أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال الصالح - علاقة الديانه اليهودية بالمشروع الصهيوني والتكوين السياسي لدولة إسرائيل















المزيد.....



علاقة الديانه اليهودية بالمشروع الصهيوني والتكوين السياسي لدولة إسرائيل


نضال الصالح

الحوار المتمدن-العدد: 2695 - 2009 / 7 / 2 - 09:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يمكن فهم الصراع العربي اليهودي في فلسطين، بدون فهم الأركان الأساسية التي تقوم عليها الديانة اليهودية . الناس خارج العالم الاسلامي وخاصة في الغرب عندهم صورة عن الديانة الاسلامية، قد تكون في بعض الأحيان إيجابية وفي أحيان أخرى سلبية. ولكن الأمر بالنسبة للديانة اليهودية أكثر تعقيدا، ففي كثير من الأحيان ينظر الغرب إلى هذه الديانة بعيون رومانسية،روحانية و أي محاولة لدراسة اليهودية دراسة واقعية متكاملة، لا تزال تواجه بعقبات تمنع الغربيين من الحكم حكما صحيحا على اليهودية، خاصة في ما يخص طبيعة الصراع العربي اليهودي في الشرق الأوسط .
تقوم اليهودية على ميثولوجيا بأن الإله يهوه قد عقد اتفاقية بينه وبين بني إسرائيل، وحسب هذه الاتفاقية فإن يهوه اختارهم من بين البشر كحملة عبادته وحده من دون غيره مقابل أن يمنحهم الأرض المقدسة فلسطين كوطن خالص لهم . جرى الاتفاق الأول بين إله إسرائيل وبين إبراهيم الذي يعتبره اليهود جدهم الأول، حيث تعهد الرب بمنح إبراهيم ونسله من بعده( تعني بني إسرائيل فقط) أرض كنعان وهي أرض فلسطين. وبعد انقطاع وغياب طويل،تقول الأسطورة أن الرب يهوة عاد وقرر تجديد الاتفاق بينه وبين بني إسرائيل، فأرسل لهم موسى لإخراجهم من مصر حيث عاشوا ،حسب الأسطورة، لعدة قرون في ذل واضطهاد، وفي سيناء جدد عهده لهم واتفاقيته معهم التي عقدها مع جدهم إبراهيم والتي بموجبها وعد أن يمنحهم أرض اللبن والعسل فلسطين خالصة لهم من دون غيرهم . وحتى يلتئم التسلسل التاريخي، صور كتبة التوراة الإله يهوه بأنه امتداد للإله إيل اله إبراهيم رغم ظهوره باسم جديد وبعد انقطاع دام مئات السنوات، كما صوروا موسى والموسويين بأنهم امتداد لإبراهيم وإسحق ويعقوب.
الاتفاقية تطلب من شعب الله المختار، مقابل الوعد الإلهي بمنحهم الأرض المقدسة، الاخلاص لعبادة يهوه وحده من دون الآلهة و التزامهم بالدستور الذي وضعه لهم في التوراة. بنود هذا الدستور وقوانينه، وبإلهام من الله، شرحها وفندها ورتبها، مجموعة من الحاخامات في مؤلف يدعى الهالاخاه( أي الطريق) وهي موجز للتعاليم والقوانين التي جاءت في التلمود، وتحتوي الهالاخاه على كل ما يجب أن يفعله ويقوم به اليهودي في مختلف الوجوه الحياتية.
ثلاث قضايا أساسية بقيت على مر العصور عنصرا أساسيا في العقيدة اليهودية، وعمل الحاخامات اليهود كل ما في وسعهم أن تظل حية في الوعي اليهودي:
الأولى أن يهود اليوم هم أحفاد الإسرائيلين التوراتيين وأن بذرة إبراهيم والآباء الأوائل بقيت حية ونقية في الشعب اليهودي على مر العصور وإلى عصرنا هذا.
الثانية أنهم شعب الله المختار والثالثة الإيمان بما يسمى" الأرض الموعودة إسرائيل( في فلسطين)،" أريتس إسرائيل"
القضية الأولى جرى زرعها في الوعي اليهودي بكل الطرق الممكنة ولقد قامت المسيحية بكل أطيافها بالتأكيد على هذه المقولة وشاركهم فيها كثيرون من بناة الثراث الإسلامي. ولطالما سمعنا خطباء الجوامع في بلادنا يرددون مقولات مثل ليس لها أي واقع تاريخي مثل " وعندما خرج اليهود من مصر" أو " عندما تاه اليهود في صحراء سيناء" وغيرها من المقولات التي تدعم الوهم اليهودي بأنهم أبناء الإسرائيليين التوراتيين الذين أقاموا في فلسطين مملكة أسطورية فاقت كل الممالك بقيادة النبي داوود ومن بعده الملك الأسطوري سليمان. ورغم دحض الحقائق التاريخية لهذا الوهم فإن رموز الفكر الإسلامي تقدم وبدون وعي منها بدعم هذا الوهم.
