أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شاكر النابلسي - الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي أمام تحديات السلام















المزيد.....

الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي أمام تحديات السلام


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 2695 - 2009 / 7 / 2 - 09:44
المحور: القضية الفلسطينية
    


-1-

يبدو أن مساراً جديداً في منطقة الشرق الأوسط سيأخذ طريقه مع عزم وتصميم وشجاعة إدارة أوباما، في أن تحلَّ هذه القضية التي مضى عليها حتى الآن ستون عاماً. فقد تمَّ في نصف القرن الماضي ومطلع هذا القرن حلُّّ وفضُّ معظم النزاعات السياسية في العالم، ولم يبق غير القضية الفلسطينية والقضية الكوبية.

ولعل تصميم وعزم وشجاعة إدارة أوباما، على متابعة هذه القضية، رغم أعباء هذه الإدارة الداخلية الثقيلة، هو ما شجع ودفع الكثير من مراكز البحث والرأي في العالم وخاصة في أمريكا على إعادة فتح ملفات القضية الفلسطينية من جديد، والنظر فيها، ولكن بأسلوب جديد مختلف، تمشياً مع نظرة الإدارة الأمريكية إلى هذه القضية.

-2-

مؤسسة "ٍSearch for Common Ground" الأميركية، مقرها في واشنطن ولها مكتب في بروكسل. وهي مؤسسة غير حكومية تعمل على فضِّ المنازعات الدولية بالطرق السلمية، وعبر الحوار. وتلجأ إليها دول ومنظمات عالمية عدة، للمساعدة في الحوار مع الإدارات الأمريكية المختلفة، وتقريب وجهات النظر. وقد لجأت سوريا مؤخراً إلى هذه المؤسسة، قُبيل تولّي إدارة أوباما السلطة. فهناك وفد سوري غير رسمي، زار أميركا بدعوة من هذه المؤسسة، من أجل بحث سبل التقارب والتفاهم بين سوريا والإدارة الجديدة. واستهدفت هذه الزيارة، خلق أرضية إيجابية جديدة عن سوريا، تسبق قدوم إدارة أميركية جديدة. وهو دليل واضح إلى مدى تلهّف سوريا على أن تكون على جدول أعمال الإدارة الجديدة، بغض النظر عن حلفها الإستراتيجي مع إيران.

-3-

كان من بين أنشطة "كومون جراوند" الأخيرة، أن قامت بمساعدة حركة صوت واحد One Voice - وهي حركة سلام عالمية متمثلة بشكل متساوٍ في كل من إسرائيل وفلسطين- بإجراء استطلاع للرأي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لكي تضع أمام السياسيين من كلا الطرفين، الحقائق السياسية الموجودة والقائمة فعلياً على الأرض، وليس ما يدور في رؤوس السياسيين فقط من كلا الطرفين. وهي بذلك سعت إلى أن يكون قرارا السلام القادم، هو قرار الشعوب أيضاً، وليس قرار المسئولين السياسيين فقط.

-4-

قام استطلاع الرأي الميداني هذا، بعد الحرب على غزة، لكي يؤكد من جديد، أن لا سلام في فلسطين بالسيف، ولكن بالعقل والقلم. وشمل هذا الاستطلاع عينة مختارة من 500 إسرائيلي و600 فلسطيني (من الضفة الغربية وغزة)، وذلك لمعرفة رأي الشارع الفلسطيني والإسرائيلي على السواء في مباحثات السلام القادمة.

وتقول الباحثة الفلسطينية داريا الشيخ، المتعاونة مع مؤسسة "كومون جراوند" ، والناشطة السياسية، والرئيسة التنفيذية لحركة "صوت واحد"، في مقالها "رافعة شعبية لحل الدولتين"، أن أسئلة هذا الاستطلاع صُممت للدفع بأفراد العينة إلى ما وراء ردود "نعم أو لا التقليدية المعتادة والمتصلبة، وذلك بهدف محاولة الوصول إلى عقل الأغلبية، وكيف يعتقدون أن العملية ينبغي أن تنتهي.

-5-

كانت نتائج الاستطلاع تشير بشكل واضح، إلى أن حلَّ الدولتين يبقى هو الحل الوحيد المقبول لدى غالبية كل من الإسرائيليين والفلسطينيين. وذلك من خلال الأرقام التالية التي جاء بها هذا الاستطلاع:



1- أكد 74 % من الفلسطينيين مقابل 78 % من الإسرائيليين استعدادهم لقبول حلِّ الدولتين.

2- يعتقد 58 % من الإسرائيليين و74 % من الفلسطينيين، أن المشاركة المدنية في العملية السلمية أساسية، ومرغوبة.

