل من الأرض المحيطة في البيت. ..وأن البصل الأخضر والخيار هما"لباليب" قطفتها ابنتها زهرة)ص19ومعروف ان شهر شباط ليس موسم البندورة والخيار والبصل، وما نشاهده من هذه الثمار في أيامنا هذه هو نتاج البيوت البلاستيكية التي لم تكن معروفة في حينه.
ومما جاء في الرواية أن عليّاً بعد أن أخذ الأغنام من البدوي شتيوي، وعندما أراد النوم للراحة في منطقة الفارعة(بعد أن شربت أغنامه، ربط أقدامها بالحبل ببعضها البعض ليحد من حركتها تماماً مثلما علّمه شتيوي ... وربط طرف الحبل الذي يربط الأغنام برسغه وغط في نوم عميق) ص 102 والواقع أن الأغنام لا تربط بأقدامها بل في رقابها،وهي ليست بحاجة الى الربط أصلاً، لأنها تستأنس براعيها وتحتمي به، وتتحلق حوله ولا تفارقه، والربط بالأقدام للحمير والبغال، وربط الأغنام بأقدامها قد يكون سبباً لكسر قوائمها خصوصاً اذا انجفلت، وربطها في رسغ راعيها قد يكون سبباً في هلاكه اذا انجفلت أيضاً .
وكذلك وصف بيت البدوي شتيوي (البيت مصنوع من اللّبْن والمعقود بالبوص والحوّر ) ص156 وهذا وصف لبيوت المزارعين في الأغوار، وليس لبيوت البدو التي هي عبارة عن خيم من شعر الماعز .
تطرقت الرواية الى الصراع على الزعامة بين العائلات المقدسية النشاشيبي، الحسيني، والخالدي، وهذه حقيقة تاريخية، كما تطرقت الى اختلاف الاجتهادات بين القيادات السياسية في الموقف من العمل المسلح، وتطرقت الى موقف قوات الانتداب البريطاني الداعم للهجرة اليهودية، وللاستيطان اليهودي والقامع للفلسطينيين بشكل مخطط ومدروس تمهيداً لاقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
وكان ليافا في الرواية نصيب،فقد جاء فيها وصف لصيادي الأسماك وطريقة تسويقهم لأسماكهم،كما كان وصف للبيت اليافاوي،فبيت سامي يقع في طرف بيارته التي عمل فيها عليّ عندما اصطحبه الدكتور فؤاد معه الى يافا،وهوعبارة عن قصر فسيح ومهندس بشكل معماري جميل.وفي يافا تزوج عليّ جيهان.
ويلاحظ أن دور البريطاني هنري صديق الدكتور فؤاد كان مقحماً حيث لم يكن له دور ذو أهمية في البناء الروائي،اللهمّ إلا اذا كان حبه لجيهان أو استحمامه في حمام العين يعتبران سببا كافي لوجوده في الرواية.
الأسلوب :
اعتمد الكاتب أسلوب السرد الحكائي أكثر من استعماله أسلوب السرد الروائي ويلاحظ أنه كان في عجلة من أمره في نهاية النص، لكن عنصر التشويق كان واضحاً في هذا العمل .



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-في كل يوم كتاب
- مجموعة(اكليل من شوك)القصصية في ندوة اليوم السابع
- لن تتغير أمريكا ما لم يتغير العرب
- قراءة في حكاية (يوم ولد قيس)
- مراوغة الجدران في ندوة اليوم السابع
- أوباما ليس خليفة العرب والمسلمين
- عندما تراوغ نسب أديب حسين الجدران
- ذاكرة سلمان ناطور في ندوة اليوم السابع في القدس
- الخامس من حزيران والهرولة الى الخلف
- اثنان وأربعون عاما عجافا
- اطفال الشرق الاوسط في يوم الطفل العالمي
- ذاكرة سلمان ناطور في رحلة الصحراء تأريخ للمأساة وسخرية من ال ...
- دولة تحارب شعبها
- هل سيسمع اوباما -لا- العربية
- مجموعة -اكليل من شوك- القصصية والتميز شكلا ومضمونا
- في ذكرى نكبة فلسطين
- التعذيب في العراق وغيره
- وقفة مع الاول من ايار
- قراءة في ديوان الشاعر تميم البرغوثي
- سرّ الرائحة قصة أطفال تدعو للحفاظ على البيئة


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - قراءة في رواية(حمّام العين)لعزام ابو السعود