القضية الثانية أخذت مع تطور الزمن أشكالا مختلفة في العقيدة اليهودية. بعض التيارات اليهودية وخاصة المحدثين منهم، اعتبروا أن الله اختارهم ليكونوا حملة عقيدته، و أنهم رسل لتحقيق مشيئة الله بتهيئة الظروف لعودة المسيح المنقذ . وبعض التيارات الأخرى وخاصة التيارات الأصولية، اعتبرت أن اختيارهم من قبل الله كان لأنهم الأفضل من بين كل شعوب الأرض، وأن الله بعثهم للناس كنور مضيء للشعوب الأخرى، ولقد بلغ تأويل الأصوليين اليهود لهذا الاختيار حدا تجاوز حدود العنصرية والشوفينية.
القضية الثالثة، جرى غرسها في الوعي اليهودي على مر العصور باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الاتفاقية مع الله، حيث صور لليهودي بأنه بدون أرض إسرائيل الموعودة لا يمكن تحقيق وتطبيق الاتفاقية مع الله وأن عودة اليهود للأرض المقدسة أمر إلهي من أجل التهيئة لظهور المسيح المنقذ الذي سيقيم مملكة الله على الأرض التي سيعمها السلام . و بناءا على ذلك، حاول الحاخامات كل ما في وسعهم لزرع الاعتقاد بأن وجود اليهود في " الشتات" أو "الدياسبورا" هو وجود مؤقت وأنهم لاجئون في بلدان غريبة، ولذلك اختاروا الانغلاق على النفس والعيش في غيتو مغلق في انتظار العودة إلى أرض الميعاد .لقد منع اليهودي في الغيتو بالإتصال بالعالم الخارجي أي كان نوعه ومنع من تعلم لغة الأغراب وأكل طعامهم ودراسة علومهم وسماع الموسيقى. كانت اللغة العبرية واليديش هما اللغتان الوحيدتان المسموح لليهودي التكلم بهما. لقد منع اليهودي من دراسة العلوم الحديثة مثل الفيزياء والكيمياء وغيرها، وكان يحق للحاخامت اليهود القيام بعقاب كل مخالف وسجنه وحتى قتله.
إن رياح الليبرالية التي هبت على أوروبا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر أصابت اليهود في أوروبا فبدأت حركة التجديد في العقيدة اليهودية والتي دعيت "هاسكالا" . ولكن التجديد لم يصب لب وأصول العقيدة اليهودية وإنما أصاب الأدوات الخطابية لهذه العقيدة مثل السماح باستعمال لغة أخرى غير العبرية والسماح بسماع الموسيقى وغيره من القضايا التي كانت ممنوعة على اليهودي منعا باتا. ومع كل ذلك وبتأثير التجديد فلقد اختارت مجموعات من يهود ألمانيا وأوروبا الغربية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين الانخراط والذوبان في مجتمعاتها، فانضمت إلى الأحزاب السياسية المختلفة من اشتراكية وشيوعية ولبرالية وغيرها وانخرطت في مؤسسات المجتمعات التي تعيش فيها. رياح التجديد هذه بأشكالها المختلفة أصابت مجموعات من يهود أوروبا الغربية ولكنها لم تصل إلى يهود أوروبا الشرقية ولا لليهود الشرقيين في البلاد الاسلامية .
رياح التجديد جابهت مقاومة عنيفة من اليهودية الكلاسيكية والأرتودوكسية الأصولية بشكل عام . ولقد عزز موقف الأصوليين عاملان أساسيان:
الأول هو انتشار أشكال مختلفة من العداء لليهود في أوروبا، هذا العداء الذي دعي زورا بالعداء للسامية وذلك للتأكيد على الأصول السامية لليهود. لقد كان خطاب التيارات المعادية "للسامية" في نهاية المطاف مطابقا لكل من الخطاب اليهودي الأصولي وخطاب الحركة الصهيونية، فكلاهما كان ينبع من المقولة ذاتها وهي أن اليهود غرباء في المجتمعات الأوروبية وغير قادرين على التأقلم والعيش فيها وعليهم أن يرحلوا" . لذلك كانت نداءات التيارات المعادية "للسامية" تصب في نهر الفكر اليهودي الأصولي والفكر الصهيوني، ولقد قامت الأخيرة بتشجيع ذكي لمعاداة السامية لأن الأفكار المعادية للسامية كانت من غير أن تدري تدعم دعما قويا فكر ومخطط الصهيونية العالمية وساعدت في تحقيق حلم الصهيونية بإقامة الدولة اليهودية في فلسطين .