3- يرى 59 % من الفلسطينيين مقابل 66 % من الإسرائيليين، أن دولة واحدة أحادية القومية غير مقبولة.

4- يعتقد 77 % من الإسرائيليين مقابل 71 % من الفلسطينيين، أن السلام المتفاوض عليه هو إما أساسي أو مرغوب به .

5- يرى 94 % من الفلسطينيين أن القضية الفلسطينية مشكلة مهمة جداً في العملية السلمية. ويصنفونها على أنها القضية الأولى . ولا يرى سوى 30 % من الإسرائيليين أنها مهمة جداً ، ويصنفونها رقم 15 على قائمة الأولويات لدى الإسرائيليين.

6- القضية ذات الأهمية الأولى بالنسبة للإسرائيليين، هي وقف الهجمات على المدنيين، ويصنفها 90 % من الإسرائيليين على أنها ذات أهمية قصوى ، ويوافق 50 % من الفلسطينيين على ذلك، ولكنهم يصنفونها في المركز الـ 19 من 21 قضية.

-6-

فما هي النتائج المُستخلصة من هذا الاستطلاع العلمي، للرأي العام الفلسطيني والإسرائيلي؟

هذه بعض النتائج الواضحة:

1- أن الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني تعبا واستُهلكت مواردهما وقواهما من جرّاء الحروب العربية - الإسرائيلية، والهجمات الفلسطينية المسلحة على إسرائيل، ويريدون السلام، رغم الممانعة الواضحة والاستغلالية التي يراها بعض السياسيين من كلا الجانبين (حكومة نتنياهو ووزير خارجيته ليبرمان ومجموعة من الأحزاب الدينية الإسرائيلية الصغيرة الأخرى، وحركة حماس والفصائل الدينية الفلسطينية المسلحة الأخرى).

2- رغبة الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني المشاركة الشعبية الفعلية في المفاوضات، وعدم ترك المفاوضات ونتائجها للسياسيين المفاوضين فقط. لأن المشاركة الشعبية هي التي ترى الحقائق على الأرض، بينما السياسيون يعيشون في أبراجهم العاجية العالية، ولا يريدون من المفاوضات غير تحقيق أغراضهم الشخصية، سواء كانت تلك السياسية أم المادية. وفي حالة المشاركة الشعبية في هذه المفاوضات، فإن السياسيين لا يخشون أي قرار يتخذونه كما حصل مع ياسر عرفات في مفاوضات كامب ديفيد عام 2000.

3- لم تعد القضية الفلسطينية مهمة بالنسبة للإسرائيليين كما هي بالنسبة للفلسطينيين. فالإسرائيليون مطمئنون إلى وضع دولتهم، التي بنوها وشارفوا على استكمال بنائها، من كافة النواحي. أما الفلسطينيون فما زالوا يحلمون بقضيتهم ودولتهم، التي لم يروها بعد ستين عاماً من التشرد والشتات. ولهذا فالقضية الفلسطينية بالنسبة لهم هي على أعلى قائمة الأولويات.

فالمسروق مهموم دائماً بما سُرق منه، أما السارق فلا همَّ له.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا رحَّبت وفرحت إسرائيل بنجاح نجاد ؟
- هل أصبحت أمريكا الدولة الإسلامية الخامسة والأربعين؟
- ما حال الإسلام لو لم تظهر السلفية الجهادية؟
- فلسطين بين فكي الأصولية الإسلامية واليهودية
- هؤلاء القراصنة: نظرة مغايرة
- قمة العشرين.. هل هي نظام عالمي جديد؟
- تركيا: نافذة أوباما على العالم الإسلامي
- التحالف الإيراني – الإسرائيلي الخفي
- قطوف الديمقراطية العراقية الدانية
- الدولة العربية الحديثة وحاجتها الماسة إلى الدين
- العراق: من ديكتاتورية البعث إلى ديكتاتورية الطوائف
- أزمة التيار الديني في التركيز على القشور وإهمال اللُبَاب
- من هو المثقف الليبرالي وما هي مهمته؟
- العراق بين الإحلال الأمريكي والاحتلال الإيراني
- سيطرة ثقافة الحرب والخوف من السلام
- اضاءات فكرية لدواخل الخطاب السياسي الديني
- ما هي أسباب بروز -الإسلام السياسي- بهذه القوة؟
- الانتخابات العراقية.. درس آخر في التطبيق الديمقراطي
- ذهب بوش.. فهل ستقلُّ كراهيتنا لأمريكا؟
- علاقة -الناصرية- و-البعث- و-القوميين العرب- بالإسلام والدولة


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شاكر النابلسي - الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي أمام تحديات السلام