أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - محمود الشمري - الشرارة الأولى لثورة العشرين (الشيخ شعلان أبو الجون )














المزيد.....

الشرارة الأولى لثورة العشرين (الشيخ شعلان أبو الجون )


محمود الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 2695 - 2009 / 7 / 2 - 06:54
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


يوم 30 حزيران 1920 كانت مدن العراق الكبيرة ومنطقة الفرات الأوسط بالذات على حافة ألأنفجار ضد المستعمر الأنكليزي المتكبر حيث أن تاثيرات حادثة اعتقال محمد رضا الشيرازي وأعوانه يوم 21 حزيران في مدينة كربلاء ونفيهم الى جزيرة (هنجام ) مازالت طرية وكانت الأجتماعات بين الشخصيات الوطنية السياسية والأدبية والعشائرية والمنتقدة لسياسة الأنكليز وتصرفاتهم والأوضاع المتردية في العراق قد وصلت ذروتها والخطب الحماسية مثل خطبة الشيخ محمد الخالصي في صحن الأمام العباس والقصائد الوطنية تؤجج الشارع العراقي ضد الأنكليز ومنها قصيدة الوزير الشاعر محمد حسن أبو المحاسن (جد السيد نوري المالكي ) التي ألقيت في صحن الأمام الحسين (عليه السلام ) وكان مطلعها :
وثق العراق بزاهر استقبال والشعب متفق على استقلال
بالأضافة الى أن التقارب والتنسيق السني –الشيعي قد وصل أقصاه وبشكل لم يشهد له العراق مثيلا من قبل والتنسيق بينهما قد تسبب في وحدة الشعب وقوة موقفه تجاه الأنكليز وكان ( الملا عثمان الموصلي )يقوم بدور مهم حيث كان يتنقل بين محلات بغداد المختلفة وخاصة الأعظمية والكاظمية فيترنم بمدح النبي (ص)وأهل بيته الكرام حيث أنه كان مولعا بحب أهل البيت ( عليهم السلام ) ونظم الشعر في مدحهم وكانت ترتيلاته الشجية في صحن الكاظمية من الأمور التي لاينساها الناس . كان الوقت مثاليا لأندلاع الثورة ولم يكن ينقصها سوى الشرارة الأولى و التي جاءت من مدينة (الرميثة) .
كيف انطلقت الشرارة الأولى
استدعى الملازم (هيات ) معاون الحاكم السياسي في الرميثة الشيخ (شعلان أبو الجون ) رئيس عشيرة ( الظوالم ) للحضور الى سراي الحكومة لأمر يتعلق بعشيرته , وعند وصوله استقبله الملازم (هيات ) بالعنف والتوبيخ واسمعه كلمات جارحة فقابله شعلان أبو الجون بشراسة وصلابة أشد وأخبره أن هذا الأسلوب سيجر بريطانيا الى عاقبة سيئة وأن العراقيين ليسوا مثل الهنود الذين يتحملون اهانات الأنكليز وأن النار تستعر في قلوب العراقيين ضد الأنكليز فما كان من الملازم هيات سوى أن أمر بحبسه لكي يرسله الى الديوانية بقطار الليل . والتفت شعلان الى الشخص الذي جاء معه وطلب منه أن يخبر ابن عمه ( غيث الحرجان ) بأنه بحاجة الى ( عشر ليرات عثمانية ذهبية ) وانها يجب أن تصله قبل موعد وصول القطار. ولما وصل الخبر الى (غيث الحرجان) عرف أن شعلان يقصد عشرة رجال من الشجعان لمهاجمة السراي وبالفعل جهز غيث عشرة رجال وأرسلهم وهاجموا السراي الأنكليزي وحرروا شعلان من قبضة الأنكليز وعادوا به الى عشيرته , وقامت جماهير الرميثة على أثر المعركة بالهجوم على السراي ومحاصرته , وابرق الملازم هيات الى الميجر (ديلي) في الديوانية يخبره بمحاصرة أهل الرميثة للسراي وتحرير شعلان أبو الجون الذي بدوره أعلن الحرب على المحتلين الأنكليز واقتلع مع عشيرته أخشاب السكك الحديد التي تمر بأراضيهم .
جهز الأنكليز قوة قوامها 527 رجلا بقيادة (الكابتن براك ) واستولوا على سراي الرميثة والخانات المجاورة له .
معركة ألبوحسان ( المعركة الأولى )
وفي يوم 4 تموز 1920 ارسل الأنكليز قوة مكونة من فصيلين الى القرية التي تسكنها عشيرة (ألبو حسان ) والتي تبعد كيلو مترين عن الرميثة فقاموا بحرقها لأرهاب الثوار مما جعل من الثوار أن يجمعوا مابين 1500-2000 محارب وهاجموا القوة الأنكليزية من كل جانب وكبدوها خسائر فادحة , ثم توجهوا الى داخل مدينة الرميثة وهاجموا القوات ألأنكليزية المتمركزة في الرميثة التي انسحبت الى الخانات حول السراي , واستولى الثوار على المدينة وبقيت القوات الأنكليزية محاصرة .
معركة العارضيات الأولى
وفي مساء 6تموز 1920 وصلت الى ( العارضيات ) التي تبعد 10 كيلومترات شمال الرميثة قوة انكليزية قاصدة الرميثة ولكن الثوار هاجموها بحوالي 3000-5000 محارب ووقعت معركة ضارية تكبد الأنكليز فيها 48 قتيلا و167 جريحا وهربوا الى منطقة الحمزة مستغلين عاصفة ترابية هبت عند الظهر .
ابرق قائد الحامية الأنكليزية المحاصرة في الرميثة يخبرهم بنفاذ طعامهم فأرسلت السلطة البريطانية 9 طائرات قامت بقصف مدينة الرميثة بالقنابل مما سبب هرب الناس من السوق , وخرج على اثرها الجنود الأنكليز والهنود الى السوق للحصول على الطعام وهاجموا في طريقهم مجموعة من النساء والأطفال مختبئين في أحد الدور وقتلوا 20 منهم وبحيث أخذت دمائهم تسيل خارج الدار .
معركة العارضيات الثانية
تحرك الجنرال( كوننغهام ) من الديوانية برتل في قطار مملوء بالعتاد والسلاح والطعام والمعدات الطبية متجه الى الرميثة لفك الحصار عن الحامية المحاصرة وحدثت معركة كبيرة بينهم وبين الثوار في منطقة العارضيات من عشائر (بني زريج والبو حسان وبني عارض والظوالم والأعاجيب ) واستعمل الأنكليز المدفعية الثقيلة وكاد الثوار أن ينتصروا ولكن وصلت قوة انكليزية أخرى تسببت في انسحابهم , ودخلت القوة الأنكليزية مدينة الرميثة يوم 20 تموز واستصحبت معها القوة المحاصرة وغادرت في اليوم التالي الى مدينة الديوانية . ويذكر (فريق مزهر الفرعون ) ان خسائر الثوار كانت في هذه المعركة 500 قتيل بينما تكبد الأنكليز حوالي ثلاثة ألاف بينهم ستون ضابطا .
وعند وصول أخبار المعارك الى باقي العشائر فانها قد اعلنت تمردها على الأنكليز وثارت عليهم وقاتلتهم ولم تتوقف حيث قامت عشائر المشخاب بقيادة عبد الواحد ال سكر وتحت راية (السيد نور) بأعلان الثورة وتوجهوا لمحاصرة الحامية في منطقة (ابو صخير ) . وحدث الشيء نفسه في الشامية والرارنجية وطويريج وعفك والديوانية وهكذا توالت ثورات العشائر ضد الأنكليز حتى عمّت معظم أنحاء العراق .