العامل الثاني،هو ظهور النازية وطرحها لما يسمى " بالحل النهائي" للمسألة اليهودية" وما نتج عن ذلك من تصفيات جسدية لكثير من اليهود في معسكرات الاعتقال النازية. ولكن ورغم النتائج السلبية التي أصابت اليهود في الهولوكوست بخسارة أعداد منهم،إلا أن الهلوكوست لعب دورا مهما في التحام اليهود في العالم حول الفكر اليهودي الأصولي من جهة ودعم المشروع الصهيوني في فلسطين من جهة أخرى. لقد استغلت الصهيونية هذا الحدث أكبر استغلال وكان لا بد من تضخيم الحدث إلى أعظم حد وزيادة عدد الضحايا إلى أكبر عدد وذلك من أجل كسب اليهود المترددين ودر عطف العالم الغربي المسيحي الذي زرع في وعيه وبشكل منظم الشعور بوخز الضمير لموقفه الغير مبالي والمتفرج، كما صورته له الصهيونية، من الهولوكوست.
على الرغم من أن الحركة الصهيونية بحد ذاتها لم تكن حركة دينية، إلا أنها استغلت الدين والفكر الديني اليهودي القائم على الوعد الإلهي ليس لإقامة الدولة اليهودية في فلسطين فحسب ولكن كذلك من أجل تبرير احتلال بقية أرض فلسطين وترحيل الفلسطينيين منها باعتبارها جزءا لا يتجزأ من أرض إسرائيل الموعودة من قبل الرب .
في الأعوام الأولى لقيام الدولة اليهودية عام 1948 لعبت الأصولية اليهودية دورا هامشيا في إدارة الحكم في إسرائيل، وكان تأثيرها تأثيرا غير مباشر في المجتمع الاسرائيلي، فلقد بقي الحكم في أيدي اليسار الاسرائيلي الذي يدعي العلمانية و الممثل بحزب العمال. وكانت اليهودية الأصولية تركز على مطلب تهويد القوانين وخاصة في ما يتعلق بالعلاقات الاجتماعية من زواج وطلاق وإرث وغيره، وكان همها الدعوة إلى العودة إلى القيم اليهودية الأصولية التي تدعو لها الهالاخاه.
نتائج الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية عام 1977 أحدثت انعطافا مهما في المسرح السياسي الاسرائيلي، فلقد فاز في الانتخابات الائتلاف اليميني الاسرائيلي الليكود، ولقد قوبل هذا الفوز بالبرود من قبل أصدقاء اسرائيل في أوروبا الغربية والشرقية، فلقد كان على رأس هذا الائتلاف شخصيات ذات تاريخ إرهابي، مثل بيغن وشامير المسؤولان عن عدد من المذابح ضد القوات البريطانية وضد العرب الفلسطينيين أهل البلاد الأصليين. لقد اعتقد المراقبون أن نتيجة الانتخابات هذه ما هي إلا حدث عارض في المسرح السياسي الاسرائيلي، ولكن الأيام أثبتت أن القضية تختلف تماما وأن هناك تحركا مستمرا في المجتمع الاسرائيلي باتجاه اليمين الصهيوني وباتجاه الديني الأصولي المتطرف. لقد أثبتت المراقبة الدقيقة للمجتمع الاسرائيلي أن هناك رغبة عارمة وخاصة لدى طبقة الشباب الاسرائيلي بإعادة هودنة نظام الحكم والمجتمع في إسرائيل والعودة به إلى الأصول التي قامت عليها اليهودية والمكتوبة في الهالاخاه . أشخاص أمثال شامير وبيغن وغيرهم، أصبحت تعتبر في المجتمع الاسرائيلي كأبطال وليس إرهابيين. و كما في داخل إسرائيل كذلك خارجها ظهر عامل جديد أخذ بالانتشار بين صفوف اليهود وهو " الأصولية الدينية اليهودية السياسية" ، واتجه هذا التيار تدريجيا نحو التطرف والراديكالية.
حزب المفدال الديني هو مثال على التحرك في المجتمع الإسرائيلي نحو الأصولية الدينية المتطرفة. لقد نشأ حزب المفدال من الحزب اليهودي المدعو " مزراحي" ومعناه المركز الروحي أو الديني، ولقد كان من أوائل الأحزاب اليهودية الدينية التي قامت بين المهاجرين اليهود في فلسطين قبل قيام إسرائيل. ولقد قام هذا الحزب على نواة حركة من اليهود الأوروبيين الشرقيين كانت تدعى " محبي صهيون" . كان هدف مزراحي هو حث يهود العالم على الهجرة إلى فلسطين وتكوين أغلبية يهودية فيها. في عام 1902 تحولت هذه الحركة إلى حزب وانضمت إلى الحركة الصهيونية العالمية. ومن الغريب أن هذا الحزب كان من أول من وافق على اقتراح وايزمن بإقامة دولة إسرائيل في أوغنده في أفريقيا على شرط أن تقوم الحركة الصهيونية بتغليف هذا الاقتراح بغطاء ديني يهودي. في عام 1922، أسس هذا الحزب نقابات خاصة للعمال اليهود في فلسطين المتعاطفين مع سياساته بمعزل عن نقابات الهستدروت مع أن التعاون بين النقابتين ظل قائما خاصة في مجال التأمين الصحي والاجتماعي. ولكن مع الأيام انفصل التنظيم النقابي لحزب المزراحي عن الحزب الأم وكون حزبا مستقلا له. وبعد قيام دولة إسرائيل بثلاث سنين اتحد الحزبان من جديد وكونا حزبا واحدا هو حزب المفدال القومي الديني.
تحالف حزب المفدال الديني القومي منذ قيامه مع حزب العمال اليساري ودخل معه في ائتلاف حكومي. ولكن في عام 1977 وصل إلى قيادة الحزب مجموعة من الشباب المتطرفة والتي لم تجد في خطاب الحزب وتحالفه مع حزب العمل تلبية لخطابها الديني المتطرف ولذلك ركضت إلى أحضان الحزب اليميني الليكود ودخلت معه في ائتلاف حكومي، لأنها وجدت أن برنامجه يلبي تطلعاتها السياسية والدينية المتطرفة. ولقد تطور الوضع في الحزب وصل درجة أن كثيرا من شباب قاعدته ترك صفوف الحزب وانضم إلى حركات دينية سياسية متطرفة مثل غوش إمونيم وتيخيا و موراشا وكاخ وغيرها والتي أخذت تنتشر خاصة بين يهود المستوطنات والتي تعتبر نفسها جنود الله من أجل تحقيق وصيته الواردة في الهالاخاه وعلى رأسها استيطان كافة الأراضي الفلسطينية وطرد أهلها منها.
إلى جانب الفكر الديني الأصولي فإن عاملا آخر يجمع هذه التنظيمات الأصولية المتطرفة وهو أن قادتها و قاعدتها تتكون من اليهود الأشكيناز، أي من اليهود القادمين من أوروبا،و خاصة وسط أوروبا وشرقها ومن يهود الولايات المتحدة الأمريكية. ومن المعروف أن يهود إسرائيل ينتمون إلى مجموعتين أساسيتين، فإلى جانب اليهود الأشكناز هناك اليهود القادمون من البلدان العربية والشرقية والذين يدعون السفراديم .
احتجاجا على سياسة التعالي والعنصرية لليهود الأشكناز قامت حركة من داخل المفدال تطالب بالمساواة بين اليهود الأشكناز واليهود الملونين وكونت حزبا خاصا بها هو حزب " تامي". استطاع هذا الحزب أن يحوز على تأييد عدد كبير من اليهود الشرقيين وخاصة القادمين من مراكش وتونس، كما استطاع أن يستقطب بعض التنظيمات الراديكالية لليهود الشرقيين مثل تنظيم " النمور السود" ( سميت باسم منظمة للسود في أمريكا) و تنظيم"إسرائيل شيلي" . ولقد انتقد الحزب سياسة التعليم الاسرائيلية التي لا تأخذ في الحسبان الأصول الثقافية لليهود الشرقيين،كما انتقد السياسة العنصرية في المجتمع الاسرائيلي والتي تتمثل في الأفلام الاسرائيلية حيث تظهر اليهودي الأشكنازي كبطل مثل جيمس بوند أما اليهودي الشرقي فيظهر في دور اللص أو المتسكع العاطل عن العمل. لقد أثار الحزب و ناطقه الرسمي آنذاك أهارون أبو هاتزيرا وهو من أصول مراكشية، حفيظة مختلف الأوساط اليهودية الأشكنازية في إسرائيل، فلأول مرة يظهر حزب من هذا النوع يتهم المجتمع الاسرائيلي بالعنصرية بناءا على حقائق اجتماعية وتجارب فعلية، وبذلك يهدم أسطورة المجتمع الديموقراطي اليهودي الموحد في إسرائيل.