#محمود_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستتصادم اميركا مع اسرائيل ؟ وماهو المطلوب من العرب ؟
- رسالة مفتوحة الى السيد رئيس الوزراء العراقي / العراق يحتضر
- استاذ اللاهوت المصري وردّة العقل الحر
- الأسرائيلي الطيب يعاني من الشرير الأيراني
- صحوة المغني العالمي جيرمان جاكسون
- رئيس جمهورية جامبيا يعود الى الأسلام
- هل ان السيد المسيح هو ابن الله حقا ؟
- نظرية جديدة للعبقري أياد جمال الدين
- رسالة مفتوحة الى مقتدى الصدر
- العنف في العراق لم يمت / مقالة مترجمة
- قصص المثليين في الكتاب المقدس
- فيلم امريكي عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
- حاخام يهودي يفضح وفاء سلطان
- ناهده الرماح ..نخلة عراقية عائدة
- ناهدة الرماح..نخلة عراقية عائدة
- ترجمة القران الكريم الى العبرية
- عودة الشاعرة الرقيقة مرام المصري
- جلعاد شاليط ومصيبتنا
- المصالحة مع العقارب
- انتصرنا.. انتصرنا


المزيد.....




- نتنياهو لعائلات رهائن: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم.. وسندخل ...
- مصر.. الحكومة تعتمد أضخم مشروع موازنة للسنة المالية المقبلة. ...
- تأكيد جزائري.. قرار مجلس الأمن بوقف إسرائيل للنار بغزة ملزم ...
- شاهد: ميقاتي يخلط بين نظيرته الإيطالية ومساعدة لها.. نزلت من ...
- روسيا تعثر على أدلة تورّط -قوميين أوكرانيين- في هجوم موسكو و ...
- روسيا: منفذو هجوم موسكو كانت لهم -صلات مع القوميين الأوكراني ...
- ترحيب روسي بعرض مستشار ألمانيا الأسبق لحل تفاوضي في أوكرانيا ...
- نيبينزيا ينتقد عسكرة شبه الجزيرة الكورية بمشاركة مباشرة من و ...
- لليوم السادس .. الناس يتوافدون إلى كروكوس للصلاة على أرواح ض ...
- الجيش الاسرائيلي يتخذ من شابين فلسطينيين -دروعا بشرية- قرب إ ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - محمود الشمري - الشرارة الأولى لثورة العشرين (الشيخ شعلان أبو الجون )