في عام 1983 وبعد اتهامات متعددة للناطق الرسمي للحزب بأنه اثناء رئاسته لمجلس مدينة الرملة، تصرف بالخزينة العامة تصرفا شخصيا حكم عليه بالسجن عدة أشهر . محاكمة الناطق الرسمي للحزب كانت سببا في تصادمات عنصرية، أشار فيها مؤيدي الحزب من اليهود الشرقيين أن أهارون لم يفعل شيئا جديدا وأن ما قام به يقوم به جميع المسؤولين في الإدارة المدنية وبشكل علني، ولكن ذلك لم يمنع من أن ما حدث كان ضربة قوية لحزب " تامي " وأثر تأثيرا سلبيا على مستقبله السياسي.
لم يكن المزراحي الحزب الديني الوحيد الذي قام بين يهود فلسطين، فمن الأحزاب الدينية اليهودية التي قامت في فلسطين الانتداب هو حزب " أجودا" والذي يعني عصبة إسرائيل. تأسس هذا الحزب في البداية في عام 1912 في ألمانيا ولقد انتشر تأثيره إلى يهود المجر وبولونيا والبلقان. لم ينضم هذا الحزب إلى الحركة الصهيونية ولم يوافق على سياساتها باعتبار أن بعث الشعب اليهودي وخلاصه سيتم فقط بعد ظهور المسيح المنتظر. وكما فعل حزب المزراحي كون هذا الحزب لنفسه نقابات خاصة به من العمال اليهود المتعاطفين مع سياسته. ولكن هذه النقابات خلافا للحزب أبدت تفهما لسياسات الحركة الصهيونية وتعاملت معها. بعد قيام دولة إسرائيل انضم الحزب إلى " بناة إسرائيل " واعترف بالجنسية الاسرائيلية ودخل معترك الحياة السياسية في إسرائيل وشارك في الانتخابات العامة فيها. وركز هذا الحزب على تهويد المجتمع الاسرائيلي حسب الشريعة اليهودية المذكورة في الهالاخاة.
في منتصف الثمانينات أضعف الحزب انفصال مجموعة من اليهود الشرقيين السفراديم بقيادة الحاخام " أوفاديا يوسف" ذو الأصول العراقية وتشكيلهم حزبا خاصا بهم باسم حزب " شاس " ( حماة التوراة السفراديم). ولنفس الأسباب التي خرج بسببها حزب تامي من حضن المفدال، كذلك خرج حزب " شاس" من حضن حزب " أجودا" . لقد أخذ حزب " شاس" على قيادة حزب "أجودا" بأنها أداة سياسية وروحية في يد الأشكناز وبأن أعضاء الحزب من السفراديم قد شعروا أنهم يشكلون بالنسبة للحزب مادة انتخابية فقط لا غير، ولقد استقطب الحزب مجموعة كبيرة من أعضاء حزب أجودا ذوي الأصول الآسيوية والأفريقية كما استقطب عددا كبيرا من مؤيدي حزب تامي الذين شعروا بخيبة أمل بعد محاكمة الناطق الرسمي للحزب أهارون.
في الحقيقة لم يكن حزب شاس منذ مولده حزبا سفراديميا خالصا، فلقد انضم إلى المجموعة السفراديمية مجموعة أخرى من الأشكناز الذين خرجوا من حزب أجودا بقيادة الحاخام " أ.ميناخيم شاخ " ذو الأصول اللتفانية، احتجاجا على سياسة الحزب الغير واضحة. وهكذا كان داخل حزب شاس تياران أحدهما سفراديمي بقيادة أوفادية يوسف والآخر أشكنازي بقيادة شاخ الذي شكل تنظيما خاصا للاشكيناز في داخل الحزب باسم " ديغل ها- تورا" أي حماة التوراة، وفي النهاية المطاف انفصل هذا الجناح عن حزب شاس وشكل حزبا مستقلا متعاطفا مع السياسة المتطرفة لليمين الصهيوني و الديني القومي.
تستمد الحركات اليهودية الدينية القومية المتطرفة وبما فيهم المفدال أفكارها من طروحات الحاخام أبرهام كوك ( 1865-1935) الذي ولد في" لتفيا" ورحل عام 1904 إلى فلسطين وأصبح الحاخام الأول لليهود الأشكناز، وابنه تسفي يهودا كوك ، الذي مشى في خطى والده وحمل أفكاره. أهم أفكار كوك الأب هي، عودة اليهود من المهجر إلى أرض الميعاد تطبيقا لرغبة الله ورفض أفكار بعض الحركات الدينية اليهودية التي رفضت السياسة الصهيونية بحجة أن عصر عودة المسيح المنتظر لم يبدأ بعد، وأعلن أن عصر عودة المسيح قد بدأ فعلا،و أن الصهيونية ما هي إلا الأداة التي بعثها الله من أجل تحقيق الوعد الإلهي، وأن الله سيرسم الشكل النهائي للمجتمع اليهودي في إسرائيل بعد قيام الدولة اليهودية وسيأخذ بيد اليهود ويساعدهم في تطبيق الاتفاقية حسب تعاليم التوراة. أفكار كوك أصبحت مصدرا للإلهام لكل من المفدال والحركات الدينية المتطرفة . أما كوك الابن فرغم أنه لم يكن في ثقافة أبيه، إلا أنه أصبح في ما بعد كأبيه ملهما للحركات الدينية المتطرفة.
تنطلق أفكار كوك الابن من شعارين اثنين بناهما على فكر والده، وهما أن انتصار إسرائيل في حرب عام 1967 حدث بمشيئة وإرادة الله الذي أراد أن يعيد أرض إسرائيل لأصحابها اليهود، والتي أخذها من أجدادهم لعدم تمسكهم بالاتفاقية مع الله وبشريعة الرب في التوراة. ولقد كان الصهاينة العلمانيون أداة في هذه الحرب بدون علمهم من أجل تحقيق إرادة الله، وهي إشارة من الله على أن عصر المسيح المنتظر وخلاص الشعب اليهودي قد بدأ، كما أعلن أن إعادة أي جزء من الأرض إلى الفلسطينيين يعتبر خيانة لله ومخالفة للاتفاقية معه. أكد كوك الابن على النوعية المتفوقة لليهود والثقافة اليهودية ورفض كل ما هو ليس يهوديا سواء من الناحية العرقية أو في ما يتعلق بالدين والثقافة، كما اعتبر أن اليهود واليهودية ستشكل الظروف الحضارية التي على العالم أجمع أن يسير في كنفها. لقد أول النصوص التوراتية حتى تنطبق على الواقع الحالي وأصدر الفتاوى التي تقارن عرب فلسطين بشعوب التوراة مثل أهل مدين أو العمالقة، الذين وصى رب التوراة بابادتهم حسب النص " ولن تبقي حيا أي شيء يتنفس"، وأوجد بذلك تبريرا لطرد العرب من البلاد أو حتى إبادتهم.
بناءا على أفكار كوك الأب ومن بعده الابن أخذت الحركات الدينية المتطرفة تنظر إلى الصهيونية على أنها اليد التي بعثها الله من أجل تحقيق الوعد الإلهي بإقامة الدولة اليهودية و تعلن أن حرب عام 1967 وانتصار إسرائيل فيها، هو إشارة من الله على أن عصر عودة المسيح المنتظر قد بدأ، كما أعلنت هذا العام،العام الأول من تاريخ خلاص الشعب الاسرائيلي، ووضعت نصب أعينها الاسراع في استيطان كامل تراب فلسطين وتهويدها وإعلانها أرض إسرائيل "اريتس إسرائيل"، وقامت على أثرها حركات استيطانية متعددة لقيت من قبل حكام إسرائيل تفهما ودعما كاملا.
تتفق الحركات الدينية المتطرفة مع اليمين السياسي الاسرائيلي بأن أرض فلسطين، " اريتس إسرائيل" هي أرض يهودية غير قابلة للنقاش وأنه يجب الاسراع في استيطان أراضيها وتطبيق سياسة الأمر الواقع عليها، كما تتفق على أن القدس هي عاصمة إسرائيل الأبدية ومن الواجب الديني والقومي إعادة بناء الهيكل في أرض الحرم الشريف و كلا من الطرفين لا يخفي رغبته في إزالة هذا الصرح الاسلامي بحجة أن الهيكل موجود تحته. ويدور النقاش بين صفوف مختلف التيارات حول حدود أرض إسرائيل، التي يحددها جناح من اليمين الاسرائيلي بأرض فلسطين التي كانت تحت الانتداب البريطاني أما الجناح اليميني المتطرف إلى جانب الحركات الدينية المتطرفة فتعتبر أرض إسرائيل هي الأرض الواقعة بين الفرات والنيل، وفي أسوء الأحوال وبسبب الظروف الدولية الحالية المعقدة يمكن الاقتناع مؤقتا بسوريا ولبنان والأردن إلى جانب أرض فلسطين الحالية. كما يجري النقاش حول مصير العرب الفلسطينيين، سكان البلاد الأصليين؟ البعض يقول أنه يجب على الحكومة الاسرائيلية أن تقوم بترحيل الفلسطينيين إلى خارج أرض إسرائيل وإلى البلدان المجاورة، وإن لم تسمح الظروف على الحكومة والحركات الدينية القومية المتطرفة أن تقوم بكل الاجراءات التعسفية الممكنة كي تضيق الخناق على حياة الفلسطينيين وتجعل من إقامتهم مستحيلة و بذلك تجبرهم على الرحيل. البعض الآخر يقول أنه لا مانع من بقاء الفلسطينيين في أرض إسرائيل بشرط أن يعترفوا ويقبلوا بحقيقة أن هذه الأرض يهودية و هي ملك خالص لليهود، وأن يجري تهويد كافة القوانين وكافة الجوانب الحياتية في إسرائيل حسب الشريعة اليهودية الموجودة في الهالاخاه.
أمرا واحدا مهما يلاحظه المراقب هو استمرار ضعف تأثير الصهيونية العلمانية المتمثلة في حزب العمل في الوسط اليهودي وزيادة الانعطاف وخاصة عند الشباب نحو اليمين الصهيوني و نحو الديني القومي المتطرف. لقد أصبح المثل الأعلى لكثير من الشباب الاسرائيلي صورة اليهودي الملتحي يحمل في يد التوراة وفي يده الأخرى الرشاش يسير متحديا أمام الموطنين العرب . وأصبح مطلب هودنة الدولة والعودة إلى أصول الشريعة اليهودية يتصاعد.
المباحثات بين حكومة اليمين الاسرائيلية برئاسة مناحيم بيغن وبين مصر عام 1979 والتي أدت إلى توقيع اتفاقية كامب ديفيد والتنازل عن سيناء أحدثت هزة في التحالف اليميني الليكودي واليميني القومي المتطرف. على أثر هذا الحدث اجتمعت مجموعة من الرموز الرافضة لسياسة الليكود الجديدة من داخل الليكود ومن خارجه وشكلت حزبا راديكاليا جديدا باسم " تيخيا" وتعني" البعث "، وكان هدف هذا التنظيم الجديد هو الوقوف في وجه أي مفاوضات سلمية مع العرب والكشف عن سياسة الخيانة التي اتبعتها حكومة بيغن بتنازلها عن الارض اليهودية للعرب. لقد أصبح أبطال الأمس من بيغن وشركاه خونة في عيون اليمين المتطرف والديني القومي المتطرف. من بين زعماء هذا الحزب الذين برزوا على المسرح السياسي وجذبوا انتباه المجتمع الاسرائيلي بتصريحاتهم وآرائهم الواضحة هم الجنرال رفائيل ايتان،رئيس الأركان السابق للجيش الاسرائيلي والذي أسس حزبا خاصا به باسم "كوميت " وانضم لاحقا مع حزبه إلى "تيخيا" وكذلك الجنرال جوفال نيمان و العضو السابق في المنظمة الارهابية شتيرن و غيولا كوهين المنحدرة من أصل يمني. لقد أعلن الثلاثة بشكل واضح وصريح أن اتفاقية السلام مع مصر هي خيانة لليهودية لأنها تنازلت عن قطعة من الأرض الاسرائيلية الموعودة من الله، وبصقة في وجه الأسس التي تقوم عليها الرسالة اليهودية للعالم أجمع، كما أعلنوا : " أن أرض إسرائيل هي أرضنا نحن اليهود، وأن العرب في هذه الأرض ضيوف ليس إلا، وإذا أرادوا العيش بيننا فإننا نسمح لهم بذلك على شرط أن تكون حقوقهم ذات صفة فردية"، كما أكدوا أنه لا يحق للعرب في أرض اليهود أن يدعوا هذه الأرض وطنا ولا أن يدعوا أنفسهم شعبا.
دعى حزب " تيخيا " جميع الأحزاب والمنظمات اليهودية في إسرائيل أن تفيق قبل أن يفوت الأوان وأن تترك خلافاتها جانبا وأن تقف ضد أي اتفاق سلام مع العرب والتنازل لهم عن أي قطعة من أرض إسرائيل، كما دعا إلى وحدة كل القوى المعارضة للسلام مع العرب. وأيد هذا النداء الحاخام العجوز تسفي يهودا كوك وعدد من حاخامات المركز الحاخامي. هذا الخطاب تسبب في تسرب العضوية من كل من حزب حيروت اليميني ومن الائتلاف اليميني في الليكود في اتجاه "تيخيا" و المنظمات الدينية المتطرفة التي أخذت تتكاثر تباعا. فإلى جانب حزب" كاخ" الذي تأسس عام 1971 على يد ماير كاهان، و غوش أمونيم( عصبة المخلصين) الذي تشكل من مجموعة من شباب المفدال،برز إلى الوجود حزب " موروشا" وتعني ( الإرث) الذي تأسس عام 1981 بزعامة العضو السابق في المفدال الحاخام خايم دروكمان، وحزب مولديت ( الوطن ) الذي تأسس عام 1988 على يد ضابط الجيش الاسرائيلي ريخيم زيفي الذي قاد الدعوة لترحيل المواطنين العرب من فلسطين، وغيرها من التنظيمات . ويرجع الفضل الأول لحزب " تيخيا" وبناءا على اقتراحه،في إعلان مدينة القدس عام 1980 عاصمة موحدة أبدية لدولة إسرائيل و بعد عام من هذا الاعلان نجح في أن يحصل على الموافقة على الاقتراح الذي قدمه بضم الجولان إلى دولة إسرائيل.
من الأحزاب التي برزت إلى سطح السياسة الإسرائيلية في المدة الأخيرة حزب " إسرائيل بيتنا" بقيادة ليبرمان. ينحدر افغادور ليبرمان من أسرة موطنها احدى جمهوريات الاتحاد السوفييتي ولقد أتى إلى فلسطين عام 1978 وعمل كمدير مكتب اليميني المتطرف بن يمين نتنياهو . وفي عام 1999 أسس ما يسمى حزب إسرائيل بيتنا الذي يعتني بالمهاجرين الروس الذين أتوا من جمهوريات الاتحاد السوفييتي سابقا ويقارب تعدادهم أكثر من مليون . في كلمته أمام المركز لدراسات الشرق الأوسط في واشنطن، عرض ليبرمان برنامجه السياسي وقال:" إن من حق إسرائيل أن تطالب مواطنيها بالإخلاص للدولة. ولا يستطيع أن يكون مواطناً فيها من ليس على استعداد للإعتراف بإسرائيل كدولة يهودية صهيونية". وكان حديثه هذا موجها لعرب ال 48 ويعني أن شرط المواطنة يجب أن يكون إعتراف عرب ال 48 بيهودية دولة إسرائيل. ويرى ليبرمان أن الصراع «ليس صراعا على مناطق جغرافية بل هو صراع قومي- ديني في جوهره وهو يصر على يهودية دولة إسرائيل ويطالب بتهجير عرب 48 الذين يرفضون الإعتراف بيهودية الدولة. كما يؤكد على رفض تام لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين «لا من الناحية المبدئية ولا في حالات إنسانية… وهذه المسألة محسومة وغير قابلة للتفاوض.
يلاحظ المراقبون أن تحركا ملحوظا يجري في المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين الديني الأصولي المتطرف وخاصة لدى الجيل الصاعد كما يلاحظون أن هناك رغبة لدى الشباب الجديد في تهويد كافة الأوجه الاجتماعية والسياسية في إسرائيل، وعلى الجانب الاخر ضعف تأثير الصهيونية العلمانية المتمثلة في حزب العمل الاسرائيلي. كما يلاحظ المراقب الحيادي أنه في الوقت الذي يرفض فيه الغرب رفضا باتا الأحزاب والحركات الإسلامية الأصولية ويضعها على قائمة الإرهاب يسرع إلى تقبل انعطاف المجتمع الإسرائيلي إلى اليهودية الصولية المتطرفة كما يسرع إلى تقبل الحركات والأحزاب اليهودية الأصولية المتطرفة بل ويقدم لها الدعم المعنوي والمادي.
أما المراقب العربي وخاصة الفلسطيني فعليه أن يعي وأن يأخذ العبرة من حقيقة أنه ورغم الخلافات التي تظهر بين مختلف التنظيمات والأحزاب الإسرائيلية والمجادلات السياسية بين زعماءها، إلا أنها في نهاية المطاف سواء خارج الكنيست أو داخله تقف كجبهة واحدة ضد أي اتفاق سلام مع العرب ينتج عنه التنازل عن شبر واحد من أرض "اريتس إسرائيل" أو يمس بوحدة أراضيه أو من وحدة أراضي القدس" العاصمة الأبدية لدولة اليهود. كما ترفض بشكل قاطع حق العودة للفلسطينين المهجرين من وطنهم وأراضيهم، كما تدعم بكل الوسائل، سياسة استيطان الأراضي المحتلة وتهويدها

د. نضال الصالح






#نضال_الصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة إلى موضوع الدين والعلمانية
- ما الهدف من نقد الفكر الديني
- المرأة ناقصة عقل وعورة وجب إخفاءها عن عيون الغرباء
- العلمانية والدين، صراع بقاء أم حياد إيجابي
- الكتب المقدسة هي جزء من المنتج الأدبي والثقافي الإنساني
- سلطة التاريخ على السياسة
- بين نقد الفكر الديني الإسلامي وسياسة الغرب الإستعمارية. رد ع ...
- رفض الغير ليس حكرا على الغلاة والمتشددين الإسلاميين
- الآخر في الخطاب والفكر الديني
- الله والمؤسسة الدينية
- المسيحيون العرب شركاء لنا في الوطن وليسوا على ذمة أحد


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال الصالح - علاقة الديانه اليهودية بالمشروع الصهيوني والتكوين السياسي لدولة إسرائيل